الباحث القرآني
قال الله عز وجل: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾. فلنبدأ أولًا بالإعراب، (أين) هنا اسم شرط جازم، و(ما) زائدة للتوكيد، وفعل الشرط ﴿تَكُونُوا﴾ و﴿يُدْرِكْكُمُ﴾ جواب الشرط.
﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ (لو) هذه شرطية، وفعل الشرط فيها قوله: ﴿كُنْتُمْ﴾ ولم نجد جواب الشرط في (لو)، فقيل: إن جواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله، والتقدير: ولو كنتم في بروج مشيدة لأدرككم الموت. وقيل: إنها في مثل هذا السياق لا تحتاج إلى جواب، وهذا اختيار ابن القيم رحمه الله في كتابه أقسام القرآن؛ أنها في مثل هذا لا تحتاج إلى جواب، بل لو جيء بالجواب لكان الكلام ركيكًا ليس ببليغ، وهذا يوجد في القرآن كثيرًا، تجد جملة شرطية عائدة على ما سبق؛ أي: أن جوابها يُفهم مما سبق، وحينئذٍ نقول: لا تحتاج إلى جواب، وتقدير الجواب يجعل الكلام ركيكًا.
وبقية الآية الظاهر أنه ليس فيها إشكال إلا أن قوله: ﴿لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ (يكاد) هذه من أفعال المقاربة، وتعمل عمل (كان وأخواتها) ترفع الاسم وتنصب الخبر.
يقول الله عز وجل ردًّا على هؤلاء الذين قالوا: ﴿لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ يقول: إذا كنتم تقولون ذلك من أجل أن تتمتّعوا قليلًا في الدنيا فإنكم لن تنجو من الموت ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ سواء كنتم في الجو، أو في البحر، أو في الأرض، أو في بروج مشيدة، أو في دور منهارة، أو في فلاة من الأرض، ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا﴾ و(أين) هذه معروف أنها للمكان.
وقوله: ﴿يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾ أي: لا يخطئكم، ولا تفوتونه، بل في آية أخرى ما هو أشد وأبلغ حيث قال عز وجل: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ [الجمعة ٨] لم يقل: فإنه لاحقكم.
قال: ﴿مُلَاقِيكُمْ﴾ وما ظنك بشيء إذا فررت منه لاقاك تكون أنت أسرع إليه مما لو كان يلحقك لا شك؟!
لأنه يجتمع فرارك، والثاني: وملاقاتك، فيكون ذلك أسرع، فيقول عز وجل: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ وماذا بعد الموت؟ بعد الموت ملاقاة الله عز وجل بالخير أو بالشر، ومتى يكون؟ لا ندري متى يكون الموت، وفي أي أرض؟ لا ندري ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ [لقمان ٣٤]؛ إذن فلنستعد ولنكن دائمًا في يقظة حتى إذا أدركنا الموت وإذا نحن على الحال التي يرضاها ربنا عز وجل.
وقوله: ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ﴾ البروج جمع (بُرْج)؛ وهو البناء العالي، ومنه البروج التي في السماء؛ وهي اثنا عشر برجًا، أشار الله إليها في قوله: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا﴾ [الملك ٦١] هذه البروج تدور عليها أوقات السنة من الربيع، والقيظ، والخريف، والشتاء؛ كل فصل يكون له ثلاثة بروج، وأحسن البروج وأنفعها للبدن برج الحمل الذي يكون في أول الربيع؛ فإنه أصح ما تكون فيه الأجسام، هذا من حيث إنه برج، لكن هناك أشياء تعتري الإنسان يكون فيها بدنه صحيحًا أو يكون مريضًا، حسب الحال، لكن من حيث الزمن أحسن ما يكون فصل الربيع.
فالمراد بالبروج هنا أيش؟ الأبنية العالية؛ لأنها تشبه بروج السماء في علوّها وارتفاعها، وأما من قال: إن المراد بذلك البروج السماوية فقد أبعد وأخطأ؛ لأن الله قال: ﴿مُشَيَّدَةٍ﴾، وهذا الوصف لا يكون أبدًا للبروج السماوية إنما يكون للقصور العالية.
وقوله: ﴿مُشَيَّدَةٍ﴾ أي: مُحْكمة متقنة، ويضاف إلى ذلك أنها مطليّة بالشِّيد؛ وهو (الجصّ) أي: بالبياض؛ لأن البياض محبوب للنفس، واقٍ من حرّ الشمس؛ فلذلك تشاد به القصور. ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾.
﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾ الهاء في قوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ﴾ يعود إلى المكذّبين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمراد بالسيئة هنا ما يسوء، وليس المراد بها سيئة العمل، بل ما يسوء الإنسان مثل: القحط، والمرض، والفقر، وما أشبه ذلك؛ القحط من السماء فلا تمطر، والجدب من الأرض فلا تنبت، والفقر والمرض، إذا أصابتهم سيئة قالوا: هذه من عندك، وإن أصابتهم حسنة -وهي ضدّها من الخصب، والمطر، والغِنى، والصحة، إذا أصابتهم هذه- قالوا: هذه من عند الله؛ يعني ليس لك فضل، وفي السيئة يقولون: هذه من عند محمد هو الذي أتى بها، لا قرّبه الله منّا، يتطيرون به عليه الصلاة والسلام، وهذا كقول بني إسرائيل لموسى: ﴿اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾ [النمل ٤٧].
وكذلك قالت الأقوام لرسلهم: ﴿إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [يس ١٨] فالتطيّر كان من شأن المكذبين للرسل يقولون: ما أصابنا من الجدب والقحط والمرض والفقر فهو منكم، وإن أصابهم ضد ذلك مما هو حسن في نفوسهم قالوا: هذا من عند الله.
قال الله سبحانه وتعالى ردًّا عليهم: ﴿قُلْ﴾ أي: يا محمد ﴿كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ الحسنة والسيئة من عند الله؛ لأن الله هو الذي يُقدّر ذلك، وليس من مجيء الرسل، بل مجيء الرسل لا يأتي إلا بخير، لكن هم يتحجّجون على الرسل بهذه الشبهات لأجل أن يكذّبهم الناس وينفروا منهم.
قال الله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ هو الذي يُقدّر الخير ويقدّر الشر، وهذا الجواب جواب سديد؛ لأنه لا يمكن أن يأتي بالمطر إلا الله، ولا يمنع المطر إلا الله، ولا يأتي بالصحة إلا الله، ولا يأتي بالمرض إلا الله عز وجل، فالكلّ من عند الله.
﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ (ما) استفهام تعجب؛ يعني عجبًا لهؤلاء القوم ﴿لَا يَكَادُونَ﴾ أي: لا يقربون.
﴿يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ أي: لا يقربون من فقه الحديث ومعرفة الأحكام والحكم حيث قالوا هذا القول الباطل.
وقوله: ﴿لَا يَكَادُونَ﴾ معناها لا يقربون، ومعلوم أن نفي القرب نفي للمباشرة وأوْلى، فإذا كانوا لا يكادون يفقهون، فمن باب أولى أنهم أيش؟ لا يفقهون إطلاقًا وليسوا قريبين من الفقه، و﴿حَدِيثًا﴾ أي: ما يُحدَّثون به.
* هذه الآية الكريمة تتضمن عدة فوائد:
* الفائدة الأولى: أنه لا مفرّ من الموت، مهما كان الإنسان قويًّا في سلطانه وفي حصونه فإنه لا مفر له من ذلك، يؤخذ من قوله: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه يجب على الإنسان أن يستعد للموت؛ لأنه لا مفر له منه، وإذا كان لا مفر فلنستعد له لنعمل.
* ومن فوائد هذه الآية: إسناد الإدراك إلى الموت.
* ويتفرّع عليها: أن الأسباب يصح أن يُسند إليها الشيء، لكن بشرط أن يُعتقد أن هذه الأسباب لا تُؤثر بنفسها، وإنما هي من الله عز وجل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الحصون لا تغني عن قدَر الله؛ لقوله: ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾.
* ومن فوائدها: استعمال المبالغة في الكلام، وأن هذا من أساليب اللغة العربية؛ لقوله: ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾.
* ومن فوائدها: جواز حذف ما يعلم، ولا يعد ذلك خللًا في الكلام؛ لقوله: ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾.
* وهذا يتفرع من هذه الفائدة: ما يكون في العقود؛ عقود البيع، والإجارة، والرهن، والوقف، وما أشبهها؛ فمثلًا إذا قال: وقّفت هذا على فلان ولو كان غنيًّا، المعنى: ولو كان غنيًّا فهو وقْف عليه، وعلى هذا فيكون الوقف ثابتًا لهذا الموقوف عليه على كل تقدير.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه جرت العادة أن الناس يتحصّنون عن الموت بماذا؟ بالقصور العالية المحكمة، لو كان هناك عدو يريد مداهمتك، فهل تستجير منه بخيمة من الخرق؟ ببناء من الخشب؟ لا، ببروج؛ بروج عالية محكمة حتى لا ينالك منه شيء، ولهذا نجد الناس الآن صنعوا السيارات المدرّعة، وصنعوا البنايات المسلّحة، وتحصّنوا عن العدو بأقوى ما يكون من التحصّن.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تلبيس أعداء الرسل على العامة بما يقدّر الله سبحانه وتعالى من الابتلاء والامتحان بتقدير الجدب والفقر والمرض إذا بعث الرسل، وهذا ليس دائمًا، لكن قد يكون، فيكون لله الحكمة فيما قدّره ليبتلي العباد أيقبلون أم لا، لكن يتخذ أعداء الرسل من هذا، يتخذون منه أيش؟ ذريعة للتنفير من الرسل.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إقرار المكذّبين للرسول عليه الصلاة والسلام بتوحيد الربوبية، من أين تؤخذ؟ من قولهم: ﴿فَمِنَ اللَّهِ﴾ فهم يقرّون بالله عز وجل، ويقرون بأن ما يحدث في الكون فمن الله، وأن الله هو الرازق، وأنه المحيي المميت، يقرّون بهذا كله، لكن لا يقرّون بلازمه؛ وهو توحيد الألوهية.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الحسنات والسيئات كلها من عند الله؛ لقوله: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.
فإن قال قائل: ما الجمع بين هذه الآية والتي بعدها؛ وهو قوله: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾؟
قلنا: الفرق.. الجمع بينهما أن لكل خطاب مكانه، فهنا نخاطب أولئك القوم الذين احتجوا بما يصيبهم من البلاء، احتجوا به على بطلان ما جاءت به الرسل، فأراد الله تعالى أن يرد عليهم بأن الكل من عند الله، أما الآية الثانية فإن فيها بيان أن ما أصاب الرسول عليه الصلاة والسلام من الحسنات فمن الله، وما أصابه من السيئات فمن نفسه، نظير ذلك أن الله أبطل قول الذين قالوا: ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا﴾ [الأنعام ١٤٨]؛ لأنهم يحتجّون بالقدر على معاصيهم وشِركهم، وقال في آية أخرى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا﴾ [الأنعام ١٠٧] لأن الخطاب في الآية الثانية موجّه لمن؟ للرسول ﷺ: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ وُجِّه الخطاب إليه في قضية أُبطلت حين جاءت من جهة أخرى لأجل أن يطمئن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن إشراكهم كان بقدَر الله فيرضى ويُسلّم بقدر الله، لكن ذلك لا يمنعه من القيام بما يجب من تبليغ الرسالة، وهذه مثلها. نقول: لما أراد المشركون أن يحتجّوا بأن الحسنة من الله مجرد فضل منه، وأن السيئة من الرسل أبطل الله ذلك، فأي وجه يكون مجيء الرسل سببًا للجدب والقحط والفقر والمرض؟
لكن ما أصاب الإنسان من الحسنة فمن الله، وما أصابه من سيئة فمن نفسه؛ لأنه هو السبب، فإضافتها إلى النفس من باب إضافة الأشياء إلى أسبابها، وإضافتها إلى الله من باب إضافة المقدور إلى مقدِّره؛ وهو الله عز وجل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: ذمّ من لا فقه عنده؛ لقوله: ﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾.
* ويتفرع على ذلك: مدح من وفّقه الله للفقه في دين الله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٧١)، ومسلم (١٠٣٧ / ٩٨) من حديث معاوية بن أبي سفيان.]].
ثم قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ ﴿مَا﴾ هذه شرطية، وجواب الشرط قوله: ﴿فَمِنَ اللَّهِ﴾ ويقال مثل ذلك في قوله: ﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾.
﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ المراد بالحسنة هنا ما يحصل للإنسان من الصحة والرزق وغير ذلك، فهي مجرد فضل من الله، كقوله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ لولا إنعام الله وفضله ما حصل لنا هذا الخير الذي نحن فيه.
﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ﴾ وهي ضد الحسنة -أي ما يسوؤك من قدر الله عز وجل- ﴿فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ يعني فأنت السبب.
والخطاب في قوله: ﴿مَا أَصَابَكَ﴾ قيل: إنه للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن الله قال له: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾. ثم قال: ﴿مَا أَصَابَكَ﴾، وقيل: إن الخطاب لغيره، وهو موجّه لكل من يتأتى خطابه، حجة الأولين أن السياق يقتضي ذلك ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.
ثم قال: ﴿مَا أَصَابَكَ﴾ والسياق على نمط واحد، وحُجّة الآخرين قالوا: إن النبي ﷺ لا يسيء إساءة تكون المصائب التي تصيبه من عنده، ولكن الأوْلى الأخذ بظاهر السياق، وأن الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وإذا كان هذا للرسول فمن دونه من باب أولى ولا شك، ولهذا قال: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾ فصار القول الذي رجّحناه مؤيَّدًا بكلام سابق وكلام لاحق ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾.
لو قال قائل: ﴿أَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ﴾ ألا يُكتفى بها عن قوله: ﴿رَسُولًا﴾؟
قلنا: بلى، لكن كلمة ﴿رَسُولًا﴾ أبلغ مما لو اقتصر على الفعل، هذا من وجه، ومن وجه آخر: أن ذكرها يفيد بأنه أهل للرسالة، كما تقول لشخص ما: وكلّتك في البيع بائعًا؛ يعني لأنك أهل للوكالة لكونك عارفًا للبيع قادرًا عليه، فيكون ذكر الرسول هنا من باب التوكيد وبيان أنه أهل للرسالة صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ ﴿كَفَى﴾ فعل ماضٍ، و(الباء) حرف جر زائد لفظًا وليس زائدًا معنى، والمعنى: كفى الله تعالى شهيدًا عن كل شيء.
* في الآية الكريمة فوائد؛ أولًا: بيان أن ما يصيبنا من الحسنات فهو محض فضل من الله؛ لقوله: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾. ويدل لذلك أن الحسنة التي تصيبنا إما أن تكون ابتداءً وإما أن تكون ثوابًا، فإن كانت ابتداءً فكونها فضلًا واضح، وإن كانت ثوابًا على عمل فإن توفيقنا للعمل الذي كانت هذه الحسنة ثوابًا له من أين؟ من الله عز وجل، إذن فهي من الله سواء كانت ابتداء أم ثوابًا.
* من فوائد هذه الآية: إضافة الشيء إلى سببه، جواز إضافة الشيء إلى سببه؛ لقوله: ﴿وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾.
* ومن فوائد هذه الآية: أنه يجب على الإنسان إذا أصابته الحسنة أن يوليها شكرًا لله عز وجل؛ لأنها منه تفضلًا وإحسانًا، وإذا أصابته السيئة فلينظر في نفسه حتى يحاسبها ويستعتب فترتفع السيئة.
فإذا قال قائل: إذا كان الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام فهل الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل فعلًا يُعاقَب عليه؟
الجواب: أن النبي ﷺ..
إذا أصابته الحسنة أن يُوليَها شكرًا لله عز وجل؛ لأنها منه تفضُّلًا وإحسانًا، وإذا أصابته السيئة فلينظر في نفسه حتى يحاسبها ويستعتب فترتفع السيئة، فإذا قال قائل: إذا كان الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام فهل الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل فعلًا يُعاقَب عليه؟
الجواب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره الله أن يستغفر لذنبه وللمؤمنين، وقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح ١، ٢]، وهو من بني آدم، وبنو آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد يُخطئ؛ ولهذا قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي»[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (٦٣٩٩)، ومسلم (٢٧١٩ / ٦٩) من حديث أبي موسى الأشعري.]].
لكن الفرق بينه وبين سائر البشر ممن أُرسل إليهم أنه لا بد أن يُوَفَّق للاستغفار والتوبة، أما غيره فقد يُوَفَّق وقد لا يُوَفَّق، وبهذا نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد يحصل منه ما يكون سببًا في إصابته بالسيئة، ولكنه يزداد بذلك رفعة ودرجة عند الله سبحانه وتعالى.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: عموم رسالة النبي ﷺ لجميع البشر؛ لقوله: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ﴾ [النساء ٧٩]، ويتفرع على ذلك: الرد على النصارى الذي زعموا أن محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم رسول إلى العرب خاصة؛ لأننا نقول لهم: أنتم الآن تؤمنون بأنه رسول، وأنه من عند الله، وقد قال الله عنه: ﴿أَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ﴾ فيلزمكم على إقراركم بأنه رسول أن تُقِرُّوا بأن رسالته عامة، وإلا فقد كذبتموه، فمتى أقررتم بأنه رسول -ولو إلى العرب- لزمكم بأن تُقِرُّوا بأنه رسول إلى كافة الناس.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى أن النبي ﷺ أهل للرسالة، وكفء لها، وقائم بها؛ لقوله: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾ فهو ابتداءً أهل لها، وهو غايةً مُنَفِّذٌ لها تمامًا.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن شهادة الله له بالرسالة مغنية عن كل شهادة، لكن لمن اتقى، فما وجه شهادة الله له؟
شهد الله لنبيه ﷺ بأنه رسول حقًّا بشهادتين؛ شهادة قولية، وشهادة فعلية؛ أما الشهادة القولية: ففي قوله تعالى: ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [النساء ١٦٦].
وأما الشهادة الفعلية فهو تمكينه من إبلاغ الرسالة ونصره على أعدائه، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ﴾ [الحاقة ٤٤] بعض، ما هو كل الأقاويل ﴿لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾ [الحاقة ٤٥، ٤٦] يعني: لأهلكناه، إذن فالنبي ﷺ قد شهد الله له بالرسالة شهادة قولية وفعلية، القولية؟
* طالب: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ﴾ [النساء ٧٩].
* الشيخ: لا، نريد لفظ الشهادة.
* الطالب: ﴿لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ﴾ [النساء ١٦٦].
* الشيخ: ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾، الفعلية؟
* طالب: الفعلية: أن الله عز وجل مكَّن لدينه حتى..
* الشيخ: مكن له ونصره.
* الطالب: مكن له..
* الشيخ: ونصره.
* الطالب: ونصره على أعدائه، ولو أنه كان يعني..
* الشيخ: غير رسول.
* الطالب: لما مكنه الله عز وجل؛ لأنه يقول: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ﴾ [الحاقة ٤٤] وليس كل الأقاويل، لأخذناه..
* الشيخ: ﴿لَأَخَذْنَا﴾.
* الطالب: ﴿لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾ [الحاقة ٤٥]، يعني: لما تركناه على حاله.
* الشيخ: أحسنت، بارك الله فيك، ومع ذلك، مع هذا كله أيده الله تعالى بآيات بينات معجزات ظاهرة حسية ومعنوية.
وما أحسن مراجعة ما كتبه شيخ الإسلام رحمه الله حول هذا الموضع في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح فإنه ذكر في آخر الكتاب من آيات النبي ﷺ الحسية والمعنوية ما لم أره لغيره، حتى إن ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية نقله إما بلفظه أو بمعناه، فما أحسن مراجعة هذا البحث الذي كتبه شيخ الإسلام رحمه الله حول هذا الموضوع.
* من فوائد الآيات؛ الآية الأولى وهذه: منع التطير؛ لقوله: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [النساء ٧٨]، وإذا شئتم أن نؤجل البحث فيه، لأنه مهم، فعلنا.
* طالب: شيخ، ما يمكن يكون سياق هذه الآيات في المنافقين حتى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ﴾ [النساء ٧٧]، كل هذا السياق فيما بعد يأتي للمنافقين ، ما هم قوم من الصحابة هاجروا.
* الشيخ: لا، ﴿الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ﴾ ليسوا كلهم ﴿قَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ﴾ [النساء ٧٧]، ﴿إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ فريق، ما هو كلهم.
* الطالب: يا شيخ، الآيات اللي بعدها قولهم: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [النساء ٧٨]، ثم يأتي الله عز وجل يقول: ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ﴾ [النساء ٨١]، كلام في المنافقين: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ﴾ [النساء ٨٣]، ما هم كفار.
* الشيخ: هو لا يستبعد، وقد قيل به، لكن كما قلت لكم في أثناء التفسير: أكثر المفسرين على أنها في قوم كانوا في مكة مضطهدين فطلبوا من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقاتلوا، فقيل لهم: كفوا أيديكم، وأيضًا المنافقون هل قالوا يومًا من الدهر: دعونا نقاتل؟
* طالب: بعضهم، يا شيخ..
* الشيخ: أبدًا، بل إنه حتى في غزوة أحد لما خرجوا رجعوا من أثناء الطريق.
* طالب: لكن الأول كانوا يوعدون الرسول أنهم سيبقون معه ويؤيدونه.
* الشيخ: لا، اليهود، هؤلاء اليهود هم الذين كانوا يستفتحون على الذين كفروا.
* طالب: يا شيخ، بعض الجرائد والمجلات (...) البروج؛ الحمل والعقرب والدلو وما أشبه ذلك، فهل لهذا أصل؟
* الشيخ: لا بأس، التقويم مبني على هذا، التقاويم المكتوبة ما هي اللي تُنشر كل سنة المكتوبة؟! بنوا توقيتهم على البروج.
* الطالب: لكن فيه نقطة؛ يكتبون البرج ويكتبون أمامه: حظك كذا.
* الشيخ: هذا هو المحرم، هذا محرم، تطيُّر.
* طالب: شيخ -بارك الله فيك- قلتم يا شيخ على موضوع الدعوة: إن الإنسان لا بد من أجل أن يدعو أن يكون على علم، هل من ضابط لهذا الأمر، يعني: هل الإنسان اللي يدعو لا بد يكون عنده مقدار من العلم كبير أو..؟
* الشيخ: لا، ما هو لازم، المهم أن يكون لديه علم بقدر ما يدعو به.
* طالب: قال النبي ﷺ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»[[أخرجه البخاري (٣٤٦١) من حديث عبد الله بن عمرو.]].
* الشيخ: البلاغ غير الدعوة.
* طالب: شيخ، (...) العقبة، فإن قلت: مرجع الضمير في قوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ﴾ [النساء ٧٨] هل نقول: هم المؤمنون الذين كانوا في مكة؟
* الشيخ: لكن فريق منهم، ما هو كلهم، فريق منهم، ولعل هؤلاء الفريق هم الذين لما هاجروا حصل فيهم نفاق، لما هاجروا إلى المدينة حصل فيهم النفاق، وإن كان النفاق أكثره في الخزرج والأوس.
* الطالب: يعني ما مصير هؤلاء ؟ منافقين ولَّا مؤمنين؟
* الشيخ: من؟
* الطالب: من هؤلاء الذين..
* الشيخ: هؤلاء الذين هاجروا، وقد قالوا: دعونا نقاتل، فقيل: كفوا أيديكم، هاجروا، فريق منهم، ما كلهم، انحرفوا عن مبدئهم الأول، ولما كُتب عليهم القتال تراجعوا ونافقوا ولا يُستبعد هذا، يكون أولهم مؤمنين ثم كانوا منافقين.
* الطالب: فسرنا فيما سبق أن الفريق هو الطائفة، هل معنى هذا أن الفريق هو الطائفة كالبر والتقوى أيضًا؟
* الشيخ: كالبر والتقوى.
* الطالب: إي نعم.
* الشيخ: لا، هما لفظان لمعنى واحد، البر (...).
* * *
* طالب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (٨٠) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٨١) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء ٨٠ - ٨٢].
* الشيخ: نعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سبق لنا أن أعداء الرسل يتطيرون بالرسل، وبيَّن الله سبحانه وتعالى أن كل ما يقع فهو من عند الله، وفي آية أخرى بيَّن أن طائرهم معهم، يعني: إن كان هناك شؤم فالشؤم منكم على أنفسكم، وسبق لنا أن ما أصاب الإنسان من حسنة فمن الله، وما أصابه من سيئة فمن نفسه.
وسبق لنا الجمع بين هذه الآية والتي قبلها أن السيئة والحسنة من الله خلْقًا وتقديرًا، والسيئة من الإنسان سببًا يعني يكون هو السبب، وليس هو الذي أوجده، وبهذا يحصل الجمع بين الآيتين.
وسبق لنا بيان عموم رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لجميع الناس من قوله: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾ [النساء ٧٩]، وهذه آية من آيات كثيرة تدل على رسالته وعمومها.
وسبق لنا أن الله شهد لصحة رسوله ﷺ على وجهين: قول، وفعل.
{"ayahs_start":78,"ayahs":["أَیۡنَمَا تَكُونُوا۟ یُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِی بُرُوجࣲ مُّشَیَّدَةࣲۗ وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ قُلۡ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ فَمَالِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا یَكَادُونَ یَفۡقَهُونَ حَدِیثࣰا","مَّاۤ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَاۤ أَصَابَكَ مِن سَیِّئَةࣲ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَـٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولࣰاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدࣰا"],"ayah":"أَیۡنَمَا تَكُونُوا۟ یُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِی بُرُوجࣲ مُّشَیَّدَةࣲۗ وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ قُلۡ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ فَمَالِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا یَكَادُونَ یَفۡقَهُونَ حَدِیثࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق