وقولُه جل وعز: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ﴾.
أي يُخَالِفُ، كأنه يصيرُ في شِقٍّ خِلاَفِ شِقِّةِ، أي في نَاحِيَةٍ.
قال سعيد بن جبير لمَّا أطْلَعَ اللهُ النبي على أَمْرِ "ابنِ أُبَيْرقَ" هَرَبَ إلى المشركين، فَارْتَدَ، فأنزل الله: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ﴾.
قال مجاهد: أي نَتْرُكُهُ وما يَعْبُدُ.
وكذلك هو في اللغة، يقال: وَلَّيْتُهُ مَا تولَّى: إذا تركتهُ في اختياره.
قال سعيد بن جبير: لمَّا صار إلى مكة، نَقَبَ بَيْتَاً بمكة، فَلَحِقَهُ المشركون فقتلوه، فأنزل الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ إلى قوله: ﴿فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾.
{"ayah":"وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا"}