الباحث القرآني

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً أي: هذا يَخْلُفُ هذا، وهذا يخلف هذا، قال مجاهد وغيره: لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أي: يعتبر بالمصنوعات ويشكرَ الله تعالى على آلائه [[أخرجه الطبريّ (9/ 407) برقم (26458، 26459) ، وذكره البغوي (3/ 375) ، وابن عطية (4/ 217) ، والسيوطي (5/ 139) ، وعزاه للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد.]] ، وقال عمر وابن عباس والحسن: معناه: لمن أراد أَنْ يَذْكُرَ ما فاته من الخير والصلاة ونحوه في أحدهما فيستدركه في الذي يليه [[ذكره ابن عطية (3/ 218) ، وابن كثير (3/ 324) عن ابن عباس، والسيوطي (5/ 139) ، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وعزاه أيضا لعبد بن حميد عن الحسن.]] ، وقرأ حمزة [[ينظر: «السبعة» (466) ، و «الحجة» (5/ 348) ، و «العنوان» (141) ، و «إتحاف» (2/ 310) ، و «حجة القراءات» (513) .]] وحده: «يذْكُرُ» بسكون الذال وضم الكاف، ثم لما قال تعالى: لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً جاء بصفات عباده الذين هم أهل التذكرة والشكور. وقوله: الَّذِينَ يَمْشُونَ. [خبر مبتدإ، والمعنى: وعباده حَقُّ عباده هم الذين يمشون. وقوله: يَمْشُونَ [[سقط في ج.]] عَلَى الْأَرْضِ عبارة عن عيشهم ومدّة حياتهم وتصرّفاتهم، وهَوْناً بمعنى أَنَّ أمرهم كله هَيِّنُ، أي: ليِّنٌ حسن قال مجاهد [[أخرجه الطبريّ (9/ 407) برقم (26461) ، وذكره ابن عطية (4/ 218) ، والسيوطي (5/ 140) ، وعزاه لعبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن مجاهد.]] : بالحلم والوقار. وقال ابن عباس [[أخرجه الطبريّ (9/ 408) برقم (26469) ، وذكره ابن عطية (4/ 218) والسيوطي (5/ 140) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.]] : بالطاعة والعَفَاف والتواضع، وقال الحسن [[أخرجه الطبريّ (9/ 408) برقم (26474) ، وذكره البغوي (3/ 375) ، وابن عطية (4/ 218) ، والسيوطي (5/ 141) ، وعزاه لعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن الحسن.]] : حُلَمَاءُ، إنْ جُهلَ عليهم لم يجهلوا. قال الثعلبيُّ: قال الحسن [[أخرجه الطبريّ (9/ 408) برقم (26476) ، وذكره البغوي (3/ 375) ، وابن عطية (4/ 218) .]] : يمشون حلماء علماء مثلَ الأنبياء، لا يؤذون الذَّرَّ في سكونٍ وتواضع وخشوع، وهو ضدُّ المُخْتَالُ الفخور الذي يختال في مشيه، اه. قال عياض في صفة نَبِيِّنا محمد ﷺ: يخطو تكفُّؤاً [[أي تمايل إلى قدام. ينظر: «النهاية» (4/ 183) .]] ، ويمشي هوناً، كأنَّما ينحطُّ من صبب، انتهى من «الشفا» . قال أبو حيان [[ينظر: «البحر المحيط» (6/ 469) .]] : هَوْناً: نعت لمصدر محذوف، أي: مشياً هوناً، أو حال، أي: هَيِّنِينَ، انتهى، وروى الترمذيُّ عن ابن مسعود أنّ النبي ﷺ قال: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ على كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ، سَهْلٍ» [[أخرجه الترمذيّ (4/ 654) كتاب صفة القيامة: باب (45) حديث (2488) ، وأحمد (1/ 415) ، وأبو يعلى (8/ 467- 468) رقم (5053) ، وابن حبان (1096، 1097- موارد) ، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (11) ، والطبراني في «الكبير» (10/ 285) رقم (10562) ، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7/ 535- 536) رقم (11251، 11252) ، والبغوي في «شرح السنة» (6/ 480- بتحقيقنا) كلهم من طريق هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودي عن ابن مسعود مرفوعا. وقال الترمذيّ: حديث حسن غريب. وصححه ابن حبان. وللحديث طريق آخر: فقال ابن أبي حاتم في «العلل» (2/ 108) : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله-- الزبيري عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي ﷺ ... فذكر الحديث قالا: هذا خطأ، رواه الليث بن سعد وعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودي عن ابن مسعود عن النبي ﷺ ... وهذا هو الصحيح.]] ، قال أَبو عيسى: هذا حديث حسن، انتهى. وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً العامل في سَلاماً قالُوا، والمعنى: قالوا هذا اللفظ، وقال مجاهد [[أخرجه الطبريّ (9/ 409) ، وذكره ابن عطية (4/ 218) ، والسيوطي (5/ 140) ، وعزاه لعبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن مجاهد.]] : معنى سَلاماً: قولاً سداداً، أي: يقول للجاهل كلاماً يدفعه به برفقٍ ولينٍ، وهذه الآية كانت قبل آية السيف فَنُسِخَ منها ما يَخُصُّ الكَفَرَةَ، وَبَقِيَ أَدبها في المسلمين إلى يوم القيامة، قال صاحب «الحكم الفارقية» : إذا نازعك إنسان فلا تجبه فإنّ الكلمة الأولى أنثى وإجابتها فحلها، فإنْ أمسكت عنها بترتها وقطعت نسلها، وإنْ أجبتها ألقحتها، فكم من نسل مذمومٍ يتولد بينهما في ساعة واحدة، انتهى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب