الباحث القرآني

﴿وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ ۝٧﴾ - تفسير

٨١٦٧٨- عن النُّعمان بن بشير: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: «هما الرجلان يعملان العمل، يدخلان الجنة والنار». وقال: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ﴾ [الصافات:٢٢][[أخرجه ابن مردويه -كما في الفتح ٨/٦٩٤-.]]. (١٥/٢٦٥)

٨١٦٧٩- عن النعمان بن بشير أنه قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: «الضُّرَباء؛ كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله، وذلك بأن الله ﷿ يقول: ﴿وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون﴾ [الواقعة:٧-١٠]، قال: هم الضُّرَباء»[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/ ٣٣٢-، من طريق أبيه، عن محمد بن الصباح البزار، عن الوليد بن أبي ثور، عن سماك به.]]. (ز)

٨١٦٨٠- عن عمر بن الخطاب -من طريق سماك بن حرب، عن النُّعمان بن بشير- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: هو الرجل يُزوّج نظيره من أهل الجنة، والرجل يُزوّج نظيره من أهل النار يوم القيامة. ثم قرأ: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ﴾ [الصافات:٢٢][[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٧٠٧-، وابن مردويه -كما في تغليق التعليق ٤/٣٦١-٣٦٢-.]]. (١٥/٢٦٥)

٨١٦٨١- عن عمر بن الخطاب، ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: تزويجها: أن يؤلّف كلّ قوم إلى شبههم[[أخرجه ابن منيع -كما في المطالب العالية (٤١٧٦)-.]]. (١٥/٢٦٥)

٨١٦٨٢- عن عمر بن الخطاب -من طريق سماك بن حرب، عن النُّعمان بن بشير- ﴿وإذا النفوس زوجت﴾، قال: هما الرجلان يعملان العمل، فيدخلان به الجنة. وقال: ﴿احشروا الذين ظلموا وأزواجهم﴾ [الصافات:٢٢]، قال: ضرباءهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/١٤١.]]. (ز)

٨١٦٨٣- عن عمر بن الخطاب -من طريق النُّعمان بن بشير- أنه سُئِل عن قوله: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾. قال: يُقرَن بين الرجل الصالح مع الصالح في الجنة، ويُقرَن بين الرجل السوء مع السوء في النار، فذلك تزويج الأنفس[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٥٠ بنحوه، وابن أبي شيبة ١٣/٢٧٩، وعبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣٦٢-، وابن جرير ٢٤/١٤٢ بنحوه، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٣٥٥-، والحاكم ٢/٥١٥-٥١٦ بنحوه، وابن مردويه -كما في تغليق التعليق ٤/٣٦١-، وأبو نعيم في الحلية -كما في فتح الباري ٦/٦٩٤-. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، والبيهقي في البعث.]]. (١٥/٢٦٤)

٨١٦٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد- قال: يسيل وادٍ مِن أصل العرش مِن ماءٍ فيما بين الصيحتين، ومقدار ما بينهما أربعون عامًا، فيَنبتُ منه كلُّ خَلْقٍ بَلِي مِن الإنسان أو طير أو دابة، ولو مرّ عليهم مارٌّ قد عرفهم قبل ذلك لَعرفهم على وجه الأرض قد نبتوا، ثم تُرسل الأرواح فتُزَوّج الأجساد، فذلك قول الله: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٣٥٥-.]]. (١٥/٢٦٥)

٨١٦٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قوله: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: ذلك حين يكون الناس أزواجًا ثلاثة[[أخرجه ابن جرير ٢٤/١٤٣.]]. (ز)

٨١٦٨٦- عن الربيع بن خُثَيْم -من طريق سفيان، عن أبيه، عن منذر الثوري- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: كلّ رجل مع صاحب عمله[[أخرجه سعيد بن منصور ٨/٢٦١ (٢٣٩٩)، وابن جرير ٢٤/١٤٣. كما أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٥٠-٣٥١ من طريق سفيان، عن أبيه، عن الربيع. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٢٦٢)

٨١٦٨٧- عن أبي العالية الرِّياحيّ، ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: زوّج الروح للجسد[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.]]. (١٥/٢٦٦)

٨١٦٨٨- عن سعيد [بن جُبَير] -من طريق جعفر- في قوله ﷿: ﴿وإذا النفوس زوجت﴾، قال: زُوِّجت الأرواحُ الأبدان[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه ص٣٦ (تفسير يحيى بن يمان).]]. (ز)

٨١٦٨٩- قال مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: الأمثال للناس جُمِع بينهم[[تفسير مجاهد ص٧٠٧، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/١٣٨ (٢١)-، وابن جرير ٢٤/١٤٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وزاد ابن أبي الدنيا: الزُّناة مع الزُّناة، وأَكَلة الربا مع أكَلة الربا، وقَتَلة النفس مع قَتَلة النفس.]]. (١٥/٢٥٨)

٨١٦٩٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: زُوِّجت الأرواح الأجساد[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٢٦٠)

٨١٦٩١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي عمرو- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: ترجع الأرواح إلى أجسادها[[أخرجه ابن جرير ٢٤/١٤٤، ومن طريق محمد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٢٦٢)

٨١٦٩٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سعيد- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: يُقرن الرجل في الجنة بقرينه الصالح في الدنيا، ويُقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا بقرينه الذي كان يعينه في النار[[أخرجه الفراء في معاني القرآن ٣/٢٣٩-٢٤٠.]]. (١٥/٢٦٦)

٨١٦٩٣- عن عامر الشعبي -من طريق داود- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: زُوّج الروح بالجسد، وأُعيدت الأرواح في الأجساد[[أخرجه ابن جرير ٢٤/١٤٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٥/٢٦٦)

٨١٦٩٤- عن الحسن البصري -من طريق عوف- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: أُلحِق كلُّ امرئٍ بشِيعته[[أخرجه ابن جرير ٢٤/١٤٣. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/٩٩- بنحوه.]]. (ز)

٨١٦٩٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: أُلْحِقَ كلُّ إنسان بشيعته؛ اليهود باليهود، والنصراني بالنصراني[[أخرجه ابن جرير ٢٤/١٤٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٢٦١)

٨١٦٩٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: أشكالهم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٥٠.]]. (ز)

٨١٦٩٧- قال عطاء [بن أبي رباح]: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ زُوِّجتْ نفوس المؤمنين بالحُور العين، وقُرنتْ نفوس الكافرين بالشياطين[[تفسير البغوي ٨/٣٤٧.]]. (ز)

٨١٦٩٨- عن محمد بن السّائِب الكلبي، ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾، قال: زُوِّج المؤمنون الحُورَ العين، والكفارُ الشياطينَ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٢٦٦)

٨١٦٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أُزوجتْ أنفس المؤمنين مع الحُور العين، وأُزوجتْ أنفس الكافرين مع الشياطين، يعني: ابن آدم وشيطانه مقرونًا في السلسلة الواحدة زوجان. نظيرها في سورة الصافات [٢٢] قوله ﷿: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ﴾ يعني: قرناءهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٦٠١.]]٧٠٥٧. (ز)

٧٠٥٧ اختُلف في قوله: ﴿وإذا النفوس زوجت﴾ على أقوال: الأول: أُلحِق كلّ إنسان بشكله، وقُرِن بين الضرباء والأمثال. الثاني: عني بذلك: أنّ الأرواح رُدَّتْ إلى الأجساد، فزُوِّجتْ بها، أي: جُعلتْ لها زوجًا. الثالث: زُوِّجتْ أنفس المؤمنين الحُور العين، وأنفس المشركين الشياطين. وعلّق ابنُ عطية (٨/٥٤٧) على القول الأول بقوله: «وفي الآية على هذا حضٌّ على دليل الخير، فقد قال ﵇: «المرء مع من أحب». وقال: «فلينظر أحدكم مَن يُخالِل». وقال الله تعالى: ﴿الأَخِلّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ﴾ [الزخرف:٦٧]». ورجّح ابنُ جرير (٢٤/١٤٤) -مستندًا إلى النظائر- القول الأول، وهو قول عمر وغيره، فقال: «وأولى التأويلين في ذلك بالصحة: الذي تأوله عمر بن الخطاب ﵁؛ للعلّة التي اعتل بها، وذلك قول الله -تعالى ذِكره-: ﴿وكُنْتُمْ أزْواجًا ثَلاثَةً﴾ [الواقعة:٧]، وقوله: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْواجَهُمْ﴾ [الصافات:٢٢]، وذلك لا شك الأمثال والأشكال في الخير والشر، وكذلك قوله: ﴿وإذا النفوس زوجت﴾ بالقرناء والأمثال في الخير والشر». ولم يذكر ابنُ القيم (٣/٢٥٦-٢٥٧) غير القول الأول والثالث، ورجّح الأول مستندًا إلى قول النبي ﷺ: «لا يحب المرء قومًا إلا حُشِر معهم». ثم علّق على القول الثالث بقوله: «وهو راجع إلى القول الأول».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب