الباحث القرآني
﴿وَذَا ٱلنُّونِ﴾ - تفسير
٤٩٥٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وذا النون﴾، يعني: يونس بن مَتّى ﵇[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٠.]]. (ز)
٤٩٥٥٨- قال يحيى بن سلّام: قوله: ﴿وذا النون﴾، يعني: يونس. وقال في آية أخرى: ﴿كصاحب الحوت﴾ [القلم:٤٨]، والحوت: النون[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٣٣٤.]]. (ز)
﴿وَذَا ٱلنُّونِ﴾ - آثار في سياق قصة يونس
٤٩٥٥٩- قال يحيى بن سلّام: وبلغنا: أنّ يونس دعا قومَه زمانًا إلى الله ﷿، فلمّا طال ذلك وأَبَوْا أوحى الله إليه أنّ العذاب يأتيهم يوم كذا وكذا، فلمّا دنا الوقتُ تَنَحّى عنهم، فلما كان قبل الوقت بيوم جاء، فجعل يطوف بالمدينة، وهو يبكي، ويقول: غدًا يأتيكم العذاب. فسمعه رجل منهم، فانطلق إلى الملِك، فأخبره أنّه سمع يونس يبكي، ويقول: غدًا يأتيكم العذاب. فلمّا سمع ذلك الملِك دعا قومَه، فأخبرهم بذلك، وقال: إن كان هذا حقًا فسيأتيكم العذاب غدًا، فاجتمعوا حتى ننظر في أمرنا. فاجتمعوا، فخرجوا مِن المدينة مِن الغد، فنظروا، فإذا بظُلْمَةٍ وريحٍ شديدة قد أقبلت نحوهم، فعلموا أنّه الحق، ففرَّقوا بين الصبيان وبين أمهاتهم، وبين البهائم وبين أمهاتها، ولبسوا الشعر، وجعلوا الرماد والتراب على رءوسهم تواضعًا لله، وتَضَرَّعوا إليه، وبكوا، وآمنوا؛ فصرف الله عنهم العذاب. واشترط بعضُهم على بعض ألا يكذب منهم أحدٌ كذبة إلا قطعوا لسانه، فجاء يونس من الغد، فنظر فإذا المدينة على حالها، وإذا الناس داخِلون وخارجون، فقال: أمرني ربي أن أخبر قومي أنّ العذاب يأتيهم فلم يأتهم، فكيف ألقاهم؟ فانطلق حتى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا سفينة في البحر، فأشار إليهم، فأتوه، فحملوه، ولا يعرفونه، فانطلق إلى ناحية من السفينة، فتقنَّع ورقد، فما مضى إلا قليلًا حتى جاءتهم ريحٌ كادت تُغرِق السفينة، فاجتمع أهلُ السفينة، فدعوا الله، ثم قالوا: أيقظوا الرجلَ يدعو الله معنا. ففعلوا، فدعا اللهَ معهم، فرفع الله -تبارك وتعالى- عنهم تلك الريح، ثم انطلق إلى مكانه فرقد، فجاءت ريح كادت السفينة تغرق، فأيقظوه، ودعوا الله، فارتفعت الريح، ثم انطلق إلى مكانه فرقد، فجاءت ريح كادت السفينة تغرق، فأيقظوه، ودعوا الله، فارتفعت، فتَفَكَّر العبدُ الصالح يونس، فقال: هذا مِن خطيئتي. أو قال: مِن ذنبي أو. كما قال. فقال لأهل السفينة: شدوني وثاقًا، وألقوني في البحر. فقالوا: ما كُنّا لنفعل وحالُك حالك، ولكنّا نقترع، فمَن أصابته القرعة ألقيناه في البحر. فاقترعوا، فأصابته القرعة، فقال: قد أخبرتُكم. فقالوا: ما كُنّا لِنفعل، ولكن اقترعوا الثانية. فاقترعوا، فأصابته القرعة، ثم اقترعوا الثالثة، فأصابته القرعة، وهو قوله ﷿: ﴿فساهم فكان من المدحضين﴾ [الصافات:١٤١]، أي: مِن المقروعين، ويُقال: مِن المسهومين، يعني: أنّه وقع السهم عليه. فانطلق إلى صدر السفينة ليلقي نفسَه في البحر، فإذا هو بحوتٍ فاتحٍ فاه، ثم انطلق إلى ذَنَب السفينة، فإذا هو بالحوت فاتحٍ فاه، ثم جاء إلى جانب السفينة، فإذا هو بالحوت فاتح فاه، ثم جاء إلى الجانب الآخر، فإذا هو بالحوت فاتحٍ فاه، فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر، فالتقمه الحوت، فأوحى الله -تبارك وتعالى- إلى الحوت: إنِّي لم أجعله لك رِزقًا، ولكن جعلت بطنَك له سِجنًا. فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٣٣٥-٣٣٧.]]. (ز)
﴿إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبࣰا﴾ - تفسير
٤٩٥٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضبا﴾، يقول: غضب على قومه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٤، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٠٧٧).]]. (١٠/٣٥٧)
٤٩٥٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: بعثه الله -يعني: يونس- إلى أهل قريته، فردُّوا عليه ما جاءهم به، وامتنعوا منه، فلمّا فعلوا ذلك أوحى الله إليه: إنِّي مُرسِل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخْرُج مِن بين أظهرهم. فأعلم قومَه الذي وعده الله مِن عذابه إيّاهم، فقالوا: ارمقوه، فإن خرج مِن بين أظهركم فهو -واللهِ- كائنٌ ما وعدكم. فلما كانت الليلةُ التي وُعِدوا بالعذاب في صبحها أدلجَ، ورآه القوم، فخرجوا من القرية إلى براز مِن أرضهم، وفَرَّقوا بين كل دابة وولدها، ثم عَجُّوا إلى الله، فاستقالوه، فأقالهم، وتَنَظَّر يونسُ الخبر عن القرية وأهلها، حتى مرَّ به مارٌّ، فقال: ما فعل أهلُ القرية؟ فقال: فعلوا أن نبيَّهم خرج مِن بين أظهرهم، عرفوا أنه صدقهم ما وعدهم من العذاب، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض، ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها، وعجُّوا إلى الله، وتابوا إليه؛ فقبل منهم، وأخَّر عنهم العذاب. قال: فقال يونس عند ذلك -وغضب-: واللهِ، لا أرجع إليهم كذّابًا أبدًا، وعَدتُهم العذابَ في يوم، ثم رُدَّ عنهم! ومضى على وجهه مُغاضِبًا[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٥.]]. (ز)
٤٩٥٦٢- عن سعيد بن جبير -من طريق إسماعيل بن عبد الملك- نحوه، وزاد فيه: قال: فخرج يونسُ ينظر العذاب، فلم ير شيئًا، قال: جرِّبوا عَلَيَّ كذبًا. فذهب مُغاضِبًا لربه حتى أتى البحر[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٦، كما أخرجه الثوري ص٢٠٤ مختصرًا.]]. (ز)
٤٩٥٦٣- عن عبد الله بن عباس، قال: أتى جبريلُ يونسَ، فقال: انطِلق إلى أهل نَيْنَوى، فأنذِرْهم. قال: ألْتَمِسُ دابَّةً. قال: الأمرُ أعجل مِن ذلك. فغضب، فانطلق إلى السفينة[[تفسير البغوي ٥/٣٥٠.]]. (ز)
٤٩٥٦٤- قال عروة بن الزبير: ذهب عن قومه مُغاضِبًا لربه إذ كُشِف عن قومه العذاب بعدما أوعدهم، وكره أن يكون بين قوم قد جَرَّبوا عليه الخُلْف فيما أوعدهم، واستحيا منهم، ولم يعلم السببَ الذي به رُفِع العذاب، وكان غضبُه أنَفَةً مِن ظهور خُلْفِ وعده، وأنّه يُسَمّى: كذّابًا، لا كراهية لحكم الله تعالى[[تفسير البغوي ٥/٣٥٠.]]. (ز)
٤٩٥٦٥- عن سعيد بن أبي الحسن -من طريق عوف- قال: بلغني: أنّ يونس لَمّا أصاب الذنب انطلق مُغاضِبًا لربه، واسْتَزَلَّه الشيطانُ[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٦.]]. (ز)
٤٩٥٦٦- عن عامر الشعبي -من طريق مُجالد بن سعيد- في قوله: ﴿إذ ذهب مغاضبا﴾، قال: مُغاضِبًا لربِّه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٦.]]. (ز)
٤٩٥٦٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضبا﴾، قال: مُغاضِبًا لقومه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٦٨- عن الحسن البصري، في قوله: ﴿إذ ذهب مغاضبا﴾، قال: انطلق آبِقًا[[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٦٩- تفسير الحسن البصري: ﴿إذ ذهب مغاضبا﴾، يعني: مُكابِدًا لدِين ربِّه[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٣٥.]]. (ز)
٤٩٥٧٠- عن الحسن البصري -من طريق شهر بن حوشب-: أنّه غاضَبَ ربَّه مِن أجل أنه أُمِر بالمصير إلى قومٍ لينذرهم بأسه، ويدعوهم إليه، فسأل ربَّه أن ينظره لِيَتَأَهَّب لِلشُّخُوص إليهم، فقيل له: الأمر أسرع من ذلك. ولم يُنظَر، حتى شاء أن ينظر إلى أن يأخذ نعلًا ليلبسها، فقيل له نحو القول الأول، وكان رجلًا في خُلُقِه ضِيقٌ، فقال: أعجلني ربي أن آخُذَ نعلًا! فذهب مُغاضِبًا[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٧.]]. (ز)
٤٩٥٧١- عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن- قال: إنّ يونس بن مَتّى كان عبدًا صالحًا، وكان في خُلُقِه ضيق، فلما حملت عليه أثقال النبوة -ولها أثقال لا يحملها إلا قليل- تَفَسَّخَ تحتها تَفَسُّخَ الرُّبَعِ تحت الحِمْل[[الرُّبَع: الفَصِيل، وهو ولد الناقة. والمعنى: أن الفصيل لم يطق الحمل. النهاية (فصل)، وتاج العروس (فسخ).]]، فقذفها بين يديه، وخرج هاربًا منها. يقول الله لنبيه ﷺ: ﴿فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل﴾ [الأحقاف:٣٥]، ﴿فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت﴾ [القلم:٤٨]، أي: لا تُلْقِ أمري كما ألقاه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٦.]]. (ز)
٤٩٥٧٢- عن عمرو بن قيس، قال: كانت تكون أنبياء جميعًا يكون عليهم واحد، فكان يُوحى إلى ذلك النبي: أرسل فلانًا إلى بني فلان. فقال الله: ﴿إذ ذهب مغاضبا﴾، قال: مُغاضِبًا لذلك النبي[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إذ ذهب مغاضبا﴾، يعني: مُراغمًا لقومه؛ لحزقيل بن أجار، ومَن معه مِن بني إسرائيل، ففارقهم مِن غير أن يؤمنوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٠.]]٤٣٨٣. (ز)
﴿فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَیۡهِ﴾ - تفسير
٤٩٥٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، يقول: أن لن نقضي عليه عقوبةً، ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره. قال: وعقوبته أخذُ النُّونِ إيّاه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٩، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٠٧٧).]]. (١٠/٣٥٧)
٤٩٥٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قال: ظنَّ أن لن يأخذه العذابُ الذي أصابه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٨-٣٧٩، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/٢٩-، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٠٧٦). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٧٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق منصور- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قال: البلاء الذي أصابه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٠.]]. (ز)
٤٩٥٧٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- أنّ معاوية قال له يومًا: إنّه ضَرَبَتْنِي أمواجُ القرآنِ البارحةَ في آيتين لم أعرف تأويلَهما، ففزعتُ إليك. قال: وما هما؟ قال: قول الله: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه﴾، وأنّه يفوته إنْ أراده، وقول الله: ﴿حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا﴾ [يوسف:١١٠]، كيف هذا؟ يظنون أنه قد كذبهم ما وعدهم؟! فقال ابن عباس: أمّا يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يُقَدِّر اللهُ عليه بها العقابَ، ولم يشك أنّ الله إن أراده قَدِرَ عليه. وأمّا الآية الأخرى فإنّ الرسل استيأسوا مِن إيمان قومهم، وظنُّوا أنّ مَن أعطاهم الرِّضا في العلانية قد كذَّبهم في السر؛ وذلك لِطول البلاءِ عليهم، ولم تَسْتَيْئِسِ الرسلُ مِن نصر الله، ولم يظنوا أنهم كَذَبَهُم ما وعَدَهُم. فقال معاوية: فرَّجْتَ عَنِّي، يا ابن عباس، فرَّج اللهُ عنك[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في الموفقيات.]]. (١٠/٣٦١)
٤٩٥٧٨- عن سعيد بن أبي الحسن -من طريق عوف- قال: بلغني: أنّ يونس لَمّا أصاب الذنبَ انطلق مُغاضِبًا لربه، واسْتَزَلَّهُ الشيطانُ، حتى ظنَّ أن لن نقدر عليه. قال: وكان له سلفٌ وعِبادة وتسبيح، فأبى اللهُ أن يَدَعه للشيطان، فأخذه، فقذفه في بطن الحوت، فمكث في بطن الحوت أربعين مِن بين ليلة ويوم، فأمسك اللهُ نفسَه، فلم يقتله هناك، فتاب إلى ربِّه في بطن الحوت، وراجع نفسه. قال: فقال: ﴿سبحانك إني كنت من الظالمين﴾. قال: فاستخرجه اللهُ مِن بطن الحوت برحمته، بما كان سَلَف مِن العبادة والتسبيح، فجعله من الصالحين. قال عوف: وبلغني: أنّه قال في دعائه: وبَنَيْتُ لك مسجدًا في مكان لم يبنه أحدٌ قبلي[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٠.]]. (ز)
٤٩٥٧٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق الحكم- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قال: ظنَّ أن لن نُعاقِبه بذنبه[[أخرجه ابن وهب في الجامع ٢/٢٥ (٤٠) من طريق الحكم، وابن جرير ١٦/٣٧٩، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٠٨٠). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٨٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، يقول: ظنَّ أنّ الله لن يقضي عليه عقوبةً، ولا بلاء في غضبه الذي غضب على قومه، وفراقه إيّاهم[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٠. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٥٩)
٤٩٥٨١- قال عطاء: معناه: فظَنَّ أن لن نُضَيِّق عليه الحبسَ [[تفسير الثعلبي ٦/٣٠٢. وأورد عقبه: مِن قوله: ﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر﴾ [الرعد:٢٦]، أي: يُضَيِّق.]]. (ز)
٤٩٥٨٢- عن الحسن البصري، في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾: فكان له سَلَفٌ مِن عمل صالح، فلم يدَعْه اللهُ، فبِهِ أدركه[[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٨٣- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قال: ظنَّ أن لن نُعاقِبه[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١٠٧٩).]]. (١٠/٣٥٩)
٤٩٥٨٤- عن عطية العوفي، في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قال: ظنَّ أن لن نقضي عليه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٥٨)
٤٩٥٨٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، يقول: ظنَّ أن لن نُعاقِبه[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٩. وعلَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٣٥.]]. (١٠/٣٥٩)
٤٩٥٨٦- عن قتادة بن دعامة= (ز)
٤٩٥٨٧- ومحمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قالا: ظن أن لن نقضي عليه العقوبة[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٧٩. وعلَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٣٥ عن قتادة بلفظ: فظن أن لن نعاقبه بما صنع.]]. (١٠/٣٥٩)
٤٩٥٨٨- عن إياس بن معاوية المدني[[كذا في المصدر، ولعله: المزني.]] -من طريق عبد الرحمن بن الحارث- أنّه كان إذا ذُكِر عنده يونس، وقوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، يقول إياس: فَلِم فَرَّ؟[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨١.]]. (ز)
٤٩٥٨٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، فحسِب يونسُ أن لن نُعاقبه بما صنع[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٠.]]. (ز)
٤٩٥٩٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾، قال: هذا استفهام. وفي قوله: ﴿فما تغن النذر﴾ [القمر:٥]، قال: استفهام أيضًا[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨١.]]٤٣٨٤. (ز)
﴿فَنَادَىٰ﴾ - تفسير
٤٩٥٩١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: لَمّا التَقَمَ الحوتُ يونسَ ذهب به حتى أوقفه بالأرض السابعة، فسمع تسبيحَ الأرض، فهَيَّجه على التسبيح، فقال: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾. فأخرجه حتى ألقاه على الأرض، بلا شعر ولا ظفر مثل الصبي المنفوس، فأُنبِتَتْ عليه شجرةٌ تُظِلُّه، ويأكل مِن تحتها مِن حشرات الأرض[[قيل: كل ما أُكِلَ من بَقْل الأرض حَشَرَةٌ. لسان العرب (حشر).]]. فبينا هو نائمٌ تحتها إذ تساقط ورَقُها قد يَبِسَتْ، فشكا ذلك إلى ربِّه، فقال له: تحزن على شجرةٍ يَبِسَتْ، ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون يُعَذَّبون؟![[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٧٨-٥٧٩. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٦٣)
٤٩٥٩٢- عن عبد الله بن الحارث، قال: لَمّا التَقَمَ الحوتُ يونسَ نبذ به إلى قرار الأرض، فسمع تسبيح الأرض، فذاك الذي هاجه، فناداه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٠/٣٥٩)
٤٩٥٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فنادى﴾، يقول: فدعا ربَّه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٠.]]. (ز)
﴿فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ﴾ - تفسير
٤٩٥٩٤- عن عمرو بن ميمون، قال: حدثنا عبدُ الله بن مسعود في بيت المال، قال: لَمّا ابتلع الحوتُ يونسَ ﵇ أهْوى به إلى قرار الأرض، فسمع يونسُ ﵇ تسبيحَ الحصى، فنادى في الظلمات -ظلمات ثلاث: بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر-: ﴿أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾. ﴿فنبذناه بالعراء وهو سقيم﴾ [الصافات:١٤٥]، قال: كهيئة الفرخ المَمْعُوط[[معط الشعر: نتفه. اللسان (معط).]] الذي ليس عليه ريش[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٢/١٠٦-١٠٧ (٣٨)-، والحاكم ٢/٣٨٣. وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم.]]. (١٠/٣٦٠)
٤٩٥٩٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿فنادى في الظلمات﴾، قال: ظُلْمة الليل، وظُلْمة البحر، وظُلْمة بطن الحوت[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٢.]]. (١٠/٣٦٠)
٤٩٥٩٦- عن سعيد بن جبير، مثله[[عزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (١٠/٣٦٠)
٤٩٥٩٧- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق محمد بن رِفاعة-= (ز)
٤٩٥٩٨- وعمرو بن ميمون -من طريق أبي إسحاق-= (ز)
٤٩٥٩٩- وقتادة بن دعامة -من طريق معمر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٢-٣٨٣.]]. (١٠/٣٦٠)
٤٩٦٠٠- عن عبد الملك ابن جريج، مثله[[علَّقه ابن جرير ١٦/٣٨٢.]]. (ز)
٤٩٦٠١- عن سالم بن أبي الجعد -من طريق منصور- قال: أوحى الله تعالى إلى الحوتِ أن: ألّا تَضُرَّ له لحمًا ولا عظمًا. ثم ابتلع الحوتَ حوتٌ آخر، قال: ﴿فنادى في الظلمات﴾، قال: ظلمة الحوت، ثم حوت، ثم ظلمة البحر[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٣.]]. (١٠/٣٦٠)
٤٩٦٠٢- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: ﴿فنادى في الظلمات﴾، قال: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، ﴿أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾. قال الملائكة: صوتٌ معروف في أرض غريبة[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (١٠٧٩).]]. (١٠/٣٥٩)
٤٩٦٠٣- تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: قوله: ﴿فنادى في الظلمات﴾، يعني: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٣٨.]]. (ز)
٤٩٦٠٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿في الظلمات﴾، يعني: ظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٠.]]٤٣٨٥. (ز)
﴿أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّی كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ٨٧﴾ - تفسير
٤٩٦٠٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: ﴿فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾، مُعْتَرِفًا بذنبه، تائِبًا من خطيئته[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٤.]]. (ز)
٤٩٦٠٦- عن الضحاك بن مزاحم، قال: كل تسبيح في القرآن صلاة، إلا قوله: ﴿سبحانك إني كنت من الظالمين﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٠/٣٦٠)
٤٩٦٠٧- تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾، يعني: بخطيئته[[علَّقه يحيى بن سلّام ١/٣٣٨.]]. (ز)
٤٩٦٠٨- قال محمد بن قيس -من طريق أبي معشر- قوله: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك﴾: ما صنعت مِن شيء فلم أعبد غيرك، ﴿إني كنت من الظالمين﴾ حين عصيتُك[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٤.]]٤٣٨٦. (ز)
٤٩٦٠٩- قال مقاتل بن سليمان: فنادى: ﴿أن لا إله إلا أنت﴾ يُوَحِّد ربه ﷿، ﴿سبحانك﴾ نَزَّه تعالى أن يكون ظَلَمَه، ثم أقرَّ على نفسه بالظلم، فقال: ﴿إني كنت من الظالمين﴾ يقول يونس ﵇: إني ظلمت نفسي[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٩٠.]]. (ز)
٤٩٦١٠- قال يحيى بن سلّام: ﴿فنادى في الظلمات﴾، كما قال الله: ﴿أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾[[تفسير يحيى بن سلّام ١/٣٣٧.]]. (ز)
﴿أَن لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنتَ سُبۡحَـٰنَكَ إِنِّی كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ٨٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٩٦١١- عن أنس بن مالك، رفعه: «إنّ يونس حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات، حين ناداه في بطن الحوت، قال: اللهم، لا إله إلا أنت، سبحانك، إنِّي كنت من الظالمين. فأقبلت الدعوة تَحُفُّ بالعرش، فقالت الملائكة: يا رب، هذا صوتٌ ضعيفٌ معروفٌ في بلاد غريبة! فقال: أما تعرفون ذلك؟ قال: يا رب، وما هو؟ قال: ذاك عبدي يونس. قالوا: عبدُك يونس الذي لم يَزَل يُرفَع له عمل متقبل، ودعوة مجابة؟! قال: نعم. قالوا: يا رب، أفلا ترحم بما كان يصنع في الرخاء، فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى. فأمر الحوت، فطرحه بالعراء، فأنبت الله عليه اليقطينة»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة ص٤٦-٤٧ (٣٢)، والطبراني في كتاب الدعاء ص٣٥ (٤٧)، وعبد الرزاق ٣/١٠٤ (٢٥٥٨)، وابن جرير ١٩/٦٢٨-٦٢٩، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/٣٦٨-، من طريق أبي صخر حميد بن زياد الخراط، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك به. وسنده ضعيف؛ فيه يزيد بن أبان الرقاشي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (٧٦٨٣): «ضعيف».]]. (١٠/٣٦٣)
٤٩٦١٢- عن أبي هريرة، يقول: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا أراد اللهُ حبسَ يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت: أن خُذْه، ولا تخدش له لحمًا، ولا تكسر عظمًا. فأخذه، ثم هوى به إلى مسكنه من البحر، فلما انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسًا، فقال في نفسه: ما هذا؟ قال: فأوحى الله إليه، وهو في بطن الحوت: إنّ هذا تسبيح دواب البحر. قال: فسَبَّح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكةُ تسبيحه، فقالوا: يا ربَّنا، إنّا نسمع صوتا ضعيفًا بأرض غريبة. قال: ذاك عبدي يونس، عصاني، فحَبَسْتُه في بطن الحوت في البحر. قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عملٌ صالح؟ قال: نعم. قال: فشَفَعُوا له عند ذلك، فأمَرَ الحوتَ فقذفه في الساحل، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿وهو سقيم﴾» [الصافات:١٤٥][[أخرجه ابن جرير في تاريخه ٢/١٦، وفي تفسيره ١٦/٣٨٤-٣٨٥، من طريق ابن إسحاق، عمن حدثه، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة به. وأخرجه البزار ١٥/٣٤ (٨٢٢٧)، من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن نافع به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي ﷺ بهذا اللفظ إلا مِن هذا الوجه بهذا الإسناد». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٩٨ (١١٣٠٢): «رواه البزار عن بعض أصحابه، ولم يُسَمِّه، وفيه ابن إسحاق، وهو مُدَلِّس، وبَقِيَّة رجاله رجال الصحيح».]]. (ز)
٤٩٦١٣- عن شيخ مِن ضَبَّة: أنّ عثمان بن عفان جعل يقول حين ضُرِب والدماءُ تسايل على لحيته: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾، اللهم، إنِّي أسْتَعْدِيك عليهم، وأستعينك على جميع أموري، وأسألك الصبر على ما ابْتَلَيْتَنِي[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٥/٣١٥ (٤٩)-.]]. (ز)
٤٩٦١٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عثمان- قال: في دجلة ركب السفينة، وفيها التقمه الحوت، ثم أفضى به إلى البحر، فدار في البحر، ثم رجع في دجلة، فثُمَّ نبذه بالعراء، وهو البر[[أخرجه يحيى بن سلّام ١/٣٣٨.]]. (ز)
٤٩٦١٥- عن مجالد، قال: ذُكر عند عامر الشعبي أنّ يونس مكث في بطن الحوت أربعين ليلة. فقال: ما مكث فيه يومًا، إنّما ابتلعه ضُحًى، فلما كادت الشمس تغرب تثاءب الحوت، فرأى يونس ضوء الشمس قبل أن تغرب، فقال: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾، فخرج[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات -ضمن موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٤/٤٧٦ (١٨١)-.]]. (ز)
٤٩٦١٦- عن عوف الأعرابي -من طريق جعفر بن سليمان- قال: لَمّا صار يونس في بطن الحوت ظنَّ أنّه قد مات، ثم حرَّك رجليه، فلمّا تَحَرَّكت سَجَد مكانه، ثم نادى: يا ربِّ، اتخذتُ لك مسجدًا في موضع ما اتخذه أحدٌ[[أخرجه ابن جرير ١٦/٣٨٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.