الباحث القرآني
قوله تعالى: ﴿ٱلْحَمْدُ للَّهِ﴾ اجتمع القرّاء على رفع الحمد. وأمّا أهل البَدْو فمنهم من يقول : "الحمدَ لِلّه".
ومنهم من يقول: "الحمدِ لِلّه ". ومنهم من يقول : "الحمدُ لُلّهِ" فيرفع الدال واللام.
فأما مَن نَصب فإنه يقول: "الحمد" ليس باسم إنما هو مَصْدر؛ يجوز لقائله أن يقول: أحمد اللّه، فإذا صَلح مكان المصدر (فَعل أو يَفْعل) جازفيه النصب؛ من ذلك قول اللّه تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ﴾ يصلح مكانها في مثله من الكلام أن يقول: فاضربوا الرقاب. ومن ذلك قوله: ﴿مَعَاذَ ٱللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ﴾؛ يصلح أن تقول في مثله من الكلام: نعوذ باللّه. ومنه قول العرب: سَقْيناً لكَ، ورَعْياً لك؛ يجوز مكانه: سقاك الله، ورعاك الله.
وأما من خفض الدال من "الحمدِ" فإنه قال: هذه كلمة كثرت على ألسن العرب حتى صارت كالاسم الواحد؛ فثقُل عليهم أن يجتمع في اسم واحد من كلامهم ضَمّةٌ بعدها كسرة، أو كَسْرَةٌ بعدها ضَمّة، ووجدوا الكسرتين قد تجتمعان في الاسم الواحد مثل إِبِل؛ فكسروا الدال ليكون على المثال من أسمائهم.
وأمّا الذين رفعوا الّلام فإنهم أرادوا المثال الأكثر من أسماء العرب الذى يجتمع فيه الضمتان؛ مثلُ: الحُلُم والعُقُب .
ولا تُنْكرنّ أن يجعل الكلمتان كالواحدة إذا كَثُر بهما الكلام. ومن ذلك قول العرب : "بِأَبَا" إنما هو "بِأَبِى" الياءُ من المتكلم ليست من الأب؛ فلما كَثُرَ بهما الكلام توهّموا أنهما حرف واحد فصيّروها ألفا ليكون على مثال: حُبْلَى وسَكْرَى؛ وما أشبهه من كلام العرب. أنشدنى أبو ثَرْوان: قال الجوارِى ما ذَهَبْتَ مَذْهَبَا * وعِبْنَنِى ولم أكنْ مُعَيِّبَا هل أنتَ إلا ذاهبٌ لِتلْعَبَا * أرَيْتَ إنْ أعطِيتَ نَهْداً كَعْثَبَا أذاك أم نُعطيكَ هَيْدًا هَيْدَبَا * أَبْرَدَ فى الظَّلماء من مَسِّ الصَّبَا فقلتُ: لا، بل ذا كما يا بِيَبَا * أجدرُ ألاّ تَفْضَحَا وتَحْرَبَا "هل أنتَ إلاّ ذاهبٌ لتلْعَبَا" ذهب بـ"ـهل" إلى معنى "ما". (عَلَيْهُم) و (عَلَيْهِم) وهما لغتان؛ لكل لغة مذهبٌ فىالعربية.
فأما من رفع الهاء فإنه يقول: اصلها رفعٌ فى نصبها وخفضها ورفعها؛ فأما الرفع فقولهم: "هُم قالوا ذاك"، فى الابتداء؛ ألا ترى أنها مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها. والنصب في قولك: "ضَرَبَهُم" مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها؛ فتركت فى "عليهمُ" على جهتها الأولى .
وأما من قال: "عليهِم" فإنه استثقل الضمّة فى الهاء وقبلها ياء ساكنة، فقال: "عليهِم" لكثرة دَور المكنىّ في الكلام. وكذلك يفعلون بها إذا اتصلت بحرف مكسور مثل"بِهِم" و"بِهُم"، يجوز فيه الوجهان مع الكسرة والياء الساكنة.
ولا تبال أن تكون الياء مفتوحا ما قبلها أو مكسورا؛ فإذا انفتح ما قبل الياء فصارت ألفاً في اللفظ لم يُجْز فى "هم" إلا الرفع؛ مثل قوله تبارك وتعالى: ﴿وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِِّ﴾ ولا يجوز: "مَوْلاهِم الحقِّ"، وقوله ﴿فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ﴾ لا يجوز "فبِهُداهِم اقْتَدهْ" . ومثله مما قالوا فيه بالوجهين إذا وليته ياء ساكنة أو كسرة، قوله: ﴿وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ﴾ و﴿حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا رَسُولاً﴾ يجوز رفع الألف من "أمّ" و"أمها"وكسرها في الحرفين جميعا لمكان الياء. والكسرة مثل قوله تّبارك وتعالى: ﴿فَلأُمِّهِ ٱلسُّدُسُ﴾، وقول من رَوَى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أُوصى امرأً بِأمّه". فمن رفع قال: الرفع هو الأصل في الأمّ والأمّهات. ومن كسر قال: هي كثيرة المجرى في الكلام؛ فاستثقل ضمةً قبلها ياء ساكنة أو كسرة. وإنما يجوز كسر ألف "أمّ" إذا وليها كسرة أو ياء؛ فإذا انفتح ما قبلها فقلت: فلان عند أمّه، لم يجز أن تقول: عند إِمّه، وكذلك إِذا كان ما قبلها حرفا مضموما لم يجز كسرها؛ فتقول: اتّبعتُ أمّه، ولا يجوز الكسر.
وكذلك إذا كان ما قبلها حرفا مجزوما لم يكن في الأمّ إلا ضم الألف؛ كقولك: من أُمّه، وعن أُمّه. ألا ترى أنك تقول: عنهُم ومِنهُم (واضربهُم). ولا تقول: عنهِم ولا مِنهِم، ولا اضِربهِم. فكل موضع حَسُن فيه كسر الهاء مثل قولهم: فيهم وأشباهها، جاز فيه كسر الألف من "أمّ" وهي قياسها. ولا يجوز أن تقول: كتب إلى إِمّه ولا على إِمّه؛ لأن الذي قبلها ألف في اللفظ وإنما هي ياء في الكتاب: "إلى" و "على". وكذلك: قد طالت يدا أُمه بالخير. ولا يجوز أن تقول: يدا إِمّه. فإن قلت: جلس بين يَدىْ أَمِّه؛ جاز كسرها وضمها لأن الذي قبلها ياء. ومن ذلك أن تقول: هم ضاربو أُمّهاتهم؛ برفع الألف لا يكون غيره. وتقول: ما هم بضاربى أُمّهاتهم وإِمّهاتهم؛ يجوز الوجهان جميعا لمكان الياء. ولا تُبال أن يكون ما قبل ألف "أمّ" موصولا بها أو منقطعا منها؛ والوجهان يجوزان فيه؛ تقول: هذهِ أمّ زيد وإِمُّ زيد. وإذا ابتدأتها لم تكن إلا مرفوعة، كم كانت "هُم" لا تكون إلا مرفوعة في الابتداء، فأما "هم" فلا تكسر إلا مع حرف يتصل بها لا يفرق بينه وبينها مثل" بِهِم".
{"ayah":"ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق