الباحث القرآني
﴿وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا ١١٥﴾ - نزول الآية
٢٠١٨٨- عن قتادة بن النعمان -من طريق عمر بن قتادة- قال: ... فلمّا نزل القرآنُ لَحِق بشيرٌ بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد؛ فأنزل الله: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى﴾ إلى قوله: ﴿ضلالا بعيدا﴾[[تقدم بتمامه مطولًا في نزول قوله تعالى: ﴿إنّا أنْزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ﴾.]]. (٤/٦٧٧-٦٨٠)
٢٠١٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قوله: ﴿ومن يشاقق الرسول﴾، قال: نزلت هذه الآية في نفر من قريش قدِموا على رسول الله ﷺ المدينة، ودخلوا في الإسلام، فأعطاهم رسول الله، ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين، ورجعوا إلى عبادة الأوثان؛ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية: ﴿ومن يشاقق الرسول﴾[[أورده الثعلبي ٣/٣٨٦.]]. (ز)
٢٠١٩٠- قال الحسن البصري: فلمّا أنزل الله في الأنصاريِّ ما أنزل اسْتَحْيا أن يقيم بين ظهراني المسلمين، فلحق بالمشركين؛ فأنزل الله: ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين١/٤٠٦-.]]. (ز)
٢٠١٩١- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم﴾، قال: اختان رجل من الأنصار عمًّا له دِرْعًا، فقذف بها يهوديًّا كان يغشاهم، فجادل عمُّ الرجل قومه، فكأن النبي ﷺ عَذَرَه، ثم لحق بدار الشرك؛ فنزلت فيه: ﴿ومن يشاقق الرسول﴾ الآية[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٢، وابن جرير ٧/٤٧١، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٦.وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٨٩)
٢٠١٩٢- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-: ... فلمّا فضح الله طعمة بالمدينة بالقرآن هَرَب حتى أتى مكة، فكفر بعد إسلامه، ونزل على الحجاج بن عِلاطٍ السُّلَمِيّ، فنَقَب بيت الحجاج، فأراد أن يسرقه، فسمع الحجاج خشخشته في بيته وقَعْقَعَة جلود كانت عنده، فنظر، فإذا هو بطعمة، فقال: ضيفي وابن عمي! فأردت أن تسرقني؟! فأخرجه، فمات بحَرَّة بني سليم كافرًا، وأنزل الله فيه: ﴿ومن يشاقق الرسول﴾ إلى: ﴿وساءت مصيرا﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٦٧، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٦. وتقدم بتمامه مطولًا في نزول قوله تعالى: ﴿إنّا أنْزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ﴾.]]. (٤/٦٨٥)
٢٠١٩٣- عن مقاتل بن سليمان، نحوه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٧.]]١٨٤٥. (ز)
﴿وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ - تفسير
٢٠١٩٤- قال الحسن البصري: ﴿ومن يشاقق الرسول﴾ أي: يُفارق، ﴿ويتبع غير سبيل المؤمنين﴾ يعني: غير دين المؤمنين[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٤٠٦-.]]. (ز)
٢٠١٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ومن يشاقق﴾ يعني: يُخالف، ﴿ويتبع غير سبيل﴾ يعني: غير دين ﴿المؤمنين﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٧.]]. (ز)
﴿نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا ١١٥﴾ - تفسير
٢٠١٩٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿نوله ما تولى﴾، يقول: ﴿نُوَلِّه﴾ في الآخرة ﴿ما تولى﴾ مِن آلهة الباطل في الدنيا([[تفسير مجاهد ص٢٩٢، وأخرجه ابن جرير ٧/٤٨٤، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٦ بلفظ: من آلهة الباطل. وكذا عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/١٧)
٢٠١٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿نوله ما تولى﴾ من الآلهة، ﴿ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾ يعني: وبئس المصير[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٧.]]. (ز)
﴿نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا ١١٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٠١٩٨- عن عبد الله بن عباس، أنّ النبي ﷺ قال: «لا يجمع الله أمتي -أو قال: هذه الأمة- على الضلالة أبدًا، ويد الله على الجماعة»[[أخرجه الترمذي ٤/٢٤١ (٢٣٠٦) مختصرًا، والحاكم ١/٢٠٢ (٣٩٨-٣٩٩) واللفظ له. وفيه إبراهيم بن ميمون العدني. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه». قال الحاكم: «فإبراهيم بن ميمون العدني هذا قد عدَّله عبد الرزاق، وأثنى عليه، وعبد الرزاق إمام أهل اليمن، وتعديلُه حُجَّة». وقال الذهبي: «إبراهيم عدَّله عبد الرزاق، ووَثَّقه ابنُ معين». وقال البيهقي في الأسماء و الصفات ٢/١٣٥-١٣٦ (٧٠٢): «تفرد به إبراهيم بن ميمون العدني». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/٥٠٧ تعليقًا على رواية الترمذي: «إسناد ضعيف؛ لكن له شواهد».]]. (٥/١٨)
٢٠١٩٩- عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدًا، ويد الله على الجماعة؛ فمَن شَذَّ شَذَّ في النار»[[أخرجه الترمذي ٤/٢٣٩-٢٤١ (٢٣٠٥)، والحاكم ١/٢٠٠ (٣٩٢) واللفظ له. قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه». وقال في العلل الكبير ص٣٢٣ (٥٩٧): «سألت محمدًا عن هذا الحديث. فقال: سليمان المدني هذا منكر الحديث، وهو عندي سليمان بن سفيان. وقد روى عن سليمان بن سفيان أبو داود الطيالسي، وأبو عامر العقدي، وغير واحد من المحدثين». وقال البيهقي في الأسماء والصفات ٢/١٣٣-١٣٤ (٧٠١): «أبو سفيان المديني يُقال: إنه سليمان بن سفيان، واختلف في كنيته، وليس بمعروف». وقال الحاكم بعد ذكر سبعة وجوه مختلف فيها على المعتمر بن سليمان: «إنّ المعتمر بن سليمان أحد أئمة الحديث، وقد روي عنه هذا الحديث بأسانيد يصح بمثلها الحديث، فلا بد مِن أن يكون له أصل بأحد هذه الأسانيد، ثم وجدنا للحديث شواهد». وقال أبو نعيم في الحلية ٣/٣٧: «غريب من حديث سليمان، عن عبد الله بن دينار، لم نكتبه إلا من هذا الوجه». وقال المناوي في فيض القدير ٢/٢٧١ (١٨١٨): «قال ابن حجر ﵀ في تخريج المختصر: حديث غريب ... ورجاله رجال الصحيح، لكنه معلول، فقد قال الحاكم: لو كان محفوظًا حكمتُ بصحته على شرط الصحيح، لكن اختلف فيه على معتمر بن سليمان على سبعة أقوال، فذكرها، وذلك مقتضى للاضطراب، والمضطرب من أقسام الضعيف». وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص٧١٧: «وبالجملة فهو حديث مشهور المتن، ذو أسانيد كثيرة، وشواهد متعددة في المرفوع وغيره». وقال الكتاني في نظم المتناثر ص١٦١: «إسناد رجاله ثقات، لكن فيه اضطراب».]]. (٥/١٨)
٢٠٢٠٠- عن عبد الله بن عمر -من طريق عطية- قال: دعاني معاوية، فقال: بايع لابن أخيك. فقلت: يا معاوية، ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾. فأسكته عني[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٦.]]. (٥/١٧)
٢٠٢٠١- عن عمر بن عبد العزيز -من طريق مالك- قال: سَنُّ رسول الله ﷺ ووُلاةُ الأمر مِن بعده سُنَنًا، الأخذُ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرُها ولا تبديلُها ولا النظر فيما خالفها، مَن اقتدى بها مُهْتَدٍ، ومَن استنصر بها منصور، ومَن خالفها اتَّبع غير سبيل المؤمنين، وولّاه الله ما تَولّى، وصلّاه جهنم وساءت مصيرًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٧.]]. (٥/١٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.