الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشاءُ﴾ قالَ: المَعْرِفَةَ بِالقُرْآنِ ناسِخِهِ ومَنسُوخِهِ، ومُحْكَمِهِ ومُتَشابِهِهِ، ومُقَدَّمِهِ ومُؤَخَّرِهِ، وحَلالِهِ وحَرامِهِ، وأمْثالِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ مِن طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ مَرْفُوعًا: «”﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾“ قالَ: ”القُرْآنَ“ . يَعْنِي تَفْسِيرَهُ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَإنَّهُ قَدْ قَرَأهُ البَرُّ والفاجِرُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ قالَ: القُرْآنُ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشاءُ﴾ قالَ: النُّبُوَّةَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ: (p-٢٨٨)﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشاءُ﴾ قالَ: لَيْسَتْ بِالنُّبُوَّةِ، ولَكِنَّهُ القُرْآنُ والعِلْمُ والفِقْهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الفِقْهَ في القُرْآنِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ: ﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ قالَ: قِراءَةَ القُرْآنِ والفِكْرَةَ فِيهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الكِتابَ والفَهْمَ بِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الكِتابَ، يُؤْتِي إصابَتَهُ مَن يَشاءُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ إبْراهِيمَ: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الفَهْمَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الإصابَةَ في القَوْلِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الفِقْهَ في القُرْآنِ. (p-٢٨٩)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ﴾ قالَ: القُرْآنَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿يُؤْتَ الحِكْمَةَ﴾ قالَ: الخَشْيَةَ؛ لِأنَّ خَشْيَةَ اللَّهِ رَأسُ كُلِّ حِكْمَةٍ، وقَرَأ: ﴿إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ [فاطر: ٢٨] .
وأخْرَجَ أحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“ عَنْ خالِدِ بْنِ ثابِتٍ الرَّبَعِيِّ قالَ: وجَدْتُ فاتِحَةَ زَبُورِ داوُدَ: إنَّ رَأْسَ الحِكْمَةِ خَشْيَةُ الرَّبِّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مَطَرٍ الوَرّاقِ قالَ: بَلَغَنا أنَّ الحِكْمَةَ خَشْيَةُ اللَّهِ، والعِلْمُ بِاللَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: الخَشْيَةُ حِكْمَةٌ، مَن خَشِيَ اللَّهَ فَقَدْ أصابَ أفْضَلَ الحِكْمَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مالِكِ بْنِ أنَسٍ قالَ: قالَ زَيْدُ بْنُ أسْلَمَ: إنَّ الحِكْمَةَ العَقْلُ، وإنَّهُ لَيَقَعُ في قَلْبِي أنَّ الحِكْمَةَ الفِقْهُ في دِينِ اللَّهِ، وأمْرٌ يُدْخِلُهُ اللَّهُ القُلُوبَ مِن رَحْمَتِهِ وفَضْلِهِ، ومِمّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أنَّكَ تَجِدُ الرَّجُلَ عاقِلًا في أمْرِ الدُّنْيا إذا نَظَرَ فِيها، وتَجِدُ آخَرَ ضَعِيفًا في أمْرِ دُنْياهُ عالِمًا بِأمْرِ دِينِهِ بَصِيرًا بِهِ، يُؤْتِيهِ اللَّهُ إيّاهُ ويَحْرِمُهُ هَذا، فالحِكْمَةُ الفِقْهُ في دِينِ اللَّهِ. (p-٢٩٠)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مَكْحُولٍ قالَ: إنَّ القُرْآنَ جُزْءٌ مِنَ اثْنَيْنِ وسَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وهو الحِكْمَةُ الَّتِي قالَ اللَّهُ: ﴿ومَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: كانَ يُقالُ: الرِّفْقُ رَأْسُ الحِكْمَةِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن قَرَأ ثُلُثَ القُرْآنِ أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، ومَن قَرَأ نِصْفَ القُرْآنِ أُعْطِيَ نِصْفَ النُّبُوَّةِ، ومَن قَرَأ ثُلُثَيْهِ أُعْطِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، ومَن قَرَأ القُرْآنَ كُلَّهُ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ، ويُقالُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ: اقْرَأْ وارْقَ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتّى يُنْجِزَ ما مَعَهُ مِنَ القُرْآنِ، فَيُقالُ لَهُ: اقْبِضْ، فَيَقْبِضُ. فَيُقالُ لَهُ: هَلْ تَدْرِي ما في يَدَيْكَ؟ فَإذا في يَدِهِ اليُمْنى الخُلْدُ وفي الأُخْرى النَّعِيمُ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”مَن قَرَأ القُرْآنَ فَقَدِ اسْتَدْرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، غَيْرَ أنَّهُ لا يُوحى إلَيْهِ، ومَن قَرَأ القُرْآنَ فَرَأى أنَّ أحَدًا أُعْطِيَ أفْضَلَ مِمّا أُعْطِيَ فَقَدْ عَظَّمَ ما صَغَّرَ اللَّهُ وصَغَّرَ ما عَظَّمَ اللَّهُ، ولَيْسَ يَنْبَغِي لِصاحِبِ القُرْآنِ أنْ يَجِدَّ مَعَ مَن جَدَّ، ولا يَجْهَلَ مَعَ مَن جَهِلَ وفي جَوْفِهِ كَلامُ اللَّهِ“» . (p-٢٩١)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي نَهِيكٍ قالَ: قالَ سَعْدٌ: تُجّارٌ كَسَبَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”لَيْسَ مِنّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ“» . قالَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: يَعْنِي: يَسْتَغْنِي بِهِ.
وأخْرَجَ البَزّارُ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لَيْسَ مِنّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ“» .
وأخْرَجَ البَزّارُ عَنْ عائِشَةَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”لَيْسَ مِنّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، «أنَّ امْرَأةً أتَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقالَتْ: إنَّ زَوْجِي مِسْكِينٌ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ لِزَوْجِها: ”أتَقْرَأُ مِنَ القُرْآنِ شَيْئًا؟“ قالَ: أقْرَأُ سُورَةَ كَذا. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: ”بَخٍ بَخٍ، زَوْجُكِ غَنِيٌّ“ . فَلَزِمَتِ المَرْأةُ زَوْجَها، ثُمَّ أتَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ بَسَطَ اللَّهُ عَلَيْنا رِزْقَنا» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ أبِي أُمامَةَ، «أنَّ رَجُلًا أتى النَّبِيَّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرَيْتُ مَقْسَمَ بَنِي فُلانٍ فَرَبِحْتُ عَلَيْهِ كَذا (p-٢٩٢)وكَذا. فَقالَ: ”ألا أُنَبِّئُكَ بِما هو أكْثُرُ رِبْحًا ؟“ قالَ: وهَلْ يُوجَدُ ؟ قالَ: ”رَجُلٌ تَعَلَّمَ عَشْرَ آياتٍ“ . فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَتَعَلَّمَ عَشْرَ آياتٍ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَأخْبَرَهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أنَّهُ كانَ يُقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ ثُمَّ يَقُولُ: تَعَلَّمْها فَإنَّها خَيْرٌ لَكَ مِمّا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، حَتّى يَقُولَ ذَلِكَ في القُرْآنِ كُلِّهِ.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ قالَ: لَوْ قِيلَ لِأحَدِكم: لَوْ غَدَوْتَ إلى القَرْيَةِ كانَ لَكَ أرْبَعُ قَلائِصَ. كانَ يَقُولُ: قَدْ أنى لِي أنْ أغْدُوَ. فَلَوْ أنَّ أحَدَكم غَدا فَتَعَلَّمَ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ كانَتْ لَهُ خَيْرًا مِن أرْبَعٍ وأرْبَعٍ. حَتّى عَدَّ شَيْئًا كَثِيرًا.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”يا مَعْشَرَ التُّجّارِ، أيَعْجِزُ أحَدُكم إذا رَجَعَ مِن سُوقِهِ أنْ يَقْرَأ عَشْرَ آياتٍ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً“» .
وأخْرَجَ البَزّارُ عَنْ أنَسٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”إنَّ البَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ القُرْآنُ يَكْثُرُ خَيْرُهُ، والبَيْتُ الَّذِي لا يُقْرَأُ فِيهِ القُرْآنُ يَقِلُّ خَيْرُهُ“» (p-٢٩٣)وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”فَضْلِ العِلْمِ ورِياضَةِ المُتَعَلِّمِينَ“، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”القُرْآنُ غِنًى لا فَقْرَ بَعْدَهُ ولا غِنًى دُونَهُ“» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ رَجاءٍ الغَنَوِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن أعْطاهُ اللَّهُ حِفْظَ كِتابِهِ وظَنَّ أنَّ أحَدًا أُوتِيَ أفْضَلَ مِمّا أُوتِيَ فَقَدْ غَمَطَ أعْظَمَ النِّعَمِ“» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”كُلُّ مُؤَدِّبٍ يُحِبُّ أنْ يُؤْتى أدَبُهُ، وأدَبُ اللَّهِ القُرْآنُ فَلا تَهْجُرُوهُ“» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: ما أنْزَلَ اللَّهُ مِن آيَةٍ إلّا واللَّهُ يُحِبُّ أنْ يَعْلَمَ العِبادُ فِيما أُنْزِلَتْ، وماذا عَنى بِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي قِلابَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”أوَّلُ ما يُرْفَعُ مِنَ الأرْضِ العِلْمُ“ . فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، يُرْفَعُ القُرْآنُ؟ قالَ: ”لا. ولَكِنْ (p-٢٩٤)يَمُوتُ مَن يُعَلِّمُهُ“ . أوْ قالَ: ”مَن يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ، ويَبْقى قَوْمٌ يَتَأوَّلُونَهُ عَلى أهْوائِهِمْ“» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «كُنّا إذا تَعَلَّمْنا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ عَشْرَ آياتٍ مِنَ القُرْآنِ لَمْ نَتَعَلَّمِ العَشْرَ الَّتِي نَزَلَتْ بَعْدَها حَتّى نَعْلَمَ ما فِيهِ. قِيلَ لِشَرِيكٍ: مِنَ العَمَلِ؟ قالَ: نَعَمْ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والمُرْهِبِيُّ في ”فَضْلِ العِلْمِ“ عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قالَ: «حَدَّثَنا مَن كانَ يُقْرِئُنا مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنَّهم كانُوا يَأْخُذُونَ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَشْرَ آياتٍ فَلا يَأْخُذُونَ في العَشْرِ الأُخْرى حَتّى يَعْلَمُوا ما في هَذِهِ مِنَ العِلْمِ والعَمَلِ. قالَ: فَتَعَلَّمْنا العِلْمَ والعَمَلَ» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لَقَدْ عِشْتُ بُرْهَةً مِن دَهْرِي، وإنَّ أحَدَنا يُؤْتى الإيمانَ قَبْلَ القُرْآنِ، وتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلى مُحَمَّدٍ ﷺ فَنَتَعَلَّمُ حَلالها وحَرامَها، وما يَنْبَغِي أنْ نَقِفَ عِنْدَهُ مِنها، كَما تَعَلَّمُونَ أنْتُمُ القُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأيْتُ رِجالًا يُؤْتى أحَدُهُمُ القُرْآنَ قَبْلَ الإيمانِ؛ فَيَقْرَأُ ما بَيْنَ فاتِحَةِ الكِتابِ إلى خاتِمَتِهِ ما يَدْرِي ما آمِرُهُ ولا زاجِرُهُ، وما يَنْبَغِي أنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنهُ، ويَنْثِرُهُ (p-٢٩٥)نَثْرَ الدَّقَلِ.
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضالَّةُ المُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وجَدَها فَهو أحَقُّ بِها“» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“ عَنْ مَكْحُولٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن أخْلَصَ لِلَّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا تَفَجَّرَتْ يَنابِيعُ الحِكْمَةِ مِن قَلْبِهِ عَلى لِسانِهِ“» .
وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“ مَوْصُولًا، مِن طَرِيقٍ مَكْحُولٍ، عَنْ أبِي أيُّوبَ الأنْصارِيِّ مَرْفُوعًا.
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنَّ لُقْمانَ قالَ لِابْنِهِ: يا بُنَيَّ، عَلَيْكَ بِمُجالَسَةِ العُلَماءِ، واسْمَعْ كَلامَ الحُكَماءِ، فَإنَّ اللَّهَ يُحْيِي القَلْبَ المَيِّتَ بِنُورِ الحِكْمَةِ كَما تَحْيا الأرْضُ المَيْتَةُ بِوابِلِ المَطَرِ» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ لا حَسَدَ إلّا في اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٍ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَسَلَّطَهُ عَلى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٍ آتاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهو يَقْضِي بِها ويُعَلِّمُها ”» . (p-٢٩٦)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في“ الشُّعَبِ ”، عَنْ يَزِيدِ بْنِ الأخْنَسِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «“ لا تَنافِسَ إلّا في اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٍ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ بِهِ آناءَ اللَّيْلِ والنَّهارِ، ويَتَّبِعُ ما فِيهِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: لَوْ أنَّ اللَّهَ أعْطانِي ما أعْطى فُلانًا فَأقُومُ بِهِ كَما يَقُومُ بِهِ، ورَجُلٍ أعْطاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُنْفِقُ مِنهُ ويَتَصَدَّقُ بِهِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: لَوْ أنَّ اللَّهَ أعْطانِي كَما أعْطى فُلانًا فَأتَصَدَّقُ بِهِ ”. قالَ رَجُلٌ: أرَأيْتَكَ النَّجْدَةَ تَكُونُ في الرَّجُلِ. قالَ:“ لَيْسَتْ لَهُما بِعَدْلٍ؛ إنَّ الكَلْبَ يَهُمُّ مِن وراءِ أهْلِهِ ”» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ مُعاوِيَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ مَن يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ ”» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى عَنْ مُعاوِيَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ مَن يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، ومَن لَمْ يُفَقِّهْهُ لَمْ يُبْلْ بِهِ ”» .
وأخْرَجَ البَزّارُ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَقَّهَهُ في الدِّينِ، وألْهَمَهُ رُشْدَهُ ”» . (p-٢٩٧)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ أفْضَلُ العِبادَةِ الفِقْهُ، وأفْضَلُ الدِّينِ الوَرَعُ» ”.
وأخْرَجَ البَزّارُ، والطَّبَرانِيُّ في“ الأوْسَطِ ”، والمُرْهِبِيُّ في“ فَضْلِ العِلْمِ ”، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ فَضْلُ العِلْمِ خَيْرٌ مِن فَضْلِ العِبادَةِ، وخَيْرُ دِينِكُمُ الوَرَعُ ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في“ الأوْسَطِ ”، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «“ قَلِيلُ العِلْمِ خَيْرٌ مِن كَثِيرٍ مِنَ العِبادَةِ، وكَفى بِالمَرْءِ فِقْهًا إذا عَبَدَ اللَّهَ، وكَفى بِالمَرْءِ جَهْلًا إذا أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ ما اكْتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مِثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ يَهْدِي صاحِبَهُ إلى هُدًى أوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدًى، وما اسْتَقامَ دِينُهُ حَتّى يَسْتَقِيمَ عَقْلُهُ ”» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ يا أبا ذَرٍّ، لَأنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِن أنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ، ولَأنْ تَغْدُوَ (p-٢٩٨)فَتَعَلَّمَ بابًا مِنَ العِلْمِ عُمِلَ بِهِ أوْ لَمْ يُعْمَلْ بِهِ خَيْرٌ مِن أنْ تُصَلِّيَ ألْفَ رَكْعَةٍ ”» .
وأخْرَجَ المُرْهِبِيُّ في“ فَضْلِ العِلْمِ ”، والطَّبَرانِيُّ في“ الأوْسَطِ ”، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في“ الشُّعَبِ ”، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «“ ما عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أفْضَلَ مِن فِقْهٍ في دِينٍ، ولَفَقِيهٌ واحِدٌ أشَدُّ عَلى الشَّيْطانِ مِن ألْفِ عابِدٍ، ولِكُلِّ شَيْءٍ عِمادٌ، وعِمادُ هَذا الدِّينِ الفِقْهُ ”» . وقالَ أبُو هُرَيْرَةَ: لَأنْ أجْلِسَ ساعَةً فَأتَفَقَّهُ أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ أُحْيِيَ لَيْلَةً إلى الصَّباحِ.
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، والمُرْهِبِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ خَصْلَتانِ لا تَجْتَمِعانِ في مُنافِقٍ؛ حُسْنُ سَمْتٍ، وفِقْهٌ في الدِّينِ ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ فَضْلُ العِلْمِ أفْضَلُ مِنَ العِبادَةِ، ومِلاكُ الدِّينِ الوَرَعُ ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ يَسِيرُ الفِقْهِ خَيْرٌ مِن كَثِيرِ العِبادَةِ، وخَيْرُ أعْمالِكم أيْسَرُها» ”. (p-٢٩٩)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في“ الشُّعَبِ ”، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ ما عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أفْضَلَ مِن فِقْهٍ في الدِّينِ ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الحَكَمِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ يَقُولُ اللَّهُ لِلْعُلَماءِ يَوْمَ القِيامَةِ إذا قَعَدَ عَلى كُرْسِيِّهِ لِفَصْلِ عِبادِهِ: إنِّي لَمْ أجْعَلْ عِلْمِي وحِلْمِي فِيكم إلّا وأنا أُرِيدُ أنْ أغْفِرَ لَكم عَلى ما كانَ فِيكم ولا أُبالِي ”» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي مُوسى قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“ يَبْعَثُ اللَّهُ العِبادَ يَوْمَ القِيامَةِ ثُمَّ يُمَيِّزُ العُلَماءَ فَيَقُولُ: يا مَعْشَرَ العُلَماءِ، إنِّي لَمْ أضَعْ فِيكم عِلْمِي لِأُعَذِّبَكُمُ، اذْهَبُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكم "» .
{"ayah":"یُؤۡتِی ٱلۡحِكۡمَةَ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق