الباحث القرآني
﴿فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ﴾ - تفسير
١٤٥٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾ الآية، قال: لقّاهما هذه الآية: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٩، ٥٨٦.]]١٨٥. (ز)
﴿فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتࣲ فَتَابَ عَلَیۡهِۚ﴾ - تفسير
١٤٥٦- عن الحسن، عن أُبَيِّ بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ: «قال آدم ﵇: أرأيتَ -يا ربِّ- إن تبتُ ورجعتُ، أعايدي إلى الجنة؟ قال: نعم. قال: فذلك قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات ص٦٩ (١٠٢)، وابن أبي حاتم ١/٩٠ (٤٠٦) واللفظ له، ٥/١٤٥١-١٤٥٢ (٨٢٩٩) بنحو حديث أُبَيٍّ السابق. قال ابن كثير في تفسيره ٥/٣٢١: «وهذا منقطع بين الحسن وأبي بن كعب؛ فلم يسمعه منه، وفي رفعه نظر أيضًا». وقال في البداية والنهاية ١/١٨٩: «وهذا غريب من هذا الوجه، وفيه انقطاع».]]. (ز)
١٤٥٧- عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا أذنب آدمُ بالذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى السماء، فقال: أسألك بحقِّ محمدٍ إلا غفرت لي. فأوحى الله إليه: ومَن محمد؟ فقال: تبارك اسمك، لَمّا خلقتني رفعتُ رأسي إلى عرشك، فإذا فيه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه ليس أحدٌ أعظم عندك قدرًا مِمَّن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: يا آدم، إنّه آخر النبيين من ذُرِّيَّتِك، ولولا هو ما خَلَقْتُك»[[أخرجه الحاكم ٢/٦٧٢ (٤٢٢٨). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد». وقال الذهبي في التلخيص: «بل موضوع». وقال في ميزان الاعتدال ٢/٥٠٤ (٤٦٠٤) في ترجمة عبد الله بن مسلم: «روى عن إسماعيل بن مَسْلَمَة بن قَعْنَب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبرًا باطلًا فيه: «يا آدم، لولا محمد ما خلقتك»». وقال البيهقي في الدلائل ٥/٤٨٩: «تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه، وهو ضعيف». وقال شيخ الإسلام في الفتاوى ١/٢٥٤-٢٥٥: «ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أُنكِر عليه؛ فإنه نفسه قد قال في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها من أهل الصنعة أنّ الحمل فيها عليه». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة ١٢/٩٧ (١٥١٦٣) تعقيبًا على قول الحاكم: «قلت: عبد الرحمن متفق على تضعيفه». وقال الألباني في الضعيفة ١/٨٨ (٢٥): «موضوع».]]. (١/٣١٣)
١٤٥٨- عن عليٍّ، قال: سألتُ النبي ﷺ عن قول الله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه﴾. فقال: «إنّ الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجُدَّة، وإبليس بمَيْسانَ، والحية بأصبهان، وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيًا على خطيئته، حتّى بعث الله إليه جبريل، وقال: يا آدم، ألم أخلقك بيدي؟! ألم أنفخ فيك من روحي؟! ألم أُسْجِد لك ملائكتي؟! ألم أزوجك حوّاء أمَتِي؟! قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟! قال: وما يمنعني من البكاء، وقد أُخْرِجتُ من جِوار الرحمن؟ قال: فعليك بهؤلاء الكلمات؛ فإنّ الله قابلٌ توبتَك، وغافرٌ ذنبَك، قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت، عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسألك بحقِّ محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت، عملت سوءًا وظلمت نفسي، فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تَلَقّى آدم»[[أورده الدَّيْلَمِيُّ في الفردوس ٣/١٥١ (٤٤٠٩). قال السيوطي: «بسند واهٍ». وقال المتقي الهندي في كنز العمال ٢/٣٥٩ (٤٢٣٧): «سنده واهٍ، وفيه حَمّاد بن عمر النصيبي، عن السري، عن خالد، واهيان». ومما يروى في هذا المعنى من الأحاديث المنكرة ما عزاه السيوطي١/٣١٤ إلى ابن النجار، أن ابن عباس قال: سألتُ رسول الله ﷺ عن الكلمات التي تَلَقّاها آدمُ من ربه فتاب عليه، قال: «سأل بحقِّ محمد، وعليٍّ، وفاطمة، والحسن، والحسين؛ إلّا تُبْتَ عليَّ. فتاب عليه». وأورده السيوطي أيضًا في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ١/٣٦٩، وقال: «قال الدارقطني: تَفَرَّد به عمرو بن ثابت، وقد قال يحيى [بن معين]: إنه لا ثقة ولا مأمون، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات». وانتَقَد ابنُ تيمية (١/١٩٩) هذا الأثر بقوله: «لو كان آدم قال هذا لكانت أمة محمد أحق به منه، بل كان الأنبياء من ذريته أحق به، وقد علم كل عالم بالآثار أنّ النبي ﷺ لم يأمر أمته به، ولا نقل عن أحد من الصحابة الأخيار، ولا نقله أحد من العلماء الأبرار، فعُلِم أنه من أكاذيب أهل الوضع والاختلاق الذين وضَعوا من الكذب أكثر مما بأيدي المسلمين من الصحيح». كما انتقده [ويدخل ضمن نقده أثر المتن والذي قبله] في منهاج السنة النبوية ٧/١٣١ من ثمانية أوجه، من ذلك: «الخامس: أن النبي ﷺ لم يأمر أحدًا بالتوبة بمثل هذا الدعاء، بل ولا أمر أحدًا بمثل هذا الدعاء في توبة ولا غيرها، بل ولا شرع لأمته أن يقسموا على الله بمخلوق، ولو كان هذا الدعاء مشروعًا لشرعه لأمته. السادس: أن الإقسام على الله بالملائكة والأنبياء أمر لم يرد به كتاب ولا سنة، بل قد نص غير واحد من أهل العلم - كأبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما- على أنه لا يجوز أن يقسم على الله بمخلوق، وقد بسطنا الكلام على ذلك»]]. (١/٣٢٣)
١٤٥٩- عن بُرَيْدَة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت أُسْبوعًا، وصلى حِذاء المقام ركعتين، ثم قال: اللهم، أنت تعلم سري وعلانيتي؛ فاقبل مَعْذِرتي، وتعلم حاجتي؛ فأعطِني سُؤْلِي، وتعلم ما عندي؛ فاغفر لي ذنوبي، أسألك إيمانا يُباهِي[[يباهي قلبي: أي يُحَبَّب إليه ويأنس به. لسان العرب (بها).]] قلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضِّني بقضائك. فأوحى الله إليه: يا آدم، إنّك دعوتني بدعاء، فاستجبت لك فيه، ولن يدعوني به أحد من ذريتك من بعدك إلا استجبت له، وغفرت له ذنبه، وفَرَّجْتُ همَّه وغمومه، واتَّجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا راغمة، وإن كان لا يريدها»[[أخرجه البيهقي في كتاب الدعوات ١/٣٥٢ (٢٦٢)، وابن عساكر ٧/٤٢٨. قال ابن حجر في نتائج الأفكار ٥/٢٩٠: «هذا حديث غريب، فيه سليمان بن مسلم الخشاب، ضعيف جدًّا، لكن تابعه حفص بن سليمان ... وهو ضعيف أيضًا، لكنه إمام في القراءة». وقال السيوطي: «بسند لا بأس به». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١/١٦٣: «ولم يجئ في خبر صحيح عن معصوم: أن البيت كان مبنيًا قبل الخليل ﵇ ...».]]. (١/٣١٥)
١٤٦٠- عن عائشة، عن النبي ﷺ، قال: «لَمّا أهبط الله آدم إلى الأرض قام وِجاهَ الكعبة، فصَلّى ركعتين، فألهمه الله هذا الدعاء: اللهم، إنّك تعلم سريرتي وعلانيتي؛ فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي؛ فأعطِني سُؤْلي، وتعلم ما في نفسي؛ فاغفر لي ذنبي، اللهم إني أسألك إيمانًا يُباشِر قلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبتَ لي، ورضّني بما قسمت لي. فأوحى الله إليه: يا آدم، قد قبلتُ توبتك، وغفرتُ ذنبك، ولن يدعوني أحد بهذا الدعاء إلا غفرتُ له ذنبه، وكفيته المهم من أمره، وزجرت عنه الشيطان، واتَّجَرْتُ له من وراء كل تاجر، وأقبلت إليه الدنيا راغمة، وإن لم يُرِدْها»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٦/١١٧- ١١٨ (٥٩٧٤) واللفظ له، وابن عساكر ٧/٤٣١. قال الطبراني: «لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا معاذ بن محمد، تفرد به النضر بن طاهر». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١٨٣ (١٧٤٢٦): «وفيه النضر بن طاهر، وهو ضعيف». وقال السيوطي: «بسند ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ١٣/٩٢٥ (٦٤١١): «منكر». وقال ابن حجر في نتائج الأفكار ٥/٢٩١ بعد أن ضَعَّف حديثي بُرَيْدَة وعائشة: «وهذه الطرق الأربعة تُرَقِّي الحديث إلى مرتبةِ ما يُعْمَل به من فضائل الأعمال؛ كالدعاء».]]. (١/٣١٤)
١٤٦١- عن عائشة -من طريق هشام بن عروة، عن أبيه- قالت: لَمّا أراد الله أن يتوب على آدم؛ أذِنَ له، فطاف بالبيت سبعًا، والبيت يومئذ ربوة حمراء، فلما صلى ركعتين قام استقبل البيت، وقال: اللَّهُمَّ، إنك تعلم سريرتي وعلانيتي؛ فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي؛ فأعطني سُؤْلي، وتعلم ما في نفسي؛ فاغفر لي ذنوبي، اللهم إني أسألك إيمانًا يُباشِر قلبي، ويقينًا صادقًا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبتَ لي، والرضا بما قسمتَ لي. فأوحى الله إليه: إنِّي قد غفرت ذنبك، ولن يأتي أحد من ذريتك يدعوني بمثل ما دعوتني إلا غفرتُ ذنوبه، وكشفتُ غمومه وهمومه، ونزعت الفقر من بين عينيه، واتَّجَرْتُ له من وراء كل تاجر، وجاءته الدنيا وهي راغمة، وإن كان لا يريدها[[أخرجه ابن عساكر ٧/٤٣١. وعزاه السيوطي إلى الجندي في فضائل مكة، والطبراني. وقد روي مرفوعًا، كما تقدم، ولا يصح، وتقدم ذكر كلام ابن كثير في المرفوع، وقد قال بعده ١/٣٧٩: «كل هذه الأخبار عن بني إسرائيل، وقد قررنا أنها لا تصدق، ولا تكذب؛ فلا يحتج بها، فأما إن ردها الحق فهي مردودة ...».]]. (١/٣١٥)
١٤٦٢- عن أبي برزة الأسلمي، قال: إنّ آدم لما طُؤْطِىَء[[طؤطئ: أي: أُخفِض وأُهبِط. لسان العرب (طأطأ).]] عن كلام الملائكة، وكان يَسْتَأْنِسُ بكلامهم؛ بكى على الجنة مائة سنة، فقال الله ﷿ له: يا آدم، ما يُحْزِنُك؟ قال: كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة، ولا أدري أعود إليها أم لا؟ فقال الله تعالى: يا آدم، قل: اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، سبحانك وبحمدك، ربِّ إني عملتُ سوءًا، وظلمت نفسي؛ فاغفر لي، إنك أنت خير الغافرين. والثانية: اللهم لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، سبحانك وبحمدك، ربِّ إني عملت سوءًا، وظلمت نفسي؛ فاغفر لي، إنك أنت أرحم الراحمين. والثالثة: اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، لا شريك لك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمت نفسي؛ فاغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم. فهي الكلمات التي أنزل الله على محمد ﷺ: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾، قال: وهي لولده من بعده ...[[عزاه السيوطي إلى الطبراني.]]. (١/٣٣٢)
١٤٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه الثعلبي في تفسيره (ط: دار التفسير) ٣/٢٤٨.]]. (١/٣١٧)
١٤٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: هو قولهما: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه يحيى بن سلّام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٣٤-.]]. (ز)
١٤٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: هو قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/٣١٧)
١٤٦٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق المِنهال، عن سعيد بن جبير- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: أيْ ربِّ، ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى. قال: أيْ ربِّ، ألم تنفخ فِيَّ من روحك؟ قال: بلى. قال: أيْ ربِّ، ألم تسبق إليَّ رحمتك قبل غضبك؟ قال: بلى. قال: أيْ ربِّ، ألم تُسْكِنِّي جنّتَكَ؟ قال: بلى. قال: أيْ ربِّ، أرأيتَ إن تبتُ وأصلحتُ أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم[[أخرجه ابن جرير ١/٥٨١ واللفظ له، وابن أبي حاتم ١/٩٠ من طريق السُّدِّي عمَّن حدثه، والحاكم ٢/٥٤٥. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في كتاب التوبة، وابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١/٣١٣)
١٤٦٧- عن التميمي، قال: قلتُ لابن عباس: ما الكلمات التي تلقى آدمُ من ربه؟ قال: عُلِّمَ شَأْنَ الحجِّ، فهي الكلمات[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٩١ من طريق أبي إسحاق، عن رجل من بني تميم. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٣١٨)
١٤٦٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه﴾، قال: إنّ آدم قال لربه إذ عصاه: ربِّ، أرأيتَ إن أنا تبتُ وأصلحتُ؟ فقال له ربه: إنِّي راجعُك إلى الجنة[[أخرجه ابن جرير ١/٥٨١.]]. (ز)
١٤٦٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق جُوَيْبِر، عن الضحاك-: إنّ آدم ﵇ طلب التوبة مائتي سنة، حتى آتاه الله الكلمات، ولقَّنَهُ إياها، قال: بينا آدم ﵇ جالس يبكي، واضعٌ راحته على جبينه، إذ أتاه جبريل، فسَلَّم عليه، فبكى آدم، وبكى جبريلُ لبكائه، فقال له: يا آدم، ما هذه البَلِيَّةُ التي أجْحَفَ بك بلاؤها وشقاؤها؟ وما هذا البكاء؟ قال: يا جبريلُ، وكيف لا أبكي وقد حَوَّلَنِي ربِّي من ملكوت السموات إلى هوان الأرض، ومن دار المقامة إلى دار الظَّعَن والزوال، ومن دار النعمة إلى دار البؤس والشقاء، ومن دار الخلد إلى دار الفناء؟! كيف أحصي يا جبريل هذه المصيبة؟! فانطلق جبريل إلى ربه، فأخبره بمقالة آدم، فقال الله ﷿: انطلق يا جبريل إلى آدم، فقل: يا آدم، ألم أخلقك بيدي؟ قال: بلى، يا رب. قال: ألم أنفخ فيك من روحي؟ قال: بلى، يا رب. قال: ألم أُسْجِد لك ملائكتي؟ قال: بلى، يا رب. قال: ألم أُسْكِنك جنتي؟ قال: بلى، يا رب. قال: ألم آمرك فعصَيْتَنِي؟ قال: بلى، يا رب. قال: وعِزَّتي وجلالي وارتفاع مكاني، لو أنّ ملء الأرض رِجالًا مثلك أطاعوني ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين، غير أنه -يا آدم- قد سبقت رحمتي غضبي، قد سمعتُ صوتك وتضرعك، ورحمتُ بكاءك، وأَقَلْتُ عثرتك، فقل: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فاغفر لي ذنوبي، إنّك أنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملتُ سوءًا، وظلمت نفسي؛ فارحمني، إنك خير الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملتُ سوءًا، وظلمت نفسي؛ فتب عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم. فذلك قوله تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾ الآية[[أخرجه ابن عساكر ٧/٤٣٦.]]. (١/٣٢٠)
١٤٧٠- عن أنس بن مالك -من طريق ثابت- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: سبحانك اللهم وبحمدك، عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فاغفر لي، إنّك خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملتُ سوءًا، وظلمت نفسي؛ فارحمني، إنك أنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملتُ سوءًا، وظلمت نفسي؛ فتُبْ عَلَيَّ، إنك أنت التواب الرحيم. وذكر أنه عن النبي ﷺ، ولكن شَكَّ فيه[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧١٧٣)، وابن عساكر ٧/٤٣٣.]]. (١/٣١٩)
١٤٧١- عن عُبَيْد بن عُمَيْر الليثي -من طريق عبد العزيز بن رُفَيْع- قال: قال آدم: يا ربِّ، أرأيتَ ما أتيتُ، أشيءٌ كتبتَه عليَّ قبل أن تخلقني، أو شيءٌ ابتدعته على نفسي؟ قال: بل شيءٌ كتبته عليك قبل أن أخلقك. قال: يا رب، فكما كتبتَه عَلَيَّ فاغْفِرْهُ لي. فذلك قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/٤٤، وابن جرير ١/٥٨٣، وابن أبي حاتم ١/٧٠، وأبو الشيخ في العظمة (١٠٢٣)، وأبو نعيم في الحلية ٣/٢٧٣. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد.]]. (١/٣١٦)
١٤٧٢- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: إنّ آدم لَمّا أصاب الخطيئة قال: يا رب، أرأيتَ إن تبتُ وأصلحتُ؟ فقال الله: إذًا أُرْجِعك إلى الجنة. فهي من الكلمات، ومن الكلمات أيضًا: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه ابن جرير ١/٥٨٢.]]. (ز)
١٤٧٣- عن سعيد بن جُبَيْر -من طريق أبان بن أبي عَيّاش- قال: لَمّا أصاب آدمُ الخطيئةَ فزِع إلى كلمة الإخلاص، فقال: لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فارحمني، إنّك أنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فتُبْ عَلَيَّ، إنّك أنت التواب الرحيم[[أخرجه هَنّاد في الزُّهد (٩١٨). وأخرج نحوه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/٤٣٤ من طريق أبي رجاء الخراساني، ولفظه: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، رب عملت سوءًا، فظلمت نفسي؛ فاغفر لي، وأنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت، عملت سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فارحمني، وأنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك، ربِّ، عملتُ سوءًا، فظلمت نفسي؛ فتُبْ عَلَيَّ، إنك أنت التواب الرحيم.]]. (١/٣١٩)
١٤٧٤- عن سعيد بن جُبَيْر -من طريق خُصَيْفٍ- ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/١١٢ (٢٥٥)، وابن أبي حاتم ١/٩١.]]. (ز)
١٤٧٥- عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية -من طريق حميد بن نبهان- أنه قال: قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه﴾، قال آدم: اللهم، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، تُبْ عَلَيَّ؛ إنك أنت التواب الرحيم[[أخرجه ابن جرير ١/٥٨٤، وابن أبي الدنيا في كتاب التوبة ص٤٧ (٢١) من طريق عبد الكريم المُكْتِب.]]. (ز)
١٤٧٦- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- كان يقول في قول الله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾: الكلمات: اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ إنِّي ظلمت نفسي؛ فاغفر لي، إنك خير الغافرين، اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ إنِّي ظلمت نفسي؛ فارحمني، إنك خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ إني ظلمت نفسي؛ فتب علي، إنك أنت التواب الرحيم[[أخرجه ابن جرير ١/٥٨٥، وابن أبي حاتم ١/٩١ مختصرًا من طريق عبد الله بن كثير.]]. (ز)
١٤٧٧- عن مجاهد -من طريق ابن جُرَيْج- ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: أيْ رب، أتتوبُ عَلَيَّ إن تُبْتُ؟ قال: نعم. فتاب آدمُ، فتاب عليه ربُّه[[أخرجه ابن جرير ١/٥٨٥، وابن أبي حاتم ١/٩٢.]]. (ز)
١٤٧٨- عن مجاهد -من طريق خُصَيْف- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: هو قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ١/١١٢ (٢٥٥)، وابن جرير ١/٥٨٤، وابن أبي حاتم ١/٩١، كما أخرجه ابن جرير ١/٥٨٥ من طريق النَّضْر بن عَرَبِيٍّ. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد.]]. (١/٣١٨)
١٤٧٩- عن الضحاك، مثله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣١٨)
١٤٨٠- عن عبد الله بن زيد: في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ، عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فاغفر لي، إنّك أنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ، عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فارحمني، إنّك أنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ، عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فتُبْ عَلَيَّ، إنك أنت التواب الرحيم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣١٨)
١٤٨١- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: إنّهما قالا: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه ابن جرير ١/٥٨٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٩١ (عَقِب ٤١٠). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٣١٨)
١٤٨٢- عن خالد بن مَعْدان= (ز)
١٤٨٣- وعطاء الخراساني، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٩١ (عَقِب ٤١٠).]]. (ز)
١٤٨٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٩١ (عَقِب ٤١٠).]]. (ز)
١٤٨٥- عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: لَمّا أصاب آدمُ الخطيئةَ عَظُمَ كربُه، واشْتَدَّ ندمُه، فجاءه جبريل، فقال: يا آدم، هل أدلُّك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟ قال: بلى، يا جبريل. قال: قُمْ في مقامك الذي تُناجِي فيه ربَّك، فمجِّدْه، وامْدَحْ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح. قال: فأقول ماذا، يا جبريل؟ قال: تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير كله، وهو على كل شيء قدير. ثم تبوء بخطيئتك، فتقول: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا الله، رب إني ظلمت نفسي، وعملت السوء؛ فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك، وكرامته عليك، أن تغفر لي خطيئتي. قال: ففعل آدم، فقال الله: يا آدم، مَن عَلَّمَك هذا؟ فقال: يا رب، إنّك لَمّا نفختَ فِيَّ الرُّوحَ، فقمتُ بشرًا سويًّا، أسمع وأُبْصِر وأَعْقِل وأَنظُر؛ رأيتُ على ساق عرشك مكتوبًا: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله. فلمّا لَمْ أر إثْرَ اسمك اسمَ مَلَك مُقَرَّب ولا نبي مرسل غير اسمه؛ علِمتُ أنه أكرم خلقك عليك. قال: صدقتَ، يا آدم، وقد تبتُ عليك، وغفرتُ لك خطيئتك. قال: فحمد آدم ربَّه، وشكره، وانصرف بأعظم سرور، ولم ينصرف به عبدٌ من عند ربه. وكان لباس آدم النور، قال الله: ﴿ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما﴾ [الأعراف:٢٧] ثياب النور. قال: فجاءته الملائكة أفواجًا تُهَنِّئه، يقولون: لِتَهْنِك توبة الله، يا أبا محمد[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وقد تقدم كلام ابن تيمية على سؤال الله بحق محمد ﷺ، وأن النبي ﷺ لم يأمر به، ولا نقل عن أحد من الصحابة الأخيار؛ فعلم أنه من أكاذيب أهل الوضع.]]. (١/٣٢١)
١٤٨٦- عن قتادة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: وهو قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين﴾[[تفسير عبد الرزاق ١/٤٤.]]. (ز)
١٤٨٧- عن قتادة -من طريق شَيْبان- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّه قال: يا رب، أرأيتَ إن تبتُ وأصلحتُ؟ قال: فإنِّي إذن أُرْجِعُك إلى الجنة. قال: ﴿قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣]. فاستغفر آدمُ ربه، وتاب إليه، فتاب عليه. وأما عدوُّ الله إبليس، فواللهِ، ما تَنَصَّل مِن ذنبه، ولا سأل التوبة، حَتّى وقع بما وقع به، ولكنه سأل النَّظْرَة إلى يوم الدين، فأعطى اللهُ كلَّ واحد منهما ما سأل[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧١٧٤)، وابن جرير ١/٥٨٢ من طريق سعيد، إلى قوله: أرجعك إلى الجنة. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١/٣١٧)
١٤٨٨- عن محمد بن كعب القُرَظِيّ -من طريق موسى بن عُبَيْدَة الرَّبَذِي- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: هو قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا﴾ الآية [الأعراف:٢٣]، ولو سكت الله عنها لم يُخْبِرْنا عنها لَتَفَحَّصَ رجالٌ حتى يعلموا ما هي[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧١٧٢) مختصرًا. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٩١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.]]. (١/٣١٨)
١٤٨٩- قال محمد بن كعب القُرَظِي: هي قوله: لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فاغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ربِّ عملتُ سوءًا، وظلمتُ نفسي؛ فارحمني، إنك أنت أرحم الراحمين[[تفسير الثعلبي ١/١٨٤، وتفسير البغوي ١/٨٥.]]. (ز)
١٤٩٠- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾، قال: ربِّ، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. قال: ونفختَ فِيَّ من رُوحِك؟ قيل له: بلى. قال: وسَبَقَتْ رحمتُك غضبَك؟ قيل له: بلى. قال: ربِّ، هل كنتَ كتبتَ هذا عَلَيَّ؟ قيل له: نعم. قال: ربِّ، إن تبتُ وأصلحتُ هل أنت راجِعِي إلى الجنة؟ قيل له: نعم. قال الله تعالى: ﴿ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾ [طه:١٢٢][[أخرجه ابن جرير ١/٥٨٢، وابن أبي حاتم ١/٩٠، وسعيد بن منصور في سننه (١٨٦- تفسير) مختصرًا من طريق الحسن بن يزيد الأصم، وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/٤٣٣.]]. (ز)
١٤٩١- عن عطية العوفي، نحوه[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٩١ (عَقِب ٤٠٧).]]. (ز)
١٤٩٢- عن شعيب صاحب جَبَأٍ[[جَبَأ –بالتحريك- بوزن جَبَلٍ: جَبَلٌ باليمن قرب الجَنَد. وقيل: قرية باليمن. وقيل: جبأ: مدينة كورة المعافر، وهي لآل الكرندي من حمير. مراصد الاطلاع مادة (جبأ). وشعيب هذا هو المشهور بشعيب الجَبائي أو الجَبَئي، أخباري، تقدمت ترجمته مختصرة في آخر تفسير قوله تعالى: ﴿وبَرْقٌ﴾ [البقرة:١٩].]] -من طريق سَلَمَة بن وهْرام- قال: لَمّا خُلِقَ آدم ﵇ خَلَقَهُ خلْقًا عظيمًا، قال: فنفخ فيه الروح، وأجراه في رجليه، تَحَرَّك، فقال الله ﷿: خُلق الإنسان عجولًا. ثم جرى الروح فيه حتى عطس، فقال: الحمد لله رب العالمين. فقال الله ﷿: يرحمك ربك، آدم، مَن أنا؟ قال: أنت الله، لا إله إلا أنت. قال: صدقتَ. قال: فلَمّا أصاب المعصية قال: يا رب، رحمتني قبل أن تعذبني، وصدَّقتني قبل أن تُكَذِّبني؛ فتُبْ عَلَيَّ. فتاب الله ﷿ عليه. قال: فذلك قوله: ﴿فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/٣٨٥.]]. (ز)
١٤٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَتَلَقّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ﴾ بعد ما هبط إلى الأرض يوم الجمعة، يعني بالكلمات أن قال: ربِّ، أكان هذا شيء كُنْتَ قدَّرْتَه عليَّ قبل أن تخلقني، فسبق لي به الكتاب أني عامله، وسبقت لي منك الرحمة حين خلقتني؟ قال: نعم، يا آدم. قال: يا ربِّ، خلقتني بيدك، فسَوَّيْتَنِي، ونفخت من روحك، فعطستُ، فحمدتُك، فدعوتَ لي برحمتك؛ فسبقت رحمتك إليَّ غضبك؟ قال: نعم، يا آدم. قال: أخرجتني من الجنة، وأنزلتني الأرض، يا رب، إن تبتُ وأصلحتُ تُرْجِعُنِي إلى الجنة؟ قال اللَّه ﷿ له: نعم، يا آدم. فتاب آدم وحواء يَوْم الجمعة، فعند ذلك قالا: ﴿رَبَّنا ظَلَمْنا أنْفُسَنا وإنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ [الأعراف:٢٣][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٠٠.]]. (ز)
١٤٩٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾ الآية، قال: لقّاهما هذه الآية: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف:٢٣][[أخرجه ابن جرير ١/٥٧٩، ٥٨٦.]]١٨٦١٨٧. (ز)
﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ ٣٧﴾ - تفسير
١٤٩٥- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: ﴿الرحيم﴾، قال: رحيم بهم بعد التوبة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٩٢.]]. (ز)
١٤٩٦- قال مقاتل بن سليمان: فتاب الله ﷿ عليه يوم الجمعة، ﴿إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ﴾ لخلقه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٠٠.]]. (ز)
١٤٩٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- في قوله: ﴿الرحيم﴾، قال: يرحم العباد على ما فيهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٩٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.