الباحث القرآني

﴿وَقَالَ نِسۡوَةࣱ فِی ٱلۡمَدِینَةِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِیزِ تُرَ ٰ⁠وِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ﴾ - تفسير

٣٧١٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقال نسوة في المدينة﴾ وهُنَّ خمس نسوة: امرأة الخَبّاز، وامرأة الساقي، وامرأة صاحب السجن، وامرأة صاحب الدوابّ، وامرأة صاحب الإذن، قُلْنَ: ﴿امرأت العزيز تراود فتاها﴾ العبراني، يعني: عبدها الكنعاني ﴿عن نفسه﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣١. وفي تفسير الثعلبي ٥/٢١٦ وتفسير البغوي ٤/٢٣٦ بنحوه منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.]]. (ز)

٣٧١٦٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: وشاع الحديثُ في القِرية، وتحدَّث النساءُ بأمره وأمرِها، وقلن: ﴿امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه﴾، أي: عبدها[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٤، وابن أبي حاتم ٧/٢١٣١.]]. (ز)

﴿قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ﴾ - قراءات

٣٧١٦٥- عن أبي رجاء [العُطارِدِيِّ] -من طريق أبي الأشهب- أنّه قرأ: (قَدْ شَعَفَها حُبًّا) بالعين المهملة[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٩. وهي قراءة شاذة، تُروى أيضًا علي بن أبي طالب ﵄، والنخعي، والحسن البصري، وغيرهم. انظر: المحتسب ١/٣٣٨.]]. (٨/٢٣٦)

٣٧١٦٦- عن إبراهيم النَّخَعِيِّ أنّه كان يقرؤها: ﴿قَدْ شَغَفَها حُبًّا﴾. ويقول: الشَّغَفُ: شَغَفُ الحُبِّ. والشَّعَف: شَعَف الدابَّةِ حين تُذْعَرُ[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٦)

٣٧١٦٧- عن الحسن البصري أنّه كان يقرؤها: ﴿قَدْ شَغَفَها حُبًّا﴾. قال: بَطَنَها حُبًّا. قال: وأهلُ المدينة يقولون: بطَنَها حُبًّا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٥)

٣٧١٦٨- عن محبوب قال: قرأه عوفٌ: (قَدْ شَعَفَها)[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٩.]]. (ز)

٣٧١٦٩- عن [حميد بن قيس] الأعرج -من طريق أسيد- أنّه قرأ: (قَدْ شَعَفَها حُبًّا) بالعين المهملة. وقال: ﴿شَغَفَها﴾ -يعني: بالمعجمة-: إذا كان هو يُحِبُّها[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٩.]]٣٣٤٨. (٨/٢٣٧)

٣٣٤٨ اختُلِف في قراءة قوله: ﴿قد شغفها﴾؛ فقرأ قومٌ بالغين، وقرأ آخرون بالعين. وذكر ابنُ جرير (١٣/١١٩-١٢٠) أنّ مَن قرأ بالغين، فذلك على معنى: أنّ حُبَّ يوسف وصل إلى شغاف قلبها، فدخل تحته حتى غلب على قلبها. وأنّ مَن قرأوا بالعين فإنهم وجَّهوا معنى الكلام إلى أنّ الحُبَّ قد عمها. وذكر ابنُ عطية (٥/٧٥-٧٦) أنّ قراءة العين لها وجهان: الأول: أنّه علا بها كُلَّ مرتبة مِن الحُبِّ، وذهب بها كُلَّ مذهب، فهو مأخوذ على هذا مِن شَعَف الجبال، وهي رؤوسها وأعاليها، ومنه قول النبي ﷺ: «يُوشِك أن يكون خيرُ مال المسلم غنمًا يتبع بها شَعَف الجبال، ومواقع القطر يفِرُّ بدينه مِن الفِتَن». الثاني: أن يكون الشَّعَف لَذَّة بحُرْقَةٍ يوجد مِن الجراحات والجرب ونحوها. ورجَّح ابنُ جرير (١٣/١٢١) قراءة الغين مستندًا إلى إجماع القراء، فقال: «والصواب في ذلك عندنا مِن القراءة: ﴿قد شغفها﴾ بالغين؛ لإجماع الحُجَّة مِن القراء عليه».

٣٧١٧٠- عن محمد بن الحسن الشيباني: أنّ أبا حنيفة قرأ: (قَدْ شَعَفَها حُبًّا) بالعين[[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢/٢٣٠.]]. (ز)

﴿قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ﴾ - تفسير الآية

٣٧١٧١- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿قد شغفها حبًّا﴾، قال: غَلَبَها[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٨/٢٣٤)

٣٧١٧٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضَّحّاك- في قوله: ﴿شغفها﴾، قال: قتلها حبُّ يوسف. الشَّغَف: الحب القاتل. والشَّعَف: حُبٌّ دون ذلك. والشَّغافُ: حِجاب القَلْب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٣١. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٤)

٣٧١٧٣- عن عبد الله بن عباس: أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾. قال: الشّغاف في القلب في النياط؛ قد امتلأ قلبُها مِن حُبِّ يوسف. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سَمِعْتَ نابغة بني ذبيان وهو يقول: وفي الصدر حبٌّ دون ذلك داخل دخول الشَّغافِ غيَّبَته الأضالِعُ[[أخرجه الطستي -كما في مسائل نافع (٢٤٦)-.]]. (٨/٢٣٥)

٣٧١٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾، قال: قد عَلِقها[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٦ بلفظ: علِقها حُبًّا، وابن أبي حاتم ٧/٢١٣١.]]. (٨/٢٣٥)

٣٧١٧٥- قال إبراهيم النخعي: فَتَنَها، وذَهَبَ بها[[تفسير الثعلبي ٥/٢١٦.]]. (ز)

٣٧١٧٦- عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء [العطاردي]= (ز)

٣٧١٧٧- والحسن [البصري]، ﴿قد شغفها حبا﴾، قال أحدهما: قد بَطَنها حُبًّا. وقال الآخًر: قد صدَقها حُبًّا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٧.]]. (ز)

٣٧١٧٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿قد شغفها حبًّا﴾، قال: دخل حُبُّه في شَغافِها[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٣-، وأخرجه ابن جرير ١٣/١١٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٧)

٣٧١٧٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي يحيى- ﴿قد شغفها حبًّا﴾، قال: قد عَلِقها حُبًّا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٨.]]. (ز)

٣٧١٨٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾، قال: هو الحُبُّ اللّازِق بالقلب[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٨. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٦)

٣٧١٨١- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- ﴿قد شغفها حبًّا﴾، يقول: هَلَكَتْ عليه حُبًّا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٨ وزاد: والشغاف: شغاف القلب.]]. (٨/٢٣٧)

٣٧١٨٢- قال الضحاك بن مزاحم: فَتَنها، وذهب بها[[تفسير الثعلبي ٥/٢١٦.]]. (ز)

٣٧١٨٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن دينار- في قوله: ﴿قد شغفها حبًّا﴾، قال: دخل حبُّه تحتَ الشَّغاف[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٧)

٣٧١٨٤- عن عامر الشعبي -من طريق أيوب بن عائِذ الطائيِّ- في قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾، قال: المشغوف: المُحِبُّ. والمشعوف: المجنون[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٦-١١٧، وابن أبي حاتم ٧/٢١٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٨/٢٣٥)

٣٧١٨٥- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- في قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾، قال: قد بَطَنَها حُبًّا. قال يعقوب: قال أبو بشر: أهل المدينة يقولون: قد بَطَنَها حُبًّا[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٧.]]. (٨/٢٣٥)

٣٧١٨٦- عن الحسن البصري -من طريق قُرَّة بن خالد- في هذه الآية: ﴿قد شغفها حبا﴾، أي: قد بطن لها حبه، والشغف: أن يكون مَشْغُوفًا بها[[أخرجه ابن وهب في الجامع ١/١٣٧ (٣١٧) واللفظ له، وابن جرير ١٣/١١٧ بلفظ: قد بطن لها حُبًّا.]]. (ز)

٣٧١٨٧- عن الحسن البصري -من طريق يحيى بن المختار- في قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾، قال: رَأَتِ العِلْجَةُ خليقةً لم تَرَ مثلَها، حيثُ غُلِبَتْ على عقلها، أبى قلبُها أن يَدَعَها، فأنطق اللهُ خَلِيقَةً مِن خلقه فقال: إن كان قميصه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/١٢٣٢.]]. (ز)

٣٧١٨٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿قد شغفها حبا﴾، أي: قد عَلِقَها[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٣٢٢ من طريق مَعْمَر، وابن جرير ١٣/١١٨. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٧/٢١٣١.]]. (ز)

٣٧١٨٩- قال قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر-: استبطنها حُبُّها إيّاه[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٨.]]. (ز)

٣٧١٩٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ﴿قد شغفها حبًا﴾، والشغاف: جِلْدةٌ على القلب، يُقال لها: لسان القلب. يقول: دخل الحبُّ الجلدَ حتى أصاب القلبَ[[أخرجه ابن جرير ١٣/١١٩، وابن أبي حاتم ٧/٢١٣١.]]. (٨/١٩١)

٣٧١٩١- قال محمد بن السائب الكلبي: الشغاف: حِجاب القلب[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٣-.]]. (ز)

٣٧١٩٢- قال محمد بن السائب الكلبي: حَجَب حبُّه قلبَها، حتى لا تَعْقِلَ سِواهُ[[تفسير الثعلبي ٥/٢١٦، وتفسير البغوي ٤/٢٣٦.]]. (ز)

٣٧١٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قد شغفها حبا﴾، يعني: غلبها حُبًّا شديدًا هَلَكَتْ عليه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣١.]]. (ز)

٣٧١٩٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: إنّ الشَّغَف والشَّعَف مُختلِفان؛ فالشَّعَف في البُغْض، والشَّغَف في الحُبِّ[[أخرجه ابن جرير ١٣/١٢١، وابن أبي حاتم ٧/٢١٣٢ من طريق أصبغ بن الفرج. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]٣٣٤٩. (٨/٢٣٦)

٣٣٤٩ انتَقَد ابنُ جرير (١٣/١٢١) قول ابن زيد مستندًا لِلُّغة، فقال: «وهذا الذي قاله ابن زيد لا معنى له؛ لأنّ الشعف في كلام العرب بمعنى عموم الحب أشهرُ مِن أن يجهله ذو علم بكلامهم». وانتقد ابنُ عطية (٥/٧٦) هذا القول، وكذا قول الشعبي، بقوله: «هذان القولان ضعيفان».

٣٧١٩٥- عن سفيان [بن عيينة]-من طريق أحمد بن صالح- قال: الشَّغافُ: جِلدةٌ رقيقةٌ تكون على القلب بيضاء؛ حبُّه خَرَق ذلك الجلدَ حتى وصل إلى القلب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٧/٢١٣١-٢١٣٢.]]. (٨/٢٣٦)

﴿إِنَّا لَنَرَىٰهَا فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ ۝٣٠﴾ - تفسير

٣٧١٩٦- قال إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿إنا لنراها في ضلال مبين﴾، يعني: في خسرانٍ بَيِّنٍ مِن حُبِّ يوسف[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٢٣-.]]. (ز)

٣٧١٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنا لنراها في ضلال مبين﴾، يعني: في خسرانٍ بَيِّنٍ، يعني: شَقاء مِن حُبِّ يوسف ﵇، حتى فشا عليها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٣١.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب