الباحث القرآني
ثم قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، سبق أيضًا تفسير هذه الآية، ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ الخطاب لهذه الأمة، وقوله: ﴿كُنْتُمْ﴾ قيل: في علم الله، وذلك لأن (كان) للمضيّ، ومعلوم أن هذه الأمة آخر الأمم، فلا يمكن أن يُتحدث عنها على أنها أمة بائدة، فمن ثَمّ قال بعض العلماء: إن فعل المضيّ هنا باعتبار لعلم الله، يعني: كنتم في علم الله، وعلم الله سابق على وجود الأمم، ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ﴾، وقيل وهو الصحيح: إن (كان) هنا مبينة لاتصاف المبتدأ بالخبر وتحقق وجوده فيه، وليست دالة على زمان، وهذا هو الأصح، ولهذا أمثلة منها قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء ٩٦]، ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء ١٥٨]، هل نقول: إن (كان) هنا تدل على المضي وأن هذه صفة زالت عن الله؟ لا، لكنها مسلوبة الزمان تدل على تحقق اتصاف اسمها بما دل عليه خبرها، ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، أمة، أي: طائفة، وسبق لنا أن كلمة (أمة) تطلق في القرآن على أربعة معان، ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ يعني أخرجها الله عز وجل وأظهرها وبيّنها وأبرزها، ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ﴾ ولم يقل: خُلِقت؛ لأن هذه الأمة من وصفها الخروج وهو الظهور والبروز، فخير أمة ظهرت وبرزت هي هذه الأمة، هناك أمم أخرجت للناس وظهرت وبانت لكنها لم تحصل لها الخيرية التي كانت لهذه الأمة.
ثم بيّن الله تعالى وجه هذه الخيرية في قوله: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ سبق معنى الأمر ومعنى المعروف ومعنى النهي ومعنى المنكر في قوله: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران ١٠٤].
وقوله: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ هذا يشمل الإيمان بكل ما أمر الله بالإيمان به، وتشمل أيضًا تطبيق كل ما أمر الله به فعلًا، وكل ما نهى الله عنه تركًا؛ لأن من مقتضى الإيمان بالله أن تؤمن بما أخبر به، أليس كذلك؟ وعلى هذا فيكون جميع ما أخبر الله به من أمور الغيب داخلًا في الإيمان بالله، من تحقيق الإيمان بالله أن تذعن له وتقبل حكمه، وهذا يشمل جميع الإسلام، جميع الأعمال الصالحة. ولذلك كان من مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وتأمل كيف أخّر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن شأن الأمة أن تكون قاهرة، غالبة، آمرة ناهية، فقُدِّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله، وإن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدون إيمان بالله لا ينفع، ولكن لما كانت الأمة بمظهرها عنوان قوتها أن تكون آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر.
يقول عز وجل: ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ الإيمان بالله دائمًا نسمع من كثير من المؤلفين رحمهم الله يقولون: إن الإيمان هو الإقرار، وبعضهم يقول: الإيمان هو التصديق، ولكن هذا على إطلاقه لا يصح باعتبار الإيمان الشرعي، الإيمان الشرعي هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان، فمن صدّق وأقرّ ولكن لم يقبل ويذعن فليس بمؤمن، ودليل ذلك أن أبا طالب عمّ رسول الله ﷺ كان مقرًّا ومعترفًا بصدق رسول الله ﷺ، ومع ذلك لم يكن مؤمنًا؛ لأنه لم يقبل ما جاء به ولم يذعن له، وإلا فإنه يقول في قصائده:
؎وَلَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لَا مُكَذَّبٌ ∗∗∗ لَدَيْنَــــا وَلَا يُعْنَى بِقَــــوْلِالْأَبَاطِــــــــلِ
يقول أبو طالب: لقد علموا، يعني قريشًا، أن ابننا، وهو محمد ﷺ، لا مكذَّب لدينا، يعني يصدقه، ولا يُعْنَى بقول الأباطل: لا يهتم بالقول الكذب أو الباطل، ويقول:
؎وَلَقَــدْ عَلِمْــتُ بِــأَنَّ دِيــنَمُحَمَّــــدٍ ∗∗∗ مِــــنْ خَيْــــرِ أَدْيَــــانِ الْبَرِيَّــــةِدِينَــــــــــــا؎لَوْلَا الْمَلَامَــــةُ أَوْ حِــــذَارُمَسَبَّــــةٍ ∗∗∗ لَرَأَيْتَنِــــي سَمْحًــــــــا بِــــذَاكَمُبِينًـــــــــــــــا
أعوذ بالله، ومع ذلك لم ينفعه هذا الإيمان، بل مات على الكفر، إذن الإيمان شرعًا هو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان.
قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾، (لو) هذه شرطية، وفعل الشرط فيها ﴿آمَنَ﴾، وجوابه: ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾، و(لو) إذا كان جوابها إثباتًا، (لو) الشرطية إذا كان جوابها إثباتًا فالأفصح أن يُقْرَن باللام، إذا كان جوابها إثباتًا فالأفصح أن يقرن باللام، كما في هذه الآية: ﴿لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾، ﴿لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا﴾ [الواقعة ٦٥]، ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾ [الزخرف ٦٠]، والأمثلة على هذا كثيرة، وربما حُذِفت اللام، ومنه قوله تعالى: ﴿لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا﴾ [الواقعة ٧٠]، ولم يقل: لجعلناه أجاجًا. أما إذا كان خبرها منفيًّا فإن الغالب حذف اللام، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ [الأنعام ١١٢]، ولم يقل: لما فعلوه، وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا﴾ [البقرة ٢٥٣]، ولا تقترن بها اللام إلا نادرًا، يعني قولك: لو شئتَ لما فعلتَ، هذا نادر، لكنه قد يرد، ووجه كونه نادرًا أن اللام تفيد التوكيد، و(ما) تفيد النفي، وبينهما شبه تضاد ولا يُجمع بين الشيء وضده. تأتي (لو) مصدرية مثل (أن)، وذلك إذا جاءت بعد (ودَّ) ونحوها فإنها تكون مصدرية، قال الله تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ﴾ [البقرة ١٠٩] أي: ودوا ردكم، ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [القلم ٩]، أي: إدهانك، وهكذا، فهنا (لو) نقول: إنها مصدرية، فصارت تأتي مصدرية إذا جاءت بعد (ودّ) وما أشبهها مما يدل على المحبة، وتقول: أحب لو تذهب، أحب لو تفهم، أي: أحب ذهابك وأحب فهمك.
قال: ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾، لو آمنوا لكان خيرًا لهم، خيرًا لهم من أي شيء؟ من الكفر، لو آمنوا لكان خيرًا لهم من الكفر، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ﴾ [البقرة ١٠٣]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [الصف ١٠، ١١]. إذن لكان خيرًا لهم من بقائهم على كفرهم، ويحتمل أن يقال: ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ أي: لكان خيرًا مضاعفًا، كما أخبر النبي عليه الصلاة السلام: «أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا آمَنَ بِرَسُولِهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ ﷺ آتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ»[[متفق عليه؛ البخاري (٩٧)، ومسلم (١٥٤ / ٢٤١) واللفظ للبخاري من حديث أبي موسى الأشعري.]].
ثم قال: ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾، ﴿مِنْهُمُ﴾، أي: من أهل الكتاب، ﴿الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، منهم أي: من أهل الكتاب المؤمنون، يعني الذين آمنوا مثل النجاشي من النصاري، ومن بعد؟
* الطلبة: عبد الله بن سلام.
* الشيخ: وعبد الله بن سلام من اليهود، هؤلاء آمنوا إيمانًا وَقَرَ في قلوبهم، ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، الفاسقون هنا يراد بها الخروج عن طاعة الله خروجًا مطلقًا، وهو الكفر؛ لأن الفسق يراد به الخروج عن الطاعة خروجًا مقيدًا، ويراد به الخروج عن الطاعة خروجًا مطلقًا، فالخروج عن الطاعة خروجًا مقيدًا كما قال الفقهاء رحمهم الله: إن فاعل الكبيرة فاسق؛ لأنه خرج عن الطاعة خروجًا مقيدًا بهذه المعصية التي فسق بها، والخروج عن الطاعة خروجًا مطلقًا يكون بالفسق، ومنه قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾ [السجدة ٢٠] الآية.
﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، في هذه الآية فوائد، منها: أن هذه الأمة خير الأمم؛ لقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذه الخيرية وبين ما جاء في بني إسرائيل أن الله فضّلهم على العالمين، ومعلوم أن المفضَّل خير من المفضل عليه؟ فنقول: لدينا آيتان، أو لدينا نصان متعارضان كلاهما على سبيل العموم، فهذه الآية: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ هذه عامة تشمل مَن؟ بني إسرائيل وغيرهم، وقوله في بني إسرائيل: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة ٤٧]، تقتضي التفضيل العام على هذه الأمة وعلى غيرها، فبين النصين الآن عموم متعارض، فإن ادعيت تخصيص عموم آية بني إسرائيل بخصوص هذه الآية قال لك الإسرائيلي: وأنا أدعي تخصيص عموم هذه الآية بأيش؟ بخصوص بني إسرائيل فأقول: أنتم خير أمة أخرجت للناس ما عدا بني إسرائيل. فيقال: إن النبي ﷺ بيّن لنا أي العمومين مراد، فقال: «تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ»[[أخرجه الترمذي (٣٠٠١)، وأحمد في المسند (٢٠٠١٥) واللفظ له من حديث معاوية بن حيدة.]]، فبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذه الأمة خير الأمم التي أوفتها وختمت بها، وهذا من رسول الله ﷺ نص، فيكون عموم قوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ مقدمًا على عموم قوله: ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة ٤٧]، وحينئذ يكون قوله تعالى: ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ مخصوصًا بقوله في هذه الأمة: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ بنص كلام الرسول عليه الصلاة والسلام. وقال بعض العلماء: إن المراد بالعالمين العام خصوص عالمي زمانهم، فهمتم؟ المراد بالعالمين خصوص عالمي زمانهم، يعني العالمين في هذا الزمن أي في زمان بني إسرائيل، فيكون من باب العام الذي أريد به الخاص، فلم يُرَد به العموم من الأصل، من الأصل لم يُرَد به العموم. والعام الذي يراد به الخاص كثير، في القرآن والسنة، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾ [آل عمران ١٧٣] فإن الناس في قوله: ﴿قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾ لا يراد به عموم الناس، بل القائل واحد، وقوله: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ [آل عمران ١٧٣] أيضًا لا يراد به جميع الناس؛ لأنه لم يجمع لهم إلا قريش، عامة البشر ما جمعوا للرسول ﷺ وأصحابه، فيكون قوله: ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ يكون عامًّا أيش؟ أريد به الخاص، وعلى هذا فلا يكون في الآية عموم إطلاقًا، وحينئذ لا تعارض هذه الآية.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن هذه الأمة فَضَلَت غيرها بالخيرية لوصف ليس في غيرها، وهي أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أما من سبقها فلا، يقول الله تعالى في بني إسرائيل: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾ [المائدة ٧٨، ٧٩].
* ومن فوائدها: أنه متى زال هذا الوصف الذي به فضلت هذه الأمة، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، زالت كونها خير أمة أخرجت للناس، وذلك لأن الحكم المعلَّل بعلة يوجد بوجودها وينتفي بانتفائها، ويقوى بقوتها ويضعف بضعفها.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن ترتب الخيرية عليه يدل على أهميته.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلما وُجِد في الأمة وُجِد الخير فيها، وكلما ضعف فيها ضعف الخير، ولهذا لما كانت الأمة قوية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا هذه كانت البلاد على خير ما يرام، ولما ضعفت هذه الأمة أو لما ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فات هذه البلاد من الخير بقدر ما فاتها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* طالب: تخصيص العام يا شيخ في آية بني إسرائيل لما قلنا: إنها مخصوصة، ما الدليل على هذا التخصيص، نأخذ التخصيص من الجمع بين العامّين ونقول: إن التخصيص أفضل
* الشيخ: إذا قلنا: إن المراد بالعالمين في بني إسرائيل عموم الناس صار هنا عامّان متعارضان، لكن السُّنّة بيّنت أن عموم هذه الآية مقدم على عموم آية بني إسرائيل، وإذا قلنا: إن آية بني إسرائيل لم يُرَد بها العموم من الأصل وإنما أريد بها الخاص زال الإشكال.
* طالب: تأخر الآية الثانية ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ أنها في الزمن بعد آية بني إسرائيل بماذا (...)؟
* الشيخ: هذه ربما يقول قائل: إذن أنتم خير أمة أخرجت للناس في هذا الزمن بخلاف زمن بني إسرائيل.
* طالب: يا شيخ، أحسن الله إليك، لماذا خُصّ أهل الكتاب بالكتاب في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ يعني ما يدخل فيه المجوس والصابئين وغيرهم؟
* الشيخ: هذا الإشكال يقول: لماذا قال: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ مع أن غيرهم لو آمن لكان خيرًا لهم؛ لأن هؤلاء يدّعون أنهم أهل كتاب وأنهم على دين، فيقول لهم: إذا كنتم تريدون البقاء على دينكم من أجل فضل الدين وثواب الدين فإيمانكم خير، فلو كنتم صادقين بأنكم تريدون الخيرية لكان دخولكم في الإسلام أمرًا محتمًا؛ لأنكم تريدون الخيرية، بخلاف غيرهم فربما لا يدّعون هذه الدعوى.
* طالب: شيخ، أنت قلت أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مختص بهذه الأمة، والله عز وجل يقول الآية التي: ﴿أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ﴾ [هود ١١٦] تنص على..
* الشيخ: إي نعم، لكن هؤلاء قلة ما هم الأمة كلها، ولهذا قال عن بني إسرائيل: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾ [المائدة ٧٩]، فإذا وُجِد ﴿إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ﴾ [هود ١١٦]، إلا قليلًا ممن أنجينا منهم ما يعتبر شيئًا، القليل بالنسبة للأمة ليس بشيء.
* طالب: فائدة التعبير في قوله: ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ باللام مع أنه كان المتبادر..
* الشيخ: بـ(أل).
* الطالب: إي نعم، أن يقال: وأكثرهم فاسقون كما في كثير من الآيات؟
* الشيخ: لأنه ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾، ولم يقل: منهم مؤمنون، فمن أجل المطابقة بين المتقابلين صار هذا أولى.
* الطالب: ما يصير يا شيخ الفائدة كأن هذه الصفة محصورة فيهم..
* الشيخ: لا؛ لأنه قال: ﴿أَكْثَرُهُمُ﴾، والفسق موجود في غيرهم أيضًا، ولهذا في آية المائدة: ﴿وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة ٨١] بدون (أل).
* طالب: شيخ، خصصنا المراد بالعالمين في بني إسرائيل في زمنهم، قد يدعي مدعي كذلك أنه خاص بهذه الأمة يعني بزمنهم.
* الشيخ: قلنا هذه، ما قلناها؟ إي، أجبنا عن هذا بأن الحديث هو اللي يفصل، وإلا في الحقيقة أن بينهما تعارض، إلا إذا حملنا العالمين في بني إسرائيل على أن المراد به الخاص.
* طالب: أحسن الله إليك، في القرآن دائمًا يقدَّم الأمر بالمعروف على النهي عن المنكر مع أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، أيش حكم التقديم؟
* الشيخ: معلوم؛ لأن المعروف منه القيام بأركان الإسلام: الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، بدون هذه الأمور التي تعتبر معروفًا لا ينفع اجتناب المنكر، حتى لو أن الإنسان مثلًا اجتنب المنكر لا يزني ولا يسرق ولا يشرب الخمر لكن لا يصلي لم ينفعه هذا.
* طالب: في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ هل فيه دليل على أن أهل الكتاب لن يؤمنوا ولّا قليل إيمانهم؟
* الشيخ: ما يظهر، ما يظهر، يعني لو آمنوا لكان خيرًا لهم ما يدل على أنه قد لا يؤمن إلا القليل.
* الطالب: طيب ليه قال وهو يعلم إنهم لا يؤمنون؟
* الشيخ: لا، هو حثّ لهم على الإيمان، يعني هم ها الحين يدّعون أنهم على حق، فيقول كأنه قال: إذا كنتم تدعون أنكم على حق وأنكم بقيتم على هذا ابتغاء مرضاة الله فلو آمنتم لكان خيرًا، والعاقل إذا كان صادقًا في أنه يريد الخير فمهما تبيّن الخير في أي شيء تبعه.
* طالب: إنكم ذكرتم لنا قبل جواب لو الفصيح فيه أن يقترن باللام إذا كان للإثبات، طيب إذا وردت الآية في القرآن بجواب (لو) ولم يقترن باللام، هل يقال إن هذا غير فصيح؟
* الشيخ: لا لا، قليل، نحن ما قلنا فصيح يا أخي، ما قلنا فصيح، نحن قلنا الكثير.
* الطلبة: الأفصح.
* الشيخ: نعم نعم صح، الأفصح؛ لأنه الأكثر.
* الطالب: لكن ما يقال عن تلك أنها غير الأفصح؟
* الشيخ: نعم يقال، يقال الأفصح؛ لأن الأكثر هو اقترانها باللام، فإذا كان هذا الأكثر صار أفصح، وإلا لقلنا: إنه يتساوى هذا وهذا، والقرآن فيه فصيح وفيه أفصح، ولكن قد يُعْدَل عن الأفصح إلى الفصيح لسبب من الأسباب.
* * *
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ التعبير بـ(كان) الدالة على المضي، إي نعم.
الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران ١١٠] التعبير بـ(كان) الدالة على المضي؟ إي نعم.
* طالب: قيل: فيها قولان.
* الشيخ: نعم.
* طالب: قيل: إنها دالة على المضي في الزمن الماضي، وقيل: أنها لا تعمل عمل الماضي هذا قول الله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ..﴾.
* الشيخ: يعني أنها لا تدل على زمان.
* الطالب: لا تدل على زمان
* الشيخ: طيب على القول الأول أنها دالة على زمان ماضي كيف يقول: ﴿كُنْتُمْ﴾ وهم آخر الأمم؟ شو يقول ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ﴾، ما كان؛ لأنها آخر أمة.
* طالب: هذا قول الثاني.
* الشيخ: لا، القول الثاني إن (كان) ما تدل على الزمان إنما تدل على تحقق اتصاف اسمها بخبرها.
* طالب: أي في علم الله يا شيخ.
* الشيخ: أي في علم الله، ﴿كُنْتُمْ﴾ يعني: في علم الله السابق على خلق السماوات والأرض، طيب، جملة ﴿تَأْمُرُونَ﴾ ما موقعها مما قبلها في المعنى؟
* طالب: تعليلية.
* الشيخ: تعليلية نعم.
* الطالب: لأنكم تأمرون.
* الشيخ: لأنكم تأمرون، طيب، قوله عز وجل: ﴿أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، هل المراد جميع الناس أو أخرجت للناس في زمن إخراجها؟
* طالب: جميع الناس.
* الشيخ: إذا قلت بهذا أشكل علينا قوله تعالى في بني إسرائيل: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة ٤٧]؟
* طالب: على العالمين الذين سبقوا عليهم، أو زمنهم.
* الشيخ: أو عالم زمانهم، وعلى هذا التأويل يكون المراد بالعالمين؟
* الطالب: هم مَن كانوا قبل بني إسرائيل، من بني إسرائيل ومن كان قبلهم.
* الشيخ: إي نعم.
* الطالب: عام أريد به الخصوص.
* الشيخ: يكون عامًّا أريد به الخصوص.
* الطالب: في آية أخرى
* الشيخ: أحسنت، طيب، قوله تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران ١١٠]، أهل الكتاب من هم؟
* طالب: اليهود والنصارى.
* الشيخ: ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ من أيش؟
* طالب: خيرًا لهم من الكفر.
* الشيخ: خيرًا لهم من الكفر؟ إي طيب، كيف يقول خيرًا لهم من الكفر والكفر لا خير فيه إطلاقا، ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾؟
* طالب: خيرًا لهم من الكفر.
* الشيخ: المعروف أن اسم التفضيل يدل على اشتراك المفضَّل والمفضَّل عليه في أصل المعنى، فهل في الكفر خير؟
* الطالب: لا، ليس فيه خير.
* الشيخ: إذن.
* الطالب: الآية ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ أي خيرًا لهم من الكفر.
* الشيخ: طيب، الكفر ما فيه خير أصلًا؟
* الطالب: يعني ما فيه نسبة؟
* الشيخ: إي نعم.
* الطالب: إي ها ما فيه نسبة.
* الشيخ: طيب كيف يقول: ﴿خَيْرًا لَهُمْ﴾ ويجعل فيه نسبة؟
* الطالب: لأنه بنظرهم أنه خير.
* طالب: هذا الكلام وهم يظنون أنهم على علم بالكتاب أو عندهم شيء من الدين.
* الشيخ: يعني مثل ما قال أنه عندهم خير؟
* الطالب: نعم عندهم خير.
* الشيخ: نعم.
* طالب: لأن اسم التفضيل قد يأتي والجانب المفضل عليه ليس فيهم منه شيء؛ لقوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ﴾.
* الشيخ: ﴿خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ [الفرقان ٢٤]، إذن الجواب على هذا أن اسم التفضيل قد يأتي وليس في الطرف المفضل عليه منه شيء، كقوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا﴾، مع أن أهل النار لا خير في مستقرهم إطلاقًا، طيب ما هي النكتة البلاغية في هذا؟
* طالب: في ماذا؟
* الشيخ: في كونه يقول: خيرًا، ﴿لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾؟
* الطالب: نعم خير من بقائهم على الكفر.
* الشيخ: صحيح لكن ليه النكتة البلاغية والمعنى الذي ترمي إليه الآية؟
* طالب: شيخ، هم لما كانوا يدّعون أنهم على علم وأن عندهم كتاب، فكأن الله تعالى يقول: إذا كنتم تدّعون أن عندكم، أنكم أصحاب كتاب فآمنوا، كأنه يأمرهم يعني.
* الشيخ: يعني كأنه يوبّخهم على عدم الإيمان؛ لأنهم لو كانوا صادقين يريدون الخيرية فالإيمان خير، طيب، ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ مثل مَنْ؟
* طالب: مثل عبد الله بن سلام ومثل أبي بن كعب من اليهود.
* الشيخ: عبد الله بن سلام من أين؟
* الطالب: من اليهود.
* الشيخ: أيوة، والنصارى؟
* الطالب: والنصارى النجاشي.
* الشيخ: مثل النجاشي طيب، قوله: الفاسقون ﴿أَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ معناها؟
* طالب: يعني الغالبية العظمى منهم فسقة.
* الشيخ: ما المراد بالفسق؟
* الطالب: الكفر.
* الشيخ: الكفر.
* الطالب: نعم.
* الشيخ: هل يأتي الفسق بمعنى الكفر؟
* الطالب: نعم يأتي.
* الشيخ: المثال؟
* الطالب: في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة ٤٧].
* الشيخ: وفي آية ﴿الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة ٤٥].
* الطالب: وفي آية ﴿الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة ٤٤].
* الشيخ: إي، إذن ما فيه دليل.
* الطالب: شيخ هم العلماء فرّقوا بين هذا.
* الشيخ: إيه العلماء فرّقوا هل إن معناها أن كل وصف يتنزل على حال من الأحوال أو أنها أوصاف على حال واحدة، وكل كافر فهو ظالم، وكل كافر هو فاسق؟
* طالب: قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾ [السجدة ٢٠]
* الشيخ: في مقابل؟
* طالب: في مقابل الذين آمنوا: ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾ [السجدة ١٩، ٢٠].
* الشيخ: أحسنت، ﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس ٣٣].
بسم الله الرحمن الرحيم. * من فوائد هذه الآية الكريمة: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ أنه كلما ازداد الإنسان أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر كان خيرًا من غيره؛ لأن المعلَّق على وصف يقوى بقوته ويضعف بضعفه.
* ومن فوائد هذه الآية: أن العامل أو أن العاملين يتفاضلون، من أين يؤخذ؟ من قوله: ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ﴾، وهذا واضح، وتفاضل العمّال بتفاضل الأعمال، أليس كذلك؟ وتفاضل الأعمال ثابت بالكتاب والسنة: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً﴾ [النساء ٩٥]، فهذا تفضيل العامل لفضل العمل، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، وأن العامل يزيد وصفه بالطاعة وينقص بحسب ما معه من العمل.
* من فوائدها: التنديد بأهل الكتاب حيث كفروا برسول الله ﷺ مع أنه يدّعون أنهم يريدون الخير، ولو كانوا صادقين في إرادة الخير لكانوا يؤمنون بالرسول ﷺ.
* ومن فوائد هذه الآية: أن من أهل الكتاب من هو مؤمن، ومنهم من هو الفاسق، وهم الأكثر، الأكثر الفاسقون.
فإن قال قائل: هل معنى ذلك أن أهل الكتاب الموجودين اليوم مؤمنون؟ لا، ولهذا قال: ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ و(أل) هنا للعهد الذهني، يعني: الإيمان المعروف وهو الإيمان بمحمد ﷺ، ولم يقل: منهم مؤمنون، قال: ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾، يعني: الإيمان المعهود عندكم أيها المسلمون وهو الإيمان بمن؟ برسول الله ﷺ.
* ومن فوائد هذه الآية: أن أكثر أهل الكتاب فاسق مارق خارج عن الدين، وهو كذلك، والقليل منهم آمن ويؤمن حتى الآن، حتى الآن يوجد أناس من أهل الكتاب يؤمنون بالله.
{"ayah":"كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَـٰبِ لَكَانَ خَیۡرࣰا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق