الباحث القرآني

﴿ٱلَّذِینَ یَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحࣱ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوۤا۟ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ﴾ - تفسير

٢٠٧٠٧- عن مجاهد بن جبر، قال: ﴿الذين يتربصون بكم﴾ هم المنافقون، يتربصون بالمؤمنين، ﴿فإن كان لكم فتح من الله﴾ إن أصاب المسلمون مِن عدوهم غنيمةً قال المنافقون: ألم نكن قد كنا معكم؟ فأعطُونا من الغنيمة مثل ما تأخذون[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر. وعند ابن جرير موقوف على ابن جريج كما سيأتي.]]. (٥/٧٩)

٢٠٧٠٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- يعني: قوله: ﴿الذين يتربصون بكم، فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم﴾، قال: هم المنافقون[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٩٤.]]. (ز)

٢٠٧٠٩- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قوله: ﴿فإن كان لكم فتح من الله﴾ قال: المنافقون يتربصون بالمسلمين، ﴿فإن كان لكم فتح﴾ قال: إن أصاب المسلمون من عدوهم غنيمةً قال المنافقون: ﴿ألم نكن معكم﴾ قد كُنّا معكم؛ فأعطونا غنيمةً مثل ما تأخذون، ﴿وإن كان للكافرين نصيب﴾ يصيبونه من المسلمين، قال المنافقون للكافرين: ﴿ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين﴾ قد كُنّا نُثَبِّطهم عنكم[[أخرجه ابن جرير ٧/٦٠٧.]]. (ز)

٢٠٧١٠- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ أخبر سبحانه عن المنافقين، فقال ﷿: ﴿الذين يتربصون بكم﴾ الدوائر، ﴿فإن كان لكم﴾ معشر المؤمنين ﴿فتح من الله﴾ يعني: النصر على العَدُوِّ يوم بدر؛ ﴿قالوا ألم نكن معكم﴾ على عدُوِّكم؛ فأعطُونا من الغنيمة، فلستم أحقَّ بها، فذلك قوله سبحانه في العنكبوت [١٠]: ﴿ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم﴾ على عدُوِّكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤١٦.]]. (ز)

﴿وَإِن كَانَ لِلۡكَـٰفِرِینَ نَصِیبࣱ﴾ - تفسير

٢٠٧١١- عن مجاهد بن جبر: ﴿وإن كان للكافرين نصيب﴾ يُصِيبونه من المسلمين[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر. وعند ابن جرير موقوف على ابن جريج كما سيأتي.]]. (٥/٧٩)

٢٠٧١٢- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيِّ -من طريق السُّدِّيِّ- قوله: ﴿نصيب﴾، يعني: حظًّا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٩٤.]]. (ز)

٢٠٧١٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن كان للكافرين نصيب﴾، يعني: دَوْلَة على المؤمنين يوم أحد[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤١٦.]]. (ز)

٢٠٧١٤- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قوله: ﴿وإن كان للكافرين نصيب﴾ يصيبونه من المسلمين[[أخرجه ابن جرير ٧/٦٠٧.]]. (ز)

﴿قَالُوۤا۟ أَلَمۡ نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَیۡكُمۡ﴾ - تفسير

٢٠٧١٥- عن مجاهد بن جبر: ... قال المنافقون للكفار: ﴿ألم نستحوذ عليكم﴾: ألم نبين لكم أنّا على ما أنتم عليه؟![[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر. وعند ابن جرير موقوف على ابن جريج.]]. (٥/٧٩)

٢٠٧١٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة﴾، قال: هم المنافقون[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٩٤.]]. (ز)

٢٠٧١٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ألم نستحوذ عليكم﴾، قال: نَغْلِبْ عليكم[[أخرجه ابن جرير ٧/٦٠٧، وابن أبي حاتم ٤/١٠٩٤.]]. (٥/٨٠)

٢٠٧١٨- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- ... قال المنافقون للكافرين: ﴿ألم نستحوذ عليكم﴾: ألم نبين لكم أنّا معكم على ما أنتم عليه؟![[أخرجه ابن جرير ٧/٦٠٧.]]١٨٩١. (ز)

١٨٩١ رأى ابنُ جرير (٧/٦٠٨) تقارب ما قاله السدي وابن جُرَيْج، فقال: «وهذان القولان متقاربا المعنى، وذلك أنّ مَن تَأَوَّله بمعنى: ألم نُبَيِّن لكم. إنّما أراد -إن شاء الله-: ألم نغلب عليكم بما كان مِنّا من البيان لكم أنّا معكم؟!».

٢٠٧١٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قالوا﴾ أي: المنافقون للكفار: ﴿ألم نستحوذ عليكم﴾ يعني: ألم نَحُطَّ بكم مِن ورائكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤١٦.]]. (ز)

﴿وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ﴾ - تفسير

٢٠٧٢٠- عن مجاهد بن جبر: ... قد كُنّا نُثَبِّطهم عنكم[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر. وعندَ ابنِ جرير موقوف على ابن جريج كما سيأتي.]]. (٥/٧٩)

٢٠٧٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ونمنعكم من المؤمنين﴾: ونجادل المؤمنين عنكم، فنحبسهم عنكم، ونخبرهم أنّا معكم. قالوا ذلك جُبْنًا وفَرَقًا منهم، قال الله تعالى: ﴿فاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤١٦.]]. (ز)

٢٠٧٢٢- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- ﴿ونمنعكم من المؤمنين﴾، قال: قد كُنّا نُثَبِّطهم عنكم[[أخرجه ابن جرير ٧/٦٠٧.]]. (ز)

﴿فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ وَلَن یَجۡعَلَ ٱللَّهُ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ سَبِیلًا ۝١٤١﴾ - نزول الآية

٢٠٧٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، نزلت في عبد الله بن أُبَيٍّ وأصحابه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤١٦.]]. (ز)

﴿فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ وَلَن یَجۡعَلَ ٱللَّهُ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ سَبِیلًا ۝١٤١﴾ - تفسير الآية

٢٠٧٢٤- عن علي بن أبي طالب -من طريق يُسَيْع الحضرمي- أنّه قيل له: أرأيتَ هذه الآية: ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، وهم يُقاتِلونا؛ فيظهَرون، ويَقْتُلون؟ فقال: ادنُهْ، ادنُهْ. ثم قال: ﴿فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٥، وابن جرير ٧/٦٠٩-٦١٠، والحاكم ٢/٣٠٩. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٨٠)

٢٠٧٢٥- عن علي بن أبي طالب -من طريق يُسَيْع الحضرمي- ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، قال: في الآخرة[[أخرجه ابن جرير ٧/٦١٠.]]. (٥/٨٠)

٢٠٧٢٦- عن يُسَيْع، قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب، فقال: أرأيتَ قول الله تعالى: ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، قال: الكافرُ يقتلُ المؤمنَ، والمؤمنُ يقتل الكافرَ؟ قال عليٌّ: ﴿ولن يجعل الله للكافرين﴾ يوم القيامة ﴿على المؤمنين سبيلا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٩٥.]]١٨٩٢. (ز)

١٨٩٢ أفادت الآثارُ أنّ نفي سبيل الكافرين على المؤمنين إنّما يكون يوم القيامة. ونقل ابنُ جرير (٧/٦٠٩) إجماع أهل التأويل على ذلك، وعلَّق ابنُ عطية (٣/٤٩) بقوله: «وبهذا قال جميع أهل التأويل». ورَجَّح ابنُ القيم (١/٣٠٣) عمومَ الآية، وأنّه لو حصل السبيلُ للكافرين في الدنيا فإنّه بمعصية المؤمنين؛ فالمعنى عنده: ما داموا مؤمنين. فقال: «فالآية على عمومها وظاهرها، وإنّما المؤمنون تصدُر منهم مِن المعصية والمخالفة التي تُضادُّ الإيمانَ ما يصير به للكافرين عليهم سبيلٌ بحسب تلك المخالفة، فهم الذين تَسَبَّبوا إلى جعل السبيل عليهم، كما تسببوا إليه يومَ أحد بمعصية الرسول ومخالفته، واللهُ سبحانه لم يجعل للشيطان على العبد سلطانًا، حتى جعل له العبد سبيلًا إليه بطاعته والشرك به، فجعل الله حينئذ له عليه تسلُّطًا وقهرًا، فمَن وجد خيرًا فليحمد الله تعالى، ومَن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نفسَه. وبهذا يزول الإشكالُ الذي يُورِدُه كثيرٌ من الناس على قوله تعالى: ﴿ولَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾، ويُجِيب عنه كثيرٌ منهم: بأنّه لن يجعل لهم عليهم سبيلًا في الآخرة. ويجيب آخرون: بأنّه لن يجعل لهم عليهم سبيلًا في الحُجَّة». وذكر ابنُ كثير (٤/٣١٦) احتمالًا بأن يكون التَّسَلُّطُ في الدنيا، فقال: «ويحتمل أن يكون المراد: ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، أي: في الدنيا، بأن يُسَلَّطوا عليهم استيلاءَ اسْتِئْصالٍ بالكُلِّيَّة، وإن حصل لهم ظَفَرٌ في بعض الأحيان على بعض الناس، فإنّ العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: ﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ [غافر:٥١]. وعلى هذا فيكون رَدًّا على المنافقين فيما أمَّلوه وتَرَبَّصوه وانتظروه مِن زوال دولة المؤمنين، وفيما سلكوه مِن مصانعتهم الكافرين خوفًا على أنفسهم منهم إذا هم ظهروا على المؤمنين فاستأصلوهم، كما قال تعالى: ﴿فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم﴾ إلى قوله: ﴿نادمين﴾ [المائدة:٥٢]».

٢٠٧٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، قال: ذاك يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٧/٦١٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٨٠)

٢٠٧٢٨- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيِّ -من طريق السدي-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٧/٦١٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٩٥. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٥/٨٠)

٢٠٧٢٩- وعن عطاء الخراساني، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٩٥.]]. (ز)

٢٠٧٣٠- قال عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أي: حُجَّة[[تفسير الثعلبي ٣/٤٠٤، وتفسير البغوي ٢/٣٠١.]]. (ز)

٢٠٧٣١- قال عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين﴾ يعني: أصحاب محمد ﷺ ﴿سبيلا﴾ يعني: ظُهورًا عليهم[[تفسير الثعلبي ٣/٤٠٤.]]. (ز)

٢٠٧٣٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿سبيلا﴾، قال: حُجَّةً[[أخرجه ابن جرير ٧/٦١١، وابن أبي حاتم ٤/١٠٩٥.]]١٨٩٣. (٥/٨١)

١٨٩٣ وجَّه ابنُ القيم (١/٣٠٣) تفسير السبيل بالحجة بقوله: «قيل: بالحجة والبرهان؛ لأنّ حجتهم عند ربهم داحضة».

٢٠٧٣٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، يعني: حُجَّةً أبدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤١٦.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب