الباحث القرآني
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمِن طَيْفِ سَلْمى بِالبِطاحِ الدَّمائِثِ أرِقَتْ وأمُرُّ في العَشِيرَةِ حادِثُ تُرى مِن لُؤَيٍّ فِرْقَةً لا يَصُدُّها ∗∗∗
عَنِ الكُفْرِ تَذْكِيرٌ ولا بَعْثُ باعِثِ رَسُولٌ أتاهم صادِقٌ فَتَكَذَّبُوا
عَلَيْهِ وقالُوا لَسْتَ فِينا بِماكِثِ
إذا ما دَعَوْناهم إلى الحَقِّ أدْبَرُوا وهَرُّوا هُرَيْرَ المُحْجَراتِ اللَّواهِثِ
فَكَمْ قَدْ مَتَتْنا فِيهِمْ بِقَرابَةٍ
وتَرَكَ التُّقى شَيْءٌ لَهم غَيْرُ كارِثِ فَإنْ يَرْجِعُوا عَنْ كُفْرِهِمْ وعُقُوقِهِمْ ∗∗∗
فَما طَيِّباتُ الحِلِّ مِثْلَ الخَبائِثِ وإنْ يَرْكَبُوا طُغْيانَهم وضَلالَهُمْ
فَلَيْسَ عَذابُ اللَّهِ عَنْهم بِلابِثِ
ونَحْنُ أُناسٌ مِن ذُؤابَةِ غالِبٍ
لَنا العِزُّ مِنها في الفُرُوعِ الأثائِثِ
فَأوْلى بِرَبِّ الرّاقِصاتِ عَشِيَّةً
حَراجِيجُ تُخْذِي في السَّرِيحِ الرَّثائِثِ
كَأُدُمِ ظِباءٍ حَوْلَ مَكَّةَ عُكَّفٍ
يُرِدْنَ حِياضَ البِئْرِ ذابَ النَّبائِثِ
لَئِنْ لَمْ يُفِيقُوا عاجِلًا عَنْ ضَلالِهِمْ
ولَسْتُ إذا آلَيْتُ قَوْلًا بِحانِثِ
لِتَبْتَدِرَنَّهم غارَةٌ ذاتُ مُصَدِّقِ
تُحَرِّمُ أطْهارَ النِّساءِ الطَّوامِثِ
تُغادِرُ قَتْلى تَعْصُبُ الطَّيْرُ حَوْلَهُمْ
ولا تَرْأفُ الكُفّارُ رَأفَ ابْنِ حارِثِ
فَأبْلِغْ بَنِي سَهْمٍ لَدَيْكَ رِسالَةً
وكُلُّ كَفُورٍ يَبْتَغِي الشَّرَّ باحِثِ
فَإنْ تَشَعَّثُوا عَرْضِي عَلى سُوءِ رَأْيِكُمْ
فَإنِّي مِن أعْراضِكم غَيْرُ شاعِثِ
فَأجابَهُ ابْنُ الزِّبَعْرى فَقالَ:أمِن رَسْمِ دارٍ أقْفَرَتْ بِالعَثاعِثِ ∗∗∗ بَكَيْتَ بِعَيْنٍ دَمْعُها غَيْرُ لابِثِ
ومِن عَجَبِ الأيّامِ والدَّهْرِ كُلِّهِ ∗∗∗ لَهُ عَجَبٌ مِن سابِقاتٍ وحادِثِ
لِجَيْشٍ أتانا ذِي عِرامٍ يَقُودُهُ ∗∗∗ عُبَيْدَةُ يُدْعى في الهِياجِ ابْنَ حارِثِ
لِنَتْرُكَ أصْنامًا بِمَكَّةَ عُكَّفًا ∗∗∗ مَوارِيثُ مَوْرُوثٍ كَرِيمٍ لِوارِثِ
فَلَمّا لَقِيناهم بِسُمْرٍ رُدَيْنَةٍ ∗∗∗ وجَرْدٍ عِتاقٍ في العِجاجِ لَواهِثِ
وبِيضٍ كَأنَّ المِلْحَ فَوْقَ مُتُونِها ∗∗∗ بِأيْدِي كُماةٍ كاللُّيُوثِ العَوائِثِ
نُقِيمُ بِها إعْصارًا ما كانَ مائِلًا ∗∗∗ ونَشْفِي الذُّحُولَ عاجِلًا غَيْرَ لابِثِ
فَكُفُّوا عَلى خَوْفٍ شَدِيدٍ وهَيْبَةٍ ∗∗∗ وأعْجَبَهم أمْرٌ لَهم أمْرُ رائِثِ
ولَوْ أنَّهم لَمْ يَفْعَلُوا ناحَ نِسْوَةٌ ∗∗∗ أيامى لَهم مِن بَيْنِ نَسْءٍ وطامِثِ
وقَدْ غُودِرَتْ قَتْلى يُخْبِرُ عَنْهم ∗∗∗ حَفِيٌّ بِهِمْ أوْ غافِلٌ غَيْرُ باحِثِ
فَأبْلِغَ أبا بَكْرِ لَدَيْكَ رِسالَةً ∗∗∗ فَما أنْتَ عَنْ أعْراضِ فِهْرٍ بِماكِثِ
ولَمّا تَجِبْ مِنِّي يَمِينٌ غَلِيظَةٌ ∗∗∗ تُجَدِّدْ حَرْبًا حِلْفُهُ غَيْرُ حانِثِ
ورَوى البَغَوِيُّ بِسَنَدِهِ مِن طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزّاقِ مِن حَدِيثِ «كَعْبِ بْنِ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ أنَّهُ قالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ: إنَّ اللَّهَ قَدْ أنْزَلَ في الشِّعْرِ ما أنْزَلَ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: ”إنَّ المُؤْمِنَ يُجاهِدُ بِسَيْفِهِ ولِسانِهِ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَكَأنَّما تَرْمُونَهم بِهِ نَضَحَ النَّبْلِ“» وقَدْ كانَ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما يُنْشِدُ الشِّعْرَ ويَسْتَنْشِدُهُ في المَسْجِدِ، ورَوى الإمامُ أحْمَدُ حَدِيثَ كَعْبٍ هَذا، ورَوى النُّسائِيُّ بِرِجالٍ احْتَجَّ بِهِمْ مُسْلِمٌ عَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «جاهِدُوا المُشْرِكِينَ بِأمْوالِكم وأنْفُسِكم وألْسِنَتِكُمْ» قالَ البَغَوِيُّ: ورُوِيَ أنَّهُ -أيْ: ابْنَ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- دَعا عُمَرَ بْنَ أبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيَّ فاسْتَنْشَدَهُ القَصِيدَةَ الَّتِي قالَها:أمِن آلِ نُعْمى أنْتَ غادٍ فَمُبَكِّرُ ∗∗∗ غَداةَ غَدٍ أمْ رائِحُ فَمُهَجِّرُ
وهِيَ قَرِيبٌ مِن تِسْعِينَ بَيْتًا، فَلَمّا فَرَّغَها أعادَها ابْنُ عَبّاسٍ وكانَ حَفِظَها بِمَرَّةٍ واحِدَةٍ، ويَكْفِي الشّاعِرَ في التَّفَصِّي عَنْ ذَمِّ هَذِهِ الآيَةِ لَهُ أنْ لا يَغْلِبَ عَلَيْهِ الشِّعْرُ فَيَشْغَلَهُ عَنِ الذِّكْرِ حَتّى يَكُونَ مِنَ الغاوِينَ، ولَيْسَ مِن شَرْطِهِ أنْ لا يَكُونَ في شِعْرِهِ هَزْلٌ أصْلًا، فَقَدْ كانَ حَسّانٌ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ يَنْشُدُ النَّبِيَّ ﷺ مِثْلَ قَوْلِهِ في قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ مَدَحَهُ ﷺ فِيها:كَأنَّ سَبِيئَةً مِن بَيْتِ رَأْسٍ ∗∗∗ يَكُونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ
إذا ما الأشْرِباتُ ذُكِرْنَ يَوْمًا ∗∗∗ فَهُنَّ لِطِيبِ الرّاحِ الفِداءُ
نُوَلِّيها المُلامَةَ إنْ ألَمْنا ∗∗∗ إذا ما كانَ مَغْثٌ أوْ لِحاءُ
ونَشْرَبُها فَتَتْرُكُنا مُلُوكًا ∗∗∗ وأُسُدًا ما يُنَهْنِهُنا اللِّقاءُ
وقَدْ كانَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ سَنَةَ ثَلاثٍ مِنَ الهِجْرَةِ أوْ سَنَةَ أرْبَعٍ، وهَذِهِ القَصِيدَةُ قالَها حَسّانٌ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ في الفَتْحِ سَنَةَ ثَمانٍ أوْ في عُمْرَةِ القَضاءِ سَنَةَ سَبْعٍ، فَهي مِمّا يَقُولُ الشّاعِرُ ما لا يَفْعَلُ.