وَقَوْلُهُ: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهم مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾، دَلِيلٌ عَلى أنَّها الصَّلاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، لِأنَّهُ عَمَلٌ يَسْتَسِرُّ الإنْسانُ بِهِ، فَجَعَلَ لَفْظَ ما يُجازى بِهِ ”أُخْفِيَ“، ويُقْرَأُ: ”بِإسْكانِ الياءِ“، ويَكُونُ المَعْنى: ”ما أُخْفِي أنا لَهم“ - ”إخْبارٌ عَنِ اللَّهِ“ -، وإذا قُرِئَتْ: ”أُخْفِيَ لَهم مِن قُرَّةٍ أعْيُنٍ - بِفَتْحِ الياءِ - فَعَلى تَأْوِيلِ الفِعْلِ الماضِي، ويَكُونُ اسْمُ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ ما في“ أُخْفِيَ ”، مِن ذِكْرِ“ ما ”، وقَرَأ النّاسُ كُلُّهُمْ:“ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ ”، إلّا أبا هُرَيْرَةَ، فَإنَّهُ قَرَأ:“ مِن قُرّاتِ أعْيُنٍ ”، ورَواهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، ﴿جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾، (p-٢٠٨)“ ”جَزاءً“، أيْضًا، مَنصُوبٌ، مَفْعُولٌ لَهُ، وقُرِئَتْ: ”فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أخْفى لَهم“، أيْ: ”ما أخْفى اللَّهُ لَهم“ .
{"ayah":"فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ"}