الباحث القرآني
﴿قُلۡ أَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِی رَبࣰّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَیۡءࣲۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ - نزول الآية
٢٧٠١٣- قال عبد الله بن عباس: ﴿قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء﴾، وذلك أنّ الكفار كانوا يقولون للنبي ﷺ: ارجع إلى ديننا. قال ابن عباس: كان الوليد بن المغيرة يقول: اتَّبعوا سبيلي أحمل عنكم أوزاركم. فقال الله تعالى: ﴿ولا تكسب كل نفس إلا عليها﴾[[تفسير البغوي ٣/٢١٢.]]. (ز)
٢٧٠١٤- قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ كفار قريش قالوا للنبي ﷺ: ارجع عن هذا الأمر، فنحن لك كُفلاء بما أصابك من تَبِعَة. فأنزل الله: ﴿قل﴾ لهم: ﴿أغير الله أبغي ربا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٦٠٠.]]. (ز)
﴿قُلۡ أَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِی رَبࣰّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَیۡءࣲۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَیۡهَاۚ﴾ - تفسير
٢٧٠١٥- قال عبد الله بن عباس: ﴿قل أغير الله أبغي ربا﴾: سيٍّدًا، وإلهًا[[تفسير البغوي ٣/٢١٢.]]. (ز)
٢٧٠١٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قل﴾ لهم: ﴿أغير الله أبغي ربا﴾ يعني: أتَّخِذ ربًّا، ﴿وهو رب كل شيء﴾ في السموات والأرض، ﴿ولا تكسب كل نفس إلا عليها﴾ يعني: إلا على نفسها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٦٠٠.]]. (ز)
﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ﴾ - تفسير
٢٧٠١٧- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، قال: لا يُؤْخذُ أحدٌ بذنبِ غيره[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٥٣-٣٥٤ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٦/٣٠٨)
٢٧٠١٨- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، قال: لا يحملُ الله على عبدٍ ذنبَ غيره، ولا يُؤاخِذُه إلا بعمله[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٦/٣٠٩)
٢٧٠١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾، يعني: لا تَحْمِل نفسٌ خطيئةَ نفس أخرى، لقولهم للنبي ﷺ: نحن لك الكُفلاء بما أصابك من تَبِعَة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٦٠٠.]]. (ز)
﴿ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ - تفسير
٢٧٠٢٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- قال: يبعثهم من بعد الموت، فيبعث أولياءه وأعداءه، فينبئهم بأعمالهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٣٥.]]. (ز)
٢٧٠٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ثم إلى ربكم﴾ في الآخرة ﴿مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه﴾ في الدين، أنتم وكل قبيلة في الدين ﴿تختلفون﴾ أنتم وكفار مكة. نظيرُها في الروم[[كذا في المطبوع من تفسير مقاتل بن سليمان ١/٦٠٠. ولعل مراده سورة الزمر، فآيتها نظير هذه الآية في معظمها، قال تعالى: ﴿ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ [الزمر:٧].]]٢٤٥٧. (ز)
﴿ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٧٠٢٢- عن أبي رِمْثَةَ، قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله ﷺ، فلما رأيته قال لي أبي: هل تدري من هذا؟. قلتُ: لا. فقال لي أبي: هذا رسول الله ﷺ. فاقْشَعْرَرْتُ حين قال ذاك، وكنت أظنُّ رسول الله ﷺ شيئًا لا يُشبِه الناس! فإذا بَشَرٌ له وفْرَة -قال عفان في حديثه: ذو وفرة-، وبها رَدْع من حِنّاء، عليه ثوبان أخضران، فسلَّم عليه أبي، ثم جلسنا، فتحدثنا ساعة، ثم إنّ رسول الله ﷺ قال لأبي: «ابنُك هذا؟». قال: إي، وربِّ الكعبة. قال: «حَقًّا؟». قال: أشهدُ به، فتبَسَّم رسول الله ﷺ ضاحِكًا من ثَبَتِ شبهي في أبي، ومن حَلِف أبي عَلَيَّ، ثم قال: «أما إنّه لا يَجْنِي عليك، ولا تَجْنِي عليه». قال: وقرأ رسول الله ﷺ: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ [الأنعام:١٦٤]، قال: ثم نظر إلى مثل السِّلْعَة بين كتفيه، فقال: يا رسول الله، إني كأطَبِّ الرجال، ألا أُعالِجُها لك؟ قال: «لا، طَبِيبها الذي خَلَقَها»[[أخرجه أحمد ١١/٦٧٨-٦٩١ (٧١٠٦، ٧١٠٧، ٧١٠٨، ٧١٠٩، ٧١١٠، ٧١١١، ٧١١٢، ٧١١٣، ٧١١٤، ٧١١٥، ٧١١٦، ٧١١٧، ٧١١٩)، وأبو داود ٦/٥٤٦ (٤٤٩٥)، والنسائي ٨/٥٣ (٤٨٣٢)، وابن حبان ١٣/٣٣٧ (٥٩٩٥)، والحاكم ٢/٤٦١ (٣٥٩٠)، والثعلبي في تفسيره ٩/١٥٣. قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال ابن الملقن في البدر المنير ٨/٤٧٢: «الحديث صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٣٧٤-٣٧٥ (٧٤٩): «وهذا سند صحيح».]]. (ز)
٢٧٠٢٣- عن عائشة، قالتْ: قال رسول الله ﷺ: «ليس على ولد الزِّنا مِن وزْرِ أبويه شيءٌ، ﴿لا تزر وازرة وزر أخرى﴾»[[أخرجه الحاكم ٤/١١٢ (٧٠٥٣). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح، وصحَّ ضِدُّه». وقال البيهقي في الكبرى ١٠/١٠٠ (١٩٩٩٢): «رفعه بعض الضعفاء، والصحيح موقوف». وقال الألباني في الصحيحة ٥/٢١٨ (٢١٨٦): «أما إنه صحيح ففيه عندي نظر».]]. (٦/٣٠٨)
٢٧٠٢٤- عن عروة، قال: سُئِلتْ عائشةُ عن ولد الزِّنا. فقالت: ليس عليه من خطيئة أبويه شيء. وقرَأتْ: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾[[أخرجه عبد الرزاق (١٣٨٦٠، ١٣٨٦١)، وابن أبي شيبة (القسم الأول من الجزء الرابع) ص٥٧، وابن أبي حاتم ٥/١٤٣٥.]]. (٦/٣٠٨)
٢٧٠٢٥- عن ابن أبي مُليكَة، قال: تُوُفِّيَت ابنةٌ لعثمان ﵁ بمكة، وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر، وابن عباس ﵃، وإنِّي لَجالِس بينهما -أو قال: جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي- فقال عبد الله بن عمر ﵄ لعمرو بن عثمان: ألا تَنهى عن البكاء؛ فإنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ المَيِّتَ لَيُعَذَّب ببكاء أهله عليه». فقال ابن عباس ﵄: قد كان عمر ﵁ يقول بعض ذلك، ثم حدث، قال: صدرت مع عمر ﵁ من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سَمُرَة، فقال: اذهب، فانظر من هؤلاء الركب. قال: فنظرت، فإذا صهيب، فأخبرته فقال: ادعُه لي. فرجعت إلى صهيب، فقلت: ارتحِلْ، فالحَقْ أميرَ المؤمنين. فلمّا أُصيب عمر دخل صهيب يبكي، يقول: وا أخاه وا صاحباه. فقال عمر ﵁: يا صهيبُ، أتبكي عليَّ، وقد قال رسول الله ﷺ: «إنّ الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه». قال ابن عباس ﵄: فلمّا مات عمر ﵁ ذكرتُ ذلك لعائشة ﵂، فقالت: رحِم اللهُ عمر، واللهِ، ما حدَّث رسول الله ﷺ: «إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه». ولكن رسول الله ﷺ قال: «إنّ الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه». وقالت: حسبكم القرآن: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾[[أخرجه البخاري ٢/٧٩ (١٢٨٦-١٢٨٧)، ومسلم ٢/٦٤٠-٦٤٢ (٩٢٨-٩٢٩).]]. (٦/٣٠٨)
٢٧٠٢٦- عن أبي نَهيك، قال: سألت طاووسًا عن امرأة تُوُفِّيت، وقد بقي عليها من نُسُكها. قال: يُقضى عنها. وسألت القاسم [بن محمد]. فقال: لا علم لي بما قال طاووس، قال الله: ﴿لا تزر وازرة وزر أخرى﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ٨/٣٨٨ (١٤٣٢٤).]]. (ز)
٢٧٠٢٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: كان في ذلك الزمان لا مخرج للعلماء العابدين إلا إحدى خلتين، إحداهما أفضل من صاحبتها: إما أمر ودعاء إلى الحق، أو الاعتزال. فلا تشارك أهل الباطل في عملهم، وتؤدي الفرائض فيما بينك وبين ربك، وتحب لله، وتبغض لله، ولا تشارك أحدًا في إثم. قال: وقد أنزل في ذلك آية محكمة: ﴿قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء﴾ إلى قوله: ﴿فيه تختلفون﴾، وفي ذلك قال: ﴿وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة﴾ [البينة:٤][[أخرجه ابن جرير ١٠/٤٩.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.