الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَقَدْ خَلَقْناكم ثُمَّ صَوَّرْناكم ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ﴾ . (p-٢٠٢)رُوِيَ عَنْ الحَسَنِ: ﴿خَلَقْناكم ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ﴾ يَعْنِي بِهِ آدَمَ؛ لِأنَّهُ قالَ: ﴿ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ﴾ وإنَّما قالَ ذَلِكَ بَعْدَ خَلْقِ آدَمَ وتَصْوِيرِهِ، وذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وإذْ أخَذْنا مِيثاقَكم ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ [البقرة: ٦٣] أيْ مِيثاقَ آبائِكم ورَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ أنْبِياءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ﴾ [البقرة: ٩١] والمُخاطَبُونَ بِذَلِكَ في زَمانِ النَّبِيِّ ﷺ لَمْ يَقْتُلُوا الأنْبِياءَ وقِيلَ: " ثُمَّ " راجِعٌ إلى صِلَةِ المُخاطَبَةِ، كَأنَّهُ قالَ: ثُمَّ إنّا نُخْبِرُكم أنّا قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ. وحُكِيَ عَنِ الأخْفَشِ: " ثُمَّ " هاهُنا بِمَعْنى الواوِ. وذَكَرَ الزَّجّاجُ أنَّ ذَلِكَ خَطَأٌ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ. قالَ أبُو بَكْرٍ: ونَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ﴾ [يونس: ٤٦] ومَعْناهُ: واَللَّهُ شَهِيدٌ. قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ما مَنَعَكَ ألا تَسْجُدَ إذْ أمَرْتُكَ﴾ يَدُلُّ عَلى أنَّ الأمْرَ يَقْتَضِي الوُجُوبَ بِنَفْسِ وُرُودِهِ غَيْرُ مُحْتاجٍ إلى قَرِينَةٍ في إيجابِهِ؛ لِأنَّهُ عَلَّقَ الذَّمَّ بِتَرْكِهِ الأمْرَ المُطْلَقَ. وقِيلَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿ألا تَسْجُدَ﴾ إنَّ " لا " هاهُنا صِلَةٌ مُؤَكِّدَةٌ. وقِيلَ إنَّ مَعْناهُ: ما دَعاكَ إلى أنْ لا تَسْجُدَ وما أحْوَجَكَ ؟ وقِيلَ في السُّجُودِ لِآدَمَ وجْهانِ: أحَدُهُما: التَّكْرُمَةُ لِأنَّ اللَّهَ قَدِ امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ وذَكَّرَهُ بِالنِّعْمَةِ فِيهِ، والثّانِي: أنَّهُ كانَ قِبْلَةً لَهم كالكَعْبَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب