﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ﴾ مِنَ النُّفُوسِ، لا مَلِكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَضْلًا عَمَّنْ عَداهم.
﴿ما أُخْفِيَ لَهُمْ﴾ أيْ: لِأُولَئِكَ الَّذِينَ عُدِّدَتْ نُعُوتُهُمُ الجَلِيلَةُ.
﴿مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ مِمّا تَقَرُّ بِهِ أعْيُنُهُمْ، وعَنْهُ ﷺ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ««أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ».» بَلْهَ ما اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ، اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهم مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ وقُرِئَ: (ما أُخْفِيَ لَهُمْ) و (ما نُخْفِي لَهُمْ)، و (ما أخْفَيْتُ لَهُمْ) عَلى صِيغَةِ المُتَكَلِّمِ، و (ما أخْفى لَهُمْ) عَلى البِناءِ لِلْفاعِلِ، وهو اللَّهُ سُبْحانَهُ. وقُرِئَ: (قُرّاتِ أعْيُنٍ) لِاخْتِلافِ أنْواعِها، والعِلْمُ بِمَعْنى المَعْرِفَةِ، و "ما" مَوْصُولَةٌ، أوِ اسْتِفْهامِيَّةٌ، عُلِّقَ عَنْها الفِعْلُ.
﴿جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أيْ: جُزُوا جَزاءً، أوْ أُخْفِيَ لَهم لِلْجَزاءِ بِما كانُوا يَعْمَلُونَهُ في الدُّنْيا مِنَ الأعْمالِ الصّالِحَةِ. قِيلَ: هَؤُلاءِ القَوْمُ أخْفَوْا أعْمالَهُمْ، فَأخْفى اللَّهُ تَعالى ثَوابَهم.
{"ayah":"فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ"}