وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا قَالَ: هِيَ اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةً، سِتَّةٌ فِي الدُّنْيَا وَسِتَّةٌ فِي الْآخِرَةِ، وَهِيَ مَا ذَكَرَهُ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ وَرَوَى النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ؟ فَقَالَ: يُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، وَيُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ السُّوءِ مَعَ الرَّجُلِ السُّوءِ فِي النَّارِ [[أخرجه الطبري: ٣٠ / ٦٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٨ / ٤٢٩ لابن مردويه.]] وَهَذَا [مَعْنَى] [[ساقط من "ب".]] قَوْلِ عِكْرِمَةَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: أُلْحِقَ كُلُّ امْرِئٍ بِشِيعَتِهِ، الْيَهُودِيُّ بِالْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيُّ بِالنَّصْرَانِيِّ.
قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: يُحْشَرُ الرَّجُلُ مَعَ صَاحِبِ عَمَلِهِ. وَقِيلَ: زُوِّجَتِ النُّفُوسُ بِأَعْمَالِهَا.
وَقَالَ عَطَاءٌ وَمُقَاتِلٌ: زُوِّجَتْ نُفُوسُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحُورِ الْعِينِ، وَقُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِينَ بِالشَّيَاطِينِ.
وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ رُدَّتِ الْأَرْوَاحُ فِي الْأَجْسَادِ [[ساق ابن جرير ٣٠ / ٧٠-٧١ أقوالا في الآية ثم قال: "وأولى التأولين في ذلك بالصحة الذي تأوله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للعلة التي اعتل بها، وذلك قول الله تعالى ذكره: (وكنتم أزواجا ثلاثة) وقوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) وذلك لا شك الأمثال والأشكال في الخير والشر، وكذلك قوله (وإذا النفوس زوجت) بالقرناء والأمثال في الخير والشر".]] .
{"ayah":"وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ"}