الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا۟ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ ولو ترى حال المجرمين في الآخرة؛ لرأيت أمرا مهولاً. ﴿ناكسوا رؤوسهم﴾ عبارة عن الذل، والغم، والندم. ﴿ربنا أبصرنا وسمعنا﴾ تقديره: يقولون: ربنا قد علمنا الحقائق. [ابن جزي:٢/١٧٨] السؤال: لماذا ينكِّس المجرمون رؤوسهم يوم القيامة؟ ٢- ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِهَا خَرُّوا۟ سُجَّدًا وَسَبَّحُوا۟ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩﴾ أي: خروا سجداً لله تعالى على وجوههم؛ تعظيماً لآياته، وخوفاً من سطوته وعذابه. [القرطبي:١٧/٢٧] السؤال: ما الحال التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن عند تذكيره بآيات الله؟ ٣- ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾ أي: ترتفع، والمعنى: يتركون مضاجعهم بالليل من كثرة صلاتهم النوافل، ومن صلى العشاء والصبح في جماعة فقد أخذ بحظه من هذا. [ابن جزي:٢/١٧٩] السؤال: ما الذي دفع بعض المؤمنين إلى ترك مضاجعهم؟ ٤- ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ﴿وطمعاً﴾ أي: في رضاه الموجب لثوابه، وعبر به دون الرجاء؛ إشارة إلى أنهم لشدة معرفتهم بنقائصهم لا يعدون أعمالهم شيئاً، بل يطلبون فضله بغير سبب، وإذا كانوا يرجون رحمته بغير سبب فهم مع السبب أرجى؛ فهم لا ييأسون من روحه. [البقاعي:١٥/٢٥٦] السؤال: لماذا عبر بالطمع بدل الرجاء؟ ٥- ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ﴿ومما رزقناهم ينفقون﴾: ولما ذكر إيثارهم التقرب إلى الله على حظوظ لذاتهم الجسدية ذكر معه إيثارهم إياه على ما به نوال لَذات أخرى؛ وهو المال. [ابن عاشور:٢١/٢٢٩] السؤال: لماذا جاء قوله تعالى ﴿ومما رزقناهم ينفقون﴾ بعد الكلام عن قيام الليل؟ ٦- ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ أي: فلا يعلم أحدٌ عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم، واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد؛ لما أخفوا أعمالهم، كذلك أخفى الله لهم من الثواب، جزاء وفاقاً؛ فإن الجزاء من جنس العمل. قال الحسن البصري: أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين، ولم يخطر على قلب بشر. [ابن كثير:٣/٤٤٣] السؤال: لماذا أخفى الله الكثير من جزاء أهل الجنة؟ ٧- ﴿كُلَّمَآ أَرَادُوٓا۟ أَن يَخْرُجُوا۟ مِنْهَآ أُعِيدُوا۟ فِيهَا﴾ فكلما حدثتهم إرادتهم بالخروج لبلوغ العذاب منهم كل مبلغ، ردوا إليها، فذهب عنهم روح ذلك الفرج، واشتد عليهم الكرب. [السعدي:٦٥٦] السؤال: كيف يدل هذا الجزء من الآية على شدة عذابهم؟ * التوجيهات ١- اعمل الصالحات قبل أن تتمنى عملها ولا تستطيع، ﴿فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ ٢- الهداية بيد الله تعالى، فاسأل الله إياها،﴿وَلَوْ شِئْنَا لَءَاتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَىٰهَا﴾ ٣- ليكن لك خبيئة عمل صالح، فاعمل عملاً صالحاً لا يطّلع عليه إلا الله، ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- اسجد سجدة تلاوة عند قراءة هذه الآية، ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا۟ بِهَا خَرُّوا۟ سُجَّدًا وَسَبَّحُوا۟ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩﴾ ٢- اضبط منبّهك لتقوم وتصلي من الليل وتدعو ربك, ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ٣- تصدق بصدقة،﴿وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ﴾ قَدْ خَفَضُوهَا، وَأَطْرَقُوا خِزْيًا وَنَدَمًا. ﴿حَقَّ الْقَوْلُ﴾ ثَبَتَ وَتَحَقَّقَ وَوَجَبَ. ﴿الْجِنَّةِ﴾ الجِنِّ. ﴿تَتَجَافَى﴾ تَرْتَفِعُ، وَتَتَنَحَّى لِلْعِبَادَةِ. ﴿الْمَضَاجِعِ﴾ فُرُشِ النَّوْمِ. ﴿مَا أُخْفِيَ لَهُمْ﴾ مَا ادُّخِرَ لَهُمْ مِنَ الجَزَاءِ. ﴿مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ مَا يُفْرِحُ، وَيَسُرُّ. ﴿الْمَأْوَى﴾ الَّتِي يَأْوُونَ إِلَيْهَا، وَيُقِيمُونَ بِهَا. ﴿نُزُلاً﴾ ضِيَافَةً لَهُمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب