الباحث القرآني

﴿قُلْ أغَيْرَ اللَّهِ أبْغِي رَبًّا﴾ آخَرَ فَأُشْرِكَهُ في العِبادَةِ. ﴿وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾ جُمْلَةٌ حالِيَّةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِلْإنْكارِ؛ أيْ: والحالُ أنَّ كُلَّ ما سِواهُ مَرْبُوبٌ لَهُ مِثْلِي، فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أنْ يَكُونَ شَرِيكًا لِي في المَعْبُودِيَّةِ. ﴿وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إلا عَلَيْها﴾ كانُوا يَقُولُونَ لِلْمُسْلِمِينَ: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ﴾، إمّا بِمَعْنى: لِيُكْتَبْ عَلَيْنا ما عَمِلْتُمْ مِنَ الخَطايا لا عَلَيْكم، وإمّا بِمَعْنى: لِنَحْمِلْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُتِبَ عَلَيْكم مِنَ الخَطايا؛ فَهَذا رَدٌّ لَهُ بِالمَعْنى الأوَّلِ؛ أيْ: لا تَكُونُ جِنايَةُ نَفْسٍ مِنَ النُّفُوسِ إلّا عَلَيْها، ومُحالٌ أنْ يَكُونَ صُدُورُها عَنْ شَخْصٍ وقَرارُها عَلى شَخْصٍ آخَرَ حَتّى يَتَأتّى ما ذَكَرْتُمْ. وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ رَدٌّ لَهُ بِالمَعْنى الثّانِي؛ أيْ: لا تَحْمِلُ يَوْمَئِذٍ نَفْسٌ حامِلَةٌ حِمْلَ نَفْسٍ أُخْرى حَتّى يَصِحَّ قَوْلُكم. ﴿ثُمَّ إلى رَبِّكم مَرْجِعُكُمْ﴾ تَلْوِينٌ لِلْخِطابِ وتَوْجِيهٌ لَهُ إلى الكُلِّ، لِتَأْكِيدِ الوَعْدِ وتَشْدِيدِ الوَعِيدِ؛ أيْ: إلى مالِكِ أُمُورِكم ورُجُوعِكم يَوْمَ القِيامَةِ. ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ﴾ يَوْمَئِذٍ. ﴿بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ بِبَيانِ الرُّشْدِ مِنَ الغَيِّ، وتَمْيِيزِ الحَقِّ مِنَ الباطِلِ.(p-208)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب