الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ قالَ: نَهى اللَّهُ المُؤْمِنَ أنْ يَظُنَّ بِالمُؤْمِنِ سُوءًا.
وأخْرَجَ مالِكٌ وأحْمَدُ والبُخارِيُّ ومُسْلِمٌ وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إيّاكم والظَّنَّ؛ فَإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَدِيثِ، ولا تَجَسَّسُوا ولا تَحَسَّسُوا ولا تَنافَسُوا ولا تَحاسَدُوا ولا تَباغَضُوا وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَخْطُبِ الرَّجُلُ عَلى خِطْبَةِ أخِيهِ حَتّى يَنْكِحَ أوْ يَتْرُكَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن أساءَ بِأخِيهِ الظَّنَّ فَقَدْ أساءَ بِرَبِّهِ إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ [الحجرات»: ١٢] .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (p-٥٦٦)«إنَّ الظَّنَّ يُخْطِئُ ويُصِيبُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «رَأيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ ويَقُولُ: ما أطْيَبَكِ وأطْيَبَ رِيحَكِ، ما أعْظَمَكِ وأعْظَمَ حُرْمَتَكِ، والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ المُؤْمِنِ أعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنكِ مالِهِ ودَمِهِ وأنْ يُظَنَّ بِهِ إلّا خَيْرًا» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، في الزُّهْدِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: لا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِن أخِيكَ سُوءًا وأنْتَ تَجِدُ لَها في الخَيْرِ مَحْمَلًا.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قالَ: كَتَبَ إلَيَّ بَعْضُ إخْوانِي مِن أصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنْ ضَعْ أمْرَ أخِيكَ عَلى أحْسَنِهِ ما لَمْ يَأْتِكَ ما يَغْلِبُكَ ولا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ شَرًّا، وأنْتَ تَجِدُ لَهُ في الخَيْرِ مَحْمَلًا، ومَن عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمِ فَلا يَلُومَنَّ إلّا نَفْسَهُ، ومَن كَتَمَ سِرَّهُ كانَتِ الخِيَرَةُ في يَدِهِ، وما كافَأْتَ مَن عَصى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ، وعَلَيْكَ بِإخْوانِ الصِّدْقِ فَكُنْ في اكْتِسابِهِمْ فَإنَّهم زِينَةٌ في الرَّخاءِ وعُدَّةٌ عِنْدَ عَظِيمِ البَلاءِ ولا تَهاوَنْ بِالحَلِفِ فَيُهِينَكَ (p-٥٦٧)اللَّهُ، ولا تَسْألَنَّ عَمّا لَمْ يَكُنْ حَتّى يَكُونَ ولا تَضَعْ حَدِيثَكَ إلّا عِنْدَ مَن يَشْتَهِيهِ وعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وإنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ، واعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، واحْذَرْ صَدِيقَكَ إلّا الأمِينَ، ولا أمِينَ إلّا مَن خَشِيَ اللَّهَ، وشاوِرْ في أمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهم بِالغَيْبِ.
وأخْرَجَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكّارٍ في المُوَفَّقِيّاتِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: مَن تَعَرَّضَ لِلتُّهْمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَن أساءَ بِهِ الظَّنَّ، ومَن كَتَمَ سِرَّهُ كانَ الخِيارُ إلَيْهِ ومَن أفْشاهُ كانَ الخِيارُ عَلَيْهِ، وضَعْ أمْرَ أخِيكَ عَلى أحْسَنِهِ حَتّى يَأْتِيَكَ مِنهُ ما يَغْلِبُكَ، ولا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِن أخِيكَ سُوءًا وأنْتَ تَجِدُ لَها في الخَيْرِ مَحْمَلًا، وكُنْ في اكْتِسابِ الإخْوانِ فَإنَّهم جُنَّةٌ عِنْدَ الرَّخاءِ وعُدَّةٌ عِنْدَ البَلاءِ وآخِ الإخْوانَ عَلى قَدْرِ التَّقْوى، وشاوِرْ في أمْرِكَ الَّذِينَ يَخافُونَ اللَّهَ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ وأحْمَدُ في الزُّهْدِ، والبُخارِيُّ في الأدَبِ عَنْ سَلْمانَ قالَ: إنِّي لَأعُدُّ العُراقَ عَلى خادِمِي مَخافَةَ الظَّنِّ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في الأدَبِ عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: كُنّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْتِمَ عَلى الخادِمِ ونَكِيلَ ونَعُدَّها كَراهِيَةَ أنْ يَتَعَوَّدُوا خُلُقَ سَوْءٍ أوْ يَظُنُّ أحَدُنا ظَنَّ سَوْءٍ.
(p-٥٦٨)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ حارِثَةَ بْنِ النُّعْمانِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثَلاثٌ لازِماتٌ لِأُمَّتِي: الطِّيرَةُ والحَسَدُ وسُوءُ الظَّنِّ فَقالَ رَجُلٌ: ما يُذْهِبُهُنَّ يا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّنْ هُنَّ فِيهِ؟ قالَ: إذا حَسَدْتَ فاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وإذا ظَنَنْتَ فَلا تُحَقِّقْ وإذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ النَّجّارِ في ”تارِيخِهِ“ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن أساءَ بِأخِيهِ الظَّنَّ فَقَدْ أساءَ بِرَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ إنَّ اللَّهَ تَعالى يَقُولُ: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ [الحجرات»: ١٢] .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ قالَ: نَهى اللَّهُ المُؤْمِنَ أنْ يَتَّبِعَ عَوْراتِ المُؤْمِنِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ قالَ: خُذُوا ما ظَهَرَ لَكم ودَعُوا ما سَتَرَ اللَّهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: هَلْ تَدْرُونَ ما التَّجَسُّسُ؟ هو أنْ تَتَّبِعَ عَيْبَ أخِيكَ فَتَطَّلِعَ عَلى سِرِّهِ.
(p-٥٦٩)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والخَرائِطِيُّ في مَكارِمِ الأخْلاقِ عَنْ زُرارَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أنَّهُ حَرَسَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ لَيْلَةً المَدِينَةَ، فَبَيْنَما هم يَمْشُونَ شَبَّ لَهم سِراجٌ في بَيْتٍ فانْطَلَقُوا يَؤُمُّونَهُ، فَلَمّا دَنَوْا مِنهُ إذا بابٌ مُجافٍ عَلى قَوْمٍ لَهم فِيهِ أصْواتٌ مُرْتَفِعَةٌ ولَغَطٌ، فَقالَ عُمَرُ وأخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أتَدْرِي بَيْتَ مَن هَذا؟ قالَ: هَذا بَيْتُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وهُمُ الآنَ شَرْبٌ فَما تَرى؟ قالَ: أرى أنْ قَدْ أتَيْنا ما نَهى اللَّهُ عَنْهُ قالَ اللَّهُ: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ فَقَدْ تَجَسَّسْنا فانْصَرَفَ عُمَرُ عَنْهم وتَرَكَهم.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ فَقَدَ رَجُلًا مِن أصْحابِهِ فَقالَ لِابْنِ عَوْفٍ: انْطَلِقْ بِنا إلى مَنزِلِ فُلانٍ فَنَنْظُرَ فَأتَيا مَنزِلَهُ فَوَجَدا بابَهُ مَفْتُوحًا وهو جالِسٌ وامْرَأتُهُ تَصُبُّ لَهُ في إناءٍ فَتُناوِلُهُ إيّاهُ، فَقالَ عُمَرُ لِابْنِ عَوْفٍ: هَذا الَّذِي شَغَلَهُ عَنّا فَقالَ ابْنُ عَوْفٍ لِعُمَرَ وما يُدْرِيكَ ما في الإناءِ فَقالَ عُمَرُ: أتَخافُ أنْ يَكُونَ هَذا التَّجَسُّسَ؟ قالَ: بَلْ هو التَّجَسُّسُ قالَ: وما التَّوْبَةُ مِن هَذا؟ قالَ: لا تُعْلِمْهُ بِما اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِن أمْرِهِ ولا يَكُونَنَّ في نَفْسِكَ إلّا خَيْرٌ ثُمَّ انْصَرَفا.
(p-٥٧٠)وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: أتى عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ رَجُلٌ فَقالَ: إنَّ فُلانًا لا يَصْحُو. فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، فَقالَ: إنِّي لَأجِدُ رِيحَ شَرابٍ يا فُلانُ، أنْتَ بِهَذا؟ فَقالَ الرَّجُلُ: يا ابْنَ الخَطّابِ وأنْتَ بِهَذا، ألَمْ يَنْهَكَ اللَّهُ أنْ تَتَجَسَّسَ؟ فَعَرَفَها عُمَرُ، فانْطَلَقَ وتَرَكَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ زَيْدِ بْنِ وهْبٍ قالَ: أُتِيَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقِيلَ: هَذا فُلانٌ تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ خَمْرًا. فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: إنّا قَدْ نُهِينا عَنِ التَّجَسُّسِ، ولَكِنْ إنْ يَظْهَرْ لَنا شَيْءٌ نَأْخُذْ بِهِ.
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ قالَ: «خَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا مَعْشَرَ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَمْ يَدْخُلِ الإيمانُ قَلْبَهُ، لا تَتَّبِعُوا عَوْراتِ المُسْلِمِينَ؛ فَإنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْراتِ المُسْلِمِينَ فَضَحَهُ اللَّهُ في قَعْرِ بَيْتِهِ» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“ عَنْ ثَوْرٍ الكِنْدِيِّ، أنَّ عُمَرَ بْنَ (p-٥٧١)الخَطّابِ كانَ يَعُسُّ بِالمَدِينَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَسَمِعَ صَوْتَ رَجُلٍ في بَيْتٍ يَتَغَنّى، فَتَسَوَّرَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ امْرَأةً وعِنْدَهُ خَمْرًا، فَقالَ: يا عَدُوَّ اللَّهِ، أظْنَنْتَ أنَّ اللَّهَ يَسْتُرُكَ وأنْتَ عَلى مَعْصِيَتِهِ. فَقالَ: وأنْتَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لا تَعْجَلْ عَليَّ؛ إنْ أكُنْ عَصَيْتُ اللَّهَ في واحِدَةٍ فَقَدْ عَصَيْتَ اللَّهَ في ثَلاثٍ؛ قالَ اللَّهُ: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ وقَدْ تَجَسَّسْتَ، وقالَ: ﴿وأْتُوا البُيُوتَ مِن أبْوابِها﴾ [البقرة: ١٨٩] [البَقَرَةِ: ١٨٩] وقَدْ تَسَوَّرْتَ عَلَيَّ، ودَخَلْتَ عَلَيَّ بِغَيْرِ إذْنٍ، وقالَ اللَّهُ: ﴿لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكم حَتّى تَسْتَأْنِسُوا وتُسَلِّمُوا عَلى أهْلِها﴾ [النور: ٢٧] [النُّورِ: ٢٧] قالَ عُمَرُ: فَهَلْ عِنْدَكَ مِن خَيْرٍ إنْ عَفَوْتُ عَنْكَ؟ قالَ: نَعَمْ فَعَفا عَنْهُ وخَرَجَ وتَرَكَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قالَ: «خَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتّى أسْمَعَ العَواتِقَ في الخُدُورِ يُنادِي بِأعْلى صَوْتِهِ: يا مَعْشَرُ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَمْ يَخْلُصِ الإيمانُ إلى قَلْبِهِ، لا تَغْتابُوا المُسْلِمِينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْراتِهِمْ، فَإنَّهُ مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، ومَن تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ في جَوْفِ بَيْتِهِ» .
وأخْرُجُ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ بُرَيْدَةَ قالَ: «صَلَّيْنا الظُّهْرَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَمّا انْفَتَلَ أقْبَلَ عَلَيْنا غَضْبانَ مُتَنَفِّرًا يُنادِي بِصَوْتٍ أسْمَعَ العَواتِقَ في جَوْفِ (p-٥٧٢)الخُدُورِ: يا مَعْشَرَ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ، ولَمْ يَدْخُلِ الإيمانُ قَلْبَهُ، لا تَذُمُّوا المُسْلِمِينَ، ولا تَطْلُبُوا عَوْراتِهِمْ، فَإنَّهُ مَن تَطَلَّبَ عَوْرَةَ أخِيهِ المُسْلِمِ هَتَكَ اللَّهُ سِتْرَهُ، وأبْدى عَوْرَتَهُ، ولَوْ كانَ في جَوْفِ بَيْتِهِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يا مَعْشَرَ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَمْ يَخْلُصِ الإيمانُ إلى قَلْبِهِ، لا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْراتِهِمْ؛ فَإنَّهُ مِن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتّى يَخْرِقَها عَلَيْهِ في بَطْنِ بَيْتِهِ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «مَن أشادَ عَلى مُسْلِمٍ عَوْرَةً يَشِينُهُ بِها بِغَيْرِ حَقٍّ شانَهُ اللَّهُ بِها في الحَقِّ يَوْمَ القِيامَةِ» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قالَ: «صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بِالنّاسِ صَلاةَ الصُّبْحِ فَلَمّا فَرَغَ أقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلى النّاسِ رافِعًا صَوْتَهُ حَتّى كادَ يُسْمِعُ مَن في الخُدُورِ، وهو يَقُولُ: يا مَعْشَرَ الَّذِينَ أسْلَمُوا بِألْسِنَتِهِمْ ولَمْ يُدْخِلِ الإيمانُ في قُلُوبِهِمْ، لا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، ولا تُعَيِّرُوهُمْ، ولا تَتَّبِعُوا (p-٥٧٣)عَثَراتِهِمْ فَإنَّهُ مَن يَتَّبِعْ عَثْرَةَ أخِيهِ المُسْلِمِ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَثْرَتَهُ، ومَن يَتَّبِعِ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وهو في قَعْرِ بَيْتِهِ. فَقالَ قائِلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وهَلْ عَلى المُسْلِمِينَ مِن سِتْرٍ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: سُتُورُ اللَّهِ عَلى المُؤْمِنِ أكْثَرُ مِن أنْ تُحْصى؛ إنَّ المُؤْمِنَ لَيَعْمَلُ بِالذُّنُوبَ فَيَهْتِكُ عَنْهُ سِتْرًا سِتْرًا حَتّى لا يَبْقى عَلَيْهِ مِنها شَيْءٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ: اسْتُرُوا عَلى عَبْدِي مِنَ النّاسِ؛ فَإنَّ النّاسَ يُعَيِّرُونَ ولا يُغَيِّرُونَ. فَتَحُفُّ بِهِ المَلائِكَةُ بِأجْنِحَتِها يَسْتُرُونَهُ مِنَ النّاسِ، فَإنْ تابَ قَبِلَ اللَّهُ مِنهُ، ورَدَّ عَلَيْهِ سُتُورَهُ، ومَعَ كُلِّ سِتْرٍ تِسْعَةُ أسْتارٍ، فَإنْ تَتابَعَ في الذُّنُوبِ قالَتِ المَلائِكَةُ: رَبَّنا إنَّهُ قَدْ غَلَبْنا وأقْذَرَنا. فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْتُرُوا عَبْدِي مِنَ النّاسِ؛ فَإنَّ النّاسَ يُعَيِّرُونَ ولا يُغَيِّرُونَ. فَتَحُفُّ بِهِ المَلائِكَةُ بِأجْنِحَتِها يَسْتُرُونَهُ مِنَ النّاسِ فَإنْ تابَ قَبِلَ اللَّهُ مِنهُ، وإنْ عادَ قالَتِ المَلائِكَةُ: رَبَّنا إنَّهُ قَدْ غَلَبَنا وأقْذَرَنا. فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ: تَخَلَّوْا عَنْهُ فَلَوْ عَمِلَ ذَنْبًا في بَيْتٍ مُظْلِمٍ في لَيْلَةٍ (p-٥٧٤)مُظْلِمَةٍ في جُحْرٍ أبْدى اللَّهُ عَنْهُ وعَنْ عَوْرَتِهِ» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ قالَ: المُؤْمِنُ في سَبْعِينَ حِجابًا مِن نُورٍ، فَإذا عَمِلَ خَطِيئَةً ثُمَّ تَناساها حَتّى يَعْمَلَ أُخْرى هَتَكَ اللَّهُ عَنْهُ حِجابًا مِن تِلْكَ الحُجُبِ، فَلا يَزالُ كُلَّما عَمِلَ خَطِيئَةً ثُمَّ تَناساها حَتّى يَعْمَلَ أُخْرى هَتَكَ اللَّهُ عَنْهُ حِجابًا مِن تِلْكَ الحُجُبِ، فَإذا عَمِلَ كَبِيرَةً مِنَ تِلْكَ الكَبائِرِ هَتَكَ اللَّهُ عَنْهُ تِلْكَ الحُجُبَ كُلَّها إلّا حِجابَ الحَياءِ وهو أعْظَمُها حِجابًا، فَإنْ تابَ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ورَدَّ تِلْكَ الحُجُبَ كُلَّها، فَإنْ عَمِلَ خَطِيئَةً بَعْدَ الكَبائِرِ ثُمَّ تَناساها حَتّى يَعْمَلَ أُخْرى قَبْلَ أنْ يَتُوبَ هَتَكَ حِجابَ الحَياءِ، فَلَمْ تَلْقَهُ إلّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، فَإذا كانَ مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنهُ الأمانَةُ، فَإذا نُزِعَتْ مِنهُ الأمانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إلّا خائِنًا مُخَوَّنًا، فَإذا كانَ خائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنهُ الرَّحْمَةُ، فَإذا نُزِعَتْ مِنهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إلّا فَظًّا غَلِيظًا، فَإذا كانَ فَظًّا غَلِيظًا نُزِعَتْ مِنهُ رِبْقَةُ الإسْلامِ، فَإذا نُزِعَتْ مِنهُ رِبْقَةُ الإسْلامِ لَمْ تَلْقَهُ إلّا لَعِينًا مُلَعَّنًا شَيْطانًا رَجِيمًا.
(p-٥٧٥)
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ الآيَةَ. قالَ: حَرَّمَ اللَّهُ أنْ يُغْتابَ المُؤْمِنُ بِشَيْءٍ كَما حَرَّمَ المَيْتَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ الآيَةَ. قالَ: زَعَمُوا أنَّها نَزَلَتْ في سَلْمانَ الفارِسِيِّ، أكَلَ ثُمَّ رَقَدَ فَنَفِخَ، فَذَكَرَ رَجُلانِ أكْلَهُ ورُقادَهُ فَنَزَلَتْ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ «أنَّ سَلْمانَ الفارِسِيَّ كانَ مَعَ رَجُلَيْنِ في سَفَرٍ يَخْدُمُهُما ويَنالُ مِن طَعامِهِما وأنَّ سَلْمانَ نامَ يَوْمًا فَطَلَبَهُ صاحِباهُ فَلَمْ يَجِداهُ فَضَرَبا الخِباءَ وقالا: ما يُرِيدُ سَلْمانُ شَيْئًا غَيْرَ هَذا؛ أنْ يَجِيءَ إلى طَعامٍ مَعْدُودٍ وخِباءٍ مَضْرُوبٍ. فَلَمّا جاءَ سَلْمانُ أرْسَلاهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَطْلُبُ لَهُما إدامًا، فانْطَلَقَ فَأتاهُ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بَعَثَنِي أصْحابِي لِتُؤْدِمَهم إنْ كانَ عِنْدَكَ. قالَ: ما يَصْنَعُ أصْحابُكَ بِالأُدْمِ، قَدِ ائْتَدَمُوا. فَرَجَعَ سَلْمانُ فَخَبَّرَهُما، فانْطَلَقا فَأتَيا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالا: والَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ما أصَبْنا طَعامًا مُنْذُ نَزَلْنا. قالَ: إنَّكُما قَدِ ائْتَدَمْتُما بِسَلْمانَ بِقَوْلِكُما. فَنَزَلَتْ: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكم أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا﴾ [الحجرات»: ١٢] .
(p-٥٧٦)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُقاتِلٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ الآيَةَ. قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في رَجُلٍ كانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ﷺ؛ أرْسَلَ بَعْضُ الصَّحابَةِ إلَيْهِ يَطْلُبُ مِنهُ إدامًا فَمَنَعَ، فَقالُوا لَهُ: إنَّهُ لَبَخِيلٌ وخِيمٌ. فَنَزَلَتْ في ذَلِكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ قالَ: أنْ يَقُولَ لِلرَّجُلِ مِن خَلْفِهِ: هو كَذا. يُسِيءُ الثَّناءَ عَلَيْهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّ الغِيبَةَ أنْ تَذْكُرَ أخاكَ بِما يَشِينُهُ، وتَعِيبُهُ بِما فِيهِ، فَإنْ أنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهِ فَذاكَ البُهْتانُ. يَقُولُ كَما أنْتَ كارِهٌ لَوْ وجَدْتَ جِيفَةً مُدَوَّدَةً أنْ تَأْكُلَ مِنها، فَكَذَلِكَ فاكْرَهُ غِيبَتَهُ وهو حَيٌّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما الغَيْبَةُ؟ قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بِما يَكْرَهُ. قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أرَأيْتَ إنْ كانَ (p-٥٧٧)فِي أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ما تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والخَرائِطِيُّ في ”مَساوِئِ الأخْلاقِ“ عَنِ المُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنِ الغِيبَةَ أنْ تَذْكُرَ المَرْءَ بِما فِيهِ. فَقِيلَ: إنَّما كُنّا نَرى أنْ نَذْكُرَهُ بِما لَيْسَ فِيهِ. ذَلِكَ البُهْتانُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، «أنَّ امْرَأةً دَخَلَتْ عَلى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَقالَتْ عائِشَةُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما أجْمَلَها وأحْسَنَها لَوْلا أنَّ بِها قِصَرًا. فَقالَ لَها النَّبِيُّ ﷺ: اغْتَبْتِيها يا عائِشَةُ. فَقالَتْ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّما قُلْتُ شَيْئًا هو بِها. قالَ: يا عائِشَةُ إذا قُلْتِ شَيْئًا بِها فَهي غِيبَةٌ، وإذا قُلْتِ ما لَيْسَ بِها فَقَدْ بَهَتِّها» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: إذا قُلْتَ لِلرَّجُلِ بِما فِيهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإذا قُلْتَ ما لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.
(p-٥٧٨)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قالَ: لَوْ مَرَّ بِكَ أقْطَعُ فَقُلْتَ: هَذا الأقْطَعُ. كانَتْ غِيبَةً.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقالَ: ذاكَ الأسْوَدُ. ثُمَّ قالَ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أُرانِي قَدِ اغْتَبْتُهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكم أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا﴾ قالُوا: نَكْرَهُ ذَلِكَ. قالَ: فاتَّقُوا اللَّهَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في ”ذَمِّ الغَيْبَةِ“ والخَرائِطِيُّ في ”مَساوِئِ الأخْلاقِ“، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ «عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: لا يَغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضًا فَإنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَمَرَّتِ امْرَأةٌ طَوِيلَةُ الذَّيْلِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّها لَطَوِيلَةُ الذَّيْلِ. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: الفُظِي. فَلَفَظْتُ بِضْعَةَ لَحْمٍ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، رَفَعَ الحَدِيثَ إلى النَّبِيِّ ﷺ، «أنَّهُ لَحِقَ قَوْمًا فَقالَ لَهم: تَخَلَّلُوا. فَقالُوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، واللَّهِ ما طَعِمْنا اليَوْمَ طَعامًا. فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: واللَّهِ إنِّي لَأرى لَحْمَ فُلانٍ بَيْنَ ثَناياكم. وكانُوا اغْتابُوهُ» .
وأخْرَجَ الضِّياءُ المَقْدِسِيُّ في ”المُخْتارَةِ“ عَنْ أنَسٍ قالَ: «كانَتِ العَرَبُ يَخْدُمُ (p-٥٧٩)بَعْضُها بَعْضًا في الأسْفارِ وكانَ مَعَ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ رَجُلٌ يَخْدُمُها، فَناما فاسْتَيْقَظا، ولَمْ يُهَيِّئْ لَهُما طَعامًا، فَقالا: إنَّ هَذا لَنَؤُومٌ. فَأيْقَظاهُ فَقالا: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْ لَهُ: إنَّ أبا بَكْرٍ وعُمَرَ يُقْرِئانِكَ السَّلامَ، ويَسْتَأْدِمانَكَ. فَقالَ: إنَّهُما ائْتَدَما. فَجاءا فَقالا: يا رَسُولَ اللَّهِ، بِأيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنا؟ قالَ: بِلَحْمِ أخِيكُما، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنِّي لَأرى لَحْمَهُ بَيْنَ ثَناياكُما. فَقالا: اسْتَغْفِرْ لَنا يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: مُراهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُما» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“ عَنْ يَحْيى بْنِ أبِي كَثِيرٍ، «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ في سَفَرٍ ومَعَهُ أبُو بَكْرٍ وعُمَرُ فَأرْسَلُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَسْألُونَهُ لَحْمًا. فَقالَ: أوَلَيْسَ قَدْ ظَلِلْتُمْ مِنَ اللَّحْمِ شِباعًا؟ قالُوا: مِن أيْنَ، فَواللَّهِ ما لَنا بِاللَّحْمِ عَهْدٌ مُنْذُ أيّامٍ؟ فَقالَ: مِن لَحْمِ صاحِبِكُمُ الَّذِي ذَكَرْتُمْ. قالُوا يا نَبِيَّ اللَّهِ: إنَّما قُلْنا إنَّهُ لَضَعِيفٌ، ما يُعِينُنا عَلى شَيْءٍ. قالَ: وذَلِكَ، فَلا تَقُولُوا. فَرَجَعَ إلَيْهِمُ الرَّجُلُ، فَأخْبَرَهم بِالَّذِي قالَ، فَجاءَ أبُو بَكْرٍ فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ طَأْ عَلى صِماخِي واسْتَغْفِرْ لِي. فَفَعَلَ، وجاءَ عُمَرُ فَقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ طَأْ عَلى صِماخِي واسْتَغْفِرْ لِي. فَفَعَلَ» .
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ (p-٥٨٠)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن أكَلَ لَحْمَ أخِيهِ في الدُّنْيا قُرِّبَ لَهُ لَحْمُهُ في الآخِرَةِ، فَيُقالُ لَهُ: كُلْهُ مَيْتًا كَما أكَلْتَهُ حَيًّا. فَإنَّهُ لَيَأْكُلُهُ ويَكْلَحُ ويَصِيحَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «أنَّ امْرَأتَيْنِ صامَتا عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَلَسَتْ إحْداهُما إلى الأُخْرى فَجَعَلَتا تَأْكُلانِ لُحُومَ النّاسِ، فَجاءَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّ هاهُنا امْرَأتَيْنِ صامَتا، وقَدْ كادَتا أنْ تَمُوتا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ائْتُونِي بِهِما. فَجاءَتا، فَدَعا بِعُسٍّ أوْ قَدَحٍ فَقالَ لِإحْداهُما: قِيئِي. فَقاءَتْ مِن قَيْحٍ ودَمٍ وصَدِيدٍ حَتّى قاءَتْ نِصْفَ القَدَحِ. وقالَ لِلْأُخْرى: قِيئِي. فَقاءَتْ مِن قَيْحٍ ودَمٍ وصَدِيدٍ حَتّى مَلَأتِ القَدَحَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ هاتَيْنِ صامَتا عَمّا أحَلَّ اللَّهُ لَهُما، وأفْطَرَتا عَلى ما حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِما، جَلَسَتْ إحْداهُما إلى الأُخْرى فَجَعَلَتا تَأْكُلانِ لُحُومَ النّاسِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، «أنَّها سُئِلَتْ عَنِ الغِيبَةِ فَأخْبَرَتْ أنَّها أصْبَحَتْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وغَدا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى الصَّلاةِ، وأتَتْها جارَةٌ لَها مِن نِسائِهِ فاغْتابَتا وضَحِكَتا بِرِجالٍ ونِساءٍ، فَلَمْ يَبْرَحا عَلى حَدِيثِهِما مِنَ الغِيبَةِ (p-٥٨١)حَتّى أقْبَلَ النَّبِيُّ ﷺ مُنْصَرِفًا مِنَ الصَّلاةِ، فَلَمّا سَمِعَتا صَوْتَهُ سَكَتَتا، فَلَمّا قامَ بِبابِ البَيْتِ ألْقى طَرْفَ رِدائِهِ عَلى أنْفِهِ، ثُمَّ قالَ: أُفٍّ، اخْرُجا فاسْتَقْيِئا، ثُمَّ تَطَهَّرا بِالماءِ. فَخَرَجَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقاءَتْ لَحْمًا كَثِيرًا قَدْ أصَلَّ، فَلَمّا رَأتْ كَثْرَةَ اللَّحْمِ تَذَكَّرَتْ أحْدَثَ لَحْمٍ أكَلَتْهُ فَوَجَدَتْهُ في أوَّلِ جُمُعَتَيْنِ مَضَتا، فَسَألَها عَمّا قاءَتْ فَأخْبَرَتْهُ، فَقالَ: ذاكَ لَحْمٌ ظَلِلْتِ تَأْكُلِينَهُ، فَلا تَعُودِي أنْتِ ولا صاحِبَتُكِ فِيما ظَلِلْتُما فِيهِ مِنَ الغِيبَةِ. وأخْبَرَتْها صاحِبَتُها أنَّها قاءَتْ مِثْلَ الَّذِي قاءَتْ مِنَ اللَّحْمِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أبِي مالِكٍ الأشْعَرِيِّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عاصِمٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «المُؤْمِنُ حَرامٌ عَلى المُؤْمِنِ؛ لَحْمُهُ عَلَيْهِ حَرامٌ أنْ يَأْكُلَهُ ويَغْتابَهُ بِالغَيْبِ، وعَرْضُهُ عَلَيْهِ حَرامٌ أنْ يَخْرِقَهُ، ووَجْهُهُ عَلَيْهِ حَرامٌ أنْ يَلْطِمَهُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والبُخارِيُّ، في ”الأدَبِ“، وأبُو يَعْلى، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ ماعِزًا لَمّا رُجِمَ سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلَيْنِ يَقُولُ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: ألَمْ تَرَ إلى هَذا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتّى رُجِمَ رَجْمَ الكَلْبِ. فَسارَ النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ مَرَّ بِجِيفَةِ حِمارٍ فَقالَ: أيْنَ فُلانٌ وفُلانٌ؟ انْزِلا فَكُلا مِن جِيفَةِ هَذا الحِمارِ. فَقالا: وهَلْ (p-٥٨٢)يُؤْكَلُ هَذا قالَ: فَما نِلْتُما مِن أخِيكُما آنِفًا أشَدُّ أكْلًا مِنهُ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ الآنَ لَفي أنْهارِ الجَنَّةِ يَنْغَمِسُ فِيها» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“، والبُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، والخَرائِطِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ العاصِ، أنَّهُ مَرَّ عَلى بَغْلٍ مَيِّتٍ وهو في نَفَرٍ مِن أصْحابِهِ فَقالَ: واللَّهِ لَأنْ يَأْكُلَ أحَدُكم مِن هَذا حَتّى يَمْلَأ بَطْنَهُ خَيْرٌ لَهُ مِن أنْ يَأْكُلَ مِن لَحْمِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، وابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأتى عَلى قَبْرَيْنِ يُعَذَّبُ صاحِباهُما، فَقالَ: إنَّهُما لا يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ - وبَكى - أمّا أحَدُهُما فَكانَ يَغْتابُ النّاسَ، وأمّا الآخَرُ فَكّانِ لا يَتَأذّى مِنَ البَوْلِ. فَدَعا بِجَرِيدَةٍ رَطْبَةٍ فَكَسَرَها، ثُمَّ أمَرَ بِكُلِّ كِسْرَةٍ فَغُرِسَتْ عَلى قَبْرٍ، فَقالَ: أمّا إنَّهُ سَيُهَوَّنُ مِن عَذابِهِما ما كانَتا رَطْبَتَيْنِ» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ“ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَنَصَرَهُ جَزاهُ اللَّهُ بِها خَيْرًا في الدُّنْيا والآخِرَةِ، ومَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ جَزاهُ (p-٥٨٣)اللَّهُ بِها في الدُّنْيا والآخِرَةِ شَرًّا، وما التَقَمَ أحَدٌ لُقْمَةً شَرًّا مِنِ اغْتِيابِ مُؤْمِنٍ؛ إنْ قالَ فِيهِ ما يَعْلَمُ فَقَدِ اغْتابَهُ، وإنْ قالَ فِيهِ بِما لا يَعْلَمُ فَقَدْ بَهَتَهُ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فارْتَفَعَتْ رِيحُ جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أتَدْرُونَ ما هَذِهِ الرِّيحُ؟ هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتابُونَ النّاسَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إذا وُقِعَ في الرَّجُلِ وأنْتَ في مَلَأٍ فَكُنْ لِلرَّجُلِ ناصِرًا، ولِلْقَوْمِ زاجِرًا، وقُمْ عَنْهم. ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكم أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات»: ١٢] .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إنَّ الرِّبا نَيِّفٌ وسَبْعُونَ بابًا، أهْوَنُهُنَّ بابًا مِثْلُ مَن نَكَحَ أُمَّهُ في الإسْلامِ، ودِرْهَمُ الرِّبا أشَدُّ مِن خَمْسٍ وثَلاثِينَ زَنْيَةً، وأشَدُّ الرِّبا وأرْبى الرِّبا وأخْبَثُ الرِّبا انْتِهاكُ عِرْضِ المُسْلِمِ وانْتِهاكُ حُرْمَتِهِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (p-٥٨٤)«لَمّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهم أظْفارٌ مِن نُحاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهم وصُدُورَهم فَقُلْتُ: مَن هَؤُلاءِ يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النّاسِ ويَقَعُونَ في أعْراضِهِمْ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ والبَيْهَقِيُّ وأبُو يَعْلى والطَّبَرانِيُّ والحاكِمُ عَنِ المُسْتَوْرِدِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «مَن أكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أكْلَةً فَإنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَها مِن جَهَنَّمَ، ومَن كُسِيَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا فَإنَّ اللَّهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِن جَهَنَّمَ، ومَن قامَ بِرَجُلٍ مَقامَ سُمْعَةٍ أوْ رِياءٍ فَإنَّ اللَّهَ يَقُومُ بِهِ مَقامَ سُمْعَةٍ ورِياءٍ يَوْمَ القِيامَةِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ أمَرَ أنْ يَصُومُوا يَوْمًا ولا يُفْطِرَنَّ أحَدٌ حَتّى آذَنَ لَهُ. فَصامَ النّاسُ، فَلَمّا أمْسَوْا جَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَيَقُولُ: ظَلِلْتُ مُنْذُ اليَوْمِ صائِمًا، فَأْذَنْ لِي فَلْأُفْطِرْ. فَيَأْذَنُ لَهُ حَتّى جاءَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ فَتاتَيْنِ مِن أهْلِكَ ظَلَّتا مُنْذُ اليَوْمِ صائِمَتَيْنِ، فَأْذَنْ لَهُما فَلْيُفْطِرا. فَأعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ أعادَ عَلَيْهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ما صامَتا، وكَيْفَ صامَ مِن ظَلَّ يَأْكُلُ لُحُومَ النّاسِ؟ اذْهَبْ فَمُرْهُما إنْ كانَتا صائِمَتَيْنِ أنْ يَسْتَقْيِئا. فَفَعَلَتا، فَقاءَتْ كُلُّ واحِدَةٍ مِنهُما عَلَقَةً، فَأتى (p-٥٨٥)النَّبِيَّ ﷺ فَأخْبَرَهُ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَوْ ماتَتا وبَقِيَ فِيهِما لَأكَلَتْهُما النّارُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: لا يَتَوَضَّأُ أحَدُكم مِنَ الكَلِمَةِ الخَبِيثَةِ يَقُولُها لِأخِيهِ، ويَتَوَضَّأُ مِنَ الطَّعامِ الحَلّالِ؟!
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وعائِشَةَ قالا: الحَدَثُ حَدَثانِ؛ حَدَثٌ مِن فِيكَ، وحَدَثٌ مِن نَوْمِكَ، وحَدَثُ الفَمِ أشَدُّ؛ الكَذِبُ والغِيبَةُ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: الوُضُوءُ مِنَ الحَدَثِ وأذى المُسْلِمِ.
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ في ”مَساوِئِ الأخْلاقِ“ والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ رَجُلَيْنِ صَلَّيا صَلاةَ الظُّهْرِ أوِ العَصْرِ، وكانا صائِمَيْنِ، فَلَمّا قَضى النَّبِيُّ ﷺ الصَّلاةَ قالَ: أعِيدا وُضُوءَكُما وصَلاتَكُما وامْضِيا في صَوْمِكُما، واقْضِيا يَوْمًا آخَرَ مَكانَهُ. قالا: لِمَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: قَدِ اغْتَبْتُما فُلانًا» .
وأخْرَجَ الخَرائِطِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ «عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: أقْبَلَتِ امْرَأةٌ (p-٥٨٦)قَصِيرَةٌ، والنَّبِيُّ ﷺ جالِسٌ قالَتْ: فَأشَرْتُ بِإبْهامِي إلى النَّبِيِّ ﷺ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَقَدِ اغْتَبْتِها» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ رَجُلًا قامَ مِن عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ فَرُئِيَ في مَقامِهِ عَجْزٌ، فَقالَ بَعْضُهم: ما أعْجَزَ فُلانًا! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: قَدْ أكَلْتُمُ الرَّجُلَ واغْتَبْتُمُوهُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: «ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقالُوا: ما أعْجَزَهُ! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اغْتَبْتُمُ الرَّجُلَ. قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْنا ما فِيهِ. قالَ: لَوْ قُلْتُمْ ما لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتُّمُوهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ القَوْمُ رَجُلًا فَقالُوا: ما يَأْكُلُ إلّا ما أُطْعِمَ، ولا يَرْحَلُ إلّا ما رُحِّلَ لَهُ، وما أضْعَفَهُ! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اغْتَبْتُمْ أخاكم. قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وغِيبَةٌ بِما يُحْدَثُ فِيهِ؟ فَقالَ: بِحَسْبِكم أنْ تُحَدِّثُوا عَنْ أخِيكم بِما فِيهِ» .
(p-٥٨٧)وأخْرَجَ أبُو داوُدَ والدّارَقُطْنِيُّ في ”الأفْرادِ“، والخَرائِطِيُّ والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ، وأبُو نُعَيْمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَن حالَتْ شَفاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ فَقَدَ ضادَّ اللَّهَ في أمْرِهِ، ومَن ماتَ وعَلَيْهِ دَيْنٌ فَلَيْسَ بِالدِّينارِ والدِّرْهَمِ، ولَكِنَّها الحَسَناتُ، ومَن خاصَمَ في باطِلٍ وهو يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ في سَخَطِ اللَّهِ حَتّى يَنْزِعَ، ومَن قالَ في مُؤْمِنٍ ما لَيْسَ فِيهِ أسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حَتّى يَخْرُجَ مِمّا قالَ ولَيْسَ بِخارِجٍ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اذْكُرُوا اللَّهَ فَإنَّ العَبْدَ إذا قالَ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِها عَشْرًا، ومِن عَشْرٍ إلى مِائَةٍ ومِن مِائَةٍ إلى ألْفٍ، ومَن زادَ زادَهُ اللَّهُ ومَنِ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ومَن حالَتْ شَفاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ فَقَدَ ضادَّ اللَّهَ في أمْرِهِ، ومَن أعانَ عَلى خُصُومَةٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَقَدْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ، ومَن قَذَفَ مُؤْمِنًا أوْ مُؤْمِنَةً حَبَسَهُ اللَّهُ في رَدْغَةِ الخَبالِ حَتّى يَأْتِيَ بِالمَخْرِجِ، ومَن ماتَ وعَلَيْهِ دَيْنٌ اقْتُصَّ مِن حَسَناتِهِ؛ لَيْسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما مِن رَجُلٍ يَرْمِي رَجُلًا بِكَلِمَةٍ تُشِينُهُ إلّا حَبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيامَةِ في طِينَةِ الخَبالِ حَتّى يَأْتِيَ مِنها (p-٥٨٨)بِالمُخْرِجِ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ الأوْزاعِيِّ قالَ: بَلَغَنِي أنَّهُ يُقالُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيامَةِ: قُمْ فَخُذْ حَقَّكَ مِن فُلانٍ. فَيَقُولُ: ما لِي قِبَلَهُ حَقٌّ. فَيُقالُ: بَلى ذَكَرَكَ يَوْمَ كَذا وكَذا بِكَذا وكَذا.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي سَعِيدٍ وجابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الغِيبَةُ أشَدُّ مِنَ الزِّنا. قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وكَيْفَ الغِيبَةُ أشَدُّ مِنَ الزِّنا؟ قالَ: إنَّ الرَّجُلَ لَيَزْنِي فَيَتُوبُ، فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وإنَّ صاحِبَ الغِيبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتّى يَغْفِرَها لَهُ صاحِبُهُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «الغَيْبَةُ أشَدُّ مِنَ الزِّنا، فَإنَّ صاحِبَ الزِّنا يَتُوبُ، وصاحِبَ الغِيبَةِ لَيْسَ لَهُ تَوْبَةٌ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ مِن طَرِيقِ غِياثِ بْنِ كَلُّوبٍ الكُوفِيِّ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ أبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ البَيْتَ اللَّحِمَ. فَسَألْتُ مُطَرِّفًا: ما يَعْنِي بِاللَّحِمِ؟ قالَ: الَّذِي يُغْتابُ فِيهِ النّاسُ» . وبِإسْنادِهِ عَنْ أبِيهِ قالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى رَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْ حَجّامٍ - وذَلِكَ في رَمَضانَ - وهُما يَغْتابانِ رَجُلًا، فَقالَ: أفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُومُ» . قالَ (p-٥٨٩)البَيْهَقِيُّ: غِياثٌ هَذا مَجْهُولٌ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ أرْبى الرِّبا اسْتِطالَةُ المَرْءِ في عِرْضِ أخِيهِ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُبارَكِ قالَ: إذا اغْتابَ رَجُلٌ رَجُلًا فَلا يُخْبِرْهُ بِهِ، ولَكِنْ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وأخْرُجُ البَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَفّارَةُ الغِيبَةِ أنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ شُعْبَةَ قالَ: الشِّكايَةُ والتَّحْذِيرُ لَيْسا مِنَ الغِيبَةِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قالَ: ثَلاثَةٌ لَيْسَتْ لَهم غِيبَةٌ؛ الإمامُ الجائِرُ، والفاسِقُ المُعْلِنُ بِفِسْقِهِ، والمُبْتَدِعُ الَّذِي يَدْعُو النّاسَ إلى بِدْعَتِهِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ الحَسَنِ قالَ: لَيْسَ لِأهْلِ البِدَعِ غِيبَةٌ.
(p-٥٩٠)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ قالَ: إنَّما الغِيبَةُ لِمَن لَمْ يُعْلِنْ بِالمَعاصِي.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ، والخَرائِطِيُّ في ”مَساوِئِ الأخْلاقِ“ والخَطِيبُ والدَّيْلَمِيُّ وابْنُ عَساكِرَ وابْنُ النَّجّارِ عَنْ أنَسٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «مَن ألْقى جِلْبابَ الحَياءِ فَلا غِيبَةَ لَهُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ والطَّبَرانِيُّ مِن طَرِيقِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ لِلْفاسِقِ غِيبَةٌ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ وضَعَّفَهُ مِن طَرِيقِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أتَرْعَوُنَّ عَنْ ذِكْرِ الفاجِرِ؟ اذْكُرُوهُ بِما فِيهِ كَيْ يَعْرِفَهُ النّاسُ ويَحْذَرَهُ النّاسُ» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ الحَسَنِ البَصَرِيِّ قالَ: ثَلاثَةٌ لَيْسَ لَهم حُرْمَةٌ في الغِيبَةِ؛ (p-٥٩١)فاسِقٌ مُعْلِنُ الفِسْقِ، والأمِيرُ الجائِرُ، وصاحِبُ البِدْعَةِ المُعْلِنُ البِدْعَةَ.
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُجاءُ بِالعَبْدِ يَوْمَ القِيامَةِ فَتُوضَعُ حَسَناتُهُ في كِفَّةٍ وسَيِّئاتُهُ في كِفَّةٍ، فَتَرْجَحُ السَّيِّئاتُ فَتَجِيءُ بِطاقَةٌ فَتُوضَعُ في كِفَّةِ الحَسَناتِ فَتَرْجَحُ بِها، فَيَقُولُ: يا رَبِّ، ما هَذِهِ البِطاقَةُ؟ فَما مِن عَمَلٍ عَمِلْتُهُ في لَيْلِي ونَهارِي إلّا وقَدِ اسْتُقْبِلْتُ بِهِ. فَيُقالُ: هَذا ما قِيلَ فِيكَ، وأنْتَ مِنهُ بَرِيءٌ. فَيَنْجُو بِذَلِكَ» .
وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: البُهْتانُ عَلى البَرِيءِ أثْقَلُ مِنَ السَّماواتِ.
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱجۡتَنِبُوا۟ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمࣱۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق