(واخْتَلَفُوا) فِي: ﴿وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ فَقَرَأ يَعْقُوبُ بِكَسْرِ التاءِ، وهو عَلى أصْلِهِ في الوَقْفِ عَلى الياءِ كَما نَصَّ عَلَيْهِ غَيْرُ واحِدٍ وأشَرْنا إلَيْهِ في بابِ الوَقْفِ عَلى المَرْسُومِ، وذَلِكَ يَقْتَضِي أنْ تَكُونَ مَن عِنْدَهُ مَوْصُولَةً أيْ والَّذِي يُؤْتِيهِ اللَهُ الحِكْمَةَ ; ولَوْ كانَتْ عِنْدَهُ شَرْطِيَّةً لَوَقَفَ بِالحَذْفِ كَما يَقِفُ عَلى: ﴿وَمَن تَقِ السَيِّئاتِ﴾ [غافر: ٩] ونَحْوَهُ.
وَقَرَأ الباقُونَ بِفَتْحِ التاءِ، ولا خِلافَ عَنْهم في الوَقْفِ عَلى التاءِ.
(واخْتَلَفُوا) فِي: ﴿نِعِمّا﴾ [النساء: ٥٨] هُنا والنِساءِ فَقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ، وخَلَفٌ بِفَتْحِ النُونِ في المَوْضِعَيْنِ. وقَرَأ الباقُونَ بِكَسْرِها، وقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ بِإسْكانِ العَيْنِ.
(واخْتُلِفَ) عَنْ أبِي عَمْرٍو وقالُونَ وأبِي بَكْرٍ، فَرَوى عَنْهُمُ المَغارِبَةُ قاطِبَةً إخْفاءَ كَسْرَةِ العَيْنِ لَيْسَ إلّا، يُرِيدُونَ الِاخْتِلاسَ فِرارًا مِنَ الجَمْعِ بَيْنَ الساكِنَيْنِ (p-٢٣٦)، ورَوى عَنْهُمِ العِراقِيُّونَ والمَشْرِقِيُّونَ قاطِبَةً الإسْكانَ، ولا يُبالُونَ مِنَ الجَمْعِ بَيْنَ الساكِنَيْنِ لِصِحَّتِهِ رِوايَةً ووُرُودِهِ لُغَةً، وقَدِ اخْتارَهُ الإمامُ أبُو عُبَيْدَةَ أحَدُ أئِمَّةِ اللُغَةِ وناهِيكَ بِهِ، وقالَ: هو لُغَةُ النَبِيِّ ﷺفِيما يُرْوى " «نِعِمّا المالُ الصالِحُ لِلرَّجُلِ الصالِحِ » "، وحَكى النَحْوِيُّونَ الكُوفِيُّونَ سَماعًا مِنَ العَرَبِ ﴿شَهْرُ رَمَضانَ﴾ [البقرة: ١٨٥] مُدْغَمًا. وحَكى ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ في الشِعْرِ، ورَوى الوَجْهَيْنِ جَمِيعًا عَنْهُ الحافِظُ أبُو عَمْرٍو الدانِيُّ، ثُمَّ قالَ: والإسْكانُ آثَرُ والإخْفاءُ أقْيَسُ.
(قُلْتُ): والوَجْهانِ صَحِيحانِ غَيْرَ أنَّ النَصَّ عَنْهم بِالإسْكانِ، ولا يُعْرَفُ الِاخْتِلاسُ إلّا مِن طُرُقِ المَغارِبَةِ، ومَن تَبِعَهم كالمَهْدَوِيِّ وابْنِ شُرَيْحٍ وابْنِ غَلْبُونَ والشاطِبِيِّ مَعَ أنَّ الإسْكانَ في التَيْسِيرِ، ولَمْ يَذْكُرْهُ الشاطِبِيُّ. ولَمّا ذَكَرَ ابْنُ شُرَيْحٍ الإخْفاءَ عَنْهم قالَ: وقَرَأْتُ أيْضًا لَقالُونَ بِالإسْكانِ، ولا أعْلَمُ أحَدًا فَرَّقَ بَيْنَ قالُونَ، وغَيْرِهِ سِواهُ. وقَرَأ الباقُونَ بِكَسْرِ النُونِ والعَيْنِ (واتَّفَقُوا) عَلى تَشْدِيدِ المِيمِ.
(واخْتَلَفُوا) فِي: و﴿نُكَفِّرْ عَنْكُمْ﴾ [النساء: ٣١] فَقَرَأ ابْنُ عامِرٍ وحَفْصٌ بِالياءِ، وقَرَأ الباقُونَ بِالنُونِ، وقَرَأ المَدَنِيّانِ، وحَمْزَةُ والكِسائِيُّ، وخَلَفٌ بِجَزْمِ الراءِ، وقَرَأ الباقُونَ بِرَفْعِها.
(واخْتَلَفُوا) فِي: ﴿تَحْسَبُهُمْ﴾ [الحشر: ١٤]، و﴿يَحْسَبَنَّ﴾ [آل عمران: ١٧٨]، و﴿يَحْسَبُ﴾ [الهمزة: ٣] كَيْفَ وقَعَ مُسْتَقْبَلًا. فَقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ وابْنُ عامِرٍ وعاصِمٌ وحَمْزَةُ بِفَتْحِ السِينِ، وقَرَأ الباقُونَ بِكَسْرِها.
{"ayah":"یُؤۡتِی ٱلۡحِكۡمَةَ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ"}