قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَقَدْ خَلَقْناكم ثُمَّ صَوَّرْناكم ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ﴾، الآيَةَ: ١١: فَقَوْلُهُ: ﴿خَلَقْناكم ثُمَّ صَوَّرْناكم ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ﴾ يَقْتَضِي أنْ يَكُونَ المُرادُ بِقَوْلِهِ: ”خَلَقْناكُمْ“: آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، ويَجُوزُ مِثْلُ ذَلِكَ، وهو التَّعْبِيرُ بِنا عَنْ آدَمَ، لِأنَّهُ أصْلُنا، قالَ تَعالى: ﴿وإذْ أخَذْنا مِيثاقَكم ورَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ [البقرة: ٦٣] .
وقالَ تَعالى: ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ أنْبِياءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: ٩١] . والمُخاطَبُونَ بِذَلِكَ في زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ لَمْ يَقْتُلُوا الأنْبِياءَ.
وقالَ آخَرُونَ: إنَّ ”ثُمَّ“ راجِعَةٌ إلى صِلَةِ المُخاطَبَةِ، فَكَأنَّهُ قالَ: ”ثُمَّ إنّا نُخْبِرُكم أنّا قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ“، وقَدْ شَرَحْنا هَذا في الأُصُولِ عِنْدَ ذِكْرِ مَعانِي الحُرُوفِ.
{"ayah":"وَلَقَدۡ خَلَقۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ لَمۡ یَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ"}