الباحث القرآني
﴿وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٢﴾ - نزول الآية
٨٣٢٤٥- عن أبي بَرزة الأسلمي، قال: فِيّ نزلت هذه الآية: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾؛ خرجتُ، فوجدت عبد الله بن خَطَل مُتعلّقًا بأستار الكعبة، فضربتُ عُنُقه بين الرُّكن والمقام[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٤٣٣)
٨٣٢٤٦- عن سعيد بن جُبَير، قال: لَمّا فتح النبيُّ ﷺ الكعبةَ أخذ أبو بَرزة الأسلمي هو وسعيدُ بن حُريث عبدَ الله بن خَطَل -وهو الذي كانت قريش تُسمّيه: ذا القَلْبَين؛ فأنزل الله: ﴿ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾-، فقدَّمه أبو بَرزة، فضَرب عُنُقه وهو مُتعلّق بأستار الكعبة؛ فأنزل الله فيه: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، وإنما كان ذلك لأنه قال لقريش: أنا أعلم لكم علم محمد. فأتى النبيَّ ﷺ، فقال: يا رسول الله، إني أحبّ أن تَسْتَكتبني. قال: «فاكتب». فكان إذا أملى عليه من القرآن: ﴿وكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء:١٧] كتب: وكان الله حكيمًا عليمًا. وإذا أملى عليه: ﴿وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء:٩٦] كتب: وكان الله رحيمًا غفورًا. ثم يقول: يا رسول الله، أقرأ عليك ما كتبتُ؟ فيقول: «نعم». فإذا قرأ عليه: وكان الله حكيمًا عليمًا. أو: رحيمًا غفورًا. قال له النبيُّ ﷺ: «ما هكذا أمليتُ عليك، وإنّ الله لكذلك؛ إنه لغفور رحيم، وإنه لرحيم غفور». فرجع إلى قريش فقال: ليس آمره بشيء كنتُ آخذ به فيتصرف. فلم يُؤمِّنه، فكان أحد الأربعة الذين لم يُؤمِّنهم النبيُّ ﷺ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد ٦/١٧٠-١٧١ مختصرًا.]]. (١٥/٤٣٣)
﴿وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٢﴾ - تفسير الآية
٨٣٢٤٧- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: أنتَ -يا محمد- يحلّ لك أن تقاتل به، وأمّا غيرك فلا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وابن جرير. وأخرجه ابن مردويه بنحوه -كما في فتح الباري ٨/٧٠٣-٧٠٤-.]]٧١٧٦. (١٥/٤٣٢)
٨٣٢٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله تعالى: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾: يعني بذلك: النبيَّ ﷺ؛ أحلّ الله له يوم دخل مكة أن يقتل مَن شاء، ويستحيي مَن شاء، فقَتل يومئذ ابن خَطَل صَبْرًا وهو آخِذٌ بأستار الكعبة، فلم يحلّ لأحد مِن الناس بعد رسول الله ﷺ أن يقتل فيها حرامًا حرّمه الله، فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة، ألم تسمع أنّ الله قال في تحريم الحَرم: ﴿ولِلَّهِ عَلى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران:٩٧]؟ يعني بالناس: أهل القِبلة[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٠٣. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/٤٣٢)
٨٣٢٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: أحلّ له أن يصنع فيه ما شاء[[أخرجه الحاكم ٢/٥٢٣.]]. (١٥/٤٣٦)
٨٣٢٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: مكة[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٠١، والطبراني (١٢٤١٢).]]. (١٥/٤٣٧)
٨٣٢٥١- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور-: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، يعني: رسول الله ﷺ، يقول: أنتَ في حِلٍّ مما صنعتَ فيه[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٠٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد.]]. (١٥/٤٣٤)
٨٣٢٥٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، يقول: لا تُؤاخذ بما عملتَ فيه، وليس عليك فيه ما على الناس[[تفسير مجاهد ص٥٠٥ بنحوه، وأخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/٣٦٨، وفتح الباري ٨/٧٠٣-، وابن جرير ٢٤/٤٠٤. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/١٣٣-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٤٣٤)
٨٣٢٥٣- عن منصور بن المعتمر، قال: سأل رجلٌ مجاهدًا عن هذه الآية: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾. قال: لا أدري. ثم فسّرها لي، فقال: الحرام، أحلّ الله له ساعة من النهار؛ قيل له: ما صنعتَ فيه من شيء فأنت في حِلٍّ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٤٣٤-٥٣٥)
٨٣٢٥٤- عن أبي صالح [باذام]، ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: أُحلّتْ له ساعة من نهار[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٤٣٥)
٨٣٢٥٥- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، مثله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٤٣٥)
٨٣٢٥٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد-: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، يعني: محمدًا ﷺ، يقول: أنتَ حِلٌّ بالحرم؛ فاقتل إن شئتَ، أو دَعْ[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٠٥. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٣٥)
٨٣٢٥٧- عن الحسن البصري، ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: أحلّها الله لمحمد ﷺ ساعةً مِن نهار يوم الفتح[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٣٥)
٨٣٢٥٨- عن عطية بن سعد العَوفيّ، ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: أُحلّتْ مكةُ للنبي ﷺ ساعةً مِن نهار، ثم أُطبقتْ إلى يوم القيامة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٤٣٥)
٨٣٢٥٩- عن عطاء -من طريق عبد الملك- ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذا البَلَدِ وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: إنّ الله حرّم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحلّ لبشر إلا لرسول الله ﷺ ساعةً مِن نهار، لا يُختلى خلاها[[الخلا -مقصور-: النبات الرطب الرقيق ما دام رطبًا، واختلاؤه: قطعه، وأخلت الأرض: كثر خلاها، فإذا يبس فهو حشيش. النهاية (خلا).]]، ولا يُعضَد عِضاهها[[العضاة: شجر أم غيلان، وكلّ شجر عظيم له شوك. النهاية (عضه).]]، ولا يُنفَّر صيدها، ولا تَحلّ لُقَطتها إلا لمعرّف[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٠٥ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٣٦)
٨٣٢٦٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: أنتَ به غير حَرِجٍ، ولا آثم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٧٣، وابن جرير ٢٤/٤٠٤، وكذلك من طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤٣٥)
٨٣٢٦١- عن شرحبيل بن سعد -من طريق أبي مَعشر- ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: يُحرِّمون أن يقتلوا بها الصيد، ويعضدوا بها شجرة، ويستحلُّون إخراجك وقتلك![[أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير ٨/٣٤٣ (٢٤٦١). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٥/٤٣٦)
٨٣٢٦٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، يعني: لم أُحلّها لأحد مِن قبلك ولا مِن بعدك، وإنما أحللتها لك ساعة مِن النهار، وذلك أنّ الله ﷿ لم يفتح مكة على أحد غيره، ولم يحلّ بها القتلُ لأحد، غير ما قتل النبيُّ ﷺ مقيس بن [صبابة] الكناني وغيره حين فتح مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٠١.]]. (ز)
٨٣٢٦٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- ﴿وأَنْتَ حِلٌّ بِهَذا البَلَدِ﴾، قال: لم يكن بها أحدٌ حِلًّا غير النبيِّ ﷺ، كلّ مَن كان بها حرامٌ لم يحلّ لهم أن يُقاتلوا فيها، ولا يستحلُّوا فيها حُرمة، فأحلّه الله لرسوله، فقاتل المشركين فيه[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٤٠٥، وزاده: فأحله الله لرسوله، فقاتل المشركين فيه.]]٧١٧٧. (١٥/٤٣٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.