الباحث القرآني
﴿لِّلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ ٢٨٤﴾ - نزول الآية
١١٦١٨- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ دخل في قلوبهم شيءٌ منه لم يدخلْ من شيء، فقالوا للنبي ﷺ، فقال: «قولوا: سمعنا، وأطعنا، وسلَّمْنا». فألقى اللهُ الإيمانَ في قلوبهم؛ فأنزل الله: ﴿ءامَنَ ٱلرَّسُولُ﴾ الآية، ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنا لا تُؤاخِذۡناۤ إن نَّسِیناۤ أوۡ أخۡطَأۡناۚ﴾. قال: قد فعلتُ. ﴿رَبَّنا ولا تُحَمِّلۡنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِۦۖ﴾. قال: قد فعلتُ. ﴿وٱعۡفُ عَنّا وٱغۡفِرۡ لَنا وٱرۡحَمۡناۤۚ﴾ الآية، قال: قد فعلتُ[[أخرجه مسلم ١/١١٦ (١٢٦).]]. (٣/٤١٢)
١١٦١٩- عن عبد الله بن عباس، قال: لَمّا نزلت: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ الآيةَ؛ أتى أبو بكر وعمرُ ومعاذُ بن جبل وسعدُ بن زرارة رسولَ الله ﷺ، فقالوا: ما نزل علينا آيةٌ أشدُّ مِن هذه[[أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ٣/٣٢٧ (٢٤١٥). وإسناده ضعيف؛ فيه عطاء بن أبي مسلم الخراساني، قال ابن حجر في التقريب (٤٦٣٣): «صدوق، يهِم كثيرًا، ويُرسِل، ويُدَلِّس». وقد عَنْعَنَ في إسناد هذا الحديث.]]. (٣/٤١٨)
١١٦٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: نزلت في الشهادة[[أخرجه سعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/١٠٠٤ (٤٧٣)، وابن جرير ٥/١٢٩، وابن المنذر ١/٩٣ (١٦١)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٢ (٣٠٥٦). وإسناده ضعيف؛ فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي، قال ابن حجر في التقريب (٧٧٦٨): «ضعيف، كبر فتغَيَّر، وصار يتلقن».]]. (٣/٤١١)
١١٦٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقسم- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ﴾ الآية، قال: نزلت في كتمان الشهادة، وإقامتها[[أخرجه القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ ص٢٧٤ (٥٠١)، وابن جرير ٥/١٣٠، وابن المنذر ١/٩٣ (١٦٣). وإسناده ضعيف أيضًا؛ فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي، سبق في الحديث الذي قبله.]]. (٣/٤١١)
١١٦٢٢- عن مقسم، مثل ذلك[[عَلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٢.]]. (ز)
١١٦٢٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طرق- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، يعني: كتمان الشهادة، وإقامتها على وجهها[[أخرجه أبو عبيد في ناسخه من طريق حميد ص٢٧٤ (٥٠٣)، وابن جرير من طريق داود وعمرو أبي سعيد وجويبر واللفظ له ٥/١٢٩، ١٣٠، وابن المنذر من طريق داود (١٦٤). وعَلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٢.]]. (ز)
١١٦٢٤- عن عامر الشعبي -من طريق السُّدِّي- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾، قال: في الشهادة[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣١. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٢.]]. (ز)
١١٦٢٥- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق خالد بن زيد- قال: ما بعث الله من نبي، ولا أرسل من رسول أنزل عليهم الكتاب إلا أنزل عليه هذه الآية: ﴿لِّلَّهِ ما فِی ٱلسَّمَـٰو ٰتِ وما فِی ٱلۡأرۡضِۗ وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشاۤءُ ویُعَذِّبُ مَن یَشاۤءُۗ وٱللَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾، فكانت الأمم تأبى على أنبيائها ورسلها، ويقولون: نؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا؟! فيكفرون، ويَضِلُّون، فلمّا نزلت على النبي ﷺ اشتَدَّ على المسلمين ما اشْتَدَّ على الأمم قبلهم، فقالوا: يا رسول الله، أنؤاخذ بما نُحَدِّث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا؟! قال: «نعم، واسمعوا وأطيعوا، واطلبوا إلى ربكم». فذلك قوله: ﴿ءامَنَ ٱلرَّسُولُ﴾ الآية، فوضع الله عنهم حديث النفس، إلا ما عملت الجوارح[[أخرجه ابن المنذر ١/٩٨-٩٩ (١٧٣) مرسلًا.]]. (٣/٤١٥)
﴿لِّلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ ٢٨٤﴾ - ما جاء في أنَّ الآية منسوخة
١١٦٢٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الضحاك- في الآية، قال: كانت المحاسبة قبل أن تنزل ﴿لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾، فلما نزلت نسخت الآية التي كانت قبلها[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٨٢)، وابن جرير ٥/١٣٥، والطبراني في الكبير (٩٠٣٠). وأخرجه أبو عبيد في ناسخه ص٢٧٥ (٥٠٦) من طريق قتادة بنحوه.]]. (٣/٤١٤)
١١٦٢٧- عن علي بن أبي طالب -من طريق السدي- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ الآية؛ أحزنتنا، قلنا: أيُحَدِّث أحدُنا نفسَه فيحاسب به؟! لا ندري ما يغفر منه، ولا ما يغفر منه؟ فنزلت هذه الآية بعدها، فنَسَخَتْها: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾[[أخرجه الترمذي (٢٩٩٠). وعَلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٤١٤)
١١٦٢٨- عن أبي هريرة، قال: لَمّا نزلت على رسول الله ﷺ: ﴿لِّلَّهِ ما فِی ٱلسَّمَـٰو ٰتِ وما فِی ٱلۡأرۡضِۗ وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشاۤءُ ویُعَذِّبُ مَن یَشاۤءُۗ وٱللَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾؛ اشْتَدَّ ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ، فأتوا رسول الله ﷺ، ثم جثوا على الرُّكَب، فقالوا: يا رسول الله، كُلِّفْنا من الأعمال ما نُطِيق؛ الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أُنزِلت عليك هذه الآية ولا نُطِيقها. فقال رسول الله ﷺ: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهلُ الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟! بل قولوا: ﴿سَمِعۡنا وأَطَعۡناۖ غُفۡرانَكَ رَبَّنا وإلَیۡكَ ٱلۡمَصِیرُ﴾». فلما اقْتَرَأَها القومُ، وذَلَّت بها ألسنتهم؛ أنزل الله في إثرها: ﴿ءامَنَ ٱلرَّسُولُ بِماۤ أُنزِلَ إلَیۡهِ مِن رَّبِّهِۦ﴾ الآية، فلما فعلوا ذلك نسخها الله، فأنزل: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾ إلى آخرها[[أخرجه مسلم ١/١١٥ (١٢٥)، وابن جرير ٥/١٣٠، وابن المنذر ١/٩٦ (١٧٠)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٣ (٣٠٦٠).]]. (٣/٤١١)
١١٦٢٩- عن عائشة أم المؤمنين -من طريق قتادة- في الآية، قالت: نسخها قوله: ﴿لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٨.]]. (٣/٤١٥)
١١٦٣٠- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ نُسِخَت، فقال: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.]]. (٣/٤١٧)
١١٦٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: لَمّا نزلت اشْتَدَّ ذلك على المسلمين وشَقَّ عليهم، فنسخها الله؛ فأنزل: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾[[أخرجه آدم ابن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٢٤٦-، والطبراني في الكبير (١٢٢٩٦)، والبيهقي في الشعب (٣٢٨).]]. (٣/٤١٨)
١١٦٣٢- عن سالم بن عبد الله بن عمر: أنّ أباه قرأ: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، فدمعت عيناه، فبــلغ صنيعُه عبدَ الله بن عبـاس، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله ﷺ حين أُنزلت، فنسختها الآية التي بعدها: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٧، وابن جرير ٥/١٣٣-١٣٤، والنحاس في ناسخه ص٢٧٥-٢٧٦، والحاكم ٢/٢٨٧. وعلقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤.]]. (٣/٤١٣)
١١٦٣٣- عن مجاهد، قال: دخلتُ على ابن عباس، فقلتُ: كنتُ عند ابن عمر، فقرأ هذه الآية، فبكى. قال: أيةُ آيةٍ؟ قلت: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾. قال ابن عباس: إن هذه الآية حين أُنزلت غمَّتْ أصحابَ رسول الله ﷺ غمًّا شديدًا، وغاظتهم غيظًا شديدًا، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل، فأمّا قلوبنا فليست بأيدينا. فقال لهم رسول الله ﷺ: «قولوا: سمعنا وأطعنا». قال: فنسختها هذه الآية: ﴿ءامَنَ ٱلرَّسُولُ﴾ إلى ﴿وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾، فتُجُوِّزَ لهم عن حديث النفس، وأُخِذُوا بالأعمال[[أخرجه عبد الرزاق ١/٣٨١ (٣٧٤)، ومن طريقه أحمد ٥/١٩٤-١٩٥ (٣٠٧٠)، وابن جرير ٥/١٣٣، وابن المنذر ١/٩٦ (١٦٩). قال ابن منده في كتاب الإيمان (١٠٦): «إسناده صحيح على رسم الجماعة، إلا البخاري». وصحح إسنادَه ابنُ كثير في تفسيره ١/٧٣٠.]]. (٣/٤١٢)
١١٦٣٤- عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أحسـبه ابن عمر: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾، قال: نَسَخَتْها الآيةُ التي بعدها[[أخرجه البخاري ٦/٣٣ (٤٥٤٥-٤٥٤٦).]]. (٣/٤١٤)
١١٦٣٥- عن كعب الأحبار= (ز)
١١٦٣٦- وعكرمة مولى ابن عباس: أنها منسوخة[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤.]]. (ز)
١١٦٣٧- عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود -من طريق الشعبي- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: نســـخت هذه الآيةُ التي بعدها: ﴿لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٤، وابن المنذر (١٧١)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٨.]]. (ز)
١١٦٣٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب، وآدم بن سليمان- قال: نَسَخَتْ هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾، ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾[[أخرجه ابن جرير٥/١٣٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤.]]. (ز)
١١٦٣٩- عن سعيد بن جبير -من طريق آدم بن سليمان- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾؛ قالوا: أنُؤاخذ بما حَدَّثْنا به أنفسَنا ولم تعمل به جوارحُنا؟! قال: فنزلت هذه الآية: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنا لا تُؤاخِذۡناۤ إن نَّسِیناۤ أوۡ أخۡطَأۡناۚ﴾. قال: ويقول: قد فعلتُ. ﴿رَبَّنا ولا تَحۡمِلۡ عَلَیۡناۤ إصۡرࣰا كَما حَمَلۡتَهُۥ عَلى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِناۚ﴾. قال: ويقول: فعلتُ. قال: فأعطيت هذه الأمة خواتيم سورة البقرة، لم تُعْطَها الأمم قبلها[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٤.]]. (ز)
١١٦٤٠- عن إبراهيم النخعي -من طريق إبراهيم بن مهاجر- قال: نَسَخَها ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾[[أخرجه أبو عبيد في ناسخه ص٢٧٧ (٥١١). وعلَّقه ابن المنذر ١/٩٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٤.]]. (ز)
١١٦٤١- عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر، وإبراهيم بن مهاجر-: نَسَخَتْ هذه الآيةُ: ﴿﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٦.]]. (ز)
١١٦٤٢- عن عامر الشعبي -من طريق سَيّار، وغيره- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشاۤءُ ویُعَذِّبُ مَن یَشاۤءُۗ﴾، قال: فكان فيها شِدَّة، حتى نزلت هذه الآية التي بعدها: ﴿لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾. قال: فنسخت ما كان قبلها[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٥-١٣٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤.]]. (ز)
١١٦٤٣- عن ابن عون، قال: ذكروا عند الشعبي: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾، حتى بلغ: ﴿لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾. قال: فقال الشعبيُّ: إلى هذا صار، رجعت إلى آخر الآية[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٦.]]. (ز)
١١٦٤٤- عن عامر الشعبي -من طريق مغيرة- ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: نَسَخَتْها الآيةُ التي بعدها: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾. وقوله: ﴿وإن تبدوا﴾ قال: يحاسب بما أبدى مِن سِرٍّ، أو أخفى مِن سِرٍّ، فنسختها التي بعدها[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٥.]]. (ز)
١١٦٤٥- عن الحسن البصري -من طريق حميد- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ إلى آخر الآية، قال: نَسَخَتْها: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٧. وعلَّقه ابن المنذر ١/٩٨ (عَقِب ١٧١).]]. (ز)
١١٦٤٦- عن قتادة -من طريق معمر بن راشد- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: نَسَخَتْها قولُه: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/١١١، وابن جرير ٥/١٣٧. وعلَّقه ابن المنذر ١/٩٨ (عقِب ١٧١)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٤. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٧١-.]]. (ز)
١١٦٤٧- عن محمد بن سيرين= (ز)
١١٦٤٨- ومحمد بن كعب= (ز)
١١٦٤٩- والكلبي= (ز)
١١٦٥٠- وموسى بن عبيدة= (ز)
١١٦٥١- وشيبة، نحو ذلك[[تفسير الثعلبي ٢/٣٠٠، وتفسير البغوي ١/٣٥٥، وزاد الثعلبي: عن موسى بن عبيدة، وشيبة.]]. (ز)
١١٦٥٢- قال محمد ابن شهاب الزهري: قال تعالى: ﴿وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء﴾، نُسخت بقوله تعالى: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾، أي: لا يُكتب على أحد إلا ما فعل وما عَمِل[[الناسخ والمنسوخ للزهري ص٢١-٢٢.]]. (ز)
١١٦٥٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: يوم نزلت هذه الآية كانوا يؤاخذون بما وسْوَسَتْ به أنفسُهم وما عَمِلوا، فشَكَوا ذلك إلى النبي ﷺ، فقالوا: إن عَمِل أحدُنا وإن لم يَعْمَل أُخِذْنا به؟!، واللهِ، ما نملك الوسوسة. فنسخها اللهُ بهذه الآية التي بعدها بقوله: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾، فكان حديثُ النفس مما لم تطيقوا[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٨ مرسلًا.]]. (ز)
١١٦٥٤- قال مقاتل بن سليمان: فلما نزلت هذه الآيةُ قال المسلمون: يا رسول الله، إنّا نُحَدِّثُ أنفسَنا بالشرك والمعصية، أفيحاسبنا اللهُ بها ولا نعملها؟ فأنزل الله ﷿ في قولهم في التقديم: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾ ...، فنسخت هذه الآية قولَه سبحانه: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾[[تفسير مقاتل ١/٢٣١.]]. (ز)
١١٦٥٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق عبد الله بن وهب- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ إلى آخر الآية اشتدت على المسلمين، وشقت مشقة شديدة، فقالوا: يا رسول الله، لو وقع في أنفسنا شيء لم نعمل به وأخذنا الله به؟ قال: «فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل لموسى: سمعنا وعصينا؟!». قالوا: بل سمعنا وأطعنا، يا رسول الله. قال: فنزل القرآنُ يُفَرِّجها عنهم: ﴿ءامَنَ ٱلرَّسُولُ بِماۤ أُنزِلَ إلَیۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ ومَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وكُتُبِهِۦ ورُسُلِهِۦ﴾ إلى قوله: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ لَها ما كَسَبَتۡ وعَلَیۡها ما ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾. قال: فصَيَّره إلى الأعمال، وترك ما يقع في القلوب[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٧. وهذا إسناد معضل؛ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من الطبقة الوسطى من أتباع التابعين، وهو ضعيف كما في التقريب (٣٨٩٠).]]. (ز)
﴿لِّلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُوا۟ مَا فِیۤ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ یُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ ٢٨٤﴾ - ما جاء في أن الآية محكمة غير منسوخة
١١٦٥٦- عن أُمَيَّة: أنها سألت عائشةَ عن قول الله تعالى: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، وعن قوله: ﴿مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءࣰا یُجۡزَ بِهِۦ﴾ [النساء:١٢٣]. فقالت: ما سألني عنها أحدٌ منذُ سألتُ رسولَ الله ﷺ، فقال: «هذه معاتبة الله العبدَ[[معاتبة الله العبد: أي: مؤاخذته العبد بما اقترف من الذنب بما يصيبه في الدنيا. قال الطيبي: كأنها فهمت أن هذه المؤاخذة عقاب أخروي، فأجاب بأنها: مؤاخذة عتاب في الدنيا، عناية ورحمة. انظر تحفة الأحوذي ٤/٧٩.]] فيما يصيبه من الحُمّى والنَّكْبَة، حتى البضاعة يضعها في يد قميصه، فيفقدها، فيفزع لها، ثم يجدها في ضِبْنه[[عند ابن المنذر: «في بيته». والضِّبن: الإبط وما يليه. لسان العرب (ضبن).]]، حتى إنّ العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التِّبْرُ[[التِّبر: الذهب. لسان العرب (تبر).]] الأحمرُ مِن الكِير[[الكِير: جلد غليظ يَنفُخُ فيه الحدّادُ. لسان العرب (كير).]]»[[أخرجه أحمد ٤٣/٢٩ (٢٥٨٣٥)، والترمذي ٥/٢٤٥ (٣٢٣٤)، وابن جرير ٥/١٤٣ بلفظ: «متابعة الله»، وأيضًا ٧/٥٢٤ بلفظ: «مثابة الله»، وابن المنذر ١/٩٥ (١٦٧)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٤ (٣٠٦٢) بلفظ: «مبايعة الله». قال الترمذي: «حديث حسن غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة». وقال ابن كثير في تفسيره ١/٧٣٣: «علي بن زيد بن جدعان ضعيف، يُغْرِب في رواياته، وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه أُمِّ محمد أمية بنت عبد الله، عن عائشة، وليس لها عنها في الكتب سواه». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢ (١٠٩٥٦): «رواه أحمد، وأمينة لم أعرفها». وقال الألباني في الضعيفة ٦/٤٧٣-٤٧٤: «إسناد ضعيف؛ فإنه مع ضعف ابن جدعان، لا يعرف حال أمية هذه».]]. (٣/٤١٩)
١١٦٥٧- عن عائشة -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ﴾ الآية، قالت: هو الرجل يَهُمُّ بالمعصية ولا يعملها، فيرسل عليه من الغم والحزن بقدر ما كان همَّ به من المعصية، فتلك محاسبته[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٨١- تفسير)، وابن جرير ٥/١٤٢- ١٤٣، وفيه بلفظ: فكانت كفارته.]]. (٣/٤١٩)
١١٦٥٨- عن يحيى، قال: شهدتُ عمرَو بنَ عبيد ويونسَ بن عبيد يتناظران في المسجد الحرام في قول الله ﷿: ﴿وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله﴾، فقالا: قالتْ عائشةُ: كلُّ روعة تَمُرُّ بقلبِ ابن آدم تخوف من شيء لا يحل به فهو كفّارةٌ لكل ذنب هَمَّ به فلم يعمله[[أخرجه ابن عدي في الكامل ٦/١٨٤، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٦/٣٠٤.]]. (ز)
١١٦٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ فذلك سرُّ أمرك وعلانيتك، ﴿یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ فإنها لم تنسخ، ولكن الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول: إني أُخبركم بما أخفيتم في أنفسكم مما لم تطَّلع عليه ملائكتي، فأما المؤمنون [فيخبرهم ويغفر لهم ما حَدَّثوا به أنفسهم، وهو قوله: ﴿یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾. يقول: يخبركم، وأما أهل الشك والريب][[ما بين المعقوفين ساقط من النسخة المحققة من الدر المنثور، وهو مثبت في تفسير ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، كما أنه مثبت في الطبعات السابقة من الدر.]] فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب، وهو قوله: ﴿ولَـٰكِن یُؤاخِذُكُم بِما كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ﴾ [البقرة:٢٢٥] [من الشك والنفاق][[[زيادة عند ابن جرير.]]][[أخرجه أبو عبيد في ناسخه ص٢٧٨ (٥١٢)، وابن جرير ٥/١٣٩، وابن المنذر (١٦٥)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٢، ٥٧٤، ٥٧٥.]]. (٣/٤١٦)
١١٦٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾، قال: فذلك سِرُّ عملِكم وعلانيتُه، يحاسبكم به الله، فليس من عبدٍ مؤمنٍ يُسِرُّ في نفسه خيرًا ليعمل به، فإن عمل به كتبت له به عشر حسنات، وإن هو لم يُقدَّر له أن يعمل به كتبت له به حسنة من أجل أنّه مؤمن، والله يرضى سِرَّ المؤمنين وعلانيتَهم، وإن كان سوءًا حدَّث به نفسه اطَّلع الله عليه وأخبره به يوم تُبْلى السرائر، وإن هو لم يعمل به لم يؤاخذه الله به حتى يعمل به، فإن هو عمل به تجاوز الله عنه، كما قال: ﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أحۡسَنَ ما عَمِلُوا۟ ونَتَجاوَزُ عَن سَیِّـٔاتِهِمۡ﴾ [الأحقاف:١٦][[أخرجه ابن جرير ٥/١٣٩، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٣.]]. (٣/٤١٧)
١١٦٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في الآية، قال: إنّ الله يقول يوم القيامة: إنّ كُتّابي لم يكتبوا من أعمالكم إلا ما ظهر منها، فأمّا ما أسررتم في أنفسكم فأنا أُحسابكم به اليوم؛ فأغْفِرُ لِمَن شئتُ، وأُعَذِّب مَن شئتُ[[أخرجه ابن جرير ٥/١٤٠.]]. (٣/٤١٨)
١١٦٦٢- عن الضحاك، يقول في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾: كان ابن عباس يقول: إذا دُعِي الناس للحساب أخبرهم اللهُ بما كانوا يسرون في أنفسهم مِمّا لم يعملوه، فيقول: إنّه كان لا يعزب عَنِّي شيء، وإنِّي مخبركم بما كنتم تُسِرُّون من السوء، ولم تكن حَفَظَتُكُم عليكم يَطَّلِعون عليه. فهذه المحاسبة[[أخرجه ابن جرير ٥/١٤٠.]]. (ز)
١١٦٦٣- عن سعيد بن مرجانة: أنّه بينما هو جالس مع ابن عمر تلا هذه الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ الآية. قال: واللهِ، لَئِن واخذنا الله بهذا لنهلكن. ثم بكى حتى سُمِع نَشِيجُه.= (ز)
١١٦٦٤- قال ابن مرجانة: فقمتُ حتى أتيتُ ابن عباس، فذكرت له ما قال ابن عمر، وما فعل حين تلاها، فقال ابن عباس: يغفرُ اللهُ لأبي عبد الرحمن، لَعَمْرِي لقد وجد المسلمون منها حين أُنزلت مثل ما وجد عبد الله بن عمر؛ فأنزل الله بعدها: ﴿لا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إلّا وُسۡعَهاۚ﴾ إلى آخر السورة. قال ابن عباس: فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله أنّ للنفس ما كسبت، وعليها ما اكتسبت من القول والعمل[[أخرجه ابن جرير ٥/١٣١-١٣٢، والطبراني في الكبير (١٠٧٧٠)، والبيهقي في الشعب (٣٢٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي داود في ناسخه.]]. (٣/٤١٣)
١١٦٦٥- عن نافع، قال: لَقَلَّما أتى ابنُ عمر على هذه الآية إلّا بكى: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ إلى آخر الآية. ويقول: إنّ هذا لَإحْصاء شديد[[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٣/٣٢٦، وأحمد في الزهد ص١٩٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٤١٤)
١١٦٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾، قال: من اليقين والشك[[تفسير مجاهد ص٢٤٧، وأخرجه أبو عبيد في ناسخه ص٢٧٤ (٥٠١)، وابن جرير ٥/١٤١، وابن المنذر (١٦٦)، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٣، والنحاس في ناسخه ص٢٧٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي داود في ناسخه.]]. (٣/٤١٧)
١١٦٦٧- عن الحسن البصري -من طريق عمرو بن عبيد- قال: هي مُحْكَمَةٌ، لم تُنسَخ[[أخرجه ابن جرير ٥/١٤١. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤.]]. (ز)
١١٦٦٨- عن الضحاك بن مزاحم: أنّها مُحْكَمَة[[عَلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤. وينظر: تفسير البغوي ١/٣٥٦.]]. (ز)
١١٦٦٩- قال محمد بن علي: معنى الآية: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ﴾ من الأعمال الظاهرة، ﴿أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ من الأحوال الباطنة؛ ﴿یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾ العابد على أفعاله، والعارف على أحواله[[تفسير الثعلبي ٢/٣٠٢.]]. (ز)
١١٦٧٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- في الآية، قال: هي مُحْكَمَة، لم ينسخها شيء، يُعَرِّفه الله يوم القيامة أنّك أخفيت في صدرك كذا وكذا، ولا يؤاخذه[[أخرجه ابن جرير ٥/١٤٠، ١٤١، وابن أبي حاتم ٢/٥٧٢، ٥٧٤.]]١٠٨١. (٣/٤١٨)
١١٦٧١- قال جعفر بن محمد: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ﴾ يعني: الإسلام، ﴿أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ يعني: الإيمان[[تفسير الثعلبي ٢/٣٠١.]]. (ز)
١١٦٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لِّلَّهِ ما فِی ٱلسَّمَـٰو ٰتِ وما فِی ٱلۡأرۡضِۗ﴾ من الخلق عبيده وفي ملكه، يقضي فيهم ما يريد، ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾ يقول: إن تعلنوا بألسنتكم ما في قلوبكم من ولاية الكفار والنصيحة أو تسروه ﴿یُحاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٣١. وفي تفسير الثعلبي ٢/٢٩٩ عن مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)
١١٦٧٣- عن الواقدي، نحو قول مقاتل في قوله تعالى: ﴿وإن تُبۡدُوا۟ ما فِیۤ أنفُسِكُمۡ أوۡ تُخۡفُوهُ﴾[[تفسير الثعلبي ٢/٢٩٩.]]. (ز)
﴿فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۗ﴾ - تفسير
١١٦٧٤- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله تجاوز لي عن أُمَّتِي ما حَدَّثت به أنفسَها، ما لم تتكلم أو تعمل به»[[أخرجه البخاري ٣/١٤٥ (٢٥٢٨)، ٧/٤٦ (٥٢٦٩)، ٨/٣٥ (٦٦٦٤)، ومسلم ١/١١٦ (١٢٧).]]. (٣/٤١٥)
١١٦٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق طاووس-: ﴿فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشاۤءُ﴾ الذنبَ العظيمَ، ﴿ویُعَذِّبُ مَن یَشاۤءُۗ﴾ على الذنبِ الصغير[[تفسير الثعلبي ٢/٣٠٣، وتفسير البغوي ١/٣٥٦.]]. (ز)
١١٦٧٦- عن قيس بن أبي حازم، قال: إذا كان يومُ القيامة قال اللهُ -تبارك وتعالى- يسمع الخلائق: إنما كان كُتّابي يكتبون عليكم ما ظهر منكم، فأمّا ما أسررتم فلم يكونوا يكتبونه، ولا يعلمونه، أنا الله أعلمُ بذلك كله منكم؛ فأغفر لمن شئت، وأُعَذِّب مَن شئت[[أخرجه ابن جرير ٥/١٤٠.]]. (ز)
١١٦٧٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور، أو ليث- في قوله: ﴿فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشاۤءُ﴾ الآية، قال: يغفر لمن يشاء الكبيرَ من الذنوب، ﴿ویُعَذِّبُ مَن یَشاۤءُۗ﴾ على الصغير[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٥.]]. (٣/٤٢٠)
١١٦٧٨- عن سفيان الثوري، مثل ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٥.]]. (ز)
١١٦٧٩- عن سفيان -من طريق محمد بن يوسف- في قوله: ﴿فَیَغۡفِرُ لِمَن یَشاۤءُ﴾ قال: يغفر لمن يشاء بالكبير، ﴿ویُعَذِّبُ مَن یَشاۤءُۗ﴾ بالصغير[[أخرجه ابن المنذر (١٧٢).]]. (ز)
﴿وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾ - تفسير
١١٦٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وٱللَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ﴾ من العذاب والمغفرة ﴿قَدِیرٌ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٣١.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.