الباحث القرآني

أي قرن بَين كل شكل وشكله في النَّعيم والعَذاب. قالَ عمر بن الخطاب رَضِي الله عَنهُ في هَذِه الآيَة الصّالح مَعَ الصّالح في الجنَّة والفاجر مَعَ الفاجِر في النّار وَقالَهُ الحسن وقَتادَة والأكْثَرُونَ. وَقيل زوجت أنفس المُؤمنِينَ بالحور العين، وأنفس الكافرين بالشياطين. وَهُوَ راجع إلى القَوْل الأول. * وقال في (زاد المعاد) وَقالَ تَعالى: ﴿وَإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أيْ: قَرَنَ كُلَّ صاحِبِ عَمَلٍ بِشَكْلِهِ ونَظِيرِهِ، فَقَرَنَ بَيْنَ المُتَحابَّيْنِ في اللَّهِ في الجَنَّةِ، وقَرَنَ بَيْنَ المُتَحابَّيْنِ في طاعَةِ الشَّيْطانِ في الجَحِيمِ، فالمَرْءُ مَعَ مَن أحَبَّ شاءَ أوْ أبى، وفي "مُسْتَدْرَكِ الحاكِمِ"، وغَيْرِهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ «لا يُحِبُّ المَرْءُ قَوْمًا إلّا حُشِرَ مَعَهُمْ». * وقال في (إغاثة اللهفان) وقال تعالى: ﴿وَإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ فقرن كل شكل إلى شكله، وجعل معه قرينا وزوجا: البر مع البر، والفاجر مع الفاجر. والمقصود: أن من أحب شيئا سوى الله عز وجل فالضرر حاصل له بمحبوبه: إن وجد وإن فقد، فإنه إن فقده عذب بفراقه، وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته، أضعاف أضعاف ما في حصوله له من اللذة. * وقال في (طريق الهجرتين) روى النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب أنه سئل عن هذه الآية فقال: يقرن الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة، ويقرن الرجل السوء مع الرجل السوء في النار. وقال الحسن وقتادة: يلحق كل بشيعته، اليهودي باليهودي، والنصراني بالنصراني. وقال الربيع: يحشر الرجل مع صاحب عمله. وفى الآية ثلاثة أقوال أُخر: أحدها: أن تزويج النفوس اقترانها بأجسادها وردها إليها. الثاني: تزويجها اقترانها بأعمالها. الثالث: أنه تزويج المؤمنين الحور العين، وتزويج الكفار بالشياطين. والقول الأول أظهر الأقوال، والله أعلم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب