الباحث القرآني
﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ﴾ - قراءات
٥٦٧٤٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: وهي في بعض القراءة: (وانتَصَرُواْ بِمِثْلِ ما ظُلِمُواْ)[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرج يحيى بن سلّام ٢/٥٣١ نحوًا من ذلك، ويبدو أن قوله: «وهي في بعض القراءة» سقط من النُّسخ. وهي قراءة شاذة. ينظر: المحرر الوجيز ٤/٢٤٧.]]. (١١/٣٢٤)
﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ﴾ - نزول الآية
٥٦٧٤٩- عن أبي حسن سالم البَرّاد -من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط- قال: لَمّا نزلت: ﴿والشعراء﴾ الآية؛ جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت وهم يبكون، فقالوا: يا رسول الله، لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنّا شعراء؛ هلكنا! فأنزل الله: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾، فدعاهم رسول الله ﷺ، فتلاها عليهم[[أخرجه ابن أبي شيبة ٨/٥١٨-٥١٩، وابن جرير ١٧/٦٧٨، ٦٨٠، ٦٨٢، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٤-٢٨٣٥ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي داود في ناسخه، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١١/٣٢٠)
٥٦٧٥٠- عن عروة بن الزبير -من طريق محمد عن ابنه هشام- قال: لَمّا نزلت: ﴿والشعراء﴾ إلى قوله: ﴿ما لا يفعلون﴾؛ قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، قد علِم الله أنِّي منهم. فأنزل الله: ﴿إلا الذين آمنوا﴾ إلى قوله: ﴿ينقلبون﴾[[أخرجه ابن سعد ٣/٥٢٨، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٤، وابن عساكر ٢٨/٩٢-٩٣ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٣٢٠)
٥٦٧٥١- عن عطاء بن يسار -من طريق محمد بن إسحاق- قال: نزلت ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾ إلى آخر السورة في حسّان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٧٩ مرسلًا.]]. (ز)
٥٦٧٥٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾، قال: نزلت هذه الآية في رَهْطٍ مِن الأنصار، هاجوا عن رسول الله ﷺ؛ منهم كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وحسّان بن ثابت[[أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٥٣١، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٣٢٤)
٥٦٧٥٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾، قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، وفي شعراء الأنصار[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦ مرسلًا.]]. (١١/٣٢٥)
٥٦٧٥٤- عن خُصَيف بن عبد الرحمن أو غيره -من طريق الثوري- في قوله: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾، قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، ونُصْرَتِه النبيَّ ﷺ بلسانه[[تفسير الثوري ص٢٣٠ وهو مرسل.]]٤٨٣٣. (ز)
﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ﴾ - تفسير
٥٦٧٥٥- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ مِن الشعر حِكْمَة». قال: وأتاه قرظة بن كعب، وعبد الله بن رواحة، وحسّان بن ثابت، فقالوا: إنّا نقول الشِّعْر، وقد نزلت هذه الآية؟ فقال رسول الله ﷺ: «اقرأوا ﴿والشعراء﴾ إلى قوله: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾». قال: «أنتم هم». ﴿وذكروا الله كثيرا﴾، قال: «أنتم هم». ﴿وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾، قال: «أنتم هم»[[أخرجه ابن أبي حاتم في العلل ٦/١٥٨-١٥٩ (٢٤١٤) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال ابن أبي حاتم: «قال أبي: هذا حديث بهذا الإسناد منكر».]]. (١١/٣٢٣)
٥٦٧٥٦- عن أبي الحسن مولى بني نوفل: أنّ عبد الله بن رواحة وحسّان بن ثابت أتَيا رسولَ الله ﷺ حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ: ﴿والشعراء يتبعهم الغاوون﴾ حتى بلغ: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ قال: «أنتم». ﴿وذكروا الله كثيرا﴾ قال: «أنتم». ﴿وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾ قال: «أنتم». ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ قال: «الكُفّار»[[أخرجه الحاكم ٣/٥٥٦ (٦٠٦٤)، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٤ (١٦٠٦٧)، ٩/٢٨٣٥ (١٦٠٧٤)، والثعلبي ٧/١٨٦. قال ابن حجر في فتح الباري ١٠/٥٣٩: «وأخرجه ابن أبي شيبة، من طريق مرسلة».]]. (١١/٣٢٠)
﴿إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ﴾ - تفسير
٥٦٧٥٧- عن عبد الله بن عباس، ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا﴾، قال: أبو بكر، وعمر، وعلي، وعبد الله بن رَواحة[[أخرجه ابن عساكر ٢٨/٩٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١١/٣٢٢)
٥٦٧٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: ثم استثنى المؤمنين منهم، يعني: الشعراء، فقال: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٧٩، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١١/٣٢١)
٥٦٧٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: ... ثم استثنى، فقال: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾، يعني: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، كانوا يَذُبُّون عن النبي ﷺ وأصحابه هجاءَ المشركين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٤، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف ٢/٤٨٠-.]]. (١١/٣٢١)
٥٦٧٦٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات... وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾، قال: عبد الله بن رواحة وأصحابه[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨٢، وإسحاق البستي في تفسيره ص٥٤٦ من طريق ابن جريج دون قوله: وأصحابه، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١١/٣٢٤)
٥٦٧٦١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾، قال: هذه ثنية الله مِن الشعراء ومِن غيرِهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٥. وعلَّقه يحيى بن سلّام ٢/٥٣٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٣٢٤)
٥٦٧٦٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا، وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾، قال: هم الأنصار الذين هاجوا مع رسول الله ﷺ[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٧٨، وابن جرير ١٧/٦٧٩، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٤.]]. (ز)
٥٦٧٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ثم استثنى ﷿ شعراء المسلمين، فقال: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٨٣.]]. (ز)
٥٦٧٦٤- قال يحيى بن سلّام: ثم استثنى الله، فقال: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾. قال: قتادة: هذه ثنيا الله في الشعراء وغيرهم. والشعراء مِن المؤمنين الذين استثنى الله: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك[[علَّقه يحيى بن سلّام ٢/٥٣٠-٥٣١.]]. (ز)
﴿وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا﴾ - تفسير
٥٦٧٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿وذكروا الله كثيرا﴾: في كلامهم[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨٠، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]٤٨٣٤. (١١/٣٢١)
٥٦٧٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وذكروا الله كثيرا﴾، قال: لا يكون العبد من الذاكرين لله كثيرًا حتى يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٥.]]. (ز)
٥٦٧٦٧- تفسير الحسن البصري، في قوله: ﴿وذكروا الله كثيرا﴾، قال: في غير وقت[[علَّقه يحيى بن سلّام ٢/٥٣٠.]]. (ز)
٥٦٧٦٨- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وذكروا الله كثيرا﴾، قال: ذكروا الله في شِعْرِهم[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨٠.]]٤٨٣٥. (ز)
﴿وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ﴾ - تفسير
٥٦٧٦٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾، قال: رَدُّوا على الكُفّار الذين كانون يهجون المؤمنين[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨١، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١١/٣٢١)
٥٦٧٧٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وانتصروا﴾ على المشركين ﴿من بعد ما ظلموا﴾ يقول: انتصر شعراء المسلمين مِن شعراء المشركين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٨٣. وفي تفسير البغوي ٦/١٣٩ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه بلفظ: انتصروا مِن المشركين؛ لأنهم بدءوا بالهجاء.]]. (ز)
٥٦٧٧١- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وانتصروا﴾ مِن المشركين ﴿من بعد ما ظلموا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨١.]]. (ز)
٥٦٧٧٢- قال يحيى بن سلّام: ﴿من بعد ما ظلموا﴾ مِن بعد ما ظلمهم المشركون، أي: انتصروا بالكلام، وهذا قبل أن يُؤمَر بقتالهم[[علَّقه يحيى بن سلّام ٢/٥٣٠-٥٣١.]]. (ز)
﴿وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٥٦٧٧٣- عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن نسير مع رسول الله ﷺ إذ عرض شاعر يُنشِد، فقال النبيُّ ﷺ: «لَأن يمتلِئ جوفُ أحدكم قَيْحًا خيرٌ له مِن أن يمتلئ شِعْرًا»[[أخرجه مسلم ٤/١٧٦٩ (٢٢٥٩).]]. (١١/٣٢٢)
٥٦٧٧٤- عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: «الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله أن يقولوا شِعرًا تَتَغَنّى به الحُور العين لأزواجهن في الجنة، والذين ماتوا في الشِّرك يدعون بالويل والثبور في النار»[[أورده الديلمي في مسند الفردوس ٢/٣٦٢ (٣٦١٣). قال ابن عراق في تنزيه الشريعة ٢/٣٨٨ (٣٨): «وفيه لاحق بن الحصين». وقال الفتني في تذكرة الموضوعات ص١٦٨: «فيه لاحق بن الحصين، كذّاب وضّاع».]]. (١١/٣٢٣)
٥٦٧٧٥- عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله ﷺ لحسان بن ثابت: «اهجُ المشركين؛ فإنّ جبريل معك»[[أخرجه البخاري ٥/١١٣ (٤١٢٣-٤١٢٤)، ومسلم ٤/١٩٣٣ (٢٤٨٦)، والثعلبي ٧/١٨٧.]]. (١١/٣٢٥)
٥٦٧٧٦- عن كعب بن مالك، أنّه قال للنبي ﷺ: إنّ الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل، فكيف ترى فيه؟ فقال: «إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده، لكأنّ ما ترمونهم به مثلُ نَضْحِ النبل»[[أخرجه أحمد ٢٥/٦٣ (١٥٧٨٥)، ٢٥/٨٧ (١٥٧٩٦)، ٤٥/١٤٧-١٤٨ (٢٧١٧٤)، والثعلبي ٧/١٨٦، والبغوي ٦/١٣٦. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية ٢/٩٥: «حديث صحيح». وقال المناوي في التيسير ١/٣٠٠: «رجال أحمد رجال الصحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٤/١٧٢ (١٦٣١): «وهذا صحيح على شرط الشيخين».]]. (١١/٣٢٢)
٥٦٧٧٧- عن البراء بن عازب، قال: قيل: يا رسول الله، إنّ أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك. فقام ابن رواحة، فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه. قال: «أنت الذي تقول: ثبت الله؟». قال: نعم، يا رسول الله، قلتُ: ثَبَّت الله ما أعطاكَ من حَسَنٍ تثبيتَ موسى ونَصْرًا مثل ما نُصِرا قال: «وأنت يفعل الله بك مثل ذلك». ثم وثب كعب، فقال: يا رسول الله، ائْذن لي فيه. فقال: «أنت الذي تقول: هَمَّتْ؟». قال: نعم، يا رسول الله، قلت: هَمَّتْ سَخِينَةُ[[السَخِينَة: طعام حارّ يُتَخَذ من دقيق وسَمْن، وكانت قريش تكثر من أكلها، فعُيِّرت بها حتى سموا سخينة. ينظر: النهاية (سخن).]] أن تُغالِبَ ربَّها فَلَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغلّابِ قال: «أما إنّ الله لم ينسَ لك ذلك». ثم قام حسان الحسام، فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه. وأخرَج لسانًا له أسود، فقال: يا رسول الله، إنّه لو شئتَ لفريتُ[[فَرَيْت الشيء أفْرِيه فَرْيًا: إذا شققته وقطعته للإصلاح. النهاية (فرا).]] به المَزادَ[[المزاد: الظرف الذي يحمل فيه الماء كالقربة وغيرها. ينظر: اللسان (زيد).]]، ائذن لي فيه. فقال: «اذهب إلى أبي بكر، فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، واهجُهم وجبريل معك»[[أخرجه الحاكم ٣/٥٥٦ (٦٠٦٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما أخرجه مسلم بطوله، ومن حديث الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد». ووافقه الذهبي. وقال الألباني في الصحيحة ٤/٦١٨-٦١٩ (١٩٧٠) معقبًا على كلام الحاكم والذهبي: «كذا قالا، وجابر هو ابن يزيد الجعفي، وهو ضعيف، لكن تابعه سماك بن حرب مرسلًا؛ فيتقوى به. وقد جاء الحديث من طرق أخرى عن البراء مختصرًا».]]. (١١/٣٢٥)
٥٦٧٧٨- عن أبي هريرة، قال: مرَّ عمر بحسان وهو يُنشد في المسجد، فلحظ إليه، فنظر إليه، فقال: قد كنت أنشد فيه وفيه مَن هو خيرٌ منك. فسكت، ثم التفت حسّان إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله، هل سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أجِب عنِّي، اللهم، أيِّده بروح القدس»؟. قال: نعم[[أخرجه البخاري ١/٩٨ (٤٥٣)، ٤/١١٢ (٣٢١٢)، ٨/٣٦ (٦١٥٢)، ومسلم ٤/١٩٣٢ (٢٤٨٥)، والثعلبي ٧/١٨٦.]]. (١١/٣٢٦)
٥٦٧٧٩- عن محمد بن سيرين، قال: هجا رسولَ الله ﷺ وأصحابَه ثلاثةٌ من كفار قريش؛ أبو سفيان بن الحارث، وعمرو بن العاص، وابن الزِّبَعْرى، قال قائل لعلي: اهجُ عنّا هؤلاء القوم الذين قد هجونا. فقال علي: إن أذن لي رسولُ الله ﷺ فعلتُ. فقال الرجل: يا رسول الله، ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين هجونا. فقال: «ليس هناك». ثم قال للأنصار: «ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله ﷺ بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم». فقال حسان بن ثابت: أنا لها، يا رسول الله. وأخذ بطرف لسانه، فقال: واللهِ، ما يسرني بهم مقولًا بين بصرى وصنعاء. فقال له رسول الله ﷺ: «وكيف تهجوهم وأنا منهم؟». فقال: إنِّي أسلُّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين. فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم؛ حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، ويُعَيُّرونهم بالمناقب، وكان ابن رواحة يُعَيِّرُهم بالكفر، وينسبهم إلى الكفر، ويعلم أنه ليس فيهم شيء شرًّا من الكفر، وكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب، وأهون القول عليهم قول ابن رواحة، فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة[[أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ١/٣٤١-٣٤٤ مطولًا، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨/٩٦.]]. (١١/٣٢٨)
٥٦٧٨٠- عن حسن بن علي، قال: قال رسول الله ﷺ لعبد الله بن رواحة: «ما الشِّعر؟» قال: شيء يَخْتَلِج في صدر الرجل، فيخرجه على لسانه شِعرًا[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨/٩٣. إسناده ضعيف؛ فيه محمد بن يونس الكديمي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٤١٩): «ضعيف».]]. (١١/٣٢٧)
٥٦٧٨١- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «إنّ مِن الشعر حكمًا، وإنّ مِن البيان سِحرًا»[[أخرجه ابن أبي شيبة ٥/٢٧٢ (٢٦٠١١)، والطبراني في الكبير ١٠/١٦٧ (١٠٣٤٥).]]. (١١/٣٣٠)
٥٦٧٨٢- قالت عائشة: الشِّعر كلام، فمنه حسن، ومنه قبيح، فخُذِ الحسن، ودع القبيح[[تفسير البغوي ٦/١٣٨.]]. (ز)
﴿وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ ٢٢٧﴾ - تفسير
٥٦٧٨٣- عن أبي الحسن مولى بني نوفل، عن رسول الله ﷺ، في قوله: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾، قال: «الكفار»[[تقدم بتمامه مع تخريجه في تفسير أول الآية.]]. (١١/٣٢٠)
٥٦٧٨٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿أي منقلب ينقلبون﴾، قال: إلى جهنم والسعير[[تفسير البغوي ٦/١٣٩.]]. (ز)
٥٦٧٨٥- عن فضالة بن عبيدة -من طريق أبي شريح الإسكندراني، عن بعض المشيخة- في قوله: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾، قال: هؤلاء الذين يخربون البيت[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٧.]]. (١١/٣٣٠)
٥٦٧٨٦- عن أبي الحسن سالم البراد مولى تميم الداري -من طريق يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط- ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾: يعني: أهل مكة[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨٣.]]. (ز)
٥٦٧٨٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وسيعلم الذين ظلموا﴾: مِن الشعراء وغيرهم ﴿أي منقلب ينقلبون﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١١/٣٢٤)
٥٦٧٨٨- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿وسيعلم الذين ظلموا﴾، قال: الذين أشركوا مِن الشعراء وغيرهم[[علَّقه يحيى بن سلّام ٢/٥٣١.]]. (ز)
٥٦٧٨٩- قال مقاتل بن سليمان: فقال: ﴿وسيعلم الذين ظلموا﴾ يعني: أشركوا ﴿أي منقلب ينقلبون﴾ يقول: ينقلبون في الآخرة إلى الخسران[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٢٨٣.]]. (ز)
٥٦٧٩٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾، قال: وسيعلم الذين ظلموا من المشركين أي منقلب ينقلبون[[أخرجه ابن جرير ١٧/٦٨٣.]]. (ز)
٥٦٧٩١- قال يحيى بن سلّام: ﴿أي منقلب ينقلبون﴾ مِن بين يديِ الله إذا وقفوا بين يديه يوم القيامة، أي: أنّهم سيعلمون حينئذٍ أنهم سينقلبون مِن بين يدي الله إلى النار[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٥٣١.]]٤٨٣٦. (ز)
﴿وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ ٢٢٧﴾ - آثار متعلقة بالآية[[⟨أورد السيوطي عقب تفسير الآية ١١/٣٣٠-٣٣٢ آثارًا عن خراب الكعبة آخر الزمان على يد الحبشة.⟩{ع}]]
٥٦٧٩٢- عن عائشة -من طريق هشام بن عروة، عن أبيه- قالت: كتب أبي في وصيته سطرين: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا، حين يؤمن الكافر، ويَتَّقي الفاجر، ويُصَدِّق الكاذب: إنِّي استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، فإن يعدل فذلك ظنِّي به ورجائي فيه، وإن يجُر ويُبَدِّل فلا أعلم الغيب، ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦-٢٨٣٧ واللفظ له، وإسحاق البستي في تفسيره ص٥٤٧ بلاغًا.]]. (١١/٣٣٢)
٥٦٧٩٣- عن إياس بن أبي تميمة، قال: حضرت الحسن ومُرَّ عليه بجنازة نصراني، فقال: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾[[أخرجه أبوداود الطيالسي -كما في تفسير ابن كثير ٦/١٧٦-، وابن أبي حاتم ٩/٢٨٣٦.]]. (ز)
٥٦٧٩٤- عن صفوان بن محرز -من طريق عبد الله بن رباح-: أنّه كان إذا قرأ هذه الآية بكى، حتى أرى لقد اندقَّ[[اندَّق: كُسِرَ ورُضّ. اللسان (دقق).]] قَضِيض زَوْرِه[[في النهاية (قضض): «قال القتيبي: هو عندي خطأ من بعض النَّقَلة، وأراه: قَصَصُ زَوْرِه. وهو وسط الصَّدر».]]: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٩/٣٥٤ (٣٦٣٠١)، وابن أبي الدنيا في كتاب الرقة والبكاء -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٣/١٨٤ (٧٨)-.]]. (١١/٣٣٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.