الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٧﴾ - نزول الآية، والنسخ فيها
٣٠٥٨٩- عن المغيرة بن شعبة -من طريق محمد بن عبيد الله- قال: نَزَلَت هذه الآية في قتل عثمان[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٢.]]٢٧٨٤. (٧/٩٣)
٣٠٥٩٠- عن جابر بن عبد الله: أنّ أبا سفيان خرج من مكة، فأتى جبريلُ النبيَّ ﷺ، فقال: إنّ أبا سفيان بمكان كذا وكذا. فقال رسول الله ﷺ: «إنّ أبا سفيان في مكان كذا وكذا، فاخرجوا إليه واكْتُموا». فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان: إنّ محمدًا يريدُكم، فخُذُوا حِذْرَكم. فأنزَل الله: ﴿لا تخونوا الله والرسول﴾ الآية[[أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٦/١٠٩٥ (١٨٨٠)، وابن عدي في الكامل ٧/٣٢٥ مطولًا، وابن جرير ١١/١٢١ واللفظ له. وأورده الثعلبي ٤/٣٤٦. وفيه محمد المُحْرِمُ، قال ابن عدي ٧/٣٢٦: «ومحمد المحرم هذا هو قليل الحديث، ومقدار ما له لا يتابع عليه». وقال ابن كثير في تفسيره ٤/٤١: «هذا حديث غريب جدًّا، وفي سنده وسياقه نظر».]]. (٧/٨٩)
٣٠٥٩١- عن عبد الله بن أبي قتادة -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: نزلت هذه الآية: ﴿لا تخونوا الله والرسول﴾ في أبي لُبابةَ بن عبد المنذر، سأَلوه يومَ قريظة: ما هذا الأمر؟ فأشار إلى حَلْقِه أنّه الذبح، فنزَلت. قال أبو لُبابة: ما زالت قَدَماي حتى علِمتُ أنِّي خُنْتُ اللهَ ورسولَه[[أخرجه سعيد بن منصور (٩٨٧ - تفسير)، وابن جرير ١١/١٢٢، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ. قال محقق سنن سعيد: «سنده رجاله ثقات، لكنه ضعيف لإرساله».]]. (٧/٩٠)
٣٠٥٩٢- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: لما كان شأنُ بني قريظة بَعَث إليهم النبي ﷺ عَلِيًّا فيمن كان عنده من الناس، فلما انتهى إليهم وقَعوا في رسول الله ﷺ، وجاء جبريل إلى رسول الله ﷺ على فرسٍ أبْلَقَ، فقالت عائشة: فلكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ يَمْسَح الغُبار عن وجه جبريل، فقلتُ: هذا دِحْيةُ، يا رسول الله؟ قال: «هذا جبريل». فقال: يا رسول الله، ما يمنعُك من بني قريظة أن تأتيَهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «فكيف لي بحصْنهم؟». فقال جبريل: إني أُدخِلُ فرسي هذا عليهم. فركِب رسول الله ﷺ فرسًا مُعْرَوْرًى[[اعْرَوْرى فرسَه: إذا ركبه عُريًا. النهاية (عرا).]]، فلما رآه عَلِيٌّ قال: يا رسول الله، لا عليك ألا تأتيَهم فإنهم يشتُمونك. فقال: «كلا، إنها ستكون تَحِيَّة». فأتاهم النبي ﷺ، فقال: «يا إخوةَ القردة والخنازير». فقالوا: يا أبا القاسم، ما كنتَ فحّاشًا. فقالوا: لا ننزِل على حُكْم محمد، ولكنّا ننزِل على حكم سعد بن معاذ. فنزَلَ، فحَكَم فيهم أن تُقْتَلَ مُقاتِلتُهم، وتُسْبى ذراريُّهم. فقال رسول الله ﷺ: «بذلك طَرَقَني المَلَكُ سَحَرًا». فنزل فيهم: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون﴾. نزلت في أبي لُبابة، أشار إلى بني قريظة حين قالوا: ننزِل على حكم سعد بن معاذ: لا تفعلوا، فإنّه الذبح. وأشار بيده إلى حَلْقِه[[أخرجه أبو جعفر البختري الرزاز -مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ص٣١٧ (٣٩٧)- مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٩١)
٣٠٥٩٣- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿لا تخونوا الله والرسول﴾ الآية، قال: نزلت في أبي لبابة، بعَثه رسول الله ﷺ، فأشار إلى حَلْقِه أنّه الذبح، فقال أبو لُبابة: لا واللهِ، لا أذوق طعامًا ولا شرابًا حتى أموتَ، أو يتوبَ الله عَلَيَّ. فمكث سبعة أيام لا يذوق طعامًا ولا شرابًا، حتى خَرَّ مَغْشِيًّا عليه، ثم تاب الله عليه، فقيل له: يا أبا لُبابة، قد تِيب عليك. قال: لا واللهِ، لا أحُلُّ نفسي حتى يكونَ رسول الله ﷺ هو الذي يَحُلُّني. فجاءه فحَلَّه بيده[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢١ مرسلًا.]]. (٧/٩٠)
٣٠٥٩٤- عن إسماعيل السُّدِّيِّ: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول﴾، قال: نزلت في أبي لُبابة بن عبد المنذر، نسخَتْها الآيةُ التي في براءة: ﴿وآخرون اعترفوا بذنوبهم﴾ [التوبة:١٠٢][[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. وذكر أوله يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٧٣- مُبْهمًا.]]٢٧٨٥. (٧/٩١)
٣٠٥٩٥- عن محمد بن السائب الكلبي: أنّ رسول الله ﷺ بعَث أبا لُبابة إلى قُرَيْظَة، وكان حليفًا لهم، فأومأ بيده؛ أي: الذَّبْحَ، فأنزَل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون﴾. فقال رسول الله ﷺ لأمرأةِ أبي لبابة: «ما شأنُه؟ أيُصَلِّي ويصومُ ويغتسلُ مِن الجنابة؟». فقالت: إنه ليُصلِّي، ويصوم، ويغتسل من الجنابة، ويحبُّ الله ورسولَه. فبعَث إليه، فأتاه، فقال: يا رسول الله، والله، إني لأصلِّي، وأصوم، وأغتسلُ من الجنابة، وإنما بَهَشتُ[[أي: نظرت. النهاية (بهش).]] إلى النساء والصبيان فرقَقتُ لهم، ما زالت في قلبي حتى عرَفْتُ أني خُنْتُ الله ورسولَه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٧/٩١)
٣٠٥٩٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ والرَّسُولَ﴾، يعني: أبا لُبابة، وفيه نزلت هذه الآية -نظيرها فى المُتَحَرِّمِ[[المُتَحَرَّمُ: مصدر ميمي من تَحَرَّمَ منه بمعنى تَمَنَّعَ وتَحَمّى فالكلمة بمعنى التحريم، والمتَحَرَّم اسم آخر لسورة التحريم كما في بصائر ذوي التمييز ١/٤٧١، والإتقان للسيوطي ١/١٥٤.]] ﴿فَخانَتاهُما﴾ [التحريم:١٠]، يعني: فخالفتاهما في الدين، ولم يكن في الفَرْج-، واسمه مروان بن عبد المنذر الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، وذلك أن النبي ﷺ حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصُّلْح على مثل صُلْح أهل النَّضِير على أن يسيروا إلى إخوتهم إلى أذْرِعاتٍ وأَرِيحا في أرض الشام، وأبى النبي ﷺ أن ينزلوا إلا على الحُكْم، فَأَبَوْا، وقالوا: أرْسِل إلينا أبا لُبابَة. وكان مناصحَهم، وهو حليف لهم، فبعثه النبي ﷺ إليهم، فلما أتاهم قالوا: يا أبا لُبابة، أننزل على حكم محمد ﷺ؟ فأشار أبو لُبابة بيده إلى حلقه: إنّه الذبح؛ فلا تنزلوا على الحكم. فأطاعوه، وكان أبو لُبابة وولده معهم، فغَشَّ المسلمين وخان؛ فنزلت في أبي لبابة: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ والرَّسُولَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٩.]]. (ز)
٣٠٥٩٧- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وتخونوا أماناتكم﴾ دينكم، ﴿وأنتم تعلمون﴾ قال: قد فعل ذلك المنافقون، وهم يعلمون أنهم كفار يُظْهِرون الإيمان. وقرأ: ﴿وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى﴾ [النساء:١٤٢] الآية، قال: هؤلاء المنافقون أمَّنَهم الله ورسوله على دينه، فخانوا؛ أظهروا الإيمان وأسَرُّوا الكفر[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٥، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٥.]]٢٧٨٦. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ﴾ - تفسير
٣٠٥٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿لا تخونوا الله﴾، قال: بترك فرائضه، ﴿والرسول﴾ بترك سنته وارتكاب معصيته، ﴿وتخونوا أماناتكم﴾ يقول: لا تنقُصوها[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٥، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٣-١٦٨٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر بلفظ: لا تنقُضوها.]]. (٧/٩٢)
٣٠٥٩٩- عن عروة بن الزبير -من طريق محمد بن جعفر- قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول﴾، أي: لا تُظْهِروا له من الحق ما يرضى به منكم، ثم تخالفونه في السر إلى غيره، فإن ذلك هلاك لأماناتكم وخيانة لأنفسكم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٨٤.]]. (ز)
٣٠٦٠٠- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿لا تخونوا الله والرسول﴾ الآية، قال: كانوا يسمعون من النبي ﷺ الحديث، فيفشونه حتى يبلغ المشركين[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٣.]]. (ز)
٣٠٦٠١- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم﴾ فإنهم إذا خانوا الله والرسول فقد خانوا أماناتهم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٣.]]. (ز)
٣٠٦٠٢- عن يزيد بن أبي حبيب -من طريق مَسْلَمَة بن علي- في قوله: ﴿لا تخونوا الله والرسول﴾ هو الإخْلال بالسِّلاح في المغازي[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٨٤. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٩٣)
٣٠٦٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتَخُونُوا أماناتِكُمْ وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنها خيانة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٠٩.]]. (ز)
٣٠٦٠٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون﴾، أي: لا تظهروا لله من الحق ما يرضى به منكم، ثم تخالفوه في السر إلى غيره، فإن ذلك هلاك لأماناتكم، وخيانة لأنفسكم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٤.]]٢٧٨٧. (ز)
٣٠٦٠٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول﴾، قال: نهاهم أن يخونوا الله والرسول، كما صنع المنافقون[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٣، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٤.]]. (ز)
﴿أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ﴾ - تفسير
٣٠٦٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿وتخونوا أماناتكم﴾: والأمانةُ: الأعمالُ التي ائتَمَن الله عليها العباد[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٥، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٣-١٦٨٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٩٢)
٣٠٦٠٧- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وتخونوا أماناتكم﴾: دينكم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٢٥، وابن أبي حاتم ٥/١٦٨٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.