الباحث القرآني

﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝١٧﴾ - قراءات

٦١٤١٦- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قرأ: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾[[أخرجه الحاكم ٢/٢٧١ (٢٩٧٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. و﴿أُخْفِيَ﴾ بفتح الياء قراءة متواترة، قرأ بها العشرة ما عدا يعقوب وحمزة؛ فإنهما قرآ: بإسكان الياء. انظر: النشر ٢/٣٤٨، والإتحاف ص٤٥٠.]]٥١٧٠. (١١/٦٩٦)

٥١٧٠ ذكر ابنُ جرير (١٨/٥٩٧) اختلاف القرأة في قراءة قوله تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ على قراءتين: الأولى: ﴿أُخْفِيَ﴾ بضم الألف وفتح الياء، بمعنى: فُعِلَ. الثانية: ‹أُخْفِي› بضم الألف وإرسال الياء، بمعنى: أُفْعِل؛ أخفي لهم أنا. ثم رجَّح القراءتين، ووجَّههما بقوله: «والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان مشهورتان، متقاربتا المعنى؛ لأن الله إذا أخفاه فهو مَخْفِيٌّ، وإذا أُخْفِيَ فليس له مُخْفٍ غيرُه».

٦١٤١٧- عن الأعمش: في قراءة عبد الله بن مسعود: (تَعْلَمُنَّ نَفْسٌ مّا نُخْفِي لَهُم)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/٣٢٩. وهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص١١٩.]]. (ز)

٦١٤١٨- عن أبي هريرة، أنّه قرأها: (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرّاتِ أعْيُنٍ)[[أخرجه أبو عبيدة في فضائله (١٨١)، وابن جرير ١٨/٦٢١. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف. وهي قراءة شاذة، تروى أيضا عن النبي ﷺ، وأبي الدرداء، وابن مسعود، وغيرهم. انظر: المحتسب ٢/١٧٤، ومختصر ابن خالويه ص١١٩.]]. (١١/٦٩٧)

﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝١٧﴾ - تفسير الآية

٦١٤١٩- عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال: «قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾[[أخرجه البخاري ٤/١١٨ (٣٢٤٤)، ٦/١١٥-١١٦ (٤٧٧٩-٤٧٨٠)، ومسلم ٤/٢١٧٤-٢١٧٥ (٢٨٢٤)، وابن جرير ١٨/٦٢١، والثعلبي ٧/٣٣٢.]]. (١١/٧٩٨)

٦١٤٢٠- عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إنّ أدنى أهل الجنة حظًّا قوم يُخرجهم الله من النار برحمته بعد أن يحترقوا، يرتاح لهم الربُّ أنهم كانوا لا يشركون بالله شيئًا، فيُنبذون بالعراء، فينبتون كما ينبت البقل، حتى إذا رجعت الأرواح إلى أجسادها قالوا: ربنا، كالذي أخرجتنا من النار، ورجعت الأرواح إلى أجسادنا، فاصرف وجوهنا عن النار. فيصرف وجوههم عن النار، ويضرب لهم شجرةً ذات ظل وفيء، فيقولون: ربنا، كالذي أخرجتنا من النار، فانقلنا إلى ظل هذه الشجرة. فينقلهم إليها، فيرون أبواب الجنة، فيقولون: ربنا، كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى أبواب الجنة. فيفعل، فإذا نظروا إلى ما فيها من الخيرات والبركات» قال: وقرأ أبو هريرة: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ قالوا: ربنا، كالذي أخرجتنا من النار، فأدخلنا الجنة. قال: فيدخلون الجنة، ثم يقال لهم: تَمَنَّوا. فيقولون: يا رب، أعطِنا. حتى إذا قالوا: يا ربنا، حسبنا. قال: هذا لكم وعشرة أمثاله»[[أخرجه البزار ١٤/١٢٦ (٧٦٢٩) مختصرًا، من طريق عبد الله بن رجاء، عن سعيد بن سلمة، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي هريرة به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال الهيثمي في المجمع ١٠/٤٠٠-٤٠١ (١٨٦٦٧): «رجاله ثقات».]]. (١١/٧٠٣)

٦١٤٢١- عن المغيرة بن شعبة، يرفعه إلى النبي ﷺ: «أنّ موسى سأل ربَّه فقال: أيْ ربِّ، أيُّ أهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال: رجل يجيء بعدما دخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل. فيقول: كيف أدخل وقد نزلوا منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيُقال له: أترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك مِن ملوك الدنيا؟ فيقول: نعم، أيْ ربِّ، قد رضيتُ. فيقال له: فإن لك هذا وعشرة أمثاله معه. فيقول: رضيتُ، أيْ ربِّ. فيقال له: فإنّ لك مِن هذا ما اشتهت نفسك، ولذَّتْ عينُك. فقال موسى: أيْ ربِّ، فأيُّ أهل الجنة أرفع منْزِلَة؟ قال: إيّاها أردت، وسأحدثك عنهم، إني غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليه؛ فلا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». قال: ومصداق ذلك في كتاب الله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾الآية[[أخرجه مسلم ١/١٧٦ (١٨٩)، وابن جرير ١٨/٦١٩.]]. (١١/٧٠٤)

٦١٤٢٢- عن حذيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أتاني جبريلُ وفي كفِّه مِرآة كأحسن المرائي وأضوئها، وإذا في وسطها لمعة سوداء، فقلت: لِمَن هذه اللمعة التي أرى فيها؟ قال: هذه الجمعة. قلت: وما الجمعة؟ قال: يوم مِن أيام ربك تعالى عظيم، وأخبرك بفضله وشرفه في الدنيا وما يرجى فيه لأهله، وأخبرك باسمه في الآخرة؛ وأما شرفه وفضله في الدنيا فإن الله جمع فيه أمر الخلق، وأمّا ما يرجى فيه لأهله فإن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم أو أمَة مسلمة يسألان الله فيها خيرًا إلا أعطاهما إياه، وأما شرفه وفضله في الآخرة واسمه فإن الله ﷿ إذا صير أهل الجنة إلى الجنة وأهلَ النار إلى النار جَرَت عليهم هذه الأيام وهذه الليالي ليس فيها ليل ولا نهار، فأعلم الله ﷿ مقدار ذلك وساعاته، فإذا كان يوم الجمعة -حين يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم- نادى أهلَ الجنة مُنادٍ: يا أهل الجنة، اخرجوا إلى وادي المزيد. قال: ووادي المزيد لا يعلم سعته وطوله وعرضه إلا الله، فيه كثبان المسك، رؤوسها في السماء، يعني الذي قال، فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر، ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت، فإذا وضعت لهم وأخذ القوم مجالسهم بعث الله عليهم ريحًا تدعى المثيرة، تثير ذلك المسك، وتدخله من تحت ثيابهم، وتخرجه من وجوههم وأشعارهم، تلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك مِن امرأة أحدكم لو دفع إليها كل طيب على وجه الأرض، فقيل لها: لا يمنعك فيه قلة. كانت تلك الريح أعلم بما تصنع بذلك المسك من تلك المرأة لو دفع إليها من ذلك الطيب. قال: ثم يوحي الله ﷿ إلى حملة عرشه، فوضعوه بين أظهرهم، فيكون أول ما يسمعون منه: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، وصدقوا رسلي، واتبعوا أمري، فسألوني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة: ربنا رضينا عنك فارض عنا. ويرجع الله إليهم: أن يا أهل الجنة، لو لم أرض عنكم لم أسكنكم دياري، فما تسألوني؟ فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة: ربِّ، وجهك ننظر إليه. فيكشف الله عن تلك الحُجُب، فيتَجَلّى لهم، فيغشاهم من نوره شيء لولا أنه قضى أنهم لا يحترقون لاحترقوا مما يغشاهم من نوره، ثم يقول لهم: ارجعوا إلى منازلكم. فيرجعون إلى منازلهم، وقد أعطي كل واحد منهم الضعف على ما كانوا فيه، فيرجعون إلى أزواجهم، وقد خفوا عليهن وخفين عليهم مما غشيهم من نوره، فإذا رجعوا فلا يزال النور حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها، فيقول لهم أزواجهم: لقد خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم في غيرها. فيقولون: ذلك أن الله ﷿ تَجَلّى لنا فنظرنا منه. قال: إنّه -واللهِ- ما أحاط به خلقٌ، ولكنه أراهم من عظمته وجلاله ما شاء أن يريهم، فذكر قوله، فنظرنا منه، قال: وهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا فيه». قال رسول الله ﷺ: «فذلك قول الله ﷿: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾»[[أخرجه البزار ٧/٢٨٨-٢٩١ (٢٨٨١) مختصرًا، وابن بطة في الإبانة الكبرى ٧/٣١-٣٦ (٢٦) من طريق يحيى بن كثير، عن إبراهيم بن المبارك، عن القاسم بن مطيب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن الأعمش إلا القاسم بن مطيب، ولا حدث به إلا يحيى بن كثير، عن إبراهيم بن المبارك، سمعت أحمد بن عمرو بن عبيدة، يقول: ذاكرتُ به علي بن المديني، فقال لي: هذا حديث غريب، وما سمعته. وقال لي: إبراهيم بن المبارك معروف من آل أبي صلابة، قوم مشاهير كانوا بالبصرة». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/٤٦٢-٤٦٣ (٧٨٦): «هذا حديث لا يصح، قال يحيى عبد الله بن عرادة: ليس بشيء. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٤٢٢ (١٨٧٧٢): «فيه القاسم بن مطيب، وهو متروك».]]. (ز)

٦١٤٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق جابر بن زيد- عن النبي ﷺ، عن الروح الأمين، قال: «يؤتى بحسنات العبد وسيئاته، فيقتص بعضها مِن بعض، فإن بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة». قال: فدخلت على يَزْدادَ، فحدَّث بمثل هذا، فقلت: فإن ذهبتِ الحسنةُ؟ قال: ﴿أولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما عَمِلُوا ونَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ﴾ الآية [الأحقاف:١٦]. قلت: أفرأيت قوله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾! قال: هو العبد يعمل سِرًّا أسرَّه إلى الله لم يعلم به الناس، فأسرَّ الله لهُ يوم القيامة قُرَّةَ أعْيُنٍ[[أخرجه الحاكم ٤/٢٨٠ (٧٦٤١)، وابن جرير ١٨/٦٢١-٦٢٢، ٢١/١٤٢ من طريق المعتمر، عن الحكم، عن الغطريف، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد لليمانيين، ولم يخرجاه، والحكم الذي يروي عنه المعتمر بن سليمان هو: الحكم بن أبان العدني، والغطريف هو: أبو هارون الغطريف بن عبيد الله اليماني». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال ابن كثير في تفسيره ٧/٢٨٢: «حديث غريب، وإسناده جيد لا بأس به». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٥٥ (١٨٤٢٠): «رجاله وُثِّقوا على ضعف في بعضهم». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٧١٥ (٥٤٣٠): «ضعيف».]]. (١١/٧٠٢)

٦١٤٢٤- عن سهل بن سعد -من طريق أبي حازم- قال: بينا نحن عند رسول الله ﷺ وهو يَصِف الجنة حتى انتهى، ثم قال: «فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». ثم قرأ: ﴿تَتَجافى جنُوبهم عَن المضاجِع﴾ الآيتين. قال أبو صخر: فذكرته للقُرَظي فقال: إنهم أخفوا عملًا، وأخفى الله لهم ثوابًا، فقَدِموا على الله، فقَرَّت تلك الأعين[[أخرجه الحاكم ٢/٤٤٨ (٣٥٤٩) واللفظ له، كما أخرجه مسلم ٤/٢١٧٥ (٢٨٢٥) دون قول القرظي، وكذا ابن جرير ١٨/٦٢٢ بنحوه. وأخرج الحربِي قول القرظي في غريب الحديث ٢/٨٤٦.]]. (١١/٧٠١)

٦١٤٢٥- عن شُفَيّ بن ماتع، أن رسول الله ﷺ قال: «إنّ مِن نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنُّجُب، وأنهم يؤتون في يوم الجمعة بخيل مُسَرَّجة ملجمة، لا تروث ولا تبول، فيركبونها حيث شاء الله ﷿، فتأتيهم مثلُ السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فيقولون: أمطري علينا. فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم، ثم يبعث الله ﷿ ريحًا غير مؤذية، فتنسف كثبانًا من المسك على أيمانهم وعن شمائلهم، فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي معارفها وفي رؤوسهم، ولكل رجل منهم جُمَّة[[الـجُمّة: ما سقط على المِنكَبيْن من شعر الرأس. النهاية (جمم).]] على ما اشتهت نفسه، فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام، وفي الخيل، وفيما سوى ذلك من الثياب، ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله، فإذا المرأة تُنادي بعض أولئك: يا عبد الله، ما لك فينا حاجة؟ فيقول: ما أنت؟ ومَن أنت؟ فتقول: أنا زوجتك وحِبُّك. فيقول: ما كنت علمتُ بمكانك. فتقول المرأة: أوَما علمت أنّ الله قال: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾. فيقول: بلى، وربي. فلعله يُشْغَلُ عنها بعد ذلك الموقف مقدار أربعين خريفًا لا يلتفت ولا يعود، ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعيم والكرامة»[[أخرجه ابن المبارك في الزهد ٢/٦٩، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة ص١٧٨-١٧٩ (٢٤٣). قال ابن كثير في البداية والنهاية ٢٠/٤٠٥: «وهذا حديث مرسل غريب جدًّا».]]. (ز)

٦١٤٢٦- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي عبيدة- قال: إنّه لمكتوب في التوراة: لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم ترَ عينٌ، ولم تسمع أذنٌ، ولم يخطر على قلب بشر، ولا يعلم ملك مقرب، ولا نبيٌّ مُرسل. وإنّه لفي القرآن: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١١٢، وابن جرير ١٨/٦١٦ بلفظ: وما لم يسمعه ملك مقرب، وبدون لفظ: ولا نبي مرسل، والطبراني (٩٠٣٩)، والحاكم ٢/٤١٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٩٧)

٦١٤٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان عرشُ اللهِ على الماء، فاتخذ جنة لنفسه، ثم اتخذ دونها أخرى، ثم أطبقهما لؤلؤة واحدة. ثم قال: ومِن دونهما جنتان لم يُعْلِم الخلقَ ما فيهما، وهي التي قال الله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾، يأتيهم منها كل يوم تُحفة[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٣٣ في سورة هود بلفظ: بلؤلؤة واحدة، وزيادة لفظ: وهي التي لا تعلم الخلائق ما فيها، وفي سورة السجدة ١٨/٦١٩، ومحمد بن نصر في مختصر قيام الليل ص٩، وأبو الشيخ (٢٢٨)، والحاكم ٢/٤٧٥، والبيهقي في البعث (٢٤٣)، وابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة ٦/٣٦١ (٢٠٣) بزيادة: أو تَفَضُّل أو تحية. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٩٧)

٦١٤٢٨- قال عبد الله بن عباس: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ هذا مِمّا لا تفسير له[[تفسير البغوي ٦/٣٠٧.]]. (ز)

٦١٤٢٩- عن عبد الله بن عمر -من طريق سفيان بن عمير- قال: إنّ الرجل مِن أهل الجنة لَيجيء، فتشرف عليه النساء، فيقُلن: يا فلان بن فلان، ما أنت بِمَن خرجتَ مِن عندها بأولى بك مِنّا. فيقول: ومَن أنتُنَّ؟ فيقلن: نحنُ مِن اللاتي قال الله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١١١-١١٢.]]. (١١/٦٩٩)

٦١٤٣٠- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم، قيامًا أربعين سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء، ينتظرون فصل القضاء، قال: وينزل الله ﷿ في ظُلَل مِن الغمام مِن العرش إلى الكرسي، ثم يُنادي منادٍ: أيها الناس، ألم ترضوا مِن ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا أن يولي كلَّ ناس منكم ما كانوا يتولون ويعبدون في الدين، أليس ذلك عدلًا مِن ربكم؟ قالوا: بلى. قال: فلينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا». فذكر الحديث حتى قال: فقال عمر: ألا تسمع ما يحدثنا ابنُ أم عبد، يا كعب، عن أدنى أهل الجنة منزلًا، فكيف أعلاهم؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، إنّ الله ﷿ جعل دارًا، فجعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة، ثم أطبقها، ثم لم يرَها أحدٌ مِن خلقه؛ لا جبريل ولا غيره من الملائكة. ثم قرأ كعب: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾. قال: وخلق دون ذلك جنتين، وزينهما بما شاء، وأراهما من شاء من خلقه. ثم قال: مَن كان كتابُه في عليين نزل تلك الدار التي لم يرها أحد، حتى إنّ الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه، فما تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها مِن ضوء وجهه، فيستبشرون بريحه، فيقولون: واهًا لهذا الريح، هذا رجلٌ مِن أهل عليين قد خرج يسير في ملكه ... الحديث[[أخرجه الطبراني في الكبير ٩/٣٥٧ (٩٧٦٣)، والحاكم ٤/٦٣٢ (٨٧٥١) من طريق المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود به. قال الحاكم: «والحديث صحيح، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «ما أنكره حديثًا على جودة إسناده». ووصفه ابن كثير بالغرابة في تفسيره ١/٥٦٧.]]. (ز)

٦١٤٣١- عن سعيد بن جبير، قال: يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات، معهم التحف مِن الله مِن جنات عدن مما ليس في جنانهم، وذلك قوله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٩٩)

٦١٤٣٢- عن الحسن البصري -من طريق عمرو- ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾، قال: أخفوا عملًا في الدنيا، فأثابهم الله بأعمالهم[[أخرجه ابن جرير ١٨/٦٢٣.]]. (ز)

٦١٤٣٣- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء-: أخفى لهم بالخفية خفية، وبالعلانية علانية. قال الله تعالى: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم﴾[[أخرجه الحربي في غريب الحديث ٢/٨٤٦، وإسحاق البستي في تفسيره ص١٠٣.]]. (ز)

٦١٤٣٤- عن شهر بن حوشب -من طريق جعفر بن سليمان، عن شيخ من أهل البصرة- قال: إنّ الرجل مِن أهل الجنة لَيَتَّكِئُ اتِّكاءَةً واحدة قَدْرَ سبعين سنة يُحَدِّث بعض نسائه، ثم يلتفت الالتفاتة فتناديه الأخرى: فِدانا لك، أما لنا فيك نصيب؟! فيقول: مَن أنت؟ فتقول: أنا مِن الذين قال الله: ﴿ولَدَيْنا مَزِيدٌ﴾ [ق: ٣٥]. قالوا: فيتحدث معها، ثم يلتفت الالتفاتة فتناديه الأخرى: أما إنا لك[[كذا في مطبوعة المصدر ولعلها تحرفت من عبارة: فِدانا لك.]]، أما لنا فيك نصيب؟! فيقول: من أنتِ؟ فتقول: أنا مِن الذين قال الله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٣٧٩-٣٨٠ (٢٨٩)-.]]. (ز)

٦١٤٣٥- عن أبي اليمان الهوزني -من طريق صفوان بن عمرو- قال: الجنة مائة درجة، أولها درجة فضة، وأرضها فضة، وآنيتها فضة، وترابها المسك. والثانية ذهب، ومساكنها ذهب، وآنيتها ذهب، وترابها المسك. والثالثة لؤلؤ، وأرضها لؤلؤ، ومساكنها لؤلؤ، وآنيتها لؤلؤ، وترابها المسك. وسبع وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وتلا هذه الآية: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٨/٦٢٠.]]. (١١/٧٠١)

٦١٤٣٦- عن عامر بن عبد الواحد، قال: بلغني: أنّ الرجل من أهل الجنة يمكث في تُكأته سبعين سنة، ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه، فتقول له: قد أنى[[أنى وآن: حان. اللسان (أنى).]] لك أن يكون لنا منك نصيب. فيقول: من أنتِ؟ فتقول: أنا مزيد. فيمكث معها سبعين سنة، ويلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه، فتقول: قد أنى لك أن يكون لنا منك نصيب. فيقول: من أنتِ؟ فتقول: أنا التي قال الله: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٣٦٩-.]]. (١١/٦٩٨)

٦١٤٣٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ﴾ في جنات عدن مما لم ترَ عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب قائل ﴿مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ به[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٥١.]]. (ز)

٦١٤٣٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ على قدر أعمالهم[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٦٩١.]]. (ز)

﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝١٧﴾ - آثار متعلقة بالآية

٦١٤٣٩- عن عبادة بن الصامت، قال: صلّى بنا رسولُ الله ﷺ، فتخَطّى إليه رجلان؛ رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، سبق الأنصاريُّ الثقفيَّ، فقال رسول الله ﷺ للثقفي: «إنّ الأنصاريَّ قد سبقك بالمسألة». فقال الأنصاري: لعله -يا رسول الله- أن يكون أعجل مِنِّي؛ فهو في حلٍّ. قال: فسأله الثقفي عن الصلاة، فأخبره، ثم قال رسول الله ﷺ للأنصاري: «إن شئتَ خبرتك بما جئت تسأل عنه، وإن شئت سألتني، فأخبر بذلك». فقال: يا رسول، الله تخبرني. فقال: «جئت تسألني: ما لَك مِن الأجر إذا أمَمْتَ البيت العتيق، وما لك من الأجر في وقوفك في عرفة، وما لك من الأجر في رميك الجمار، وما لك من الأجر في حلق رأسك، وما لك من الأجر إذا ودعت البيت». فقال الأنصاري: والذي بعثك بالحق، ما جئت أسألك عن غيره. قال: «فإنّ لك من الأجر إذا أمَمْتَ البيت العتيق ألا ترفع قدمًا أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة، ورفعت لك درجة، وأمّا وقوفك بعرفة فإن الله ﷿ يقول لملائكته: يا ملائكتي، ما جاء بعبادي؟ قالوا: جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة. فيقول الله ﷿: فإنِّي أُشهِد نفسي وخلقي أنِّي قد غفرتُ لهم عدد أيام الدهر، وعدد القطر، وعدد رمل عالِج. وأما رميك الجمار فإنّ الله ﷿ يقول: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾. وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرةٌ تقع في الأرض إلا كانت لك نورًا يوم القيامة، وأما البيت إذا ودَّعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٣/١٦ (٢٣٢٠) من طريق محمد بن عبد الرحيم بن شروس، عن يحيى بن أبي الحجاج البصري، عن أبي سنان عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن عبادة بن الصامت به. قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عبادة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به يحيى بن أبي الحجاج». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٢٧٦-٢٧٧ (٥٦٥١): «فيه محمد بن عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومَن فوقه موثقون».]]. (ز)

٦١٤٤٠- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ العبد لَيُعْطى على باب الجنة ما يكاد فؤاده يطير، لولا أنّ الله -تبارك وتعالى- يبعث إليه مَلَكًا فيَشُدُّ فؤاده»[[أورده يحيى بن سلام ٢/٦٩٢ من طريق أبان العطار، عن أبي طلال، عن أنس بن مالك به. وعزاه المتقي الهندي في الكنز ١٤/٤٨٦ (٣٩٣٦٥) إلى الديلمي. وأبو طلال لا يعرف من هو.]]. (ز)

٦١٤٤١- عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال: «والذي نفسي بيده، لو أن آخر أهل الجنة رجلًا أضاف آدم فمن دونه لَوَضع لهم طعامًا وشرابًا حتى يخرجوا من عنده، لا ينقصه ذلك شيئًا مما أعطاه»[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٠١)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب