الباحث القرآني
﴿وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ﴾ - نزول الآية
٣٥٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه﴾، إنما نزلت في نصارى نجران؛ السَّيِّد والعاقِب ومن معهما من الوفد، قدموا على النبي ﷺ بالمدينة، فقالوا: عيسى ابن الله. فأَكْذَبَهم الله سبحانه، وعَظَّم نفسه تعالى عما يقولون، فقال: ﴿بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٣. قال ابن حجر في العُجاب في بيان الأسباب ١/٣٦٦: «قال الواحدي: نزلت في اليهود، قالوا: عزير ابن الله. وفي نصارى نجران، قالوا: المسيح ابن الله. وفي مشركي العرب، قالوا: الملائكة بنات الله. قلت: وكذا ذكره الثعلبي بغير سند، وتبعه ابن ظفر، والكواشي وغيرهما».]]. (ز)
﴿وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ﴾ - تفسير الآية
٣٥٠٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن أبي عروبة-، في قوله: ﴿وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه﴾، قال: إذا قالوا عليه البهتان سَبَّح نفسَه[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢١٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (١/٥٧٠)
﴿وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٥٠٥- عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال: «قال الله تعالى: كَذَّبَنِي ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك؛ فأما تكذيبه إيّاي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إيّاي فقوله: لي ولد. فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدًا»[[أخرجه البخاري ٦/١٩ (٤٤٨٢).]]. (١/٥٦٩)
٣٥٠٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله: كَذَّبني ابنُ آدم ولم ينبغِ له أن يُكَذِّبَني، وشتمني ولم ينبغِ له أن يشتمني؛ أما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني. وليس أول الخلق بأهون عَلَيَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا. وأنا الله الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد»[[أخرجه البخاري ٤/١٠٦ (٣١٩٣)، ٦/١٨٠ (٤٩٧٤).]]. (١/٥٦٩)
٣٥٠٧- عن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله ﷺ، قال: «لا أحدَ أصبرُ على أذًى يسمعه من الله؛ إنهم يجعلون له ولدًا، ويُشْرَك به، وهو يرزقهم ويعافيهم»[[أخرجه البخاري ٨/٢٥ (٦٠٩٩)، ٩/١١٥ (٧٣٧٨)، ومسلم ٤/٢١٦٠ (٢٨٠٤).]]. (١/٥٦٩)
﴿سُبۡحَـٰنَهُۥۖ﴾ - تفسير
٣٥٠٨- عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، قال: قلتُ: يا رسول الله، قول الله: ﴿سبحان الله﴾ [المؤمنون:٩١]؟ قال: «تَنزِيهُ الله من السوء»[[أخرجه ابن جرير ١٢/١٢٨، والطبراني في الدعاء ص٤٩٨ (١٧٥٢) عن موسى بن طلحة، عن أبيه، عن النبي ﷺ بنحوه. وأخرجه ابن جرير ١٢/١٢٨، والطبراني في الدعاء ص٤٩٨ (١٧٥٣) من طريق موسى بن طلحة، عن النبي ﷺ مرسلًا بنحوه. قال الدارقطني في العلل ٤/٢٠٨: «والمرسل أصح». وأخرجه البزار ٣/١٦٤ (٩٥٠)، والحاكم ١/٦٨٠ (١٨٤٨)، والطبراني في الدعاء ص٤٩٨ (١٧٥١)، والبيهقي في الأسماء والصفات ١/١٠٤ (٥٨)، وابن جرير ١٢/١٢٨ من طريق يحيى بن طلحة، عن أبيه مرفوعًا بنحوه. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن طلحة متصلًا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». فتَعَقَّبه الذهبيُّ بقوله: «بل لم يصح! فإنّ طلحة منكر الحديث، قاله البخاري، وحفص واهي الحديث، وعبد الرحمن قال أبو حاتم: منكر الحديث». وقال ابن حبان في المجروحين ٢/٦٠: «عبد الرحمن بن حماد الطلحي، من ولد طلحة بن عبيد الله، يروي عن طلحة بن يحيى بنسخة موضوعة». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٩٥ (١٦٨٨٠): «رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن حماد الطلحي، وهو ضعيف بسبب هذا وغيره».]]. (١/٥٧١)
٣٥٠٩- عن موسى بن طلحة، عن النبي ﷺ: أنّه سُئِل عن التسبيح؛ أن يقول الإنسان: سبحان الله. قال: «براءة الله من السوء»، وفي لفظ: «إنزاهُه عن السوء»[[ينظر: تخريج الحديث السابق.]]. (١/٥٧٠)
٣٥١٠- عن طلحة بن عبيد الله، قال: سألتُ رسول الله ﷺ عن تفسير: سبحان الله. قال: «هو تَنزِيهُ الله من كل سوء»[[ينظر: تخريج الحديث السابق.]]. (١/٥٧١)
٣٥١١- عن عبد الله بن عبيد الله بن موهب -من طريق سفيان الثوري- أنّه سمع طلحة قال: سُئِلَ رسول الله ﷺ عن: سبحان الله. فقال: «تنزيه الله عن كل سوء»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١/٥٧١)
٣٥١٢- عن ابن عباس: أنّ ابن الكَوّاء سأل عليًّا عن قوله: سبحان الله. فقال علي: كلمةٌ رَضِيَها اللهُ لنفسه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١/٥٧٢)
٣٥١٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن أبي مُلَيْكَة- في قوله: سبحان الله. قال: تَنزِيه الله نفسَه عن السوء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٦١، والمحاملي (٤٣٩).]]. (١/٥٧٠)
٣٥١٤- عن يزيد الأصم، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عباس، فقال: «لا إله إلا الله» نَعْرِفُها أنّه لا إله غيره، و«الحمد لله» نَعْرِفُها أنّ النعمة كلها منه وهو المحمود عليها، و«الله أكبر» نَعْرِفُها أنّه لا شيءَ أكبر منه، فما «سبحان الله»؟ فقال ابن عباس: وما تنكر منها؟! هي كلمةٌ رَضِيَها الله لنفسه، وأمر بها ملائكتَه، وفَزِع إليها الأخيارُ من خلقه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١/٥٧٢)
٣٥١٥- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: سبحان. يقول: سبحان: عجب[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢١٣.]]. (ز)
٣٥١٦- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- قال: سبحان الله: اسم لا يستطيع الناس أن ينتحلوه[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨١.]]. (١/٥٧٢)
٣٥١٧- عن ميمون بن مِهْران -من طريق النَّضْر بن عَرَبِيّ- أنه سُئِل عن: سبحان الله. فقال: اسم يُعَظَّم الله به، ويُحاشى من السوء[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٨١.]]. (١/٥٧١)
﴿بَل لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلࣱّ لَّهُۥ قَـٰنِتُونَ ١١٦﴾ - تفسير
٣٥١٨- عن عبد الله بن عباس: في قوله ﷿: ﴿كل له قانتون﴾، قال: هو راجع إلى أهل طاعته دون سائر الناس[[تفسير الثعلبي ١/٢٦٤، وتفسير البغوي ١/١٤١.]]. (ز)
٣٥١٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله ﷿: ﴿كل له قانتون﴾، قال: مطيعون. قال: طاعة الكافر في سجوده؛ سجود ظِلِّه وهو كاره[[تفسير مجاهد ص١١٢، وأخرجه ابن جرير ٢/٤٦٢، وابن أبي حاتم ١/٢١٣.]]٤٦٢. (ز)
٣٥٢٠- عن الحسن البصري: كُلٌّ له قائمٌ بالشهادة بأنّه عبد لله[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/١٧٣-.]]. (ز)
٣٥٢١- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿كل له قانتون﴾، يقول: كُلٌّ له مطيعون يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٢.]]. (ز)
٣٥٢٢- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿كل له قانتون﴾، قال: كُلٌّ له قائم يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٣، وابن أبي حاتم ١/٢١٤.]]. (ز)
٣٥٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ... فأكذبهم الله سبحانه، وعظَّم نفسه تعالى عما يقولون، فقال: ﴿بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون﴾. يعني: لله، يعني: من فيهما، يعني: عيسى ﷺ وغيره عبيده وفي ملكه[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٣. وفي تفسير الثعلبي ١/٢٦٤، وتفسير البغوي ١/١٤١ عن مقاتل -دون تعيينه- قال: هو راجع إلى عزير والمسيح والملائكة.]]٤٦٣. (ز)
﴿قَـٰنِتُونَ ١١٦﴾ - تفسير
٣٥٢٤- عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله ﷺ، قال: «كلُّ حرفٍ في القرآن يُذْكَر فيه القنوت فهو الطاعة»[[أخرجه أحمد ١٨/٢٣٩ (١١٧١١)، وابن حبان ٢/٧ (٣٠٩)، وابن جرير ٤/٣٧٨، وابن أبي حاتم ١/٢١٣ (١١٢٨)، ٢/٦٤٨ (٣٤٩٢). قال ابن كثير في تفسيره ١/٣٩٨: «ولكن هذا الإسناد ضعيف لا يُعْتَمَد عليه، ورفعُ هذا الحديث منكر، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه، والله أعلم، وكثيرًا ما يأتي بهذا الإسناد تفاسير فيها نكارة، فلا يغتر بها، فإن السند ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٣٢٠ (١٠٨٦٨): «رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، في إسناد أحمد وأبي يعلى ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد يُحَسَّن حديثه، وفي رجال الأوسط رِشْدِين بن سعد، وهو ضعيف». وقال المناوي في فيض القدير ٥/١٨ (٦٢٩٧): «فيه أيضا دَرّاج عن أبي الهيثم، وقد سبق أن أبا حاتم وغيره ضَعَّفوه، وأنّ أحمد قال: أحاديثه مناكير». وقال الألباني في الضعيفة ٩/١٠٦ (٤١٠٥): «ضعيف».]]. (١/٥٧٢)
٣٥٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضَّحّاك- في قوله: ﴿قانتون﴾، قال: مُطِيعُون[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/٥٧٢)
٣٥٢٦- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿كل له قانتون﴾. قال: مُقِرُّون. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول عَدِيِّ بن زيد: قانتًا لله يرجو عفوه يوم لا يُكْفَرُ عبدٌ ما ادَّخَر[[أخرجه الطستي -كما في الإتقان ٢/٨١-.]]. (١/٥٧٣)
٣٥٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- قال: قانتين: مُصَلِّين[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢١٤.]]٤٦٤. (ز)
٣٥٢٨- عن سعيد [بن جبير] -من طريق سالم- ﴿كل له قانتون﴾، يقول: الإخلاص[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢١٣.]]٤٦٥. (ز)
٣٥٢٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله ﷿: ﴿كل له قانتون﴾، قال: مطيعون[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٢، وابن أبي حاتم ١/٢١٣.]]. (ز)
٣٥٣٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- في قوله: ﴿كل له قانتون﴾، قال: مطيعون، كن إنسانًا. فكان، وقال: كن حمارًا. فكان[[أخرجه ابن أبي حاتم ١/٢١٣.]]. (ز)
٣٥٣١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يحيي بن سعيد، عمَّن ذكره- ﴿كل له قانتون﴾، قال: الطاعة[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٢.]]. (ز)
٣٥٣٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد النحوي- ﴿كل له قانتون﴾، قال: كُلٌّ له مُقِرٌّ بالعبودية[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٣، وابن أبي حاتم ١/٢١٤.]]. (١/٥٧٣)
٣٥٣٣- عن أبي مالك، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ١/٢١٤.]]. (ز)
٣٥٣٤- قال عطاء: مطيعون[[تفسير الثعلبي ١/٢٦٤، وتفسير البغوي ١/١٤١.]]. (ز)
٣٥٣٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد ومعمر- ﴿كل له قانتون﴾، أي: مُطِيعٌ مُقِرٌّ بأنّ الله ربه وخالقه[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٨٤، وأخرجه أيضًا ٢/٤٦٢ من طريق معمر عن قتادة بلفظ: مطيعون.]]. (١/٥٧٣)
٣٥٣٦- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- ﴿كل له قانتون﴾، يقول: كُلٌّ له مطيعون يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٢.]]. (ز)
٣٥٣٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿كل له قانتون﴾، قال: كُلٌّ له قائم يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢/٤٦٣، وابن أبي حاتم ١/٢١٤.]]. (ز)
٣٥٣٨- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿قانتون﴾، يعني: مُقِرُّون بالعبودية[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/١٣٣. وذكر الثعلبي ١/٢٦٤، والبغوي ١/١٤١ مثله، وعزواه إلى مقاتل دون تعيينه.]]٤٦٦. (ز)
﴿قَـٰنِتُونَ ١١٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٥٣٩- عن غالِب بن عَجْرَد، قال: حَدَّثني رجل من أهل الشام، قال: بَلَغَنِي: أنّ الله لَمّا خلق الأرض، وخلق ما فيها من الشجر؛ لم يكن في الأرض شجرةٌ يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، حتى تَكَلَّم فَجَرةُ بني آدم بتلك الكلمة العظيمة؛ قولهم: ﴿اتخذ الله ولدًا﴾. فلما تكلموا بها اقْشَعَرَّت الأرض، وشاكَ الشَّجَرُ[[أخرجه ابن أبي شيبة ٣/٤٨٩ (١٧٠١٢)، وابن أبي حاتم ١/٢١٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١/٥٧٠)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.