الباحث القرآني
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ ١١٣ وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَ ٰهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَاۤ إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥۤ أَنَّهُۥ عَدُوࣱّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَ ٰهِیمَ لَأَوَّ ٰهٌ حَلِیمࣱ ١١٤﴾ - نزول الآيتين
٣٣٧٦١- عن ابن مسعود، قال: خرج رسول الله ﷺ يومًا إلى المقابر، فاتَّبَعْناه، فجاء حتى جلس إلى قبرٍ منها، فناجاه طويلًا، ثم بكى، فبَكَيْنا لِبُكائه، ثم قام، فقام إليه عمر، فدعاه، ثم دعانا، فقال: «ما أبكاكم؟». قلنا: بكينا لبكائك. قال: «إنّ القبرَ الذي جَلَسْتُ عندَه قبرُ آمِنة، وإنِّي استأذنتُ ربِّي في زيارتها، فأَذِن لي، وإنِّي استأذَنتُ ربِّي في الاستغفار لها فلم يأذن لي، وأنزل عليَّ: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى﴾، فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة مِن الرِّقَّة، فذلك الذي أبكاني»[[أخرجه الحاكم ٢/٣٦٦ (٣٢٩٢)، وابن حبان ٣/٢٦١ (٩٨١)، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٣-١٨٩٤ (١٠٠٥١). قال الحاكم: «صحيح، على شرطهما، ولم يخرجاه هكذا بهذه السياقة، إنما أخرج مسلم حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة فيه مختصرًا». وقال الذهبي في التلخيص: «أيوب بن هانىء ضعَّفه ابن معين». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٨٦٧: «وفيه أيوب بن هانئ، ضعَّفه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٢٢١ (٥١٣١): «ضعيف».]]. (٧/٥٥٥)
٣٣٧٦٢- قال أبو هريرة، وبُرَيْدة: لَمّا قدِم رسولُ الله ﷺ مَكَّة أتى قبرَ أُمَّه آمِنَة، فوقف عليه حتّى حَمِيَت الشمسُ رجاءَ أن يُؤْذَن له فيَسْتَغْفِر لها؛ فنزلت: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآية[[أورده الثعلبي ٥/١٠٠، والبغوي في تفسيره ٤/١٠١.]]. (ز)
٣٣٧٦٣- عن بُرَيْدَة، قال: كنتُ مع النبيِّ ﷺ إذ وقف على عسفان، فنظر يمينًا وشمالًا، فأبصر قبرَ أُمِّه آمنة، ووَرَدَ الماءَ فتوضأ، ثم صلّى ركعتين، ودعا، فلم يَفْجَأْنا إلا وقد عَلا بُكاؤُه، فعلا بُكاؤُنا لبكائه، ثم انصرف إلينا، فقال: «ما الذي أبكاكم؟». قالوا: بكيتَ، فبكينا، يا رسول الله. قال: «وما ظننتم؟». قالوا: ظَنَنّا أنّ العذاب نازِل علينا بما نعمَل. قال: «لم يكن مِن ذلك شيء». قالوا: فظَنَنّا أنَّ أُمَّتك كُلِّفَتْ مِن الأعمال ما لا يُطِيقون فرَحِمْتَها. قال: «لم يكن مِن ذلك شيء، ولكن مررت بقبر أُمِّي آمنة، فصَلَّيت ركعتين، فاستأذنتُ ربِّي أن أستغفر لها، فنُهِيتُ، فبَكَيْتُ، ثُمَّ عدتُ فصَلَّيْتُ ركعتين، فاستأذنتُ ربي أن أستغفر لها، فزُجِرْت زَجْرًا، فعلا بُكائي». ثم دعا براحلته، فرَكِبَها، فما سار إلا هُنَيَّة حتى قامَتِ النّاقة[[قامت الدابة: إذا وقفت عن السير. لسان العرب (قوم).]] لِثِقَل الوحي؛ فأنزل الله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآيتين[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٥٥٦)
٣٣٧٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ النبيَّ ﷺ لَمّا أقبل مِن غزوة تبوك اعْتَمَر، فلمّا هَبَط مِن ثَنِيَّة عُسْفان أمَر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة: «حتى أرجع إليكم». فذهب، فنزل على قبر أُمِّه آمنة، فناجى ربَّه طويلًا، ثم إنّه بكى، فاشْتَدَّ بكاؤه، فبكى هؤلاء لبكائه، فقالوا: ما بكى نبيُّ الله هذا البكاء إلا وقد أُحْدِث في أُمَتِّه شيء لم يُطِقْه. فلمّا بكى هؤلاء قام، فرجع إليهم، فقال: «ما يُبكيكم؟». قالوا: يا نبيَّ الله، بكينا لبكائك. قلنا: لعلَّه أُحْدِث في أُمَّتك شيء لم تُطِقْه. قال: «لا، وقد كان بعضه، ولكنِّي نزلتُ على قبر أُمِّي، فدعوت اللهَ ليأذن لي في شفاعتها يوم القيامة، فأبى أن يأذن لي، فرحِمتُها وهى أُمِّي، فبَكَيْتُ، ثم جاءنى جبريل، فقال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ الآية، فتَبَرَّأْ أنت مِن أُمِّك،كما تَبَرَّأ إبراهيمُ مِن أبيه. فرحِمْتُها وهي أُمِّي، فدعوت ربي أن يرفع عن أُمَّتِي أربعًا، فرفع عنهم اثنتين، وأبى أن يرفع عنهم اثنتين؛ دعوت ربى أن يرفع عنهم الرجم مِن السماء، والغرق مِن الأرض، وأن لا يلبسهم شيعًا، وألا يُذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الرجم من السماء، والغرق من الأرض، وأبى أن يرفع عنهم القتل، والهرج». قال: وإنما عدَل إلى قبر أُمِّه لأنها كانت مدفونة تحت كَداء، وكانت عسفان لهم، وبها وُلِد النبيُّ ﷺ[[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/٣٧٤ (١٢٠٤٩)، والضياء المقدسي في المختارة ١٢/١٢٦-١٢٧ (١٥٢). قال الهيثمي في المجمع ١/١١٧ (٤٥٩): «رواه الطبراني في الكبير، فيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم، ولم أرَ مَن ذكرهم». وقال الألباني في الضعيفة ١١/٢٢٣: «وهو أولى بذلك -التضعيف-؛ لأنّ إسحاق بن عبد الله بن كيسان ضعيف جدًّا، وأباه ضعيف».]]٣٠٧٠. (٧/٥٥٤)
٣٣٧٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: كانوا يستغفرون لهم حتى نزلت هذه الآية، فلمّا نزَلت أمسَكُوا عنِ الاستغفار لأمواتهم، ولم يُنَهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا، ثُمَّ أنزل الله تعالى: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه﴾ الآية. يعني: استغفَر له ما كان حيًّا، فلمّا مات أمْسَك عن الاستغفار[[أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ٦/٢٨٢ (٢٤٨٣) مُطَوَّلًا، وابن جرير ١٢/٢٣-٢٤، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٣ (١٠٠٥٠) واللفظ له، من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به. وأورده الثعلبي ٥/١٠١. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٥٥١)
٣٣٧٦٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا﴾ الآية، قال: إنّ النبيَّ ﷺ أراد أن يستغفر لأُمِّه، فنهاه الله عن ذلك، قال: «فإنّ إبراهيم قد استغفر لأبيه». فنزل: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٣. قال السيوطي: «إنّ هذا الأثر ضعيف معلول؛ فإن عطية ضعيف، وهو مخالف لرواية علي بن أبى طلحة عن ابن عباس السابقة، وتلك أصح، وعليٌّ ثقة جليل».]]. (٧/٥٥٤)
٣٣٧٦٧- عن عطية بن سعد العوفي -من طريق فضيل- قال: لَمّا قدِم رسولُ الله ﷺ مَكَّةَ وقَفَ على قبرِ أُمِّه حتى سخنت عليه الشمس رجاءَ أن يُؤْذَن له فيَسْتَغْفِر لها، حتّى نزلت: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى﴾ إلى قوله: ﴿تَبَرَّأَ مِنهُ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٢.]]. (ز)
٣٣٧٦٨- عن علي، قال: سمعتُ رجلًا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مُشرِكان؟! فقال: أوَلَمْ يستغفرِ إبراهيمُ لأبيه؟! فذكرتُ ذلك للنبيِّ ﷺ؛ فنزلت: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآية[[أخرجه أحمد ٢/١٦٢ (٧٧١)، ٢/٣٢٨ (١٠٨٥)، والترمذي ٥/٣٣١-٣٣٢ (٣٣٥٨)، والنسائي ٤/٩١ (٢٠٣٦)، والحاكم ٢/٣٦٥ (٣٢٨٩)، ٢/٦٠٢ (٤٠٢٨)، وابن جرير ١٢/٢٥-٢٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٣ (١٠٠٤٩). قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال النحاس في الناسخ والمنسوخ ص٥٤٩: «وهذا من أحسن ما رُوِي في الآية، مع استقامة طريقه، وصِحَّة إسناده». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٧/٤٢٤-٤٢٥ (٧٢٤١): «رواه أبو يعلى الموصلي بسند صحيح».]]. (٧/٥٥٠)
٣٣٧٦٩- عن علِيٍّ، قال: أخْبَرْتُ رسولَ الله ﷺ بموتِ أبي طالب، فبكى، فقال: «اذهب، فغَسِّله، وكَفِّنه، ووارِه، غفر الله له ورَحِمَه». ففعلتُ، وجعل رسولُ الله ﷺ يستغفر له أيّامًا، ولا يخرج مِن بيته، حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/٩٩، وابن عساكر في تاريخه ٦٦/٣٣٦، من طريق محمد بن عمر الواقدي، قال: حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن علي به. إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه الواقدي، قال ابن حجر في التقريب (٦١٧٥): «متروك».]]. (٧/٥٥٣)
٣٣٧٧٠- عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: لَمّا حضرت أبا طالب الوفاةُ دخل عليه النبيُّ ﷺ وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمَيَّة، فقال النبيُّ ﷺ: «أيْ عَمِّ، قل: لا إله إلا الله. أُحاجُّ لك بها عند الله». فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمَيَّة: يا أبا طالب، أتَرْغَبُ عن مِلَّة عبد المطلب؟! فجعل رسولُ الله ﷺ يَعْرِضُها عليه، وأبو جهل وعبد الله يعودان بتلك المقالة، فقال أبو طالب آخرَ ما كلَّمهم: هو على مِلَّة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال النبيُّ ﷺ: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ ما لَمْ أُنْهَ عنك». فنزلت: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآية. وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسوله: ﴿إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء﴾ [القصص:٥٦][[أخرجه البخاري ٢/٩٥ (١٣٦٠)، ٥/٥٢ (٣٨٨٤)، ٦/٦٩ (٤٦٧٥)، ٦/١١٢-١١٣ (٤٧٧٢)، ٨/١٣٩ (٦٦٨١)، ومسلم ١/٥٤ (٢٤)، وعبد الرزاق في تفسيره ٢/١٦٧ (١١٣٢)، وابن جرير ١٢/٢٠-٢١، ١٨/٢٨٤، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٤ (١٠٠٥٢)، والثعلبي ٧/٢٥٥.]]. (٧/٥٥٠)
٣٣٧٧١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾، قال: يقول المؤمنون: ألا نستغفر لآبائنا وقد استغفر إبراهيمُ لأبيه كافرًا؟ فأنزل الله: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾الآية[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢١.]]. (ز)
٣٣٧٧٢- عن الحسن البصري -من طريق إسحاق بن بشر، عن سعيد، عن قتادة- قال: لَمّا مات أبو طالب قال النبيُّ ﷺ: «إنّ إبراهيم استغفر لأبيه وهو مشرك، وأنا أستغفر لعَمِّي حتى أُبلَّغَ». فأنزل الله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى﴾. يعني به: أبا طالب، فاشْتَدَّ على النبيِّ ﷺ، فقال اللهُ لنبيه ﷺ: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ يعني: حين قال: ﴿سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيًا﴾ [مريم:٤٧]، ﴿فلما تبين له أنه عدو لله﴾ يعني: مات على الشِّرْك ﴿تبرأ منه﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦٦/٣٣٧.]]. (٧/٥٥٣)
٣٣٧٧٣- عن الحسن البصري -من طريق المبارك بن فضالة- قال: قيل للنبي ﷺ: إنّ فلانًا يستغفر لأبويه المشركين، قال: «ونحن نستغفر لآبائنا المشركين». فأنزل الله: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ إلى قوله: ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾. فأَمْسَكُوا عن الاستغفار لهم[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٣٧٥-٣٧٦-، وابن عساكر ٦٦/٣٣٧.]]. (ز)
٣٣٧٧٤- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- قال: لَمّا مرِض أبو طالب أتاه النبيُّ ﷺ، فقال المسلمون: هذا محمد ﷺ يستغفر لعَمِّه، وقد استغفر إبراهيمُ لأبيه. فاستَغْفَروا لقراباتِهم مِن المشركين؛ فأنزل الله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾. ثم أنزل الله تعالى: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ قال: كان يرجوه في حياته، ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٤، ١٨٩٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]٣٠٧١. (٧/٥٥١)
٣٣٧٧٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ رجالًا مِن أصحاب النبيِّ ﷺ قالوا: يا نبيَّ الله، إنّ مِن آبائنا مَن كان يُحْسِنُ الجِوار، ويَصِل الأرحام، ويَفُكُّ العاني، ويُوفي بالذِّمَم، أفلا نستغفر لهم؟! فقال النبيُّ ﷺ: «بلى، واللهِ، لأَسْتَغْفِرَنَّ لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه». فأنزل الله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآية. ثم عَذَرَ اللهُ إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام، فقال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ إلى قوله: ﴿تبرأ منه﴾. وذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله ﷺ قال: «أُوحِي إلَيَّ كلمات، قد دَخَلْن في أُذُنِي، ووَقَرْنَ في قلبي، أُمِرْتُ ألّا أستغفر لِمَن مات مُشركًا، ومَن أعطى فضلَ ماله فهو خيرٌ له، ومَن أمْسَك فهو شَرٌّ له، ولا يلوم اللهُ على كفافٍ»[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٤. وأورده ابن أبي زمنين في تفسيره ٢/٢٣٥، والثعلبي ٥/١٠١ مختصرًا. قال المتقي الهندي في كنز العمال ٦/٣٨٣ (١٦١٦٥): «مرسل».]]. (٧/٥٥٢)
٣٣٧٧٦- عن عمرو بن دينار -من طريق شبل- أنّ النبيَّ ﷺ قال: «اسْتَغْفَرَ إبراهيمُ لأبيه وهو مُشْرِك، فلا أزالُ أسْتَغْفِرُ لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربِّي». وقال أصحابُه: لَنَسْتَغْفِرَنَّ لآبائنا كما استغفر النبيُّ ﷺ لِعَمِّه. فأنزل الله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ إلى قوله: ﴿تبرأ منه﴾[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢١.]]. (٧/٥٥٢)
٣٣٧٧٧- عن سعيد بن المسيب، قال: لَمّا حُضِر أبو طالب أتاه رسولُ الله ﷺ، فقال له: «أيْ عمِّ، إنّك أعظمُ عليَّ حَقًّا مِن والدي، فقُل كلمة تَجِبُ لي بها الشفاعةُ يوم القيامة، قل: لا إله إلا الله». فذكر نحوَ ما تقدم[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٢. وأورده الثعلبي ٥/٩٩.]]. (٧/٥٥٢)
٣٣٧٧٨- عن عمرو [بن دينار] -من طريق سفيان بن عيينة- قال: لَمّا مات أبو طالب قال له رسول الله ﷺ: «رحمك اللهُ، وغفر لك، لا أزال أستغفر لك حتى ينهاني الله». فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون؛ فأنزل الله: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآية. فقالوا: قد استغفر إبراهيمُ لأبيه. فنزلت: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ الآية. قال: فلمّا مات على كُفرِه تَبَيَّن له أنّه عدوٌّ لله[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/٩٩، وابن عساكر في تاريخه ٦٦/٣٣٦-٣٣٧.]]٣٠٧٢. (٧/٥٥٣)
٣٣٧٧٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ إلى آخر الآية، وذلك أنّ النبيَّ ﷺ سأل بعد ما افْتَتَحَ مكَّةَ: أيُّ أبويه أحْدَثُ به عهدًا؟ قيل له: أُمُّك آمنةُ بنت وهب بن عبد مناف. قال: «حتى أستغفر لها؛ فقد استغفر إبراهيمُ لأبيه وهو مشرك». فهَمَّ النبيُّ ﷺ بذلك؛ فأنزل الله ﷿: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٩.]]. (ز)
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ ١١٣ وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَ ٰهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَاۤ إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥۤ أَنَّهُۥ عَدُوࣱّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَ ٰهِیمَ لَأَوَّ ٰهٌ حَلِیمࣱ ١١٤﴾ - النسخ في الآية
٣٣٧٨٠- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه﴾ إلى قوله: ﴿كما ربيانى صغيرًا﴾ [الإسراء:٢٣]، قال: ثم استثنى، فقال: ﴿ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ إلى قوله: ﴿عن موعدة وعدها إياه﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٥٩)
٣٣٧٨١- قال قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾: كان أُنزِل في سورة بني إسرائيل: ﴿وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ [الإسراء:٢٣]، ثم أنزل في هذه الآية: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا﴾ الآية، فلا ينبغي للمسلم أن يستغفر لوالديه إذا كانا مُشْرِكَيْن، ولا أن يقول: ربِّ، ارحمهما[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٣٤-.]]. (ز)
٣٣٧٨٢- عن زيد بن أسلم -من طريق القاسم- أنّه قال: وقال في سورة بني إسرائيل: ﴿رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء:٢٤]، ثم نسخ منها الآية التي في براءة: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٣/٧٦-٧٧ (١٦٧).]]. (ز)
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ ١١٣﴾ - تفسير
٣٣٧٨٣- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيِّ -من طريق إسماعيل السدي- قوله: ﴿الجحيم﴾، قال: ما عَظُم مِن النار[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٤.]]. (ز)
٣٣٧٨٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ﴾، قال: تَبَيَّن للنبيِّ ﷺ أنّ أبا طالب حين مات أنّ التوبةَ قد انقَطَعَتْ عنه[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٩.]]. (ز)
٣٣٧٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ﴾ يعني: ما ينبغي للنبي ﴿والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِن بَعْدِ ما﴾ كانوا كافرين، فـ﴿تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ﴾ حين ماتوا على الكُفْر. نزلت في محمد ﷺ وعليِّ بن أبي طالب ﵇، فقد استغفر إبراهيمُ لأبيه وكان كافرًا، فبيَّن اللهُ كيف كانت هذه الآية[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٩.]]. (ز)
﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ ١١٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٣٧٨٦- عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء ابنا مُلَيْكَة، وهما من الأنصار، فقالا: يا رسول الله، إنّ أُمَّنا كانت تحفظ على البَعْل، وتُكْرِم الضيفَ، وقد وأَدَتْ في الجاهلية، فأين أُمُّنا؟ فقال: «أُمُّكما في النار». فقاما وقد شقَّ ذلك عليهما، فدعاهما رسولُ الله ﷺ، فرجعا، فقال: «ألا إنّ أُمِّي مع أُمِّكما». فقال منافقٌ مِن الناس: أوَما يُغني هذا عن أُمِّه إلا ما يُغني ابنا مُلَيْكَة عن أُمِّهِما ونحن نَطَأُ عَقِبَيْه؟! فقال شابٌّ مِن الأنصار: لم أر رجلًا كان أكثر سؤالًا لرسول الله ﷺ منه: يا رسول الله، وأين أبواك؟ فقال رسول الله ﷺ: «ما سألتُهما ربِّي فيطيعَني فيهما -وفى لفظ: فيطمِعَني فيهما-، وإنِّي لَقائِم يومئذ المقام المحمود». فقال المنافق للشابِّ الأنصاريِّ: سلْهُ: وما المقام المحمود؟ قال: يا رسول الله، وما المقام المحمود؟ قال: «ذاك يوم ينزِل اللهُ فيه على كُرْسِيِّه، يَئِطُّ به كما يَئِطُّ الرَّحلُ الجديد مِن تَضايُقِه، وهو كَسِعَة ما بين السماء والأرض، ويُجاء بكم حُفاةً عُراةً غُرْلًا، فيكون أول مَن يُكْسى إبراهيم، يقول الله: اكْسُوا خليلى. فيُؤْتى بِرَيْطَتَيْن[[الرَّيْطة: المُلاءَة إذا كانت قطعة واحدة، وقيل: هو كل ثوب لين دقيق. لسان العرب (ريط).]] بيضاوين مِن رِياط الجَنَّة، ثم أُكسى على أثره، فأقوم عن يمين اللهِ مقامًا يغبطُني فيه الأوَّلون والآخِرون، ويُشَقُّ لي نهرٌ مِن الكوثر إلى حوضي». قال: يقول المنافق: لم أسمع كاليوم قطّ، لَقلَّما جرى نهرٌ قطُّ إلا في حالةٍ[[الحال: الطين الأسود كالحَمْأة. النهاية (حول).]] أو رَضْراضٍ[[الرضراض: الحصى الصغار. النهاية (رضرض).]]! فسَلْه: فيمَ يجري النهر. قال: «في حالة مِن المِسْك ورَضراضٍ». قال: يقول المنافق: لم أسمع كاليوم قط، واللهِ، لقلَّما جرى نهر قط إلا كان له نبات، فسله: هل لذلك النهر نبات؟ فقال الأنصارى: يا رسول الله، هل لذلك النهر نبات؟ قال: «نعم». قال: ما هو؟ قال: «قُضْبان الذَّهَب». قال: يقول المنافق: لم أسمع كاليوم قط، واللهِ، ما نبتت قضيب إلا كان له ثمر، فسله: هل لتلك القضبان ثمار؟ فسأل الأنصاريُّ، قال: يا رسول الله، هل لتلك القضبان ثمار؟ قال: «نعم، اللؤلؤ، والجوهر». فقال المنافق: لم أسمع كاليوم قط، فسله عن شراب الحوض؟ فقال الأنصاري: يا رسول الله، ما شراب الحوض؟ قال: «أشدُّ بياضًا مِن اللَّبَن، وأَحْلى مِن العسل، مَن سقاه الله مِنه شَرْبَةً لم يَظْمَأ بعدَها، ومَن حَرَمَهُ لم يَرْوَ بعدها»[[أخرجه أحمد ٦/٣٢٨-٣٣٠ (٣٧٨٧)، والحاكم ٢/٣٩٦ (٣٣٨٥) واللفظ له. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وتعقَّبه الذهبي في التلخيص، فقال: «لا، والله؛ فعثمان ضعَّفه الدراقطني، والباقون ثقات». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٦١-٣٦٢ (١٨٤٥٧): «في أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٣/٧٣٩ (٦٣٣٣): «مُنكَر».]]. (٧/٥٥٧)
٣٣٧٨٧- عن أبي هريرة، قال: زار النبيُّ ﷺ قبرَ أُمِّه، فبكى، وأَبْكى مَن حوله، فقال: «استأذنتُ ربِّي ﷿ في أن أستغفر لها، فلم يُؤْذَن لي، واستأذنته في أن أزور قبرَها، فأذِن لي، فزوروا القبور؛ فإنّها تُذَكِّر الموتَ»[[أخرجه مسلم ٢/٦٧١ (٩٧٦)، والبغوي في تفسيره ٤/١٠١.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَ ٰهِیمَ لِأَبِیهِ﴾ - تفسير
٣٣٧٨٨- عن أبي هريرة -من طريق عصمة بن راشد، عن أبيه- يقول: رَحِم اللهُ رجلًا استغفر لأبي هريرة ولأُمِّه. قلت: ولأبيه؟ قال: لا؛ إنّ أبي مات وهو مُشْرك[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٨.]]٣٠٧٣. (ز)
٣٣٧٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه﴾ الآية، يعني: استغفر له ما كان حَيًّا، فلمّا مات أمْسَك عن الاستغفار[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٣. وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٥٥١)
٣٣٧٩٠- عن سعيد بن جبير، قال: مات رجل يهوديٌّ وله ابنٌ مسلم، فلم يخرج معه، فذُكِر ذلك لابن عباس، فقال: كان ينبغي له أن يمشي معه، ويدفنه، ويدعو له بالصلاح ما دام حيًّا، فإذا مات وكله إلى شأنه. ثم قال: ﴿وما كانَ اسْتِغْفارُ إبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وعَدَها إيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنهُ﴾ لم يَدْعُ[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٦/٤٠ (٩٩٣٧)، وابن جرير ١٢/٢٧.]]. (ز)
٣٣٧٩١- عن سعيد بن جبير، قال: مات رجلٌ نصرانِيٌّ، فوكله ابنُه إلى أهل دينه، فأتيتُ ابن عباس، فذكرتُ ذلك له، فقال: ما كان عليه لو مشى معه، وأَجَنَّه، واستغفر له، ثم تلا: ﴿وما كانَ اسْتِغْفارُ إبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وعَدَها إيّاهُ﴾ الآيَةَ[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٧.]]. (ز)
٣٣٧٩٢- عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: إنّ أبي مات نصرانيًّا، فقال له: اغْسِلْه، وكَفِّنه، وحَنِّطه، ثم ادفنه، ثم قال هذه الآية: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ * وما كانَ اسْتِغْفارُ إبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وعَدَها إيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنهُ﴾ قال: لَمّا مات على كُفْرِه تبيَّن له أنّه عدوٌّ لله، فتَبَرَّأ منه[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (ت: سعد آل حميد) ٥/٢٧٧-٢٧٨ (١٠٣٧)، و٥/٢٨٠ (١٠٣٩) مختصرًا.]]. (ز)
٣٣٧٩٣- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾ الآية، يقول: إذا ماتوا مشركين، يقول الله: ﴿من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة﴾ [المائدة:٧٢] الآية[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٩.]]. (ز)
٣٣٧٩٤- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق حبيب بن أبي مرزوق- قال: ما كنتُ أدَعُ الصلاةَ على أحدٍ مِن أهل هذه القبلة، ولو كانت حَبَشِيَّةً حُبْلى مِن الزِّنا؛ لأنِّي لم أسمعِ اللهُ يحجب الصلاة إلا عن المشركين، يقول الله: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٢/٢٧.]]٣٠٧٤. (ز)
﴿إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَاۤ إِیَّاهُ﴾ - تفسير
٣٣٧٩٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي الخليل-: أنزل الله عُذْرَ إبراهيم، فقال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٤.]]. (ز)
٣٣٧٩٦- عن الحسن البصري -من طريق إسحاق بن بشر، عن سعيد، عن قتادة- قال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾، يعني: حين قال: ﴿سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيًا﴾ [مريم:٤٧][[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦٦/٣٣٧. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٧/٥٥٣)
٣٣٧٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما كانَ اسْتِغْفارُ إبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وعَدَها إيّاهُ﴾، وذلك أنّه كان وعَد أباه أن يستغفر له، فلذلك استغفر له[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٩-٢٠٠.]]. (ز)
﴿فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥۤ أَنَّهُۥ عَدُوࣱّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ﴾ - تفسير
٣٣٧٩٨- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «يَلْقى إبراهيمُ أباه آزرَ يوم القيامة، وعلى وجه آزر قَتَرَةٌ وغَبَرَة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصِني؟! فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم ﵇: يا ربِّ، إنّك وعدتني أن لا تخزيَني يوم يبعثون، فأيُّ خِزْيٍ أخْزى مِن أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إنِّي حرمتُ الجنَّةَ على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذِبْحٍ مُلْتَطِخٍ، فيُؤْخَذ بقوائمه فيُلْقى في النار. -وفي رواية: يتبرأ منه يومئذ-»[[أخرجه البخاري ٤/١٣٩ (٣٣٥٠) دون قوله: وفي رواية: يتبرأ منه يومئذ، والبغوي في تفسيره ٤/١٠٢ واللفظ له.]]. (ز)
٣٣٧٩٩- عن ابن المسيب، عن أبيه، ﴿فلما تبين له أنه عدو لله﴾، قال: لَمّا مات وهو كافِر[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥.]]. (ز)
٣٣٨٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: لَم يزل إبراهيمُ يستغفر لأبيه حتى مات، فلمّا مات تبيَّن له أنّه عدوٌّ لله؛ فتَبَرَّأ منه. وفي لفظ: فلما مات لم يستغفر له[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٠، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٤-١٨٩٥، والنحاس في ناسخه ٢/ ٤٩٠، والضياء في المختارة ١٠/٣٩٧ (٤٢٠). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وأبي بكر الشافعي في فوائده.]]. (٧/٥٥٩)
٣٣٨٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿فلما تبين له أنه عدو لله﴾، يقول: لَمّا مات على كُفْرِه[[أخرجه عبد الرزاق (٩٩٣٧).]]. (٧/٥٥٩)
٣٣٨٠٢- عن عُبيد بن عُمير -من طريق منصور- قال: إنّكم مجموعون يوم القيامة في صَعِيد واحد، يُسْمِعُكم الداعي، ويَنْفُذُكم البصرُ، قال: فتَزْفُرُ جهنَّمُ زفرةً، لا يبقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرْسَل إلا وقع لركبتيه، تَرْعَدُ[[أي: ترجف وتضْطربُ من الخوف. النهاية (رعد).]] فَرائِصُه[[الفريصة: لحمة بين الجنب والكتف. مختار الصحاح (فرص).]]. قال: فحسبته يقول: نفسي نفسي. قال: ويُضْرَبُ الصِّراط على جسر جهنم كحدِّ السيف، دَحْضٌ مَزَلَّةٌ، وفي جانبيه ملائكة معهم خَطاطِيفٌ كَشَوْكِ السَّعْدان. قال: فيمضون كالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاوِيد الرِّكاب، وكأجاويد الرِّجال، والملائكة يقولون: ربِّ، سلِّم سلِّم. فناجٍ سالِم، ومَخْدُوش ناجٍ، ومَكْدُوس في النار، يقول إبراهيم لأبيه: إنِّي كنت آمُرُك في الدنيا فتعصيني، ولستُ تاركَك اليوم، فخُذْ بِحَقْوِي[[الحقو: معقد الإزار. النهاية (حقا).]]. فيأخذ بِضَبْعَيْه[[الضَّبْع: ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. لسان العرب (ضبع).]]، فيُمْسَخُ ضَبُعًا، فإذا رآه قد مُسِخ تبرَّأ منه[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٣.]]. (ز)
٣٣٨٠٣- عن سعيد بن جبير -من طريق عبد الملك بن أبي سليمان- يقول: إنّ إبراهيم يقول يوم القيامة: ربِّ، والدي، ربِّ، والدي. فإذا كان الثالثة أخَذَ بيده، فيلتفت إليه وهو ضِبْعان[[ضبعان: الذكر من الضباع. لسان العرب (ضبع).]]، فيَتَبَرَّأ منه[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٢.]]. (ز)
٣٣٨٠٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق الحكم- في قوله: ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾، قال: لَمّا مات[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه (ت: سعد آل حميد) ٥/٢٧٩ (١٠٣٨)، وابن جرير ١٢/٣٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥.]]. (ز)
٣٣٨٠٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿فلما تبين له أنه عدو لله﴾، قال: مَوْتُه وهو كافِر[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣١.]]. (ز)
٣٣٨٠٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾، قال: لَمّا مات[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣١.]]. (ز)
٣٣٨٠٧- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه﴾: كان إبراهيم -صلوات الله عليه- يرجو أن يُؤْمِن أبوه ما دام حيًّا، فلمّا مات على شِرْكِه تَبَرَّأ منه[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣١.]]. (ز)
٣٣٨٠٨- عن الحسن البصري -من طريق إسحاق بن بشر، عن سعيد، عن قتادة- قال: ﴿فلما تبين له أنه عدو لله﴾ يعني: مات على الشرك ﴿تبرأ منه﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦٦/٣٣٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥. وعزاه السيوطي إلى إسحاق بن بشر.]]. (٧/٥٥٣)
٣٣٨٠٩- عن الحكم [بن عيينة] -من طريق ابن أبي غَنِيَّةَ- ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾، قال: حين مات ولم يُؤْمِن[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣١. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥.]]. (ز)
٣٣٨١٠- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- قال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ قال: كان يرجوه في حياته، ﴿فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٤-١٨٩٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٥١)
٣٣٨١١- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿فلما تبين له أنه عدو لله﴾، قال: تَبَيَّن له حين مات، وعَلِم التوبةَ قد انقطعت عنه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٨٩، وابن جرير ١٢/٢٩، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥.]]. (٧/٥٥٩)
٣٣٨١٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ثُمَّ عذر اللهُ نبيَّه إبراهيم، فقال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله﴾ لَمّا مات على شركه ﴿تبرأ منه﴾[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣١، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥.]]. (ز)
٣٣٨١٣- عن عمرو [بن دينار] -من طريق سفيان بن عيينة- قال: ﴿وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه﴾ الآية، قال: فلمّا مات على كُفْرِه تَبَيَّن له أنّه عدوٌّ لله[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/٩٩، وابن عساكر في تاريخه ٦٦/٣٣٦-٣٣٧. وأخرجه ابن جرير ١٢/٣١ من طريق شبل بنحوه.]]. (٧/٥٥٣)
٣٣٨١٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ﴾ لإبراهيم ﴿أنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ﴾ حين مات كافِرًا لم يستغفر له، و﴿تَبَرَّأَ مِنهُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٩-٢٠٠.]]٣٠٧٥. (ز)
﴿إِنَّ إِبۡرَ ٰهِیمَ لَأَوَّ ٰهٌ﴾ - تفسير
٣٣٨١٥- عن جابر: أنّ رجلًا كان يرفَع صوته بالذِّكر، فقال رجلٌ: لو أنّ هذا خَفَضَ صوتَه. فقال رسول الله ﷺ: «دَعْهُ؛ فإنّه أوّاه»[[أخرجه الحاكم ١/٥٢٢ (١٣٦١) مطولًا، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الحميد أبو جعفر الحارثي، ثنا إسحاق بن منصور السلولي، ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر به. إسناده جيد.]]. (٧/٥٦٠)
٣٣٨١٦- عن عقبة بن عامر، أنّ رسول الله ﷺ قال لرجل يُقال له: ذو البجادين: «إنّه أوّاه». وذلك أنّه كان يُكْثِرُ ذكر الله بالقرآن، والدعاء[[أخرجه أحمد ٢٨/٦٥٥ (١٧٤٥٣)، والطبراني في الكبير ١٧/٢٩٥ (٨١٣) واللفظ له، وابن جرير ١٢/٤٤-٤٥. قال ابن رجب في فتح الباري ٧/٤٠١: «وفي إسناده ابن لهيعة». وقال الهيثمي في المجمع ٩/٣٦٩ (١٥٩٨١): «رواه أحمد، والطبراني، وإسنادهما حسن».]]. (٧/٥٦٠)
٣٣٨١٧- عن عبد الله بن عباس: أنّ النبيَّ ﷺ أدْخَل مَيِّتًا القبرَ، وقال: «رحمك الله؛ إن كُنتَ لأَوّاهًا تَلّاءً للقرآن»[[أخرجه الترمذي ٢/٥٣٥ (١٠٧٩)، وابن جرير ١٢/٤١-٤٢. قال الترمذي: «حديث حسن». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/٧٢٧ (١٣٤٩): «رواه منهال بن خليفة أبو قدامة: عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس. وهذا عن حجاج يرويه منهال، ومنهال ضعيف». وقال البغوي في شرح السنة ٥/٣٩٨: «وإسناده ضعيف». وقال الزيلعي في نصب الراية ٢/٣٠٠ تعقيبًا على كلام الترمذي: «وأُنكِر عليه، لأن مداره على الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ولم يذكر سماعا، قال ابن القطان: ومنهال بن خليفة ضعفه ابن معين، وقال البخاري ﵀: فيه نظر».]]. (٧/٥٦٠)
٣٣٨١٨- عن عبد الله بن شداد بن الهاد، قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الأوّاه؟ قال: «الخاشِع، المتُضَرِّع، الدَّعّاء»[[أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق ١/ ٤٠٥ (١١٥٣)، ونعيم بن حماد في الزهد ١/٤٠٥ (١١٥٣)، وابن عساكر في تاريخه ٦/٢٣٣، وابن جرير ١٢/٤٣-٤٤، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥-١٨٩٦ (١٠٠٦٢). وأورده الثعلبي ٥/١٠٢.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨١٩- عن أبي ذرٍّ، قال: كان رجل يطوف بالبيت، ويقول في دُعائِه: أوَّه أوَّه. فقال رسول الله ﷺ: «إنّه لأَوّاه»[[أخرجه الحاكم ١/٥٢٣ (١٣٦٣) واللفظ له، وابن جرير ١٢/٤٢، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٥ (١٠٠٦١). وأورده الثعلبي ٥/١٠٣. قال ابن كثير في تفسيره ٤/٢٢٦: «هذا حديث غريب، رواه ابن جرير ومشّاه». وقال ابن حجر في الفتح ٦/٣٨٩: «رجاله ثقات، إلا أن فيه رجلًا مُبْهَمًا». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٢/٤٩٤ (١٩٦٤): «رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة بعض رواته».]]. (٧/٥٦٠)
٣٣٨٢٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق زِرٍّ- قال: الأوّاه: الدَّعّاء[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٤، والطبراني (٩٠٠٤). وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٣٥-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨٢١- عن أبى العُبَيْدَيْنِ، قال: سألتُ عبد الله بن مسعود عن الأوّاه. فقال: هو الرحيم[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٩٠، وابن جرير ١٢/٣٥-٣٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦، والطبراني (٩٠٠٢، ٩٠٠٦، ٩٠٠٧). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨٢٢- عن أبي الدرداء -من طريق جُبَيْر بن نُفَيْر- قال: لا يُحافِظ على سُبْحَةِ[[أي: نافلة. النهاية (سبح).]] الضُّحى إلا أوّاه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٧.]]. (ز)
٣٣٨٢٣- عن أبي أيوب -من طريق شُفَيّ بن ماتِع- قال: الأوّاه: الذي إذا ذكَر خطاياه اسْتَغْفَر منها[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨٢٤- عن عقبة بن عامر -من طريق علي بن رباح- قال: الأوّاه: الكثيرُ ذِكْرِ الله[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٤)
٣٣٨٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: الأوّاه: المُؤْمِنُ، التَّوّاب[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٠، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨٢٦- عن عبد الله بن عباس، قال: الأوّاه: الحليمِ، المؤمن، المُطيع[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: الأوّاه: المُؤْمِن، بالحبشية[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٠.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: الأوّاه: المُوقِن[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٨-٣٩، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي ظبيان- قال: الأوّاه: المُوقِن[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٨. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٣٥-. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: الأوّاه: المُوقِن، بلسان الحبشة[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٣١- عن عبد الله بن عباس، قال: ما أُنزل شيء من القرآن إلا وأنا أعلمُه، إلا أربع آيات؛ إلا الرقيم، فإني لا أدري ما هو، فسألتُ كعبًا، فزعَم أنّها القرية التى خرجوا منها. ﴿وحنانًا من لدنا وزكاة﴾ [مريم:١٣] قال: لا أدري ما الحنان، ولكنها الرحمة. والغسلين لا أدري ما هو، ولكنى أظنه الزقوم، قال الله: ﴿إن شجرة الزقوم طعام الأثيم﴾ [الدخان:٤٢-٤٣]. قال: والأوّاه: هو المُوقِن، بالحبشية[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٧/٥٦٤)
٣٣٨٣٢- عن كعب الأحبار -من طريق عبد الله بن رباح- في قوله: ﴿إن إبراهيم لأواه حليم﴾، قال: كان إبراهيم ﵇ إذا ذَكَر النارَ قال: أوَّه مِن النار أوَّه[[أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ص٧٨، وابن جرير ١٢/٤٢-٤٣، وابن أبي حاتم ٦/٢٠٥٩، والبيهقي في شعب الإيمان (٩١٦). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٠)
٣٣٨٣٣- عن أبي الجوزاء، مثله[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٠)
٣٣٨٣٤- عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، قال: الأوّاه: المُسَبِّح[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٣٥- عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل -من طريق أبي إسحاق- قال: الأوّاه: الرحيم، بلسان الحبشة[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٨. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٣٦- عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، قال: الأوّاه: الدَّعّاء، بلسان الحبشة[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٣٧- عن عبيد بن عمير الليثي- من طريق ابنه عبد الله- قال: الأواه: الدَّعّاء[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٥.]]. (ز)
٣٣٨٣٨- عن سعيد بن جبير -من طريق سالم- قال: الأوّاه: المُسَبِّح[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٣٩- عن سعيد بن جبير، قال: الأوّاه: المُعَلِّم للخير[[تفسير الثعلبي ٥/١٠٣، وتفسير البغوي ٤/١٠٣.]]. (ز)
٣٣٨٤٠- عن إبراهيم النخعي، قال: كان إبراهيم يُسمّى: الأوّاه؛ لِرِقَّته، ورحمته[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٤١- قال إبراهيم النخعي: هو الفقيه[[تفسير الثعلبي ٥/١٠٣، وتفسير البغوي ٤/١٠٣.]]. (ز)
٣٣٨٤٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- قال: الأوّاه: المُوقِن، بلسان الحبشة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٤٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح- قال: أواه: مُوقِن[[تفسير مجاهد ص٣٧٧، وأخرجه ابن جرير ١٢/٤٠ من طريق شبل عن ابن أبي نجيح.]]. (ز)
٣٣٨٤٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح- قال: أواه: مُؤْتَمَن، مُوقِن[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٠.]]. (ز)
٣٣٨٤٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- قال: الأوّاه: الفقيه، الموقن[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٤٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق مسلم- قال: الأوّاه: المؤمن[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٩٠. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٤)
٣٣٨٤٧- عن مجاهد بن جبر، قال: الأوّاه: المُنيب، الفقير[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦٤)
٣٣٨٤٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث، عن صاحب له- قال: الأوّاه: الحفيظ، الرجل يذنب الذَّنب سِرًّا ثم يتوب منه سِرًّا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٧.]]. (ز)
٣٣٨٤٩- عن مجاهد بن جبر: هو الرَّحيم[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦.]]. (ز)
٣٣٨٥٠- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- قال: الأوّاه: المُوقِن، بلسان الحبشة[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٠.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٥١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق جابر- قال: الأوّاه: المُوقِن، وهي كلمة حبشية[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٩ من طريق رجل، وابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٥٢- عن عامر الشعبي -من طريق زكريا- قال: الأوّاه: المُسَبِّح[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦، ٢٠٥٩.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٥٣- عن الحسن البصري -من طريق حبيب- قال: الأوّاه: الذي قلبُه مُعَلَّقٌ عند الله[[أخرجه البخاري في تاريخه ٢/٣٢٦.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٥٤- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: هو الرَّحيم[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦.]]. (ز)
٣٣٨٥٥- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق جابر- قال: الأوّاه: الموقن، بلسان الحبشة[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٩.]]. (٧/٥٦٢)
٣٣٨٥٦- قال عطاء: هو الرّاجِع عن كُلِّ ما يَكْرَهُ اللهُ[[تفسير الثعلبي ٥/١٠٣، وتفسير البغوي ٤/١٠٣.]]. (ز)
٣٣٨٥٧- قال عطاء: هو الخائف مِن النار[[تفسير الثعلبي ٥/١٠٣، وتفسير البغوي ٤/١٠٣.]]. (ز)
٣٣٨٥٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: كُنّا نُحَدَّث أنّ الأواه: الرَّحيم[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٦.]]. (ز)
٣٣٨٥٩- عن زيد بن أسلم، قال: الأوّاه: الدَّعّاء، المستكين إلى الله، كهيئة المريض المُتَأَوِّه مِن مرضه[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٦١)
٣٣٨٦٠- قال محمد بن السائب الكلبي: الأوّاه: المُسَبِّح، الذي يذكر الله في الأرض القَفِرَة المُوحِشة[[تفسير الثعلبي ٥/١٠٢.]]. (ز)
٣٣٨٦١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ إبْراهِيمَ لَأَوّاهٌ﴾، يعني: لَمُوقِن، بلغة الحبشة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٩-٢٠٠.]]. (ز)
٣٣٨٦٢- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج-: الأواه: المُؤْمِن، بالحبشية[[أخرجه ابن جرير ١٢/٤٠.]]. (ز)
٣٣٨٦٣- عن سفيان الثوري -من طريق عبد العزيز- يقول: الأوّاه: المُوقِن[[أخرجه ابن جرير ١٢/٣٩.]]٣٠٧٦. (ز)
﴿حَلِیمࣱ ١١٤﴾ - تفسير
٣٣٨٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الجوزاء- في قوله: ﴿إن إبراهيم لأوّاه حليم﴾، قال: كان مِن حِلْمه أنّه كان إذا آذاه الرجلُ مِن قومه قال له: هداك الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/٢٠٥٨.]]. (٧/٥٦٤)
٣٣٨٦٥- عن عبد الله بن عباس، قال: الحليم: السَّيِّد[[تفسير البغوي ٤/١٠٣.]]. (ز)
٣٣٨٦٦- عن الحسن البصري -من طريق رجل- في قوله: ﴿إن إبراهيم لأوّاه حليم﴾، قال: الحليم: الرحيم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٩٧، ٢٠٥٨.]]. (٧/٥٦٣)
٣٣٨٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿حَلِيمٌ﴾ يعني: تَقِيٌّ، زَكِيٌّ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٩-٢٠٠.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.