الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱجۡتَنِبُوا۟ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمࣱۖ﴾ - تفسير
٧١٧٣٦- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «مَن أساء بأخيه الظنّ فقد أساء بربّه؛ إنّ الله يقول: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾»[[أورده الديلمي في الفردوس ٣/٥٨٣ (٥٨٢٥).]]. (١٣/٥٦٥، ٥٦٨)
٧١٧٣٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾، قال: نهى الله المؤمنَ أن يظُنّ بالمؤمن سوءًا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٧٤ بنحوه، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٧٥٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥٦٥)
٧١٧٣٨- قال الحسن البصري: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ﴾ إذا ظننت بأخيك المسلم ظَنًّا حسنًا؛ فأنت مأجور، وإذا ظننتَ به ظنًّا سيّئًا؛ فأنت آثم[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٦٤-.]]. (ز)
٧١٧٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ﴾ يقول: لا تحققّوا الظن، وذلك أنّ الرجل يسمع من أخيه كلامًا لا يريد به سوءًا، أو يدخل مدخلًا لا يريد به سوءًا، فيراه أخوه المسلم أو يسمعه فيظنّ به سوءًا، فلا بأس ما لم يتكلّم به، فإن تكلّم به أثِم، فذلك قوله: ﴿إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٦.]]. (ز)
٧١٧٤٠- قال سفيان الثوري: الظنّ ظنّان: أحدهما إثم، وهو أن تظُنّ وتتكلّم به، والآخر ليس بإثمٍ وهو أن تظُنّ ولا تتكلّم[[تفسير البغوي ٧/٣٤٥.]]٦١٠١. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱجۡتَنِبُوا۟ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمࣱۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٧٤١- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إياكم والظنّ؛ فإنّ الظنّ أكذب الحديث»[[أخرجه البخاري ٧/١٩ (٥١٤٣، ٥١٤٤)، ٨/١٩ (٦٠٦٤، ٦٠٦٦)، ٨/١٤٨-١٤٩ (٦٧٢٤)، ومسلم ٤/١٩٨٥-١٩٨٦ (٢٥٦٣، ٢٥٦٤)، والثعلبي ٩/٨٢-٨٣.]]. (١٣/٥٦٥)
٧١٧٤٢- عن طلحة بن عبيد الله: سمعت النَّبِيَّ ﷺ يقول: «إنّ الظنّ يخطئ ويصيب»[[أخرجه أحمد ٣/١٨-١٩ (١٣٩٩، ١٤٠٠)، وابن ماجه ٣/٥٢٦-٥٢٧ (٢٤٧٠) كلاهما مطولًا، من طريق إسرائيل، عن سماك أنه سمع موسى بن طلحة بن عبيد الله يحدّث عن أبيه به. إسناده حسن.]]. (١٣/٥٦٥)
٧١٧٤٣- عن ابن عمر، قال: رأيت النَّبِيّ ﷺ يطوف بالكعبة، ويقول: «ما أطيَبكِ وأطيب ريحكِ، ما أعظمكِ وأعظم حُرمتكِ، والذي نفس محمد بيده، لَحُرمة المؤمنِ أعظمُ عند الله حُرمة منكِ؛ ماله، ودمه، وأن نظنّ به إلا خيرًا»[[أخرجه ابن ماجه ٥/٨٥ (٣٩٣٢). قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٤٩٦: «أخرجه ابن ماجه ... وشيخه نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ضعّفه أبو حاتم، ووثّقه ابن حبان». وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص٦٨٤ (١٢٢٠): «ابن ماجه بسندٍ ليّن». وقال الألباني في الصحيحة ٧/١٢٥٠: «وقد كنت ضعّفت حديث ابن ماجه هذا في بعض تخريجاتي وتعليقاتي قبل أن يُطبع شعب الإيمان، فلمّا وقفت على إسناده فيه، وتبيّنت حسنه؛ بادرت إلى تخريجه هنا تبرئة للذمة».]]. (١٣/٥٦٦)
٧١٧٤٤- عن حارثة بن النُّعمان، قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاثٌ لازماتٍ لأمتي: الطِّيَرة، والحسد، وسُوء الظّن». فقال رجل: ما يُذهبهنّ -يا رسول الله- مِمَّنْ هُنّ فيه؟ قال: «إذا حسدتَ فاستغفر الله، وإذا ظننتَ فلا تُحقّق، وإذا تطيّرتَ فامْض»[[أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٤/١٧ (١٩٦٢)، والطبراني في الكبير ٣/٢٢٨ (٣٢٢٧). قال الهيثمي في المجمع ٨/٧٨ (١٣٠٤٦): «رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري، وهو ضعيف». وقال المناوي في التيسير ١/٤٦٩: «إسناد ضعيف».]]. (١٣/٥٦٨)
٧١٧٤٥- عن عمر بن الخطاب، قال: مَن تعرّض للتّهمة فلا يلومنّ مَن أساء به الظنّ، ومَن كتم سِرّه كان الخيار إليه، ومَن أفشاه كان الخِيار عليه، وضَعْ أمْر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت مِن أخيك سوءًا وأنتَ تجد لها في الخير محملًا، وكُن في اكتساب الإخوان؛ فإنهم جُنّة عند الرخاء، وعُدّة عند البلاء، وآخِ الإخوان على قدر التَّقوى، وشاوِر في أمرك الذين يخافون الله[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في الموفقيات.]]. (١٣/٥٦٧)
٧١٧٤٦- عن سلمان الفارسي، قال: إنِّي لأَعُدُّ العُراقَ[[العُراق: جمع عَرْق، وهو العظم إذا أُخِذ عنه معظم اللَّحم. النهاية (عرق).]] على خادمي مخافة الظن[[أخرجه ابن سعد ٤/٨٩، والبخاري في الأدب (١٦٨). وعزاه السيوطي إلى أحمد في الزهد.]]. (١٣/٥٦٧)
٧١٧٤٧- عن أبي العالية الرِّياحيّ، قال: كنا نؤمر أن نَخْتِمَ[[الختم: التغطية على الشيء، والاستيثاق من أن لا يدخله شيء. لسان العرب (ختم).]] على الخادم ونكيل ونعدّها؛ كراهية أن يتعوّدوا خُلق سوء، أو يظُنّ أحدنا ظنَّ سُوء[[أخرجه البخاري في الأدب (١٦٧). صحيح الإسناد (صحيح الأدب المفرد-١٢٤).]]. (١٣/٥٦٧)
٧١٧٤٨- عن سعيد بن المسيّب، قال: كتب إلَيَّ بعضُ إخواني مِن أصحاب رسول الله ﷺ: أن ضَع أمر أخيك على أحسنه، ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمةٍ خرجت من امرئ مسلم شرًّا وأنتَ تجد له في الخير محملًا، ومَن عرّض نفسه للتُّهم فلا يلومنّ إلا نفسه، ومَن كتم سِرّه كانت الخِيرة في يده، وما كافأت مَن عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وعليك بإخوان الصّدق فكُن في اكتسابهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعُدّة عند عظيم البلاء، ولا تَهاوَن بالحَلف فيُهينك الله، ولا تسألنّ عما لم يكن حتى يكون، ولا تضع حديثك إلا عند مَن يشتهيه، وعليك بالصّدق وإن قتَلك الصّدق، واعتزلْ عدوك، واحذَر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا مَن يخشى الله، وشاوِر في أمرك الذين يَخشَون ربّهم بالغيب[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٨٣٤٥).]]. (١٣/٥٦٦)
﴿وَلَا تَجَسَّسُوا۟﴾ - تفسير
٧١٧٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾، قال: نهى الله المؤمن أن يتَّبِع عورات أخيه المؤمن[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٧٤-٣٧٥ بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/٤٣-، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٧٥٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٦٨)
٧١٧٥٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾، قال: خُذوا ما ظهر لكم، ودَعُوا ما ستر الله[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٧٥. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٣/٥٦٨)
٧١٧٥١- قال الحسن البصري: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ لا يتَّبِع الرجلُ عورةَ أخيه المسلم[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٦٤-.]]. (ز)
٧١٧٥٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: هل تدرون ما التجسّس أو التجسيس؟ هو أن تتّبع، أو تبتغي عَيب أخيك، فتطّلع على سره[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٧٥ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٦٨)
٧١٧٥٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ يعني: لا يبحث الرجل عن عَيب أخيه المسلم؛ فإنّ ذلك معصية[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٦.]]. (ز)
٧١٧٥٤- عن سفيان [الثوري] -من طريق مهران- ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾، قال: البحْث[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٧٥.]]. (ز)
٧١٧٥٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا﴾، قال: حتى أنظر في ذلك وأسأل عنه، حتى أعرف حقٌّ هو أم باطل؟ قال: فسمّاه الله تجسُّسًا. قال: يتجسّس كما يتجسّس الكلاب. وقرأ قول الله: ﴿ولا تَجَسَّسُوا ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٧٥.]]. (ز)
﴿وَلَا تَجَسَّسُوا۟﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٧٥٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إياكم والظنّ؛ فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تجسّسوا، ولا تحسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يَنكِح أو يَترك»[[أخرجه البخاري ٧/١٩ (٥١٤٣، ٥١٤٤)، ٨/١٩ (٦٠٦٤، ٦٠٦٦)، ٨/١٤٨-١٤٩ (٦٧٢٤) واللفظ له، ومسلم ٤/١٩٨٥-١٩٨٦ (٢٥٦٣، ٢٥٦٤)، والثعلبي ٩/٨٢-٨٣ بنحوه.]]٦١٠٢. (١٣/٥٦٥)
٧١٧٥٧- عن أبي بَرزة الأسلميّ، قال: خطبنا رسول الله ﷺ، فقال: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تتّبعوا عورات المسلمين؛ فإنّه مَن اتّبع عورات المسلمين فضَحه الله في قعْر بيته»[[أخرجه أحمد ٣٣/٢٠ (١٩٧٧٦)، ٣٣/٤٠ (١٩٨٠١)، وأبو داود ٧/٢٤١-٢٤٢ (٤٨٨٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه. قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٦٦١: «أخرجه أبو داود بإسناد جيد».]]. (١٣/٥٧٠)
٧١٧٥٨- عن البَراء بن عازب، قال: خطبنا رسول الله ﷺ حتى أسمَع العَواتق في الخُدُور ينادي بأعلى صوته: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَخْلُص الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنه مَن تتبّع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته يفضحه في جوف بيته»[[أخرجه الروياني في مسنده ١/٢١٩ (٣٠٥) واللفظ له، وأبو يعلى في مسنده ٣/٢٣٧ (١٦٧٥). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/١٦٩ (٣٥٢٩): «رواه أبو يعلى بإسناد حسن». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٩٣ (١٣١٤١): «رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٧٤ (٥٣٧١) عن إسناد أبي يعلى: «هذا إسناد ثقات».]]. (١٣/٥٧١)
٧١٧٥٩- عن عبد الرحمن بن عوف -من طريق المِسْوَر بن مَخْرَمَة-: أنّه حرس مع عمر بن الخطاب ليلةً المدينة، فبينما هم يمشون شبَّ لهم سراج في بيت، فانطلَقوا يَؤُمُّونه، فلما دَنَوا منه إذا بابٌ مُجافٍ على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولَغط، فقال عمر -وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف-: أتدري بيت مَن هذا؟ قال: هذا بيت ربيعة بن أُمَيّة بن خلف، وهم الآن شَرْبٌ[[الشَّرْب: الجماعة يشربون الخمر. النهاية (شرب).]]، فما ترى؟ قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه؛ قال الله: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾، فقد تجسَّسنا. فانصرف عمر عنهم، وتركهم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٣٢-٢٣٣. وعزاه السيوطي إلى الخرائطي في مكارم الأخلاق، وعَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٦٩)
٧١٧٦٠- عن أبي قلابة -من طريق معمر-: أنّ عمر بن الخطاب حُدّث أن أبا مِحْجَنٍ الثَّقفيّ شرب الخمر في بيته هو وأصحابه، فانطلَق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل واحد، فقال له أبو مِحْجَن: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا لا يحلّ لك؛ قد نهاك اللهُ عن التجسس. فقال عمر: ما يقول هذا؟ فقال زيد بن ثابت وعبد الله بن الأرقم: صدق، يا أمير المؤمنين، هذا التجسُّس. قال: فخرج عمر، وتركه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٣٣.]]. (ز)
٧١٧٦١- عن عامر الشعبي: أنّ عمر بن الخطاب فقَدَ رجلًا من أصحابه، فقال لابن عوف: انطلقْ بنا إلى مَنزل فلان فننظر. فأتيا مَنزله، فوجدا بابه مفتوحًا وهو جالس، وامرأته تصبّ له في إناء، فتُناوله إياه، فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنّا. فقال ابن عوف لعمر: وما يدريك ما في الإناء؟! فقال عمر: أتخاف أن يكون هذا التجسُّس؟ قال: بل هو التجسُّس. قال: وما التوبة من هذا؟ قال: لا تُعلِمْه بما اطّلعتَ عليه من أمره، ولا يكونن في نفسك إلا خير. ثم انصرفا[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٣/٥٦٩)
٧١٧٦٢- عن الحسن البصري، قال: أتى عمرَ بن الخطاب رجلٌ، فقال: إنّ فلانًا لا يصحو. فدخل عليه عمر، فقال: إنِّي لأجد ريحَ شرابٍ، يا فلان، أنتَ بهذا؟! فقال الرجل: يا ابن الخطاب، وأنتَ بهذا؟! ألم ينهك الله أن تتجسّس؟! فعرفها عمر، فانطلق، وتركه[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٣/٥٧٠)
٧١٧٦٣- عن زيد بن أسلم: أنّ عمر بن الخطّاب خرج ذات ليلة، ومعه عبد الرّحمن بن عوف ﵄ يعسّان، إذ شبّ لهما نار، فأتيا الباب، واستأذنا، ففُتح الباب، فدخلا، فإذا رجل وامرأةٌ تغنّي، وعلى يد الرجل قَدَحٌ، فقال عمر للرجل: وأنتَ بهذا، يا فلان؟! فقال: وأنتَ بهذا، يا أمير المؤمنين؟! فقال عمر: فمَن هذه منك؟ قال: امرأتي. قال: وما في القَدَح؟ قال: ماء زُلال. فقال للمرأة: وما الّذي تغنّين؟ فقالت: أقول: تطاول هذا الليل واسودّ جانبه وأرّقني ألّا حبيب ألاعبه فوالله لولا خشية الله والتقى لزعزع من هذا السرير جوانبه ولكن عقلي والحياء يكفّني وأكرم بَعْلي أن تُنال مَراكبه ثمّ قال الرجل: ما بهذا أُمرنا، يا أمير المؤمنين؛ قال الله: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾. فقال عمر: صدقت. وانصرف[[تفسير الثعلبي ٩/٨٣.]]. (ز)
٧١٧٦٤- عن ثَوْرٍ الكِنديّ: أنّ عمر بن الخطاب كان يَعُسُّ بالمدينة من الليل، فسمع صوتَ رجل في بيت يتغنى، فتسوّر عليه، فوجد عنده امرأة، وعنده خمرًا، فقال: يا عدوّ الله، أظننتَ أنّ الله يسترك وأنتَ على معصيته. فقال: وأنتَ، يا أمير المؤمنين، لا تَعجَل عليَّ، إن أكُنْ عصيتُ الله واحدة فقد عصيتَ الله في ثلاث: قال الله: ﴿ولا تَجَسَّسُوا﴾ وقد تجسّست، وقال: ﴿وأْتُوا البُيُوتَ مِن أبْوابِها﴾ [البقرة:١٨٩] وقد تسوّرت عليّ، ودخلتَ عليّ بغير إذن، وقال الله: ﴿لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّى تَسْتَأْنِسُوا وتُسَلِّمُوا عَلى أهْلِها﴾ [النور:٢٧]. قال عمر: فهل عندك من خير إن عفوتُ عنك؟ قال: نعم. فعفا عنه، وخرج وتركه[[عزاه السيوطي إلى الخرائطي في مكارم الأخلاق.]]. (١٣/٥٧٠)
٧١٧٦٥- عن زيد بن وهب، قال: أُتي عبد الله بن مسعود، فقيل: هذا فلان تَقطُر لِحيته خمرًا. فقال عبد الله: إنّا قد نُهينا عن التجسُّس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٨٩٤٥)، وابن أبي شيبة ٩/٨٦، وأبو داود (٤٨٩٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٦٠٤، ٩٦٦١). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٣/٥٧٠)
﴿وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ ١٢﴾ - نزول الآية
٧١٧٦٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ: أنّ سلمان الفارسي كان مع رجلين في سفر يخدمهما، وينال من طعامهما، وأنّ سلمان نام يومًا، فطلبه صاحباه، فلم يجداه، فضربا الخِباء، وقالا: ما يريد سلمانُ شيئًا غير هذا؛ أن يجيء إلى طعام معدود، وخِباءٍ مضروب. فلمّا جاء سلمان أرسلاه إلى رسول الله ﷺ يطلب لهما إدامًا، فانطلَق، فأتاه، فقال: يا رسول الله، بعثني أصحابي لتُؤْدِمهم إن كان عندك. قال: «ما يصنع أصحابك بالأُدْم، قد ائتَدَموا». فرجع سلمان، فخبّرهما، فانطلَقا، فأتيا رسول الله ﷺ، فقالا: والذي بعثك بالحق، ما أصبْنا طعامًا منذ نزلنا. قال: «إنّكما قد ائتَدَمتُما بسلمان بقولكما». فنَزَلتْ: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم مرسلًا.]]. (١٣/٥٧٥)
٧١٧٦٧- عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ الآية، قال: زعموا أنها نَزَلتْ في سلمان الفارسي، أكل، ثم رقَد، فنَفِخَ[[النُّفْخة: انتفاخ البطن من طعام ونحوه. لسان العرب (نفخ).]]، فذكر رجلان أكْله ورُقاده؛ فنَزَلتْ[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٧٥)
٧١٧٦٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ نَزَلتْ في فتير، ويقال: فُهير، خادم النبي ﷺ؛ وذلك أنه قيل له: إنك وخيمٌ، ثقيلٌ، بخيل[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٦.]]. (ز)
٧١٧٦٩- عن مقاتل [بن حيّان]، في قوله: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ الآية، قال: نَزَلتْ هذه الآية في رجلٍ كان يخدم النبيَّ ﷺ؛ أرسل بعضُ الصحابة إليه يطلب منه إدامًا، فمَنع، فقالوا: إنه لبخيلٌ وخيمٌ. فنَزَلتْ في ذلك[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥٧٦)
﴿وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ - تفسير
٧١٧٧٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ الآية، قال: حرّم الله أن يُغتاب المؤمن بشيء كما حرّم الميتة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨١، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٧٥٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥٧٥)
٧١٧٧١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، في قوله: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾، قال: أن يقول للرجل مِن خلفه: هو كذا. يُسيء الثناء عليه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٧٦)
٧١٧٧٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّ الغِيبة أن تذكُر أخاك بما يَشِينه، وتَعِيبه بما فيه، فإنْ أنتَ كذبتَ عليه فذاك البهتان[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨٠. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٧٦)
٧١٧٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ ... والغِيبة: أن يقول الرجل المسلم لأخيه ما فيه من العَيب، فإن قال ما ليس فيه فقد بَهتَه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٦.]]. (ز)
﴿أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ ١٢﴾ - تفسير
٧١٧٧٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح-: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا﴾ قالوا: نكره ذلك. قال: فاتقوا الله[[تفسير مجاهد ص٦١٢، وأخرجه ابن جرير ٢١/٣٨١. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٣/٥٧٨)
٧١٧٧٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا﴾، يقول: كما أنت كارهٌ لو وجدتَ جِيفة مُدوِّدة أن تأكل منها، فكذلك فاكْره غِيبته وهو حيّ[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٨١. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٣/٥٧٦)
٧١٧٧٦- قال محمد بن السّائِب الكلبي، في قوله: ﴿ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾: إنّ رسول الله ﷺ قال لقوم اغتابوا رجلين: «أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا بعدما يموت؟!». فقالوا: لا، واللهِ، يا رسول الله، ما نستطيع أكله، ولا نحبّه. فقال رسول الله: «فاكرهوا الغِيبة»[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٦٤-.]]٦١٠٣. (ز)
٧١٧٧٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا﴾ يقول: إذا غاب عنك المسلم فهو حين تذكره بسُوءٍ بمنزلة الشيء الميت؛ لأنّه لا يسمع بعَيبك إياه، فكذلك الميت لا يسمع ما قلتَ له ﴿فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ يعني: كما كرهتم أكْل لحم الميت؛ فاكرهوا الغيبة لإخوانكم، ﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾ في الغِيبة، فلا تغتابوا الناس؛ ﴿إنَّ اللَّهَ تَوّابٌ﴾ على مَن تاب، ﴿رَحِيمٌ﴾ بهم بعد التوبة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٩٦.]]٦١٠٤. (ز)
﴿أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ ١٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٧٧٨- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا وُقِع في الرجل وأنتَ في ملأٍ فكُنْ للرجل ناصرًا، وللقوم زاجرًا، وقُمْ عنهم». ثم تلا هذه الآية: ﴿أيُحِبُّ أحَدُكُمْ أنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾[[أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغِيبة ص٣٢ (١٠٦)، وفي كتاب الصمت ص١٤٩ (٢٤٢). قال الألباني في الضعيفة ١٤/١١٠٢ (٧٠٠٣): «ضعيف».]]. (١٣/٥٨٣)
٧١٧٧٩- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن معاذ بن جبل، أنهم ذكروا عند رسول الله ﷺ رجلًا، فقالوا: لا يأكل حتى يطعم، ولا يَرحل حتى يُرحَّل له. فقال النبي ﷺ: «اغتبتموه». فقالوا: إنما حدّثنا بما فيه -وفي لفظ: وغِيبةٌ أن نُحدِّث بما فيه؟- قال: «حسبك إذا ذكرتَ أخاك بما فيه»[[أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه ص٨٨ (١٩٢، ١٩٣)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب ٣/١٣٦ (٢٢٣٥)، وابن جرير ٢١/٣٨٠. قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٢٨ (٤٢٩٠): «بإسناد حسن». وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر ٢/١٤ «بسند حسن». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/٣٥٧ (٢٦٦٧).]]. (١٣/٥٨٦)
٧١٧٨٠- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «أتدرون ما الغِيبة؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذِكْرك أخاك بما يكره». قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بَهتَّه»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٠١ (٢٥٨٩) واللفظ له، وابن جرير ٢١/٣٧٦-٣٧٧، ٣٨٠، والثعلبي ٩/٨٤.]]. (١٣/٥٧٦)
٧١٧٨١- عن أبي هريرة: أن رجلًا قام مِن عند النبيِّ ﷺ، فرؤي في قيامه عَجْزٌ، فقال بعضهم: ما أعجز فلانًا! فقال رسول الله ﷺ: «قد أكَلتم الرجل، واغتبتموه»[[أخرجه أبو يعلى في مسنده ١١/١١ (٦١٥١)، والطبراني في الأوسط ١/١٤٥ (٤٥٨)، وابن جرير ٢١/٣٧٩. وأورده الثعلبي ٩/٨٤. قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٣/١٦٦٩ (٣٧٤١): «رواه محمد بن أبي حميد، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة. ومحمد هذا ليس بشيء». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٩٤ (١٣١٤٤): «رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط ... وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد، ويُقال له: حماد، وهو ضعيف جدًّا». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٧٢ (٥٣٦٦): «إسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن أبي حميد».]]. (١٣/٥٨٦)
٧١٧٨٢- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن أكل لحم أخيه في الدنيا قُرِّب له لحمه في الآخرة، فيُقال له: كُله مَيِّتًا كما أكلتَه حيًّا. فإنّه ليأكله، ويَكْلَح، ويصيح»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغِيبة ص١٨ (٤٠)، والطبراني في الأوسط ٢/١٨٢-١٨٣ (١٦٥٦)، ٦/٧٩ (٥٨٥٣). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه. قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٢٩ (٤٢٩٤): «رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ ... كلهم من رواية محمد بن إسحاق، وبقية رواة بعضهم ثقات». وقال ابن كثير في تفسيره ٧/٣٨٤: «غريب جدًّا». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٠٣٥: «أخرجه ابن مردويه في التفسير مرفوعًا وموقوفًا، وفيه محمد بن إسحاق رواه بالعنعنة». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٩٢ (١٣١٢٩): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ابن إسحاق، وهو مُدَلِّس، ومَن لم أعرفه». وقال ابن حجر في الفتح ١٠/٤٧٠ بعد عزوه لأبي يعلى: «سنده حسن». وقال الألباني في الضعيفة ١٣/٦٩٢ (٦٣١٦): «ضعيف».]]. (١٣/٥٧٩)
٧١٧٨٣- عن أبي هريرة: أنّ ماعزًا لَمّا رُجِم سمع النبيَّ ﷺ رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدَعُه نفسه حتى رُجِم رَجْم الكلب. فسار النبيُّ ﷺ، ثم مرّ بجيفةِ حمار، فقال: «أين فلان وفلان؟ انزلا، فكُلا مِن جِيفة هذا الحمار». فقالا: وهل يُؤكل هذا؟ قال: «فما نِلتما مِن أخيكما آنفًا أشد أكْلًا منه، والذي نفسي بيده، إنّه الآن لَفي أنهار الجنة ينغمس فيها»[[أخرجه أبو داود ٦/٤٧٧-٤٧٨ (٤٤٢٨)، وابن حبان ١٠/٢٤٤-٢٤٥ (٤٣٩٩)، ١٠/٢٤٦-٢٤٧ (٤٤٠٠) كلاهما بنحوه مطولًا. قال السيوطي: «وأخرج عبد الرزاق، والبخاري في الأدب، وأبو يعلى، وابن المنذر، والبيهقي في شعب الإيمان، بسند صحيح». وقال الألباني في الإرواء ٨/٢٤ (٢٣٥٤): «ضعيف».]]. (١٣/٥٨١)
٧١٧٨٤- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ أرْبى الرِّبا استطالة المرْء في عِرْض أخيه»[[أخرجه ابن أبي شيبة ٤/٤٤٨ (٢٢٠٠٥)، والبيهقي في شعب الإيمان ٧/٣٦٥ (٥١٣٤)، ٩/١١٦ (٦٣٤٥) واللفظ له. قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٢٦ (٤٢٨٣): «رواه البزار بإسنادين، أحدهما قوي». وقال المناوي في التيسير ١/٣٨٤: «إسناد ضعيف». وأورده الألباني في الصحيحة ٧/١٦٦٥ (٣٩٥٠).]]. (١٣/٥٨٩)
٧١٧٨٥- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا عُرِج بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ مِن نُحاس، يَخْمُشُون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء، يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم»[[أخرجه أحمد ٢١/٥٣ (١٣٣٤٠)، وأبو داود ٧/٢٤٠-٢٤١ (٤٨٧٨، ٤٨٧٩)، والثعلبي ٩/٨٥. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية ١/٥: «حديث صحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ٢/٦٩ (٥٣٣).]]. (١٣/٥٨٣)
٧١٧٨٦- عن أنس، قال: كانت العرب يَخدُم بعضُها بعضًا في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رجل يَخدُمها، فناما، فاستيقظا ولم يُهيّئ لهما طعامًا، فقالا: إنّ هذا لَنؤوم. فأيقَظاه، فقالا: ائتِ رسول الله ﷺ، فقل له: إنّ أبا بكر وعمر يُقرئانك السلام، ويستأْدِمانك. فقال: «إنهما ائتَدَما». فجاءا، فقالا: يا رسول الله، بأيِّ شيء ائتَدَمنا؟! قال: «بلحْم أخيكما، والذي نفسي بيده، إنِّي لأرى لحْمه بين ثناياكما». فقالا: استغفِرْ لنا، يا رسول الله. قال: «مُراه فليستغْفِر لكما»[[أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق ص٩٥-٩٦ (١٨٠)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ٥/٧١ (١٦٩٧).]]. (١٣/٥٧٨)
٧١٧٨٧- عن عُبيد مولى رسول الله ﷺ: أنّ امرأتين صامتا على عهد رسول الله ﷺ، فجلستْ إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس، فجاء إلى رسول الله ﷺ رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إن هاهنا امرأتين صامتا، وقد كادتا أن تموتا. فقال رسول الله ﷺ: «ائتوني بهما». فجاءتا، فدعا بِعُسٍّ[[العُسُّ: القدح الكبير. النهاية (عَسُسَ).]] أو قَدَح، فقال لإحداهما: «قيئي». فقاءَتْ مِن قِيحٍ ودمٍ وصديد حتى قاءَتْ نصف القدح، وقال للأخرى: «قيئي». فقاءَتْ من قِيحٍ ودمٍ وصديد حتى ملأت القَدح، فقال رسول الله ﷺ: «إنّ هاتين صامَتا عمّا أحلّ الله لهما، وأفطَرتا على ما حرّم الله عليهما، جلستْ إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس»[[أخرجه أحمد ٣٩/٥٩-٦٠ (٢٣٦٥٣). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٩٥ (١٦٤٨): «رواه أحمد واللفظ له، وابن أبي الدنيا، وأبو يعلى، كلهم عن رجل لم يُسم عن عبيد». وقال الهيثمي في المجمع ٣/١٧١ (٥٠٠٨، ٥٠٠٩، ٥٠١٠): «فيه رجل لم يُسم». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٣/١٠٨ (٢٣٠٦): «بسند فيه راوٍ لم يُسم». وقال الألباني في الضعيفة ٢/١٠ (٥١٩): «ضعيف».]]. (١٣/٥٨٠)
٧١٧٨٨- عن أبي مالك الأشعري، عن كعب بن عاصم، أنّ رسول الله ﷺ قال: «المؤمن حرام على المؤمن؛ لحْمه عليه حرام أن يأكله ويغتابه بالغَيب، وعِرْضه عليه حرام أن يَخرِقه، ووجهه عليه حرام أن يَلطِمه»[[أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ٢/٦٠٣ (٦٤٢)، والطبراني في الكبير ٣/٢٩٣ (٣٤٤٤)، ٣/٢٩٩ (٣٤٦٢)، ١٩/١٧٥ (٤٠٠) كلاهما مطولًا. قال الهيثمي في المجمع ٣/٢٦٨-٢٦٩ (٥٦٢٧، ٥٦٢٨): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن إسماعيل بن عيّاش، وهو ضعيف». وقال أيضًا في موضع آخر ٣/٢٧٢ (٥٦٤٢): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه كرامة بنت الحسين، ولم أجد من ذكرها».]]. (١٣/٥٨١)
٧١٧٨٩- عن جابر بن عبد الله، قال: كُنّا مع رسول الله ﷺ، فارتفعتْ ريحُ جِيفةٍ مُنتِنة، فقال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريحُ الذين يغتابون الناس»[[أخرجه أحمد ٢٣/٩٧ (١٤٧٨٤). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٣١ (٤٢٩٩): «رواة أحمد ثقات». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٩١ (١٣١٢١): «رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ١٠/٤٧٠: «سند حسن». وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر ٢/١٦: «سند صحيح». وقال السيوطي في الخصائص الكبرى ٢/١٤٩: «سند حسن». وقد أورد السيوطي آثارًا كثيرة ١٣/٥٧٧-٥٩١ عن الوعيد الشديد للمغتابين، وآثارًا عما يستثنى من الغيبة، وغير ذلك.]]. (١٣/٥٨٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.