الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿الٓمٓصٓ (١) كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِي﴾ الحروف المقطعة في أوائل السور أعقبت بذكر القرآن، أو الوحي، أو ما في معنى ذلك؛ وذلك يرجح أن المقصود من هذه الحروف التهجي، إبلاغا في التحدي للعرب بالعجز عن الإتيان بمثل القرآن. [ابن عاشور:٨/١٠] السؤال: لماذا يأتي ذكر الكتاب بعد ذكر الحروف المقطعة غالباً؟ ٢- ﴿ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ دلت الآية على ترك اتباع الآراء مع وجود النص. [القرطبي:٩/١٥١] السؤال: ما التوجيه القرآني لمن يترك اتباع الدليل لأجل الأفكار والآراء؟ ٣- ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَٰتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ﴾ أي: فكان منهم من جاءه أمر الله وبأسه ونقمته ﴿بياتاً﴾ أي: ليلاً، ﴿أو هم قائلون﴾: من القيلولة؛ وهي الاستراحة وسط النهار. وكلا الوقتين وقت غفلة ولهو. [ابن كثير:٢/١٩٢] السؤال: لماذا خُصَّ هذان الوقتان بنُزول العذاب فيهما؟ ٤- ﴿فَمَا كَانَ دَعْوَىٰهُمْ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَآ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ﴾ وإنما جعل تكذيبهم ظلما لأنه تكذيب ما قامت الأدلة على صدقه، فتكذيبه ظلم للأدلة. [ابن عاشور:٨/٣٢] السؤال: تكذيب ما قامت الأدلة على صدقه نوع من الظلم، بين ذلك؟ ٥- ﴿فَلَنَسْـَٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْـَٔلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ﴾ اتفق أهل العلم -أهل الكتاب والسنة- على أن كل شخص سوى الرسول فإنه يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر؛ فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وهو الذي يسأل الناس عنه يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿فلنسألن الذين أُرسِل إليهم ولنسألن المرسلين﴾. [ابن تيمية:٣/١٣٧] السؤال: من علاج التعصب المقيت أن تعلم أن كل شخص سوى الرسول ﷺ يؤخذ من قوله ويترك، وضح ذلك؟ ٦- ﴿وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ﴾ فإن قلت: أليس الله -عز وجل- يعلم مقادير أعمال العباد؟ فما الحكمة في وزنها؟ قلت: فيه حكم، منها: إظهار العدل، وأن الله -عز وجل- لا يظلم عباده ... ومنها: تعريف العباد ما لهم من خير وشر، وحسنة وسيئة. [القاسمي:١/٢٩٧] السؤال: ما الحكمة من وزن الأعمال مع علم الله تعالى بها؟ ٧- ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَٰكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَٰكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُوا۟ لِءَادَمَ فَسَجَدُوٓا۟ إِلَّآ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ﴾ ينبه تعالى بني آدم في هذا المقام على شرف أبيهم آدم، ويبين لهم عداوة عدوهم إبليس، وما هو منطوٍ عليه من الحسد لهم ولأبيهم؛ ليحذروه، ولا يتبعوا طرائقه. [ابن كثير:٢/١٩٣] السؤال: ما الذي يفيده المسلم من عدم سجود إبليس لأبيه آدم؟ * التوجيهات ١- المداومة على قراءة هذا القرآن وتدبره سبيلٌ لتذكر الأعمال الصالحة، ولإصلاح الظاهر والباطن، ﴿كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ٢- وجوب اتباع الوحي، وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء والمبتدعة، ﴿ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ ٣- الاعتبار بما حل بالدول الفاسدة والظالمة من خراب ودمار، ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَٰتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- قل: «اللهم احفظني من بيْن يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعـــــوذ بعظمتك أن أغتـــــال من تحتي»، ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَٰتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ﴾ ٢- اذكر الله تعالى دائما؛ وخصوصا وقت غفلة الخلق، ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَٰتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ﴾ ٣- اعترف اليوم بينك وبين ربك بظلمك وخطئك، وأصلحه، وتب منه؛ فالاعتراف والتوبة عند نزول العذاب لا قيمة لها، ﴿فَمَا كَانَ دَعْوَىٰهُمْ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَآ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ﴾ * معاني الكلمات ﴿حَرَجٌ﴾ شَكٌّ، وَضِيقٌ مِنْ تَبْلِيغِهِ. ﴿بَأْسُنَا﴾ عَذَابُنَا. ﴿بَيَاتًا﴾ نَائِمِينَ لَيْلاً. ﴿قَائِلُونَ﴾ نَائِمُونَ فِي نِصْفِ النَّهَارِ. ﴿وَالْوَزْنُ﴾ وَزْنُ أَعْمَالِ الْعِبَادِ. ﴿الْحَقُّ﴾ العَدْلِ. ﴿مَكَّنَّاكُمْ﴾ مَكَّنَّا لَكُمْ فِيهَا، وَجَعَلْنَاهَا لَكُمْ قَرَارًا. ﴿مَعَايِشَ﴾ مَا تَعِيشُونَ بِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب