الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا﴾ هَذا الوَلَدُ المَزْعُومُ عَلى زاعِمِهِ لَعائِنُ اللَّهِ، قَدْ جاءَ مُفَصَّلًا في آياتٍ أُخَرَ كَقَوْلِهِ: ﴿وَقالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وقالَتِ النَّصارى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهم بِأفْواهِهِمْ يُضاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أنّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة: ٣٠]، وقَوْلِهِ: ﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ البَناتِ﴾ الآيَةَ [النحل: ٥٧] . ⁕ ⁕ ⁕ * قال المؤلف في (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب): قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما في السَّماواتِ والأرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ﴾ . عَبَّرَ في هَذِهِ الآيَةِ بِـ: ”ما“ المَوْصُولَةِ الدّالَّةِ عَلى غَيْرِ العُقَلاءِ، ثُمَّ عَبَّرَ في قَوْلِهِ: ”قانِتُونَ“ بِصِيغَةِ الجَمْعِ المُذَكَّرِ الخاصِّ بِالعُقَلاءِ. وَوَجْهُ الجَمْعِ أنَّ ما في السَّماواتِ والأرْضِ مِنَ الخَلْقِ مِنهُ العاقِلُ وغَيْرُ العاقِلِ، فَغَلَبَ في الِاسْمِ المَوْصُولِ غَيْرُ العاقِلِ، وغَلَبَ في صِيغَةِ الجَمْعِ العاقِلُ، والنُّكْتَةُ في ذَلِكَ أنَّهُ قالَ: بَلْ لَهُ ما في السَّماواتِ والأرْضِ، وجَمِيعُ الخَلائِقِ بِالنِّسْبَةِ لِمُلْكِ اللَّهِ إيّاهم سَواءٌ عاقِلُهم وغَيْرُهُ، فالعاقِلُ في ضَعْفِهِ وعَجْزِهِ بِالنِّسْبَةِ إلى مُلْكِ اللَّهِ كَغَيْرِ العاقِلِ، ولَمّا ذُكِرَ القُنُوتُ، وهو الطّاعَةُ وكانَ أظْهَرَ في العُقَلاءِ مِن غَيْرِهِمْ، عَبَّرَ بِما يَدُلُّ عَلى العُقَلاءِ تَغْلِيبًا لَهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب