الباحث القرآني

﴿وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ [البلد: ٢]. قيل: المعنى: أُقسِم بهذا البلد حال كونك حالًّا فيه؛ لأن حلول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مكة يزيدها شرفًا إلى شرفها. وقيل: المعنى: وأنت تستحلُّ هذا البلد، فيكون إقسام الله تعالى بمكة حالَ كونها حِلًّا للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك عام الفتح؛ لأن مكة عامَ الفتح أُحِلَّتْ للرسول عليه الصلاة والسلام، ولم تحلَّ لأحدٍ قبله، ولا تحلُّ بعد ذلك لأحد؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: «وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ»[[متفق عليه؛ البخاري (١٨٣٢) ومسلم (١٣٥٤ / ٤٤٦) من حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه.]]. فيكون إقسام الله تعالى بهذا البلد مقيَّدًا بما إذا كانت حِلًّا للرسول، وذلك متى؟ عام الفتح؛ لأنها في ذلك اليوم تزداد شرفًا إلى شرفها حيثُ طُهِّرتْ من الأصنام، وهُزِم المشركون، وفُتحت عليهم بلادُهم عنوةً، وصارت هذه البلد بعد أن كانت بلاد كفرٍ صارت بلاد إيمان، وبعد أن كانت بلاد شركٍ؛ صارت بلاد توحيد، وبعد أن كانت بلاد عنادٍ صارت بلاد إسلام، فأشرفُ حالٍ لمكة كانت عند الفتح، إذَن في قوله: ﴿وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ معنيان أرجو أن يكونا على بالكم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب