الباحث القرآني
﴿سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ١٤٢ وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ ١٤٣﴾ - نزول الآيات
٤١٥٣- عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله ﷺ صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان رسول الله ﷺ يُحِبُّ أن يُوَجَّه إلى الكعبة؛ فأنزل الله: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء﴾ [البقرة:١٤٤]. فتَوَجَّه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس -وهم اليهود-: ﴿ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾ [البقرة: ١٤٢] فصلّى مع النبي ﷺ رجل، ثم خرج بعد ما صلى، فمرَّ على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنّه صلى مع رسول الله ﷺ، وأنه توجه نحو الكعبة. فتحرّف القوم، حتى توجَّهوا نحو الكعبة[[أخرجه البخاري ١/٨٨-٨٩ (٣٩٩) واللفظ له، ومسلم ١/٣٧٤ (٥٢٥)، وابن أبي حاتم ١/٢٤٨ (١٣٢٨).]]. (٢/٦)
٤١٥٤- عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي نحو بيت المقدس، ويُكثِر النَّظَر إلى السماء، ينتظر أمر الله؛ فأنزل الله: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾. فقال رجال من المسلمين: ودِدْنا لو علمنا مَن مات مِنّا قبل أن نُصرَف إلى القِبْلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾. وقال السفهاء من الناس -وهم من أهل الكتاب-: ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله: ﴿سيقول السفهاء﴾ إلى آخر الآية[[أخرجه ابن إسحاق -كما في تفسير ابن كثير ١/٤٥٣، والعُجاب لابن حجر ١/٣٩٦-، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن البراء. إسناد صحيح؛ فأبو إسحاق السبيعي وإن كان كثير التدليس لكن روايته عن البراء محمولة على السماع، فقد أخرجها البخاري من طريقه بنحو لفظه، كما في الحديث السابق والآتي.]]. (٢/٥)
٤١٥٥- عن البراء بن عازب: أنّ رسول الله ﷺ كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنّه صلّى قِبَل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يُعجبه أن تكون قِبْلته قِبَل البيت، وأنه صلّى صلاة العصر ومعه قوم، فخرج رجلٌ مِمَّن صلّى معه، فمرَّ على أهل المسجد وهم ركوع، فقال: أشهدُ لقد صلَّيْتُ مع رسول الله ﷺ قِبَل مكة. فداروا كما هم قِبَل البيت، وكان يعجبه أن يُحوَّل قِبَل البيت، وكان اليهود قد أعجبهم هذا؛ أن كان رسول الله ﷺ يُصَلِّي قِبَل بيت المقدس، وأهلُ الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قِبَل البيت أنكروا ذلك[[أخرجه البخاري ١/١٧ (٤٠)، وابن جرير ٢/٦٢٠-٦٢١.]]. (ز)
٤١٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: إنّ أول ما نُسِخ في القرآن القِبْلة، وذلك أنّ رسول الله ﷺ لَمّا هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود؛ أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله ﷺ بضعة عشر شهرًا، وكان رسول الله ﷺ يُحِبُّ قِبْلة إبراهيم، وكان يدعو الله وينظر إلى السماء؛ فأنزل الله: ﴿قد نرى تقلب وجهك﴾ إلى قوله: ﴿فولوا وجوهكم شطره﴾. يعني: نحوه، فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم الني كانوا عليها؟ فأنزل الله: ﴿قل لله المشرق والمغرب﴾. وقال: ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ [البقرة:١١٥][[أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص٧١، وابن جرير ٢/٤٥٠، وابن أبي حاتم ١/٢٤٨ (١٣٢٩)، ١/٢٥٣ (١٣٥٥). وإسناده جيد. ينظر: مقدمة الموسوعة. قال ابن حجر في العُجاب ١/٢٠٧: «وعليٌّ صدوق لم يلق ابن عباس، لكنه إنّما حمل عن ثقات أصحابه، فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة». وتوبع عليٌّ في روايته عن ابن عباس، فرواه عنه عطاء بن أبي رباح، وصحَّحه الحاكم على شرط الشيخين، وقد تقدّم ذكره سابقًا.]]. (٢/٦)
٤١٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: صُرِفت القِبْلة عن الشام إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرًا من مَقْدَم رسول الله ﷺ المدينة، فأتى رسولَ الله ﷺ رِفاعةُ بن قيس، وقِرْدَم بن عمرو، وكعب بن الأشرف، ونافع بن أبي نافع، والحجاج بن عمرو حليفُ كعب بن الأشرف، والربيع بن أبي الحُقَيق، وكنانة بن أبي الحُقَيق، فقالوا له: يا محمد، ما ولّاك عن قِبْلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنّك على مِلَّة إبراهيم ودينه؟! ارجع إلى قِبْلتك التي كنت عليها نَتبعْك ونُصَدِّقْك. وإنّما يريدون فتنته عن دينه؛ فأنزل الله فيهم: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ إلى قوله: ﴿إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٥٠-، والبيهقي في الدلائل ٢/٥٧٥، وابن جرير ٢/٦١٨-٦١٩، من طريق محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس به. قال ابن حجر عن هذا الإسناد في العُجاب ١/٣٥١: «سند جيد». وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ١٢/٦٨ من طريق ابن إسحاق مختصرًا. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٢/١٤: «ورجاله مُوَثَّقُون».]]. (٢/٨)
٤١٥٨- عن سعيد بن جبير، نحو ذلك مختصرًا[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٢٤٨.]]. (ز)
٤١٥٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-، نحو ذلك مختصرًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٤٨.]]. (ز)
٤١٦٠- عن سعيد بن المسيب -من طريق يحيى بن سعيد- في قوله -جلَّ وعزَّ: ﴿وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول﴾، قال: صَلّى رسول الله ﷺ قَبْل بدر بشهرين نحو بيت المقدس، وكان يرفع بصره إلى السماء ويُحِبُّ أن يُصْرَف؛ فنزلت فيه: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام﴾[[أخرجه مالك ١/٢٧١ (٥٢٥)، وسفيان الثوري في تفسيره ص٥١ (٤٢) واللفظ له، وابن جرير ٢/٦٢١ من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب به مرسلًا. ومراسيل سعيد بن المسيب كما قال الإمام أحمد: «مُرسَلات ابن المسيب صحاح، لا ترى أصح منها». وقال ابن معين: «أصحّ المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب». قال العلائي في جامع التحصيل ١/٤٧: «فهذا كله يعضد أن مراد الشافعي ﵀ بكلامه استثناء مراسيل ابن المسيب وقبولها مطلقًا، من غير أن يعتضد بشيء ... وقد حكى القَفّال المِرْوَزِيّ عن الشافعي أنه قال في كتاب الرهن الصغير: إرسال ابن المسيب عندنا حجة».]]. (٢/١٠)
٤١٦١- عن محمد ابن شهاب الزهري، قال: صُرِفت القِبْلة نحو المسجد الحرام في رجب على رأس ستة عشر شهرًا من مخرج رسول الله ﷺ من مكة، وكان رسول الله ﷺ يُقَلِّب وجهه في السماء وهو يُصَلِّي نحو بيت المقدس، فأنزل الله حين وجّهه إلى البيت الحرام: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ وما بعدها من الآيات. فأنشأت اليهود تقول: قد اشتاق الرجلُ إلى بلده وبيت أبيه وما لهم حتى تركوا قِبْلتهم؛ يُصَلُّون مرة وجهًا ومرة وجهًا آخر؟ وقال رجال من الصحابة: فكيف بمَن مات مِنّا وهو يُصَلّي قِبَل بيت المقدس؟ وفرِح المشركون، وقالوا: إنّ محمدًا قد التَبَس عليه أمرُه، ويُوشِك أن يكون على دينكم. فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات[[أخرجه البيهقي في الدلائل ٢/٥٧٤، من طريق موسى بن عقبة، عن الزهري به مرسلًا. والمحدِّثون على تضعيف مراسيل الزهري، كما في جامع التحصيل ص٩٠، لكن الحديث ثابت مرفوعًا في الصحيحين من حديث البراء، كما تقدم قريبًا.]]. (٢/٩)
٤١٦٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: كانت القِبْلة فيها بلاء وتمحيص، صلَّتِ الأنصارُ نحو بيت المقدس حولين قبل قدوم النبي ﷺ، وصلّى نبيُّ الله بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا، ثم وجّهه الله بعد ذلك إلى الكعبة؛ البيت الحرام، فقال في ذلك قائلون من الناس: ما ولّاهم عن قِبْلتهم التي كانوا عليها؟ لقد اشتاق الرجل إلى مولده. قال الله ﷿: ﴿قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٤. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٨٤-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/١٣)
٤١٦٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: لَمّا وُجِّه النبي ﷺ قِبَل المسجد الحرام اختلف الناس فيها، فكانوا أصنافًا؛ فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قِبْلةٍ زمانًا ثم تركوها وتوجّهوا غيرها؟ وقال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يُصَلُّون قِبَل بيت المقدس، هل يقبل الله مِنّا ومنهم أم لا؟ وقالت اليهود: إنّ محمدًا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قِبْلتنا لكُنّا نرجو أن يكون هو صاحبنا الذي ننتظر. وقال المشركون من أهل مكة: تَحَيَّر على محمد دينُه؛ فتَوَجَّه بقِبْلته إليكم، وعلم أنّكم أهدى منه، ويوشك أن يدخل في دينكم. فأنزل الله في المنافقين: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ إلى قوله: ﴿إلا على الذين هدى الله﴾. وأنزل الله في الآخرين الآيات بعدها[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٥، ٦٤٠، ٦٤١.]]. (٢/١٠)
٤١٦٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾، وذلك أنّ النبي ﷺ وأصحابه كانوا بمكة يُصَلُّون ركعتين بالغداة، وركعتين بالعَشِيِّ، فلمّا عُرِج بالنبي ﷺ إلى السماء ليلًا أُمِر بالصلوات الخمس، فصارت الركعتان للمسافر، وللمقيم أربع ركعات، فلمّا هاجر إلى المدينة لليلتين خَلَتا من ربيع الأول أُمِر أن يُصَلِّي نحو بيت المقدس؛ لِئَلّا يُكَذِّب به أهل الكتاب إذا صلّى إلى غير قِبْلتهم، مع ما يجدون من نعته في التوراة. فصلّى النبيُّ ﷺ وأصحابه قِبَل بيت المقدس من أوّل مَقْدمه المدينة سبعة عشر شهرًا، وصلَّت الأنصار قِبَل بيت المقدس سنتين قَبْل هجرة النبي ﷺ، وكانت الكعبةُ أحبَّ القبلتين إلى النبي ﷺ، فقال لجبريل ﵇: وددت أنّ ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها. فقال جبريل ﵇: إنّما أنا عبدٌ مثلك لا أملك شيئًا، فاسأل ربك ذلك. وصعد جبريل إلى السماء، وجعل النبيُّ ﷺ يُديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل ﵇ بما سأل؛ فأنزل الله ﷿ في رجب، عند صلاة الأولى، قبل قتال بدر بشهرين: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره﴾. ولَمّا صُرِفَت القِبْلة إلى الكعبة قال مشركو مكة: قد تَرَدَّد على أمره، واشتاق إلى مولد آبائه، وقد توجّه إليكم وهو راجع إلى دينكم. فكان قولهم هذا سَفَهًا منهم؛ فأنزل الله ﷿: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾، يعني: مُشرِكي مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٣-١٤٤. قال ابن حجر في العُجاب ١/٣٩٦: «وجدت هذا السبب بهذا السياق في تفسير مقاتل بن سليمان، فيحتمل أن يكون مراده بقوله:»قال ثم قال«إلى آخره، غير ابن الكلبي، وهو مقاتل، فيكون ظاهره الإدراج على كلام ابن الكلبي عن ابن عباس، ويحتمل أن يكونا تَوارَدا».]]. (ز)
٤١٦٥- عن مالك بن أنس -من طريق عبد الله بن وهْب-: أنّ رسول الله ﷺ بعد أن قَدِم المدينة صلّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا، ثم أُمِر بالتحويل إلى الكعبة، فتحول إلى الكعبة في صلاة الصبح، فذهب ذاهب إلى قباء، فوجدهم في صلاة الصبح، فقال لهم: إنّ النبي ﵇ قد أُنزل عليه القرآن، وقد أُمر أن يستقبل الكعبة. فاستداروا وهم في الصلاة [طاعةً] لله، واتِّباعًا لأمره، قال: ونزل القرآن: ﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم الــتي كانوا عليها﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٣٨-١٣٩ (٢٧٩) مرسلًا، لكنه ثابت مرفوعًا في الصحيحين، كما تقدم قريبًا من حديث البراء.]]. (ز)
٤١٦٦- عن عثمان بن عبد الرحمن، قال: كان رسول الله ﷺ إذا قام يُصَلِّي انتظر أمرَ الله في القِبْلة، وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم يُنْهَ عنها مِن فعل أهل الكتاب، فبينا رسول الله ﷺ يُصَلّي الظهر في مسجده قد صلّى ركعتين إذ نزل عليه جبريل، فأشار له أن صَلِّ إلى البيت، وصلّى جبريلُ إلى البيت، وأنزل الله: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون﴾. قال: فقال المنافقون: حنَّ محمدٌ إلى أرضه وقومه. وقال المشركون: أراد محمدٌ أن يجعلنا له قِبْلة ويجعلنا له وسيلة، وعرف أنّ ديننا أهدى من دينه. وقال اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وترَّكَكم القِبْلة؛ قِبْلة موسى ويعقوب والأنبياء؟ واللهِ، إنْ أنتم إلّا تُفْتَنون. وقال المؤمنون: لقد ذهب مِنّا قومٌ ماتوا ما ندري أكُنّا نحن وهم على قِبْلة أو لا؟ قال: فأنزل الله ﷿ في ذلك: ﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها﴾ إلى قوله: ﴿إن الله بالناس لرؤوف رحيم﴾[[عزاه السيوطي إلى الزبير بن بكار في أخبار المدينة.]]. (٢/١٣)
٤١٦٧- عن يحيى بن سلام أنّه قال: نزلت هذه الآية بعد ما صُرِف النبي ﵇ إلى الكعبة، فهي قبلها في التَّأْلِيف، وهي بعدها في التنزيل، وذلك أنّ رسول الله ﷺ لَمّا حوَّله الله ﷿ إلى الكعبة من بيت المقدس قال المشركون: يا محمد، رَغِبْتَ عن قِبْلة آبائك، ثم رجعت إليها، وأيضًا -واللهِ- لترجعن إلى دينهم. فأنزل الله: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ الآية[[تفسير ابن أبي زمنين ١/١٨٣.]]. (ز)
﴿سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ﴾ - تفسير
٤١٦٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: اليهودُ[[أخرجه ابن جرير ٢/٦١٧. وعلَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٤٧.]]. (ز)
٤١٦٩- عن البراء بن عازب -من طريق أبي إسحاق- في قوله تعالى: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾، قال: اليهود[[أخرجه النسائي في الكبرى (١١٠٠١)، وابن جرير ٢/٦١٦، وابن أبي حاتم ١/٢٤٧. وعزاه السيوطي إلى وكيع، وعبد بن حميد، وأبي داود في ناسخه، وابن المنذر. وفي رواية عند النسائي (١٠٩٣٤): هم أهل الكتاب السفهاء. وتقدم الأثر مُطَوَّلًا في نزول الآية.]]. (٢/٩)
٤١٧٠- عن الحسن البصري، نحو ذلك[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٢٤٧.]]. (ز)
٤١٧١- عن الحسن البصري: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ هم مشركو العرب[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٨٣-.]]. (ز)
٤١٧٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله: ﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قِبْلتهم﴾، قال: اليهود تَقُولُه، حين تَرَك بيتَ المقدس[[تفسير مجاهد ص٢١٥، وأخرجه سفيان الثوري ص٥٠ من طريق رجل عن مجاهد، وابن جرير ٢/٦١٧. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٢٤٧.]]. (ز)
٤١٧٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: نزلت ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾ في المنافقين[[أخرجه ابن جرير ٢/٦١٧، وابن أبي حاتم ١/٢٤٧.]]. (٢/١٠)
٤١٧٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾، يعني: مشركي مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٤.]]٥٣٣. (ز)
﴿مَا وَلَّىٰهُمۡ﴾ - تفسير
٤١٧٥- عن عطاء= (ز)
٤١٧٦- ومجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج-: ﴿ما ولاهم﴾: ما صَرَفهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٤٧. وهو في تفسير مجاهد ص٢١٥ عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح.]]. (ز)
٤١٧٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ما ولاهم﴾ يقول: ما صرفهم ﴿عن قبلتهم﴾ الأولى ﴿التي كانوا عليها﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٤.]]. (ز)
﴿مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ﴾ - تفسير
٤١٧٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- ﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها﴾، يعنون: بيت المقدس، فنسخها، وصرفه الله إلى البيت العتيق[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٤٧ (١٣٢٦).]]. (ز)
٤١٧٩- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: لَمّا وُجِّه النبيُّ ﷺ قِبَل المسجد الحرام اختلف الناس فيها، فكانوا أصنافًا، فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قِبْلة زمانًا، ثم تركوها، وتوجَّهوا إلى غيرها؟! فأنزل الله في المنافقين: ﴿سيقول السفهاء من الناس﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٥.]]. (٢/١٠)
٤١٨٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها﴾، يعنون: بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٣.]]. (ز)
﴿قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ١٤٢﴾ - تفسير
٤١٨١- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾، قال: يهديهم إلى المخرج من الشُّبُهات، والضَّلالات، والفِتَن[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٤٨.]]. (٢/١٥)
٤١٨٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قل﴾ يا محمد: ﴿لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾، يعني: دين الإسلام، يهدي الله نبيَّه والمؤمنين لدينه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٤.]]. (ز)
﴿قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ١٤٢﴾ - آثار متعلقة بالآية، وتحويل القبلة
٤١٨٣- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إنهم -يعني: أهل الكتاب- لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على الجُمُعة التي هدانا الله لها، وضَلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها، وضَلُّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين»[[أخرجه أحمد ٤١/٤٨١ (٢٥٠٢٩). قال الخركوشي في شرف المصطفى ٤/٢٥٠: «إسناده حسن». وقال المناوي في فيض القدير ٥/٤٤١: «قال العراقي: هذا حديث صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٥ (١٩٧٩): «رواه أحمد، وفيه علي بن عاصم شيخ أحمد، وقد تُكُلِّم فيه بسبب كثرة الغلط والخطأ، قال أحمد: أما أنا فأُحَدّث عنه، وحدّثنا عنه. وبقية رجاله ثقات».]]. (٢/١٥)
٤١٨٤- عن معاذ بن جبل: أنّ النبي ﷺ قَدِم المدينة، فصلّى نحوَ بيت المقدس ثلاثة عشر شهرًا[[أخرجه أبو داود ١/٣٨١-٣٨٣ (٥٠٧) مُطَوَّلًا، وابن جرير ٢/٦٢١ واللفظ له. قال ابن حجر في الفتح ١/٩٧: «ومن الشذوذ أيضًا رواية ثلاثة عشر شهرًا، ورواية تسعة أشهر، أو عشرة أشهر، ورواية شهرين، ورواية سنتين، وهذه الأخيرة يمكن حملها على الصواب، وأسانيد الجميع ضعيفة». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٢/٤٣٠ (٥٢٤): «حديث صحيح».]]. (٢/١١)
٤١٨٥- عن سعيد بن المُسَيِّب، قال: سمعتُ سعد بن أبي وقاص يقول: صلّى رسول الله ﷺ بعد ما قَدِم المدينة ستة عشر شهرًا نحو بيت المقدس، ثم حُوِّل بعد ذلك قِبَل المسجد الحرام قَبْل بدر بشهرين[[أخرجه ابن عدي في الكامل ١/٣١٤، والبيهقي ٢/٤-٥ (٢١٩٤). قال الدارقطني في العِلَل ٤/٣٦٥ (٦٣١): «المرسل أصح». وقال ابن القَيْسَرانِيّ في ذخيرة الحفاظ ٣/١٥٢٢ (٣٣٧٢): «رواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن محمد بن الفضل، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص. وهذا ليس بمحفوظ بهذا الإسناد، وإنما يعرف بأحمد، وأحمد ضعيف جِدًّا». وقال ابن رجب في فتح الباري ١/١٨١: «والحُفّاظ يرون أنه لا يصح ذكر سعد بن أبي وقاص فيه».]]. (٢/١١)
٤١٨٦- عن عثمان بن حَنِيف، قال: كان رسول الله ﷺ قبل أن يَقْدُم من مكة يدعو الناس إلى الإيمان بالله وتصديقٍ به قولًا بلا عمل، والقِبْلة إلى بيت المقدس، فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض، ونَسَخَتِ المدينةُ مكةَ والقول فيها، ونَسَخَ البيتُ الحرامُ بيتَ المقدس؛ فصار الإيمان قولًا وعملًا[[أخرجه الطبراني في الكبير ٩/٣٢ (٨٣١٢)، وابن بطة في الإبانة ٢/٦٢٩ (٨١٦). قال أبو حاتم كما في العلل لابنه ٢/١٥٧: «هذا حديث منكر، وسعد بن عمران مثل الواقدي في اللين وكثرة عجائبه». وقال الهيثمي في المجمع ١/٥٥ (١٧٤): «رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم».]]. (٢/١٥)
٤١٨٧- عن عمرو بن عوف، قال: كُنّا مع رسول الله ﷺ حين قَدِم المدينة، فصلّى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرًا، ثم حُوِّلت إلى الكعبة[[أخرجه البزار ٨/٣٢٣-٣٢٤ (٣٣٩٩) واللفظ له، والطبراني في الكبير ١٧/١٨ (١٧). قال الهيثمي في المجمع ٢/١٣ (١٩٦٩): «رواه البزار، والطبراني في الكبير، وكثير ضعيف، وقد حسّن الترمذي حديثه». وقال ابن رجب في فتح الباري ١/١٨٠: «وروى كثير بن عبد الله المزني، وهو ضعيف». وقال ابن القَيْسَرانِيُّ في ذخيرة الحفاظ ٤/١٨٧٨ (٤٣٠٢): «رواه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، وكثير ضعيف، والمتن صحيح من غير طريقه».]]. (٢/١٦)
٤١٨٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد-: أنّ النبي ﷺ كان يُصَلِّي وهو بمكة نحو بيت المقدس، والكعبة بين يديه، وبعد ما تحول إلى المدينة ستة عشر شهرًا، ثُمَّ صرفه الله إلى الكعبة[[أخرجه أحمد ٥/١٣٦ (٢٩٩١)، والبيهقي ٢/٤ (٢١٩٣) واللفظ له. قال الضياء في الأحاديث المختارة ١٣/٨٣ (١٣٦): «له شاهد في الصحيحين». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٢ (١٩٦٧): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والبَزّار، ورجاله رجال الصحيح». وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد ٣/٣٧٤: «ورواه ابن سعد أيضًا، وسنده جيّد قويّ». وقال المظهري في تفسيره ١/١٤٢: «وسنده جيد».]]. (٢/٧)
٤١٨٩- عن عبد الله بن عباس، قال: أوَّلُ ما نُسخ من القرآن القبلةُ، وذلك أنّ محمدًا كان يستقبل صخرةَ بيت المقدس، وهي قِبْلة اليهود، فاستقبلها سبعة عشر شهرًا؛ ليؤمنوا به، وليَتَّبِعُوه، ولِيَدْعُوا بذلك الأُمِّيِّين من العرب، فقال الله: ﴿ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ [البقرة:١١٥]. وقال: ﴿قد نرى تقلب وجهك﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.]]. (٢/٧)
٤١٩٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: صلّى النبي ﷺ ومَن معه نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا، ثم حُوِّلت القِبْلة بعد[[أخرجه أحمد ٥/٣٦٢ (٣٣٦٣)، والطبراني في الكبير ١١/٢٨٥ (١١٧٥١) واللفظ له. قال الضياء في الأحاديث المختارة ١٣/٨١-٨٢ (٩١):«له شاهد في الصحيحين».]]. (٢/٩)
٤١٩١- عن البراء بن عازب: أنّ النبي ﷺ كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار، وأنّه صلّى إلى بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرًا، وكان يُعْجِبُه أن تكون قِبْلتُه قِبَل البيت، وأنّه أوّل صلاة صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلّى معه، فمَرَّ على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلَّيْت مع النبي ﷺ قِبَل الكعبة، فداروا كما هم قِبَل البيت. وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يُصَلّى قِبَل بيت المقدس، وأهلُ الكتاب، فلما ولّى وجهه قِبَل البيت أنكروا ذلك، وكان الذي مات على القِبْلة قَبْل أن تُحَوَّل قِبَل البيت رجالًا، وقُتِلوا، فلم نَدْرِ ما نقول فيهم؛ فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم﴾[[أخرجه البخاري ١/١٧ (٤٠)، ١/٨٨-٨٩ (٣٩٩)، ٦/٢١ (٤٤٨٦)، ٩/٨٧-٨٨ (٧٢٥٢)، ومسلم ١/٣٧٤ (٥٢٥)، وابن جرير ٢/٦٢٠-٦٢١.]]. (٢/٥)
٤١٩٢- عن عبد الله بن عمر، قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آتٍ، فقال: إنّ رسول الله ﷺ قد أُنزِل عليه الليلة القرآن، وقد أُمِر أن يستقبل الكعبة. فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة[[أخرجه البخاري ١/٨٩ (٤٠٣)، ٦/٢٢ (٤٤٩٠، ٤٤٩١، ٤٤٩٣)، ٦/٢٣ (٤٤٩٤)، ٩/٨٧ (٧٢٥١)، ومسلم ١/٣٧٥ (٥٢٦).]]٥٣٤. (٢/١٢)
٤١٩٣- عن محمد بن عبد الله بن جحش، قال: صَلَّيْتُ القبلتين مع رسول الله ﷺ، فصُرِفَت القبلة إلى البيت ونحن في صلاة الظهر، فاستدار رسول الله ﷺ بنا، فاستدرنا معه[[أخرجه ابن سعد الطبقات الكبرى - متمم الصحابة، الطبقة الخامسة ٢/٢١١ (٦٧١). قال ابن حجر في الدراية ١/١٢٦: «وفيه الواقدي». والواقدي قال عنه الذهبي في المغني ٢/٦١٩: «مجمع على تركه، وقال ابن عدي: يروي أحاديث غير محفوظة، والبلاء منه. وقال النسائي: كان يضع الحديث».]]. (٢/١٥)
٤١٩٤- عن عُمارَةَ بن أوس الأنصاري، قال: صَلَّيْنا إحدى صلاة العشاء، فقام رجلٌ على باب المسجد ونحن في الصلاة، فنادى: إنّ الصلاة قد وجبت نحو الكعبة. فحَوَّل أو تَحَرَّف إمامُنا نحو الكعبة، والرجالُ، والنساءُ، والصبيان[[أخرجه ابن سعد ١/١٨٧، ٤/٢٨١، وابن أبي شيبة ١/٢٩٥ (٣٣٧٤). قال البخاري في التاريخ الكبير ٦/٤٩٤ (٣٠٩٣): «عمارة بن أوس، له صحبة، حديثه ليس بقائم الإسناد». وقال ابن حبان في الثقات ٣/٢٩٤ (٩٥٥): «عمارة بن أوس له صحبة، غير أنِّي لست بالمعتمد على إسناد خبره». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٢/٩٩ (١١١٢): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف قيس بن الربيع». وقال ابن حجر في الإصابة ٤/٤٧٤-٤٧٥ (٥٧٢٣) في ترجمة عمارة بن أوس: «تفرد به قيس، وهو ضعيف».]]. (٢/١٤)
٤١٩٥- عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله ﷺ كان يصلي نحو بيت المقدس؛ فنزلت: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾ [البقرة: ١٤٤]. فمَرَّ رجلٌ مِن بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلَّوْا ركعة، فنادى: ألا إنّ القبلة قد حُوِّلت. فمالوا كما هم نحو القبلة[[أخرجه مسلم ١/٣٧٥ (٥٢٧).]]. (٢/١٢)
٤١٩٦- عن أنس بن مالك، قال: جاءنا منادي رسول الله ﷺ، فقال: إنّ القبلة قد حُوِّلت إلى بيت الله الحرام. وقد صلّى الإمامُ ركعتين، فاستداروا، فصَلَّوُا الركعتين الباقِيَتَيْن نحو الكعبة[[أخرجه البزار ١٣/٥٠٥ (٧٣٣٥)، وابن أبي شيبة ١/٢٩٤ (٣٣٧٢). قال الهيثمي في المجمع ٢/١٣ (١٩٧١): «رواه البزار، وإسناده حسن».]]. (٢/١٤)
٤١٩٧- عن أنس، قال: صلّى النبي ﷺ نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر، فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة، وقد صلّى ركعتين نحو بيت المقدس؛ انصَرَف بوجهه إلى الكعبة، فقال السفهاء: ﴿ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها﴾[[أخرجه البزار ١٣/١٣٧ (٦٥٣١)، وابن جرير ٢/٦٢١ واللفظ له، من طريق عثمان بن سعد الكاتب، عن أنس به. قال البزار: «في الصحيح من حديث أنس أنّ ذلك كان في صلاة الصبح، وعثمان ضعَّفه القطّان وغيره». وقال الهيثمي في المجمع ٢/١٣ (١٩٧٠): «رواه البزار، وفيه عثمان بن سعيد، ضعفه يحيى القطان، وابن معين، وأبو زرعة، ووثقه أبو نعيم الحافظ، وقال أبو حاتم: شيخ». وقال ابن حجر في الفتح ١/٥٠٣: «وأخرج البزار من حديث أنس ... وللطبراني نحوه من وجه آخر عن أنس، وفي كُلٍّ منهما ضعف».]]. (٢/١١)
٤١٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: أوَّلُ آية نُسِخَتْ من القرآن القِبْلة، ثم الصيام الأول[[عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.]]. (٢/٩)
٤١٩٩- عن أنس بن مالك، قال: لم يَبْقَ مِمَّن صَلّى للقِبْلَتَيْنِ غيري[[أخرجه البخاري (٤٤٨٩).]]. (٢/١٢)
٤٢٠٠- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: إنّ نبي الله ﷺ خُيِّر أن يُوَجِّه وجهه حيث شاء، فاختار بيت المقدس؛ لكي يَتَأَلَّفَ أهلَ الكتاب، فكانت قبلتَه سِتَّةَ عشر شهرًا، وهو في ذلك يُقَلِّب وجهه في السماء، ثم وجَّهه الله إلى البيت الحرام[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٣.]]. (ز)
٤٢٠١- عن سعيد بن المسيب -من طريق قتادة-: أنّ الأنصار صلَّت للقِبلة الأولى قبل قدوم النبي ﷺ المدينة بثلاث حِجَج، وأنّ النبي ﷺ صلّى للقِبْلة الأولى بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٢.]]. (٢/١١)
٤٢٠٢- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٤٢٠٣- والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي- قالا: أوَّلُ ما نُسخ من القرآن القِبْلةُ، وذلك أنّ النبي ﷺ كان يستقبل صَخرَة بيت المقدس، وهي قِبْلة اليهود، فاستقبلها النبيّ ﷺ سبعة عشر شهرًا؛ لِيُؤْمِنُوا به ويَتَّبِعُوه، ويدعو بذلك الأُمِّيِّين مِن العرب. فقال الله ﷿: ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:١١٥][[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٢.]]. (ز)
٤٢٠٤- قال محمد ابن شهاب الزهري: أوّلُ ما نُسِخ من القرآن من سورة البقرة القبلةُ، كانت نحوَ بيت المقدس، تحولت نحو الكعبة، فقال الله ﷿: ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللهِ إنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:١١٥]، نُسخ بقوله تعالى: ﴿قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرامِ﴾[[الناسخ والمنسوخ للزهري ص١٨.]]. (ز)
٤٢٠٥- عن زيد بن أسلم -من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر- أنّه قال: أول ما نُسِخ من القرآن نُسِخت القِبْلةُ، كان محمد رسول الله ﷺ يستقبل صخرة بيت المقدس -وهي قبلة اليهود- سبعة عشر شهرًا؛ لِيؤُمِنُوا به، ويَتَّبِعُونه، وينصرونه من الأُمِّيِّين من العرب، فقال الله: ﴿ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم﴾ [البقرة:١١٥]، ثم قال: ﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾[[الجامع لعبد الله بن وهب - تفسير القرآن ٣/٦٤-٦٥ (١٤٦).]]. (ز)
٤٢٠٦- قال مقاتل بن سليمان: كان النبي ﷺ يصلي في مسجد بني سلمة، فصلّى ركعة، ثم حُوِّلت القِبْلة إلى الكعبة. وفرض الله صيام رمضان، وتحويل القبلة، والصلاة إلى الكعبة قبل بدر بشهرين، وحَرَّم الخمر قبل الخندق[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٦.]]. (ز)
٤٢٠٧- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- أنّه قال: صلّى رسولُ الله ﷺ أوَّلَ ما صلّى إلى الكعبة، ثم صُرِف إلى بيت المقدس، فصلَّت الأنصارُ نحو بيت المقدس قبلَ قُدومه ثلاث حِجَجٍ، وصلّى بعد قُدومه ستة عشر شهرًا، ثم ولّاه الله إلى الكعبة[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٣.]]. (ز)
٤٢٠٨- عن سعيد بن عبد العزيز: أنّ النبي ﷺ صلّى نحو بيت المقدس من شهر ربيع الأول إلى جمادى الآخرة[[عزاه السيوطي إلى أبي داود في ناسخه.]]. (٢/١١)
﴿وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا﴾ - نزول الآية
٤٢٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، وذلك أنّ اليهود -منهم مَرْحَب، ورافع، وربيعة- قالوا لمعاذ: ما ترك محمد قِبْلتنا إلا حسدًا، وإنّ قِبْلتنا قِبْلةُ الأنبياء، ولقد علم محمد أنّا عَدْلٌ بين الناس. فقال معاذ: إنّا على حق وعدل. فأنزل الله ﷿ في قول معاذ: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٤.]]. (ز)
﴿وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا﴾ - تفسير الآية
٤٢١٠- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، قال: «عَدْلًا»[[أخرجه أحمد ١٧/١٢٢ (١١٠٦٨)، ١٧/٣٧٢ (١١٢٧١)، والترمذي ٥/٢٢٢ (٣١٩٧)، وابن حبان ١٦/١٩٩ (٧٢١٦)، وسعيد بن منصور في تفسيره ٢/٦١٨-٦١٩ (٢٢٢)، وابن جرير ٢/٦٢٧، وابن أبي حاتم ١/٢٤٨- ٢٤٩ (١٣٣١). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٣١٦ (١٠٨٤٠): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».]]. (٢/١٦)
٤٢١١- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ في قوله: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، قال: «عَدْلًا»[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٨، من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. الإسناد ظاهره الصحة؛ لكن الأعمش مَعروف ومُكْثِر من التدليس، وفي سماعه لبعض ما رواه عن أبي صالح عن أبي هريرة مقال. ينظر: جامع التحصيل للعلائي ص١٨٨. وللحديث شواهد في صحيح البخاري، تنظر في الحديث التالي لهذا الحديث.]]. (٢/١٦)
٤٢١٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿جعلناكم أمة وسطا﴾، يقول: جعلكم أُمَّةً عَدْلًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٩.]]. (٢/١٦)
٤٢١٣- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، قال: عَدْلًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٨.]]. (ز)
٤٢١٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قول الله ﷿: ﴿وكذلك جَعلناكم أمة وسَطًا﴾، قال: عَدْلًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٨.]]. (ز)
٤٢١٥- عن عطاء= (ز)
٤٢١٦- ومجاهد بن جبر= (ز)
٤٢١٧- وعبد الله بن كثير -من طريق ابن جُرَيْج-: ﴿أمة وسَطًا﴾، قالوا: عَدْلًا. قال مجاهد: عُدُولًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٩. وهو عن مجاهد من طريق ابن أبي نَجِيح بهذا اللفظ في تفسير مجاهد ص٢١٥.]]. (ز)
٤٢١٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق معمر- قال في قوله: ﴿أمة وسطا﴾، قال: عُدُولًا[[أخرجه عبد الرزاق ١/٦٠، وابن جرير ٢/٦٢٨، كما أخرجه من طريق سعيد بلفظ: عدلًا.]]. (ز)
٤٢١٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿أمة وسَطًا﴾، قال: عَدْلًا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٩.]]. (ز)
٤٢٢٠- قال الكَلْبِيُّ: يعني: أهل دين، وسطٌ بين الغُلُوِّ والتَّقْصِير[[تفسير الثعلبي ٥/٨، وتفسير البغوي ١/١٥٨.]]. (ز)
٤٢٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكذلك﴾ يعني: وهكذا ﴿جعلناكم أمة وسطا﴾ يعني: عَدْلًا. نظيرها في «ن والقلم» قوله سبحانه: ﴿قال أوسطهم﴾ [٢٨]، يعني: أعدلهم، وقوله سبحانه: ﴿من أوسط ما تطعمون أهليكم﴾ [المائدة:٨٩] يعني: أعدل. فقول الله: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾ يعني: أمة محمد تشهد بالعدل في الآخرة بين الأنبياء وبين أممهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥.]]. (ز)
٤٢٢٢- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ﴿وكذلك جَعلناكم أمة وسَطًا﴾، قال: هم وسَطٌ بين النبي ﷺ وبين الأمم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٢٩.]]٥٣٥. (ز)
﴿وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٢٢٣- عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قال رجل لابن عمر: مَن أنتم؟ قال: ما تقولون؟ قال: نقول: إنكم سِبْط. ونقول: إنكم وسط. فقال: سبحان الله! إنما السِّبْط في بني إسرائيل، والأمة الوسط أمة محمد جميعًا[[أخرجه ابن سعد ٤/١٤٣.]]. (٢/١٧). (ز)
﴿لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ﴾ - تفسير
٤٢٢٤- عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «يُدْعى نوح يوم القيامة، فيُقال له: هل بلّغتَ؟ فيقول: نعم. فيدعو قومه، فيُقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فذلك قوله: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾. قال: والوسط: العدل. فتُدْعَون، فتشهدون له بالبلاغ، وأَشهد عليكم»[[أخرجه البخاري ٤/١٣٤ (٣٣٣٩)، ٦/٢١ (٤٤٨٧)، ٩/١٠٧ (٧٣٤٩) دون قوله: «وأشهد عليكم»، وابن جرير ٢/٦٣٠، وابن أبي حاتم ١/٢٤٩ (١٣٣٢)، ١/٢٥٠ (١٣٣٦).]]. (٢/١٧)
٤٢٢٥- عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «يجيءُ النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيُدْعى قومه، فيقال لهم: هل بلّغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلَّغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال له: مَن يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيُدْعى محمد وأمته، فيُقال لهم: هل بلَّغ هذا قومَه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبيُّنا، فأخبرنا أنّ الرسل قد بلّغوا. فذلك قوله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، قال: عدلًا؛ ﴿لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا﴾»[[أخرجه أحمد ١٨/١١٢-١١٣ (١١٥٥٨) واللفظ له، وابن ماجه ٥/٣٤٧ (٤٢٨٤). قال الألباني في الصحيحة ٥/٥٧٧ (٢٤٤٨): «إسناد صحيح، على شرط الشيخين».]]. (٢/١٨)
٤٢٢٦- عن جابر بن عبد الله، عن النبي ﷺ، قال: «أنا وأمتي يوم القيامة على كَوْمٍ مُشْرِفِين على الخلائق، ما من الناس أحد إلا ودَّ أنّه مِنّا، وما من نبي كذَّبه قومه إلا ونحن نشهد أنه بلَّغ رسالة ربه»[[أخرجه الحربي في غريب الحديث ٢/٤٨٢، وابن جرير ٢/٦٣١، وابن مردويه وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ١/٤٥٥-، من طريق المغيرة بن عيينة -أو عتيبة- بن النهاس، حدّثني مكاتب لنا، عن جابر به. والإسناد ضعيف؛ لجهالة الراوي عن جابر.]]. (٢/١٨)
٤٢٢٧- عن جابر، قال: شَهِد رسولُ الله ﷺ جنازة في بني سلمة، وكنتُ إلى جانبه، فقال بعضهم: والله، يا رسول الله، لَنِعْمَ المرءُ كان، لقد كان عفيفًا مسلمًا، وكان. وأَثْنَوْا عليه خيرًا. فقال رسول الله ﷺ: «أنت الذي تقول؟». فقال: يا رسول الله، ذلك الذي بَدا لنا، والله أعلم بالسرائر. فقال رسول الله ﷺ: «وجَبَتْ». قال: وكُنّا معه في جنازة رجل من بني حارثة، أو من بني عبد الأشهل، فقال رجل: بِئْسَ المرءُ ما عَلِمْنا، إن كان لَفَظًا غليظًا، إن كان. فقال رسول الله ﷺ: «أنت الذي تقول؟». فقال: يا رسول الله، الله أعلم بالسرائر، فأمّا الذي بدا لنا مِنه فذاك. فقال: «وجَبَتْ». ثم تلا رسول الله ﷺ: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس﴾[[أخرجه الحاكم ٢/٢٩٤ (٣٠٦١)، وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ١/٤٥٦- من طريق مصعب بن ثابت، عن محمد بن كعب القرظي، عن جابر به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، إنما اتفقا على «وجبت» فقط». وقال الذهبي في التلخيص: «مصعب ليس بالقوي».]]. (٢/١٩)
٤٢٢٨- عن أنس، قال: مَرُّوا بجنازة، فأُثْنِي عليها خيرًا، فقال النبي ﷺ: «وجَبَتْ، وجَبَتْ، وجَبَتْ». ومُرّ بجنازة، فأُثْنِي عليها شرًّا، فقال النبي ﷺ: «وجَبَتْ، وجَبَتْ، وجَبَتْ». فسأله عمر، فقال: «مَن أثْنَيْتُم عليه خيرًا وجَبَتْ له الجنة، ومَن أثْنَيْتُمْ عليه شرًّا وجَبَتْ له النار؛ أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض». زاد الحكيم الترمذي: ثم تلا رسول الله ﷺ: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس﴾[[أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/٣٥١. وأخرجه البخاري ٢/٩٧ (١٣٦٧)، ٣/١٦٩ (٢٦٤٢)، ومسلم ٢/٦٥٥-٦٥٦ (٩٤٩) واللفظ له، وهو فيهما دون ذكر الآية. وأخرج الجملة الأخيرة منه الكلاباذي في معاني الأخبار ص٣٦٩.]]. (٢/١٩)
٤٢٢٩- عن أبي هريرة، قال: أُتِي النبي ﷺ بجنازة يُصَلِّي عليها، فقال الناس: نِعْمَ الرجلُ. فقال النبي ﷺ: «وجَبَتْ». وأُتِي بجنازة أخرى، فقال الناس: بِئْسَ الرجلُ. فقال النبي ﷺ: «وجَبَتْ». قال أُبَيُّ بن كعب: ما قولك؟ فقال: «قال الله تعالى: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾»[[أخرجه أحمد ١٢/٥١٢-٥١٣ (٧٥٥٢)، ١٦/٦٩ (١٠٠١٣)، ١٦/٢٨٧ (١٠٤٧١)، ١٦/٤٨٧ (١٠٨٣٦)، وأبو داود ٥/١٣٦-١٣٧ (٣٢٣٣)، والنسائي ٤/٥٠ (١٩٣٣)، وابن ماجه ٢/٤٦٣ (١٤٩٢)، وابن حبان ٧/٢٩٣-٢٩٤ (٣٠٢٤)، وابن جرير ٢/٦٣١-٦٣٢، وابن أبي حاتم ١/٢٤٩ (١٣٣٤) واللفظ له. قال أبو نعيم في الحلية ٧/١٠٦: «غريب من حديث عامر، تَفَرَّد به إبراهيم، ورواه عنه الثوريُّ، وشعبة». وقال الهيثمي في المجمع ٣/٤ (٣٩٦٢): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار». وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ٢/٣٠ (٥٣٧): «هذا إسناد صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٦/١٩٣: «أخرجه أحمد، وابن ماجه، وابن حبان، من طرق، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به نحوه. وهذا إسناد حسن».]]. (٢/٢١)
٤٢٣٠- عن حِبّانِ بنِ أبي جَبَلَةَ، بسنده إلى رسول الله ﷺ، قال: «إذا جَمَع الله عباده يوم القيامة كان أوَّل مَن يُدْعى إسرافيل، فيقول له ربه: ما فعلت في عهدي، هل بلَّغت عهدي؟ فيقول: نَعم، يا رب، قد بلّغته جبريل. فيُدعى جبريل، فيقال: هل بلّغك إسرافيل عهدي؟ فيقول: نعم. فيُخَلّى عن إسرافيل، ويقول لجبريل: هل بلّغت عهدي؟ فيقول: نعم، قد بلّغت الرسل. فتُدعى الرسل، فيقال لهم: هل بلّغكم جبريل عهدي؟ فيقولون: نعم. فيُخَلّى عن جبريل، ثم يقال للرسل: هل بلّغتم عهدي؟ فيقولون: نعم، بلّغناه الأمم. فتُدْعى الأمم، فيقال لهم: هل بلّغتكم الرسلُ عهدي؟ فمنهم المكذب، ومنهم المصدق، فتقول الرسل: إنّ لنا عليهم شهداء. فيقول: مَن؟ فيقولون: أُمَّةُ محمد ﷺ. فتُدْعى أُمَّةُ محمد، فيُقال لهم: أتشهدون أنّ الرسل قد بَلَّغَتِ الأمم؟ فيقولون: نعم. فتقول الأمم: يا ربنا، كيف يشهد علينا من لم يُدْرِكْنا؟! فيقول الله: كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم؟ فيقولون: يا ربنا، أرسلت إلينا رسولًا، وأنزلت علينا كتابًا، وقصصت علينا فيه أن قد بَلَّغوا، فنشهد بما عهدت إلينا. فيقول الرب: صَدَقُوا. فذلك قوله: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطًا﴾ والوسط: العدل؛ ﴿لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا﴾»[[أخرجه ابن المبارك في كتاب الزهد ١/٥٥٧ (١٥٩٨)، وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال ص١٦١-١٦٣ (١٩٥)، وابن جرير ٢/٦٣٥-٦٣٦، من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن حبان بن أبي جبلة به مرسلًا.]]. (٢/٢٣)
٤٢٣١- عن أُبَيّ بن كعب -من طريق أبي العالية- في الآية، قال: ﴿لِتكونوا شهداء على الناس﴾ يوم القيامة، كانوا شهداء على قوم نوح، وعلى قوم هود، وعلى قوم صالح، وعلى قوم شعيب، وغيرهم، أنّ رسلهم بَلَّغَتْهُم، وأنّهم كَذَّبُوا رسلَهم. قال أبو العالية: وهي في قراءة أُبَيٍّ: (لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلى النّاسِ يَوْمَ القِيامَةِ)[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٠. وقراءة أُبَي شاذة.]]. (٢/٢٣)
٤٢٣٢- عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، في قوله: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس﴾: بأنّ الرُّسُلَ قد بَلَّغوا، ﴿ويكون الرسول عليكم شهيدًا﴾ بما عَمِلْتُم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣١.]]. (٢/١٨)
٤٢٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- ﴿لتكونوا شُهداء على الناس﴾، يعني: أنهم شهداء على القرون بما سمّى الله ﷿ لَهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٧.]]. (ز)
٤٢٣٤- عن كعب [الأحبار]، قال: أُعْطِيَت هذه الأمّة ثلاث خصال، لم يُعْطَها إلا الأنبياء، كان النبي يُقال له: بلِّغ ولا حرج، وأنت شهيد على قومك، وادْعُ أُجِبْك. وقال لهذه الأمّة: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ [الحج:٧٨]. وقال: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾. وقال: ﴿ادعوني استجب لكم﴾ [غافر:٦٠][[عزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (٢/٢٢)
٤٢٣٥- عن عُبَيْد بن عُمَيْر -من طريق شِبْل وعيسى، عن ابن أبي نَجِيح، عن أبيه- قال: يأتي النبيُّ بأمته ليس معه أحد، فتشهد له أُمَّةُ محمد أنه قد بَلَّغَهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهو في تفسير مجاهد ص٢١٥ من طريق ابن أبي نجيح.]]. (٢/٢٤)
٤٢٣٦- عن أبي نَجِيح -من طريق ابن جُرَيْج، عن ابن أبي نَجِيح- مثله[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٤.]]. (ز)
٤٢٣٧- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾ يقول: لتكونوا شهداء على الأمم التي قد خَلَت قبلكم، بما جاءتهم به رسلُهم، وبما كَذَّبوهم، ﴿ويكون الرسول عليكم شَهيدًا﴾ يشهد أنّهم آمنوا بالحق إذ جاءهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٤٩-٢٥٠.]]٥٣٦. (ز)
٤٢٣٨- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾: تكونوا شهداء لمحمد ﷺ على الأمم؛ اليهود، والنصارى، والمجوس[[تفسير مجاهد ص٢١٥، وأخرجه ابن جرير ٢/٦٣٢.]]. (ز)
٤٢٣٩- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾، يعني بذلك: الذين استقاموا على الهُدى، فهم الذين يكونون شهداء على الناس يوم القيامة لتكذيبهم رُسلَ الله، وكفرهم بآيات الله[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٦.]]. (ز)
٤٢٤٠- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: يُقال: يا نوح، هل بَلَّغْتَ؟ قال: نعم، يا رب. قال: فمَن يشهد لك؟ قال: رب، أحمد وأمته. قال: فكُلَّما دُعِيَ نبيّ كذّبه قومه شَهِدَتْ له هذه الأمةُ بالبلاغ، فإذا سأل عن هذه الأمة لم يَسْأل عنها إلا نبيها[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٢٤)
٤٢٤١- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- قوله: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾ أي: عَدْلًا على الناس، ﴿ويكون الرسول عليكم شَهيدًا﴾ أي: عَدْلًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٤٩-٢٥٠.]]. (ز)
٤٢٤٢- عن ابن أبي نَجِيح -من طريق عيسى- قال: يأتي النبي ﷺ يوم القيامة بإذنه ليس معه أحد، فتشهد له أُمَّة محمد ﷺ أنّه قد بَلَّغَهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٣.]]. (ز)
٤٢٤٣- قال ابن جُرَيْج: قلت لعطاء [بن أبي رباح]: ما قوله: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾؟ قال: أمة محمد، شهداء على من ترك الحقّ حين جاءه الإيمانُ والهدى، مِمَّن كان قبلنا.= (ز)
٤٢٤٤- وقالها عبد الله بن كثير. قال: وقال عطاء: شهداء على مَن ترك الحق، من تركه من الناس أجمعين، جاء ذلك أمَّةَ محمد ﷺ في كتابهم ﴿ويكون الرسولُ عليكمْ شهيدًا﴾ على أنهم قد آمنوا بالحق حين جاءهم، وصَدَّقوا به[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٧.]]. (٢/٢٤) (ز)
٤٢٤٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾ أي: أنّ رسلهم قد بلّغت قومَها عن ربّها، ﴿ويكون الرسول عليكم شَهيدًا﴾ على أنّه قد بلّغ رسالات ربِّه إلى أمته[[أخرجه عبد الرزاق ١/٦١، وابن جرير ٢/٦٣٤. وعلق ابن أبي حاتم ١/٢٥٠ الشطر الثاني. كما أخرج ابن جرير ٢/٦٣٤ نحوه من طريق سعيد.]]. (ز)
٤٢٤٦- عن زيد بن أسلم -من طريق مَعْمَر-: أنّ قوم نوح يقولون يوم القيامة: لَمْ يُبَلِّغْنا نوح. قال: فيُدْعى نوح، فيُسأل: هل بلّغتهم؟ قال: فيقول: نعم، قد بلَّغتُهم. فيُقال: مَن شهودُك؟ فيقول: أحمد وأمته. فيُدعَون، فيُسألون، فيقولون: نعم، قد بلَّغهم. قال: فيقول قوم نوح: وكيف تشهدون علينا ولم تُدْرِكُونا؟! قال: فيقولون: قد جاءنا نبيٌّ، فأخبرنا أنّه قد بلّغكم، وأُنزِل عليه أنه قد بلَّغكم، فصدَّقناه. فيُصَدَّق نوح، ويُكَذَّبون. قال: ﴿لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾[[أخرجه عبد الرزاق ١/٦١، وابن جرير ٢/٦٣٤.]]. (ز)
٤٢٤٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾، يقول: لتكونوا شهداء على الأمم الذين خَلَوا مِن قبلكم بما جاءتهم به رسلهم، وبما كذّبوهم، فقالوا يوم القيامة، وعَجِبوا: أنّ أمة لم يكونوا في زماننا، فآمنوا بما جاءتْ به رسلُنا، وكذّبنا نحن بما جاءوا به! فعَجِبوا كُلَّ العجب، ﴿ويكون الرسول عليكم شَهيدًا﴾ يشهد أنّهم آمنوا بالحق إذ جاءهم[[أخرج ابن جرير ٢/٦٣٦ الشطر الأول منه، وابن ابن أبي حاتم ١/٢٥٠ الشطر الثاني.]]. (ز)
٤٢٤٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾ يعني: على الرسل، هل بلّغت الرسالة عن ربها إلى أممهم؟ ﴿ويكون الرسول﴾ يعني: [محمدًا] ﷺ ﴿عليكم شهيدا﴾ يعني: على أمته أنَّه بلّغهم الرسالة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥.]]. (ز)
٤٢٤٩- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿لتكونوا شُهداء عل الناس ويكونَ الرسولُ عليكم شهيدًا﴾، قال: رسولُ الله ﷺ شاهدٌ على أمَّته، وهم شهداء على الأمم، وهم أحد الأشهاد الذين قال الله: ﴿ويَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ﴾ [غافر:٥١]. والأشهاد أربعة: الملائكة الذين يُحصُون أعْمالنا؛ لنا وعلينا، وقرأ قوله: ﴿وجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ﴾ [ق:٢١]. وقال: هذا يوم القيامة. قال: والنبيون شُهداء على أممهم. قال: وأمة محمد ﷺ شُهداء على الأمم. قال: والأطوار[[كذا في مطبوعتي تفسير ابن جرير، ولعلها: وأطراف الأجساد.]] الأجساد والجلود[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٧.]]. (ز)
﴿لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٤٢٥٠- عن أبي زُهَير الثَّقَفِيّ، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ بالنَّباوَة[[النَّباوَة: موضع بالطائف. القاموس المحيط (نبا).]] يقول: «يُوشِك أن تعلموا خياركم من شِراركم». قال: بِمَ، يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن، والثناء السَّيِّء، أنتم شهداء الله في الأرض»[[أخرجه أحمد ٢٤/١٧٢-١٧٣ (١٥٤٣٩)، ٣٩/٥٠٤ (٢٤٠٠٩-٦٤)، ٤٥/٦١١ (٢٧٦٤٥)، وابن ماجه ٥/٣٠٢ (٤٢٢١)، والحاكم ١/٢٠٨ (٤١٣)، ٤/٤٨٢ (٨٣٤٥)، وابن حبان ١٦/٣٩٢-٣٩٣ (٧٣٨٤)، وابن أبي شيبة ٧/٤١١ (٣٦٩٦٠) واللفظ له. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».]]. (٢/٢٠)
٤٢٥١- عن سَلَمة بن الأَكْوَع، قال: مُرَّ على النبي ﷺ بجنازة رجل من الأنصار، فأُثْني عليها خيرًا، فقال: «وجَبَتْ». ثم مُرَّ عليه بجنازة أخرى، فأُثْني عليها دون ذلك، فقال: «وجَبَتْ». فقالوا: يا رسول الله، وما وجَبَتْ؟ قال: «الملائكة شهود الله في السماء، وأنتم شهود الله في الأرض»[[أخرجه ابن أبي شيبة ٣/٤٦ (١١٩٩٤) واللفظ له، والطبراني في الكبير ٧/٢٢ (٦٢٥٩)، ٧/٢٣ (٦٢٦٢)، وابن جرير ٢/٦٣٢-٦٣٣، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٧-١٨٧٨ (١٠٠٥٥). قال الهيثمي في المجمع ٣/٥ (٣٩٦٤): «رواه الطبراني في الكبير، وفي السند الأول عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، وهو ضعيف، وفي الأخرى موسى بن عبيدة، وهو ضعيف». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٢/٤٣٥ (١٨٤٧): «بسند ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذِيّ، لكن له شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة». وقال ابن حجر في المطالب العالية ٥/٤٤٦ (٨٨٠): «هذا إسناد ضعيف».]]. (٢/٢١)
٤٢٥٢- عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يكون اللعّانون شهداءَ ولا شُفَعاءَ يوم القيامة»[[أخرجه مسلم ٤/٢٠٠٦ (٢٥٩٨).]]. (٢/٢٤)
٤٢٥٣- عن حِبّانِ بن أبي جَبَلَةَ، قال: بلغني: أنه تُرفع أمَّةُ محمد على كَوْم بين يدي الله، تشهد للرسل على أُمَمِها بالبلاغ، فإنما يشهد منهم يومئذ من لم يكن في قلبه إحْنَة[[الإحنة: الحقد في الصدر، يقال: في صدره عليّ إحنة، أي: حقد. لسان العرب (أحن).]] على أخيه المسلم[[عزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول.]]. (٢/٢٤)
﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ﴾ - تفسير
٤٢٥٤- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿وما جَعَلْنا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها﴾ الآية، قال: يعني: بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٣٨، ٦٤١، وابن أبي حاتم ١/٢٥٠.]]. (٢/٢٤)
٤٢٥٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وما جَعَلْنا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها﴾، يعني: بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤٦، وابن أبي حاتم ١/٢٥٠.]]. (ز)
٤٢٥٦- عن عطية [العوفي]، نحو ذلك[[عَلَّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥٠.]]. (ز)
٤٢٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما جعلنا القبلة التي كنت عليها﴾، يعني: بيت المقدس[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥.]]٥٣٧. (ز)
﴿إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ﴾ - تفسير
٤٢٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: ﴿إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾، أي: ابتلاءً واختبارًا[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٥٠-، وابن أبي حاتم ١/٢٥١ (١٣٤٢).]]. (٢/٨)
٤٢٥٩- عن الحسن البصري= (ز)
٤٢٦٠- وقتادة، نحو ذلك[[علّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥١.]]. (ز)
٤٢٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾، قال: إلا لِنُمَيِّز أهل اليقين مِن أهل الشك والريبة[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤٣، وابن أبي حاتم ١/٢٥٠ (١٣٤١)، والبيهقي ٢/١٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٥٣٨. (٢/٢٥)
٤٢٦٢- عن جابر الجُعْفِي، قال: أقسم بالله الشعبي: ما رُدَّ النبيُّ ﷺ على أهل بيت المقدس إلا لسَخَطِه على أهل بيت المقدس[[أخرجه سفيان الثوري ص٥٢.]]. (ز)
٤٢٦٣- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿إلا لنعلم من يتبع الرسول﴾، قال: يبتليهم ليعلم من يُسَلِّم لأمره[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤١. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥١.]]. (٢/٢٤)
٤٢٦٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إلا لنعلم﴾: إلا لنرى٥٣٩ ﴿من يتبع الرسول﴾ يعني: محمدًا ﷺ على دينه في القِبلة، ومن يخالفه من اليهود ﴿ممن ينقلب على عقبيه﴾ يقول: ومن يرجع إلى دينه الأول[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥.]]. (ز)
٤٢٦٥- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حَجّاج- قال: بَلَغَنِي: أنّ أُناسًا من الذين أسلموا رجعوا، فقالوا: مرّة ههنا، ومرّة ههنا[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤١.]]. (٢/٢٥)
٤٢٦٦- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿وما جَعلنا القبلةَ التي كنتَ عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾، قال: مَن إذا دَخَلَتْه شُبْهَةٌ رجع عن الله، وانقلب كافرًا على عَقِبَيْه[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤٦.]]٥٤٠. (ز)
﴿وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً﴾ - تفسير
٤٢٦٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وإن كانت لكبيرة﴾، يعني: تحويلها على أهل الشك والريب[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤٧، وابن أبي حاتم ١/٢٥١ (١٣٤٤)، والبيهقي ٢/١٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٢/٢٥)
٤٢٦٨- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- ﴿وإن كانت لكبيرة﴾ أي: قبلة بيت المقدس، ﴿إلا على الذين هدى الله﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤٨.]]. (ز)
٤٢٦٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وإن كانت لكبيرة﴾، يقول: ما أُمِرَ به من التَّحَوُّل إلى الكعبة من بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٤٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهو بنحوه في تفسير مجاهد ص٢١٦، وزاد في آخره: فلما حوّلوا إلى الكعبة حوّل الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال.]]. (٢/٢٥)
٤٢٧٠- عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥١. وهو قول يختلف عن قول أبي العالية السابق الذي أخرجه ابن جرير بحسب ما يرى ابن جرير، الذي أورد قول قتادة تحت قول آخر.]]. (ز)
٤٢٧١- وعن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف-، نحو ذلك[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥١.]]. (ز)
٤٢٧٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿لكبيرة إلا على الذين هَدى الله﴾، قال: كبيرة حين حُوِّلَت القبلة إلى المسجد الحرام، فكانت كبيرةً إلا على الذين هدى الله[[أخرجه عبد الرزاق ١/٦١، وابن جرير ٢/٦٤٨. وعلّقه ابن أبي حاتم ١/٢٥١ (عَقِب ١٣٤٣).]]٥٤١. (ز)
٤٢٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن كانت لكبيرة﴾، يعني: القبلة، حين صرفها عن بيت المقدس إلى الكعبة، عَظُمَت على اليهود[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥.]]. (ز)
٤٢٧٤- عن سفيان الثوري، في قول الله -جلَّ وعزَّ-: ﴿وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله﴾، قال: اليهود[[تفسير سفيان الثوري ص٥٢.]]. (ز)
٤٢٧٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ﴿وإن كانت لكبيرة إلا عَلى الذين هدى الله﴾، قال: كبيرة في صدور الناس، فيما يدخل الشيطانُ به ابنَ آدم. قال: ما لَهُم صلّوا إلى هاهنا ستةَ عشر شهرًا، ثم انحرفوا؟! فكَبُر ذلك في صدور من لا يعرف ولا يعقل والمنافقين، فقالوا: أيُّ شيء هذا الدين؟! وأما الذين آمنوا فثبَّت الله ذلك في قلوبهم. وقرأ قول الله: ﴿وإن كانت لكبيرةً إلا على الذين هدى الله﴾ قال: صلاتكم حتى يهديكم إلى القبلة[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٠.]]٥٤٢. (ز)
﴿إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ﴾ - تفسير
٤٢٧٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: ﴿إلا على الذين هدى الله﴾، أي: الذين ثَبَّت الله[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٥٠-، وابن أبي حاتم ١/٢٥١ (١٣٤٥).]]. (٢/٩)
٤٢٧٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله﴾، يقول: إلا على الخاشعين، يعني: المُصَدِّقين بما أنزل الله تبارك وتعالى[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٠.]]٥٤٣. (ز)
٤٢٧٨- عن مُجالِد بن سعيد، قال الحجاج للحسن: أخبرني برأيك في أبي تُراب. قال الحسن: سمعت الله يقول: ﴿وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله﴾؛ فَعَليٌّ مِمَّن هَدى الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥١ (١٣٤٦).]]. (ز)
٤٢٧٩- عن قتادة بن دِعامة، قال: عصم الله[[عَلَّقه ابنُ أبي حاتم ١/٢٥١ (عَقِب ١٣٤٥).]]. (ز)
٤٢٨٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم استثنى، فقال: ﴿إلا على الذين هدى الله﴾؛ فإنّه لا يكبُر عليهم ذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ﴾ - نزول الآية
٤٢٨١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: لَمّا وُجِّه رسولُ الله ﷺ إلى القبلة قالوا: يا رسول الله، فكيف بالذين ماتوا وهم يُصَلُّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾[[أخرجه أحمد ٤/٤٩٥ (٢٧٧٥)، ٥/١١٨ (٢٩٦٤)، ٥/٢٩٨ (٣٢٤٩)، وأبو داود ٧/٦٩ (٤٦٨٠)، والترمذي ٥/٢٢٤ (٣٢٠٢)، والحاكم ٢/٢٩٥ (٣٠٦٣)، وابن جرير ٢/٦٥٠-٦٥١. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه».]]. (٢/٢٥)
٤٢٨٢- عن البراء بن عازب، قال: قال رجال من المسلمين: ودِدْنا لو عَلِمنا مَن مات مِنّا قبل أن نُصرَف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾[[تقدم بتمامه مع تخريجه في نزول آيات تحويل القبلة.]]. (٢/٥)
٤٢٨٣- عن البراء بن عازب، قال: مات على القبلة قبل أن تُحَوَّل إلى البيت رجال، وقُتِلوا، فلَمْ نَدْرِ ما نقول فيهم؛ فأنزل الله -تعالى ذِكْرُه-: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾[[تقدم بتمامه مع تخريجه في نزول آيات تحويل القبلة.]]. (٢/٥)
٤٢٨٤- عن داود بن أبي عاصم -من طريق ابن جُرَيْج- قال: لَمّا صُرِف رسول الله ﷺ إلى الكعبة قال المسلمون: هلك أصحابنا الذين كانوا يصلون إلى بيت المقدس. فنزلت: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٢.]]. (ز)
٤٢٨٥- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: قال أُناس من الناس لَمّا صُرِفَت القبلة نحو البيت الحرام: كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾. وقد يبتلي الله عباده بما شاء من أمره الأمر بعد الأمر؛ ليعلم من يطيعه ممن يعصيه، وكل ذلك مقبول في درجة الإيمان بالله، والإخلاص، والتسليم لقضاء الله[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥١. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٨٤-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٢/١٤)
٤٢٨٦- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: لَمّا تَوَجَّه رسول الله ﷺ قِبَل المسجد الحرام؛ قال المسلمون: لَيْتَ شِعْرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قِبَل بيت المقدس! هل تقبَّل الله مِنّا ومنهم أم لا؟ فأنزل الله فيهم: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٢.]]. (ز)
٤٢٨٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: قال ناسٌ لَمّا صُرِفَتِ القبلةُ إلى البيت الحرام: كيف بأعمالنا التي كُنّا نعملُ في قِبْلَتِنا الأولى؟ فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾الآية[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٢.]]. (ز)
٤٢٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، وذلك أن حُيَيَّ بن أخْطَب اليهودي وأصحابَه قالوا للمسلمين: أخبِرونا عن صلاتكم نحو بيت المقدس، أكانت هدًى أم ضلالة؟ فواللهِ، لَئِن كانت هدًى لقد تَحَوَّلْتُم عنه، ولَئِن كانت ضلالةً لقد دِنتُم الله بِها فتقربتم إليه بها، وإنّ مَن مات منكم عليها مات على الضلالة. فقال المسلمون: إنما الهدى ما أمر الله ﷿ به، والضلالة ما نهى الله عنه. قالوا: فما شهادتكم على مَن مات منكم على قبلتنا؟ -وكان قد مات قبل أن تُحَوَّل القبلة إلى الكعبة أسعد بن زرارة من بني النجار، ومات البراء بن معرور من بني سَلِمة، وكانا من النُّقَباء، ومات رجال- فانطلقت عشائرهم، فقالوا للنبي ﷺ: تُوُفِّي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى، وقد صرفك الله ﷿ إلى قبلة إبراهيم ﵇؛ فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله ﷿: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٥. وأورده الثعلبي ٢/١٠، والبغوي ١/١٦٠ دون راوٍ أو سند.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ﴾ - تفسير الآية
٤٢٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، يقول: صلاتكم التي صلَّيتم من قَبْلِ أن تكون القبلة، وكان المؤمنون قد أشفقوا على مَن صَلّى منهم ألا تُقبَل صلاتهم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٢.]]. (٢/٢٦)
٤٢٩٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، يقول: صلاتكم بالقبلة الأولى، وتصديقكم نبيَّكم، واتِّباعكم إياه إلى القبلة الآخرة، أي: ليعطينكم أجرهما جميعًا، ﴿إن الله بالناس لرؤوف رحيم﴾[[أخرجه ابن إسحق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٥٠-، وابن أبي حاتم ١/٢٥٢.]]. (٢/٩)
٤٢٩١- عن البراء بن عازب، في قوله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، قال: صلاتكم نحو بيت المقدس[[أخرجه سعيد بن منصور (٢٢٥- تفسير)، وابن جرير ٢/٦٥١، وابن أبي حاتم ١/٢٥١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٢/٢٦)
٤٢٩٢- عن سعيد بن المسيب -من طريق يحيى بن سعيد- في هذه الآية: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، قال: صلاتكم نحو بيت المقدس[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٣.]]. (ز)
٤٢٩٣- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد بن منصور- قوله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾ أي: ما كان الله ليضيع محمدًا وانصرافكم معه حيث انصرف، ﴿إنَّ اللَّهَ بِالنّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٢ (١٣٤٩).]]. (ز)
٤٢٩٤- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، قال: صلاتكم قِبَلَ بيت المقدس، يقول: إنّ تلك كانت طاعة، وهذه طاعة[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٢.]]. (ز)
٤٢٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، يعني: إيمان صلاتكم نحوَ بيت المقدس، يقول: لقد تُقُبِّلَتْ منهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٦.]]. (ز)
٤٢٩٦- عن مالك بن أنس -من طريق ابن وهْب- في قول الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، قال: هي صلاة المؤمنين إلى بيت المقدس مِن قبل أن تُصْرَف القبلة إلى الكعبة، فلَمّا صرف الله القبلة أنزل: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، لِلصلاة التي كانوا يصلونها تِلْقاءَ بيت المقدس[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع- تفسير القرآن ٢/١٣١ (٢٥٨).]]. (ز)
٤٢٩٧- عن أحمد بن يوسف، قال: قال سفيان في قول الله: ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾، قال: صلاتكم إلى بيت المقدس[[أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة ص٣٤٤.]]. (ز)
٤٢٩٨- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾: صلاتكم[[أخرجه ابن جرير ٢/٦٥٣.]]٥٤٤. (ز)
﴿إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ ١٤٣﴾ - تفسير
٤٢٩٩- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: ﴿لرؤوف﴾ قال: يرأف بكم، ﴿رحيم﴾ يعني: بالمؤمنين[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٢ (١٣٥١، ١٣٥٣).]]. (ز)
٤٣٠٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إن الله بالناس لرؤوف﴾ يعني: يَرِقُّ لهم، ﴿رحيم﴾ حين قَبِلها منهم قبل تحويل القبلة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٤٦.]]. (ز)
٤٣٠١- قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿رحيم﴾، قال: يرحم الله العباد على ما فيهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٢ (١٣٥٢).]]. (ز)
٤٣٠٢- عن سعيد بن أبي عروبة:﴿رؤوف رحيم﴾، يعني: رؤوف رفيق[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢٥٢ (١٣٥٠).]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.