الباحث القرآني
قَوْلُهُ: ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ آيَةُ ١٧
[١٥٨] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا أبُو صالِحٍ كاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ قالَ: هَذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُنافِقِينَ أنَّهم كانُوا يَعْتَزُّونَ بِالإسْلامِ، فَيُناكِحُهُمُ المُسْلِمُونَ ويُقاسِمُونَهُمُ الفَيْءَ فَلَمّا ماتُوا سَلَبَهُمُ اللَّهُ ذَلِكَ العِزَّ كَما سَلَبَ صاحِبَ النّارِ ضَوْءَهُ.
[١٥٩] حَدَّثَنا عِصامُ بْنُ الرَّوّادِ، ثَنا آدَمُ، ثَنا أبُو جَعْفَرٍ الرّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ فَإنَّما ضَوْءُ النّارِ ما أوْقَدْتَها، فَإذا خَمَدَتْ ذَهَبَ نُورُها. وكَذَلِكَ المُنافِقُ كُلَّما تَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الإخْلاصِ -بِلا إلَهَ إلّا اللَّهُ- أضاءَ لَهُ فَإذا شَكَّ وقَعَ في الظُّلْمَةِ.
[١٦٠] حَدَّثَنا عِصامُ بْنُ الرَّوّادِ، ثَنا آدَمُ، ثَنا أبُو شَيْبَةَ -يَعْنِي شُعَيْبَ- بْنَ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ، في قَوْلِهِ: ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ قالَ: هَذا مَثَلُ المُنافِقِ (p-٥١)يُبْصِرُ أحْيانًا ثُمَّ يُدْرِكُهُ عَمى القَلْبِ ورُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ والحَسَنِ والسُّدِّيِّ والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ نَحْوُ قَوْلِ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾
[١٦١] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾ أمّا إضاءَةُ النّارِ فَإقْبالُهم إلى المُؤْمِنِينَ والهُدى.
[١٦٢] حَدَّثَنا أبُو زُرْعَةَ، ثَنا عَمْرُو بْنُ حَمّادٍ، ثَنا أسْباطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ﴾ زُعِمَ أنَّ أُناسًا دَخَلُوا في الإسْلامِ مَقْدَمَ النَّبِيِّ -ﷺ- المَدِينَةَ، ثُمَّ إنَّهم نافَقُوا فَكانَ مَثَلُهم كَمَثَلِ رَجُلٍ في ظُلْمَةٍ فَأوْقَدَ نارًا، فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ مِن قَذًى أوْ أذًى فَأبْصَرَهُ حَتّى عَرَفَ ما يَتَّقِي مِنها فَبَيْنَما هو كَذَلِكَ إذْ أُطْفِئَتْ نارُهُ فَأقْبَلَ لا يَدْرِي ما يَتَّقِي مِن أذًى، فَذَلِكَ المُنافِقُ كانَ في ظُلْمَةِ الشِّرْكِ فَأسْلَمَ فَعَرَفَ الحَلالَ والحَرامَ، والخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ، فَبَيْنَما هو كَذَلِكَ إذْ كَفَرَ فَصارَ لا يَعْرِفُ الحَلالَ مِنَ الحَرامِ ولا الخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ.
قَوْلُهُ: ﴿ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾
[١٦٣] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبّاحِ، ثَنا شَبابَةُ، ثَنا ورْقاءُ، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ وذَهابُ نُورِهِمْ: إقْبالُهم إلى الكُفّارِ والضَّلالَةِ.
والوَجْهُ الثّانِي:
[١٦٤] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أبِي الرَّبِيعِ، أنْبَأ عَبْدُ الرَّزّاقِ، أنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتادَةَ: حَتّى إذا ماتُوا يَعْنِي- المُنافِقِينَ، ذَهَبَ بِنُورِهِمْ.
الوَجْهُ الثّالِثُ:
[١٦٥] أخْبَرَنا أبُو الأزْهَرِ أحْمَدُ بْنُ الأزْهَرِ النَّيْسابُورِيُّ فِيما كَتَبَ إلَيَّ، ثَنا وهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنا أبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَكَمِ، عَنِ الضَّحّاكِ، في قَوْلِهِ: ﴿ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ فَهو إيمانُهُمُ الَّذِي تَكَلَّمُوا بِهِ.
(p-٥٢)قَوْلُهُ: ﴿وتَرَكَهم في ظُلُماتٍ﴾
[١٦٦] ذَكَرَ أبُو زُرْعَةَ، ثَنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الجَرْمِيُّ، ثَنا يَحْيى بْنُ واضِحٍ أبُو تُمَيْلَةَ، ثَنا أبُو الحارِثِ عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمانَ، عَنِ الضَّحّاكِ بْنِ مُزاحِمٍ: ﴿وتَرَكَهم في ظُلُماتٍ﴾ قالَ: هم أهْلُ النّارِ.
[١٦٧] حَدَّثَنا أبِي، ثَنا أبُو صالِحٍ كاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، ﴿وتَرَكَهم في ظُلُماتٍ﴾ يَقُولُ: في عَذابٍ إذا ماتُوا.
الوَجْهُ الثّانِي:
[١٦٨] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنْبَأ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنا سَلَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ فِيما حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿وتَرَكَهم في ظُلُماتٍ﴾ حَتّى خَرَجُوا بِهِ مِن ظُلْمَةِ الكُفْرِ طَغَوْا بِكُفْرِهِمْ بِهِ ونِفاقِهِمْ فِيهِ فَتَرَكَهُمُ اللَّهُ في ظُلُماتِ الكُفْرِ فَهم لا يُبْصِرُونَ هُدًى ولا يَسْتَقِيمُونَ عَلى حَقٍّ.
[١٦٩] أخْبَرَنا أبُو الأزْهَرِ، فِيما كَتَبَ إلَيَّ، ثَنا وهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنا أبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَكَمِ، عَنِ الضَّحّاكِ، في قَوْلِهِ: أمّا الظُّلْمَةُ فَهي ضَلالَتُهم وكُفْرُهم.
[١٧٠] حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ أحْمَدَ أبُو فاطِمَةَ ثَنا، إبْراهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشّارٍ الواسِطِيُّ ثَنا سُرُورُ بْنُ المُغِيرَةِ بْنِ زاذانَ ابْنُ أخِي مَنصُورِ بْنِ زاذانَ عَنْ عَبّادِ بْنِ مَنصُورٍ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ ﴿وتَرَكَهم في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ﴾ فَذَلِكَ حِينَ يَمُوتُ المُنافِقُ فَيُظْلِمُ عَلَيْهِ عَمَلُهُ عَمَلَ السُّوءِ، فَلا يَجِدُ لَهُ عَمَلًا مِن خَيْرٍ عَمِلَ بِهِ يُصَدِّقُ بِهِ قَوْلَ لا إلَهَ إلّا هو.
قَوْلُهُ: ﴿لا يُبْصِرُونَ﴾
[١٧١] حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنْبَأ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثَنا سَلَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحاقَ قالَ: فِيما حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أبِي مُحَمَّدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ﴿لا يُبْصِرُونَ﴾ أيْ لا يُبْصِرُونَ الحَقَّ يَقُولُونَ.
{"ayah":"مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِی ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّاۤ أَضَاۤءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِی ظُلُمَـٰتࣲ لَّا یُبۡصِرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق