الباحث القرآني
ثم قال: (﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾؛ أي: في شعرهم، فيقولون به ويروونه عنهم، فهم مذمومون) مين المذموم الشعراء ولَّا الغواة؟
* طالب: الجميع، (...).
* الشيخ: إي نعم، يعني يجب أن نعرف من يتبع الشعر، لا يتبعه إلا الغواة، إذن فهو باطل، هذا القرآن ليس كذلك، هذا القرآن لا يتبعه إلا أهل الرشد والسداد، فدل ذلك على أنه ليس بشعر؛ لأن الغالب أن الشعر لا يتبعه ويأخذ به إلا الغاوي، والشعر هنا ما لم يُؤْخَذ من الكتاب والسنة، فإن أُخِذَ من الكتاب والسنة فإنه يتبعه (...)، مثل بعض القصائد التي نظمها أهل العلم والإيمان، هذا ما يعتبر شعرًا يتبعه الغاوون (...)، ولهذا قال: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الشعراء ٢٢٧].
* طالب: (...) ابن القيم.
* الشيخ: لا، هذا شيء عُرِفَ به لأجل أن الإنسان ينتقل من هذا إلى هذا، ابن القيم لأجل ينتقل من بيت الغزل إلى الموضوع مثلما فعل (...).
قال: (﴿أَلَمْ تَرَ﴾ تعلم ﴿أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ﴾ من أودية الكلام وفنونه ﴿يَهِيمُونَ﴾ [الشعراء ٢٢٥] يغلبون، فيجاوزون الحد مدحًا وهجاء)، صحيح هذا؛ الشاعر يقول ما لا يستطيع أن يملك نفسه فيه؛ لأنه يبالغ في المدح إن مدح، ويبالغ في الذم إن ذَمَّ؛ (...) كأنه يتكلم من غير شعور وإن كان الشعر لأنه يأخذه الشعور، لكن الشاعر يتكلم من غير شعور، والمراد بالشعراء غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولهذا استثنى فقال: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الشعراء ٢٢٧] (...) (﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ﴾ فعلنا ﴿مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء ٢٢٦]؛ أي: يكذبون، ﴿يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ ).
يقول المؤلف: (﴿يَقُولُونَ﴾ فعلنا ﴿مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء ٢٢٦]؛ أي: يكذبون) فيه نظر، لكن ﴿يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ فيما إذا امتدحوا أو هجوا يقولون: نحن نفعل، نفعل كذا وكذا، إذا كانوا يريدون أن يتقربوا لشخص: نحن نخدمك، نحن نواسيك بأنفسنا، نفديك بأهلنا، وما أشبه ذلك. لكن هل يفعلون هذا؟ لا؛ لأنهم غواة غير (...).
كذلك أيضًا ﴿يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ يقولون في هجاء عدوهم: نحن نضربه على الهام، نحن نُيَتِّم أولاده، نحن نُرَمِّل نساءه، وما أشبه ذلك، وهم لا يفعلون ذلك، يمكن يكون الشاعر الذي يثور الأمة بشعره يصير هو في الخلف، ما يكون في المقدمة عند التقاء الصفين.
(﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ من الشعراء، ﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا﴾؛ أي: لم يشغلهم الشعر عن الذكر، ﴿وَانْتَصَرُوا﴾ بهجوهم الكفار ﴿مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنين، فليسوا مذمومين، قال الله تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾ [النساء ١٤٨]، ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة ١٩٤]).
هذا في قوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ [الشعراء ٢٢٧] هذه أربعة أوصاف: الإيمان، والعمل الصالح، وذكر الله كثيرًا، وهذا يشير إلى أن الشاعر يقِلُّ ذكره لله، فما امتلأ قلبٌ بالشعر إلا بعُدَ عنه ذكر الله، قال ابن القيم:
؎حُبُّ الْكِتَابِ وَحُبُّ أَلْحَانِ الْغِنَا ∗∗∗ فِي قَلْبِ عَــــبْدٍ لَيْـــــسَيَجْتَمِـعَـــــانِ
والصفة الرابعة: ﴿وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ انتصروا؛ يعني لأنفسهم، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُون﴾ [الشورى ٣٩].
﴿مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ [الشعراء ٢٢٧] بأي شيء؛ إما بهجاء الكفار لهم إذا كان شاعر مقابل شاعر، أو باعتداء الكفار عليهم أيضًا.
قال الله تعالى: (﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ من الشعراء وغيرهم، ﴿أَيَّ مُنْقَلَبٍ﴾ مرجع، ﴿يَنْقَلِبُونَ﴾ يرجعون بعد الموت)، فالجملة هذه فيها من التهديد ما لا يخفىيعني أن الذين ظلموا سيعلمون عن قرب أي منقلب يكون انقلابهم، وهو المرجع إلى الله عز وجل، وهذا تهديد بيِّنٌ للظالمين، والظلم مرتع (...)، الظلم من أقرب ما يكون في المعاجلة بالعقوبة، لا سيما إن دعا المظلوم على ظالمه فإن الأمر يكون إليه سريعًا.
ثم إن الظلم نوعان: أحدهما: ظلم متعد للغير، والثاني: ظلم للنفس؛ فإن كان في معصية الله فهو ظلم للنفس، وإن كان في الاعتداء على الغير فهو ظلم للغير؛ كما لو أخذ ماله، أو أفسد عليه شأنه، فإن هذا من الظلم المتعدي، والله أعلم.
* طالب: بر الوالدين هو حق لهما أو لله؟
* الشيخ: للجميع ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان ١٤].
* الطالب: لو أسقط الوالد حقه يجوز عدم طاعته؟
* الشيخ: إي، يجوز عدم طاعته (...)؛ يعني لو قال مثلًا: أنا (...) ما فيه مانع، لكن إذا طالب صرت مطالبًا به..
{"ayahs_start":224,"ayahs":["وَٱلشُّعَرَاۤءُ یَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ","أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِی كُلِّ وَادࣲ یَهِیمُونَ","وَأَنَّهُمۡ یَقُولُونَ مَا لَا یَفۡعَلُونَ","إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ"],"ayah":"إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق