الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (٤١) أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ﴾ أي الذين خرجوا عن دائرة الشرع خروجاً فاحشاً حتى كانوا عريقين في ذلك الكفر والفجور، وهم في الأغلب المترفون الذين يحملهم غناهم على التكبر والأشر والبطر، فلجمعهم بين الكفر والفجور جمع لهم بين الغبرة والقترة. [البقاعي:٢١/٢٧٣] السؤال: لماذا جمع للكفرة الفجرة بين الغبرة والقترة؟ ٢- ﴿إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) ......عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ﴾ هذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص، وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم، وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم. [السعدي:٩١٢] السؤال: ما الفائدة العملية التي تفيدها من قراءة هذه الآيات؟ ٣- ﴿وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ قُرِنَ كل صاحب عمل بشكله ونظيره، فقُرِنَ بين المتحابين في الله في الجنة، وقُرِنَ بين المتحابين في طاعة الشيطان في الجحيم، فالمرء مع من أحب شاء أو أبى. [ابن القيم:٣/٢٥٧] السؤال: محبتك للآخرين لها آثار كبيرة يوم القيامة، وضح ذلك؟ ٤- ﴿وَإِذَا ٱلْمَوْءُۥدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَىِّ ذَنۢبٍ قُتِلَتْ﴾ إشعار بأنه لا ذنب لها فتقتل بسببه، بل الجرم على قاتلها؛ ولكن لعظم الجرم يتوجه السؤال إليها تبكيتا لوائدها. [الشنقيطي:٨/٤٣٨] السؤال: الموؤدة لا ذنب لها فكيف يوجه إليها السؤال؟ ٥- ﴿إِنَّهُۥ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ هذا كله يدل على شرف القرآن عند الله تعالى، بأنه بعث به هذا الملك الكريم، الموصوف بتلك الصفات الكاملة، والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات، وأشرف الرسائل. [السعدي:٩١٣] السؤال: تدبر منزلة القرآن الكريم عند الله من خلال صفات الملك الذي أوحاه إلى نبيه. ٦- ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَٰنٍ رَّجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾ فمن علم هذه الأوصاف للقرآن والرسولين الآتيين به الملكي والبشري؛ أحبه وأحبهما، وبالغ في التعظيم والإجلال، وأقبل على تلاوته في كل أوقاته، وبالغ في السعي في كل ما يأمر به والهرب مما ينهى عنه، ليحصل له الاستقامة رغبة في مرافقة من أتى به ورؤية من أتى من عنده. [البقاعي:٢١/٢٩٤] السؤال: ما الذي تثمره معرفة أوصاف القرآن وأوصاف مَن بلَّغَنَا إياه؟ ٧- ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ (٢٧) لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ هذا القرآن ذكر لجميع الناس؛ يتذكرون به ويتعظون: ﴿إن هو إلا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم﴾ أي: من أراد الهداية فعليه بهذا القرآن؛ فإنه منجاة له وهداية، ولا هداية فيما سواه. [ابن كثير:٤/٤٨١] السؤال: تحاول البشرية اليوم إيجاد طريقٍ سوي ينقذها من تخبطاتها في ظلمات الضلالات والجهل، فما الطريق الوحيد للنجاة والهداية؟ * التوجيهات ١- تذكَّر يوم الحساب واستعدَّ له ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ﴾ ٢- تكريم الله للملائكة يدعو العبد لمحبتهم والإيمان بهم ﴿إِنَّهُۥ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ ٣- النبي صلى الله عليه وسلم لايعلم الغيب ومن كان دونه فمن باب أولى ﴿﴾ وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ * العمل بالآيات ١- اعطف على من هو أصغر منك ﴿وَإِذَا ٱلْمَوْءُۥدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَىِّ ذَنۢبٍ قُتِلَتْ﴾ ٢- اعمل اليوم عملاً صالحًا تتمنى أن تراه حاضرًا أمامك يوم القيامة ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ (٢٧) لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ﴾ ٣- سل الله الاستقامة ﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ * معاني الكلمات ﴿تَرْهَقُهَا﴾ تَغْشَاهَا. ﴿قَتَرَةٌ﴾ ذِلَّةٌ، وَظُلْمَةٌ. ﴿الْكَفَرَةُ﴾ الجَاحِدُونَ بِقُلُوبِهِمْ. ﴿الْفَجَرَةُ﴾ العُصَاةُ بِأَعْمَالِهِمْ. ﴿كُوِّرَتْ﴾ لُفَّتْ، وَذَهَبَ ضَوْؤُهَا. ﴿انْكَدَرَتْ﴾ تَنَاثَرَتْ، وَذَهَبَ نُورُهَا. ﴿سُيِّرَتْ﴾ أُزِيلَتْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؛ فَصَارَتْ هَبَاءً مَنْثُورًا. ﴿الْعِشَارُ﴾ النُّوقُ الحَوَامِلُ. ﴿عُطِّلَتْ﴾ أُهْمِلَتْ، وَتُرِكَتْ. ﴿حُشِرَتْ﴾ جُمِعَتْ، وَاخْتَلَطَتْ؛ لِيُقْتَصَّ لِبَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ. ﴿سُجِّرَتْ﴾ مُلِئَتْ حَتَّى خَاضَتْ، فَانْفَجَرَتْ، ثُمَّ اتَّقَدَتْ نِيرَانًا. ﴿زُوِّجَتْ﴾ قُرِنَتْ بِأَمْثَالِهَا وَنَظَائِرِهَا. ﴿الْمَوْءُودَةُ﴾ الطِّفْلَةُ المَدْفُونَةُ حَيَّةً. ﴿الصُّحُفُ﴾ صُحُفُ الأَعْمَالِ. ﴿نُشِرَتْ﴾ فُتِحَتْ، وَبُسِطَتْ. ﴿كُشِطَتْ﴾ قُلِعَتْ، وَأُزِيلَتْ. ﴿سُعِّرَتْ﴾ أُوقِدَتْ، فَأُضْرِمَتْ. ﴿أُزْلِفَتْ﴾ قُرِّبَتْ مِنْ أَهْلِهَا. ﴿أَحْضَرَتْ﴾ قَدَّمَتْ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. ﴿فَلاَ أُقْسِمُ﴾ أُقْسِمُ، وَ﴿لاَ﴾: لِتَأْكِيدِ الْقَسَمِ. ﴿بِالْخُنَّسِ﴾ النُّجُومِ المُخْتَفِيَةِ أَنْوَارُهَا نَهَارًا. ﴿الْجَوَارِ﴾ النُّجُومِ الجَارِيَةِ فِي أَفْلاَكِهَا. ﴿الْكُنَّسِ﴾ النُّجُومِ المُسْتَتِرَةِ فِي أَبْرَاجِهَا. ﴿عَسْعَسَ﴾ أَقْبَلَ بِظَلاَمِهِ، وَأَدْبَرَ. ﴿تَنَفَّسَ﴾ ظَهَرَ ضِيَاؤُهُ، وَامْتَدَّ. ﴿رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ هُوَ: جِبْرِيلُ عليه السلام. ﴿مَكِينٍ﴾ ذِي مَكَانَةٍ رَفِيعَةٍ عِنْدَ اللهِ. ﴿ثَمَّ﴾ هُنَاكَ فِي السَّمَاوَاتِ. ﴿رَآهُ بِالأُفُقِ﴾ رَأَى نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلّم جِبْرِيلَ عليه السلام فِي الأُفُقِ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا. ﴿بِضَنِينٍ﴾ بِبَخِيلٍ فِي تَبْلِيغِ الوَحْيِ، وَفِي قِرَاءَةٍ: ﴿بِظَنِينٍ﴾، أَيْ: مُتَّهَمٍ عَلَى الْوَحْيِ. ﴿رَجِيمٍ﴾ مَرْجُومٍ، مَطْرُودٍ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ. ﴿إِنْ هُوَ﴾ مَا هُوَ. ﴿لِلْعَالَمِينَ﴾ الإِنْسِ، وَالجِنِّ. ﴿رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ رَبُّ الخَلاَئِقِ أَجْمَعِينَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب