الباحث القرآني

أخْبَرَنا أبُو عُثْمانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المُؤَذِّنُ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الحِيرِيُّ، قالَ: أخْبَرَنا الحَسَنُ بْنُ سُفْيانَ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، قالَ: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ، قالَ: حَدَّثَنا عَبّادُ بْنُ مَنصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿والَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأرْبَعَةِ شُهَداءَ﴾ [النور: ٤] . إلى قَوْلِهِ: ﴿الفاسِقُونَ﴾ [النور: ٤] . قالَ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ - وهو سَيِّدُ الأنْصارِ -: أهَكَذا أُنْزِلَتْ يا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”ألا تَسْمَعُونَ يا مَعْشَرَ الأنْصارِ إلى ما يَقُولُ سَيِّدُكم ؟“ . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، واللَّهِ ما تَزَوَّجَ امْرَأةً قَطُّ إلّا بِكْرًا، وما طَلَّقَ امْرَأةً قَطُّ فاجْتَرَأ رَجُلٌ مِنّا عَلى أنْ يَتَزَوَّجَها، مِن شِدَّةِ غَيْرَتِهِ. فَقالَ سَعْدٌ: واللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي لَأعْلَمُ أنَّها حَقٌّ، وأنَّها مِن عِنْدِ اللَّهِ، ولَكِنْ قَدْ تَعَجَّبْتُ أنْ لَوْ وجَدْتُ لَكاعِ قَدْ تَفَخَّذَها رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أنْ أهِيجَهُ ولا أُحَرِّكَهُ حَتّى آتِيَ بِأرْبَعَةِ شُهَداءَ، فَواللَّهِ إنِّي لا آتِي بِهِمْ حَتّى يَقْضِيَ حاجَتَهُ. قالَ: فَما لَبِثُوا إلّا يَسِيرًا حَتّى جاءَ هِلالُ بْنُ أُمَيَّةَ مِن أرْضِهِ عَشِيًّا فَوَجَدَ عِنْدَ أهْلِهِ رَجُلًا، فَرَأى بِعَيْنِهِ وسَمِعَ بِأُذُنِهِ فَلَمْ يَهِجْهُ حَتّى أصْبَحَ، فَغَدا عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي جِئْتُ أهْلِي عَشِيًّا فَوَجَدْتُ عِنْدَها رَجُلًا، فَرَأيْتُ بِعَيْنِي، وسَمِعْتُ بِأُذُنِي. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ما جاءَ بِهِ، واشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقالَ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ: الآنَ يَضْرِبُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هِلالَ بْنَ أُمَيَّةَ، ويُبْطِلُ شَهادَتَهُ في المُسْلِمِينَ. فَقالَ هِلالٌ: واللَّهِ إنِّي لَأرْجُو أنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِي مِنها مَخْرَجًا. فَقالَ هِلالٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي قَدْ أرى ما قَدِ اشْتَدَّ عَلَيْكَ مِمّا جِئْتُكَ بِهِ، واللَّهُ يَعْلَمُ إنِّي لَصادِقٌ. فَواللَّهِ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُرِيدُ أنْ يَأْمُرَ بِضَرْبِهِ إذْ نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ، وكانَ إذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ عَرَفُوا ذَلِكَ في تَرَبُّدِ جِلْدِهِ، فَأمْسَكُوا عَنْهُ حَتّى فَرَغَ مِنَ الوَحْيِ، فَنَزَلَتْ: ﴿والَّذِينَ يَرْمُونَ أزْواجَهم ولَمْ يَكُن لَّهم شُهَداءُ إلّا أنفُسُهُمْ﴾ . الآياتِ كُلَّها، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ: ”أبْشِرْ يا هِلالُ، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكَ فَرَجًا ومَخْرَجًا“ . فَقالَ هِلالٌ: قَدْ كُنْتُ أرْجُو ذَلِكَ مِن رَبِّي. وذَكَرَ باقِيَ الحَدِيثِ. أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الفَقِيهُ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنانٍ المُقْرِئُ، قالَ: أخْبَرَنا أحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المُثَنّى، قالَ: حَدَّثَنا أبُو خَيْثَمَةَ، قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ إبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: إنّا لَيْلَةَ الجُمُعَةِ في المَسْجِدِ إذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ فَقالَ: لَوْ أنَّ رَجُلًا وجَدَ مَعَ امْرَأتِهِ رَجُلًا فَإنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وإنْ قَتَلَ قَتَلْتُمُوهُ، وإنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، واللَّهِ لَأسْألَنَّ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ . فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ أتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَألَهُ، فَقالَ: لَوْ أنَّ رَجُلًا وجَدَ مَعَ امْرَأتِهِ رَجُلًا فَتَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وإنْ قَتَلَ قَتَلْتُمُوهُ، وإنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”اللَّهُمَّ افْتَحْ“ . وجَعَلَ يَدْعُو، فَنَزَلَتْ آيَةُ اللِّعانِ: ﴿والَّذِينَ يَرْمُونَ أزْواجَهم ولَمْ يَكُن لَّهم شُهَداءُ إلّا أنفُسُهُمْ﴾ . فابْتُلِيَ بِهِ الرَّجُلُ مِن بَيْنِ النّاسِ، فَجاءَ هو وامْرَأتُهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَتَلاعَنا، فَشَهِدَ الرَّجُلُ أرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ، ثُمَّ لَعَنَ الخامِسَةَ أنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إنْ كانَ مِنَ الكاذِبِينَ. فَذَهَبَتْ لِتَلْتَعِنَ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”مَهْ“ . فَلَعَنَتْ. فَلَمّا أدْبَرَتْ قالَ: ”لَعَلَّها أنْ تَجِيءَ بِهِ أسْوَدَ جَعْدًا“ . فَجاءَتْ بِهِ أسْوَدَ جَعْدًا. رَواهُ مُسْلِمٌ عَنْ أبِي خَيْثَمَةَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب