الباحث القرآني
﴿مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِی ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا﴾ - تفسير
٦٥٥- عن عبد الله بن مسعود، وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السدي، عن مرة الهمداني-= (١/١٧١)
٦٥٦- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ الآية، قال: إنّ أُناسًا دخلوا في الإسلام مَقْدَمَ النبي ﷺ المدينة، ثم إنهم نافقوا، فكان مَثَلُهم كمَثَل رجل كان في ظُلْمة، فأوقد نارًا، فأضاءت له ما حوله من قَذًى أو أذًى، فأبصره حتى عرف ما يتَّقِي، فبينا هو كذلك إذ طُفِئَت ناره، فأقبل لا يدري ما يَتَّقي من أذى، فكذلك المنافق، كان في ظلمة الشرك، فأسلم فعرف الحلال من الحرام، والخير من الشر، فبينا هو كذلك إذ كفر، فصار لا يعرف الحلال من الحرام، ولا الخير من الشر؛ فهم صُمٌّ بُكْمٌ، فَهُمُ الخُرْس، فهُم لا يرجعون إلى الإسلام، وأما النور فالإيمان بما جاء به محمد ﷺ، وكانت الظلمة نفاقهم[[أخرجه ابن جرير ١/٣٣٧-٣٣٨، ٣٤٨-٣٤٩.]]. (ز)
٦٥٧- وعن إسماعيل السدي -من طريق أسباط-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/١٧٢)
٦٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله للمنافقين أنّهم كانوا يَعْتَزُّون بالإسلام، فيناكحهم المسلمون، ويوارثونهم، ويقاسمونهم الفَيْء، فلما ماتوا سَلَبَهم الله ذلك العِزَّ، كما سلب صاحب النار ضوءَه، ﴿وتركهم في ظلمات﴾ يقول: في عذاب[[أخرجه ابن جرير ١/٣٣٧، وابن أبي حاتم ١/٥٠، ٥٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، والصابوني في كتاب المائتين.]]. (١/١٧٠)
٦٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾، قال: ضربه الله مَثَلًا للمنافق. وقوله: ﴿ذهب الله بنورهم﴾، قال: أمّا النور فهو إيمانهم الذي يتكلمون به، وأما الظُّلْمَة فهي ضلالتهم وكفرهم الذي يتكلمون به، وهم قوم كانوا على هُدًى، ثم نُزِع منهم، فعَتَوْا بعد ذلك[[أخرجه ابن جرير ١/٣٣٨.]]. (١/١٧٢)
٦٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ الآية، قال: ضرب الله مَثَلًا للمنافقين، يُبْصِرون الحق، ويقولون به، حتى إذا خرجوا من ظُلْمَة الكفر أطْفَئُوه بكفرهم ونفاقهم، فتركهم في ظلمات الكفر، فهم لا يُبصرون هُدًى، ولا يستقيمون على حق[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٣٢-، وابن جرير ١/٣٣٦، وابن أبي حاتم ١/٥٢.]]٧٣. (١/١٧٣)
٦٦١- عن سعيد بن جبير= (ز)
٦٦٢- ومحمد بن كعب= (ز)
٦٦٣- وعطاء: نزلت في اليهود، وانتظارهم خروج النبي ﷺ، وإيمانهم به، واستفتاحهم به على مشركي العرب، فلمّا خرج كفروا به، وذلك بأنّ قريظة والنضير و[بني] قَيْنُقاع قَدِموا من الشام إلى يثرب، حتى انقطعت النُّبُوَّة من بني إسرائيل، وأَفْضَت إلى العرب، فدخلوا المدينة يشهدون لمحمد ﷺ بالنبوة، وأنّ أمّته خير الأمم، وكان يغشاهم رجل من بني إسرائيل يُقال له: عبد الله بن هَيْبان -قبل أن يُوحى إلى رسول الله ﷺ- كلّ سنة، فيَعِظُهم على طاعة الله تعالى، وإقامة التوراة، والإيمان بمحمد ﷺ رسولًا إذا خرج: فلا تَفَرَّقوا عنه، وانصروه، وقد كنت أطْمَع أن أُدْرِكَه. ثمّ مات قبل خروج النبي ﷺ، فقَبِلُوا منه، ثم لَمّا خرج رسول الله ﷺ كَفَرُوا به، فضرب الله لهم هذا المَثَل[[تفسير الثعلبي ١/١٦٠، وتفسير البغوي ١/٦٩ مختصرًا عن عطاء، ومحمد بن كعب.]]. (ز)
٦٦٤- عن قتادة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾، قال: هذا مَثَل ضربه الله للمنافق، إنّ المنافق تكلم بـ«لا إله إلا الله»، فناكَح بها المسلمين، ووارَث بها المسلمين، وعادَّ بها المسلمين، وحَقَن بها دمَه ومالَه، فلمّا كان عند الموت لم يكن لها أصلٌ في قلبه، ولا حقيقة في عمله، فسُلِبها المنافق عند الموت، فتُرِك في ظُلُماتٍ وعمًى، يَتَسَكَّع فيها كما كان أعمى في الدنيا عن حق الله وطاعته[[أخرجه ابن جرير ١/٣٣٩، وعبد الرزاق ١/٣٩ بنحوه من طريق معمر، وكذا ابن جرير ١/٣٣٩، وابن أبي حاتم ١/٥١ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٧٤)
٦٦٥- عن الضحّاك= (ز)
٦٦٦- ومقاتل، نحوه[[تفسير الثعلبي ١/١٦٠، وتفسير البغوي ١/٦٨.]]. (ز)
٦٦٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: ضَرب مثلَ أهل النفاق، فقال: ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا﴾، قال: إنما ضوءُ النار ونورُها ما أوقَدْتَها، فإذا خمدت ذهب نورُها. كذلك المنافق، كلما تكلّم بكلمة الإخلاص أضاءَ له، فإذا شك وقع في الظلمة[[أخرجه ابن جرير ١/٣٤٠.]]. (ز)
٦٦٨- عن عطاء الخراساني -من طريق أبي شيبة شعيب بن رزيق- في قوله: ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارا﴾، قال: هذا مَثَل المنافق، يُبصِر أحيانًا، ثم يدركه عمى القلب[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٠.]]. (ز)
٦٦٩- وعن عكرمة= (ز)
٦٧٠- والحسن، نحوه[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٥٠.]]٧٤. (ز)
٦٧١- قال يحيى بن سلّام: قال الحسن: يعني: مَثَلُهم كمَثَل رجل يمشي في ليلة مظلمة، في يده شُعْلَة من نار، فهو يُبْصِر بها موضع قدميه، فبينما هو كذلك إذ أُطْفِئَت ناره؛ فلم يُبْصِر كيف يمشي، وإنّ المنافق تكلم بقول: لا إله إلا الله؛ فناكح بها المسلمين، وحَقَن دمه وماله، فلمّا كان عند الموت سلبه الله إياها. قال يحيى: لأنه لم يكن لها حقيقة في قلبه[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٢٤-.]]. (ز)
٦٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ثم ضرب الله للمنافقين مَثَلًا، فقال ﷿: ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله﴾، طَفِئت ناره، يقول الله ﷿: مَثَل المنافق إذا تَكَلَّم بالإيمان كان له نور بمنزلة المستوقِد نارًا يمشي بضوئها ما دامت ناره تَتَّقِد، فإذا ترك الإيمان كان في ظُلْمَة كظُلْمَة من طَفِئَت نارُه؛ فقام لا يهتدي ولا يُبْصِر، فذلك قوله سبحانه: ﴿ذهب الله بنورهم﴾، يعني: بإيمانهم، نظيرها في سورة النور [٤٠]: ﴿ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور﴾، يعني به: الإيمان، وقال سبحانه في الأنعام [١٢٢]: ﴿وجعلنا له نورا يمشي به في الناس﴾، يعني: يهتدي به الذين تكلموا به[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩١-٩٢.]]. (ز)
٦٧٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿كمثل الذي استوقد نارًا﴾ إلى آخر الآية، قال: هذه صفة المنافقين، كانوا قد آمنوا حتى أضاءَ الإيمانُ في قلوبهم، كما أضاءَت النارُ لهؤلاء الذين استوقدوا، ثم كفروا، فذهب الله بنورهم، فانتزعه، كما ذهب بضوء هذه النار، فتركهم في ظلمات لا يبصرون[[أخرجه ابن جرير ١/٣٤١.]]. (ز)
﴿فَلَمَّاۤ أَضَاۤءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِی ظُلُمَـٰتࣲ لَّا یُبۡصِرُونَ ١٧﴾ - تفسير
٦٧٤- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾، قال: فإنما ضوء النار ما أوقدتها، فإذا خمدت ذهب نورها، وكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الإخلاص -بلا إله الا الله- أضاء له، فإذا شَكَّ وقع في الظُّلْمَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٠ (١٥٩).]]. (ز)
٦٧٥- عن مجاهد -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾، قال: أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين والهُدى، وذهاب نورهم إقبالهم إلى الكافرين والضلالة، وإضاءة البرق وإظلامه على نحو ذلك المثل[[تفسير مجاهد ص١٩٧، وأخرجه ابن جرير ١/٣٤٠، وابن أبي حاتم ١/٥١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/١٧٤)
٦٧٦- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾، قال: أما النّور فهو إيمانهم الذي يتكلمون به، وأما الظلمات فهي ضلالتهم وكفرهم[[أخرجه ابن جرير ١/٣٣٩، وابن أبي حاتم ١/٥١-٥٢ من طريق علي بن الحكم.]]. (ز)
٦٧٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- ﴿وتركهم في ظلمات﴾، قال: هم أهل النار[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٢ (١٦٦).]]. (ز)
٦٧٨- قال الضحاك: لَمّا أضاءت النارُ أرسل الله عليها ريحًا عاصِفًا، فأطفأها، فكذلك اليهود كُلَّما أوقدوا نارًا لحرب محمد ﷺ أطفأها الله[[تفسير الثعلبي ١/١٦١.]]. (ز)
٦٧٩- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- في قوله: ﴿وتركهم في ظلمات لا يبصرون﴾، قال: فذلك حين يموت المنافق، فيُظْلِم عليه عملُه؛ عملُ السوء، فلا يجد له عملًا من خيرٍ عَمِلَ به يَصْدُقُ به قولَ: لا إله إلا هو[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٥٢ (١٧٠).]]. (ز)
٦٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتركهم في ظلمات﴾ يعني: الشرك، ﴿لا يبصرون﴾ الهُدى. ثم نعتهم فقال سبحانه: ﴿صم بكم عمي﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٩٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.