الباحث القرآني
﴿إنّا أنْزَلْنا إلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ﴾ في الحكم لا بالتعدي فيه ﴿لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أراكَ اللهُ﴾ بما عرفك وأوحى به إليك نزلت في طعمة بن أبيرق سرق درعًا فجاء صاحبها إلى رسول الله ﷺ وقال: إن طعمة سرق درعي فلما رأى السارق ذلك ألقاها في بيت رجل بريء وقال لنفر من عشيرته: إني ألقيتها في بيت فلان فانطلقوا ليلًا إلى نبى الله ﷺ وقالوا: إن صاحبنا بريء وسارقها فلان فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس، وجادل عنه، فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك فقام رسول الله ﷺ فعذره وقيل: هم أن يبرئه فنزلت ﴿ولاَ تَكن لِّلْخائِنِينَ﴾ لأجلهم ﴿خَصِيمًا﴾ للبراء ﴿واسْتَغْفرِ اللًهَ﴾ من موافقتهم في نسبة السرقة إلى البرىء أو من ذلك الهم والقصد ﴿إنَّ اللهَ كانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ لمن استغفر ﴿ولاَ تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانونَ أنْفُسَهُمْ﴾ يخونونها بالمعصية، لأن الضرر راجع إليهم أي: لا تجادل عن كل من خان ﴿إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ خَوّانًا﴾ مبالغًا في الخيانة ﴿أثِيمًا﴾ منهمكًا في الإثم ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النّاسِ﴾ يسترون سرقتهم ﴿ولاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ﴾ وهو أحق أن يستحيي ويخاف ﴿وهُوَ مَعَهُمْ﴾ لا يخفى عليه شيء فطريق إخفاء شيء عنه عدم فعله ﴿إذْ يُبَيِّتُونَ﴾ يدبرون وأصله أن يكون بالليل ﴿ما لاَ يَرْضى﴾ الله ﴿مِنَ القَوْلِ﴾ رمي البرىء وشهادة الزور ﴿وكانَ اللهُ بما يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴾ فيجازيهم. ﴿ها أنْتُمْ هَؤُلاءِ﴾ مبتدأ وخبر ﴿جادَلْتُمْ عَنْهُمْ﴾ خاصمتم عن طعمة وقومه. جملة هي مبينة لوقوع أولاء خبرًا، أو صلته عند من يقول: إنه موصول ﴿في الحَياةِ الدُّنْيا فمَن يُجادِلُ الله عَنْهم يَوْمَ القِيامَةِ﴾ إذا أخذهم بعذابه ﴿أم مَّن يَكُون عَلَيْهِمْ وكِيلًا﴾ فيروج دعواهم ﴿ومَن يَعْمَلْ سُوءًا﴾ يسوء به غيره أو صغيرة أو إثمًا دون الشرك ﴿أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ﴾ بما لا يتعداه أو بكبيرة أو بالشرك ﴿ثُمَّ يَسْتَغفِرِ الله يَجِدِ اللهَ غفُورًا رحِيمًا﴾ فيه عرض التوبة على طعمة لكن كما قيل: ما تاب بل ارتد ﴿ومَن يَكْسِبْ إثْمًا فَإنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ﴾ ولا يتعدى ضرره إلى غيره، لا تزر وازرة وزر أخرى ﴿وكانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ فمن علمه وحكمته أنه لا يأخذ أحدًا بذنب آخر ﴿ومَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً﴾ صغيرة، أو ذنبًا بينه وبين الله ﴿أوْ إثْمًا﴾ كبيرة، أو ما بينه وبين الناس ﴿ثُمَّ يَرْمِ بِهِ﴾ بأحدهما ﴿بَرِيئًا﴾ كما رمي طعمة ﴿فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتانًا وإثْمًا مُبِينًا﴾ برمى البريء وتنزيه الخاطئ.
{"ayahs_start":105,"ayahs":["إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَیۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَاۤ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَاۤىِٕنِینَ خَصِیمࣰا","وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا","وَلَا تُجَـٰدِلۡ عَنِ ٱلَّذِینَ یَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِیمࣰا","یَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا یَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ یُبَیِّتُونَ مَا لَا یَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطًا","هَـٰۤأَنتُمۡ هَـٰۤؤُلَاۤءِ جَـٰدَلۡتُمۡ عَنۡهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فَمَن یُجَـٰدِلُ ٱللَّهَ عَنۡهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ أَم مَّن یَكُونُ عَلَیۡهِمۡ وَكِیلࣰا","وَمَن یَعۡمَلۡ سُوۤءًا أَوۡ یَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ یَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ یَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا","وَمَن یَكۡسِبۡ إِثۡمࣰا فَإِنَّمَا یَكۡسِبُهُۥ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا","وَمَن یَكۡسِبۡ خَطِیۤـَٔةً أَوۡ إِثۡمࣰا ثُمَّ یَرۡمِ بِهِۦ بَرِیۤـࣰٔا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا"],"ayah":"یَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا یَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ یُبَیِّتُونَ مَا لَا یَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطًا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق