الباحث القرآني

شرح الكلمات: وريشاً: لباس الزينة والحاجة. يواري سوءاتكم: يستر عوراتكم. لباس التقوى: خير في حفظ العورات والأجسام والعقول والأخلاق. من آيات الله: دلائل قدرته. لا يفتننكم: أي لا يصرفنكم عن طاعة الله الموجبة لرضاه ومجاورته في الملكوت الأعلى. أبويكم: آدم وحواء. قبيله: جنوده من الجن. فاحشة: خصلة قبيحة شديدة القبح كالطواف بالبيت عراة. معنى الآيات: قوله تعالى ﴿يَٰبَنِيۤ ءادَمَ قَدْ أنزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْءاتِكُمْ ورِيشاً﴾ هذا النداء الكريم المقصود منه تذكير للمشركين من قريش بنعم الله وقدرته عليهم لعلهم يذكرون فيؤمنون ويسلمون بترك الشرك والمعاصي، من نعمه عليهم أن أنزل عليهم لباساً يوارون به سوءاتهم، ﴿ورِيشاً﴾ لباساً يتجملون به، في أعيادهم ومناسباتهم، ثم أخبر تعالى أن لباس التقوى خير لصاحبه من لباس الثياب، لأن المتقي عبد ملتزم بطاعة الله ورسوله، والله ورسوله يأمران بستر العورات، ودفع الغائلات، والمحافظة على الكرامات، ويأمران بالحياء، والعفة وحسن السمت ونظافة الجسم والثياب فأين لباس الثياب مجردة عن التقوى من هذه؟؟. وقوله تعالى ﴿ذٰلِكَ مِن آياتِ ٱللَّهِ﴾ أي من دلائل قدرته الموجبة للإيمان به وطاعته، وقوله ﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ أي رجاء أن يذكروا هذه النعم فيشكروا بالإيمان والطاعة. هذا ما دلت عليه الآية الأولى [٢٦] وفي الآية الثانية [٢٧] ناداهم مرة ثانية فقال ﴿يابَنِيۤ ءادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطانُ كَمَآ أخْرَجَ أبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْءاتِهِمَآ﴾ يحذرهم من إغواء الشيطان لهم مذكراً إياهم بما صنع مع أبويهما من إخراجهما من الجنة بعد نزعه لباسهما عنهما فانكشفت سوءاتهما الأمر الذي سبب إخراجهما من دار السلام، منبهاً لهم على خطورة العدو من حيث أنه يراهم هو وجنوده، وهم لا يرونهم، ثم أخبر تعالى أنه جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون، وذلك حسب سنته في خلقه، فالشياطين يمثلون قمة الشر والخبث، فالذين لا يؤمنون قلوبهم مظلمة لانعدام نور الإيمان فيها فهي متهيئة لقبول الشياطين وقبول ما يوسوسون به ويوحونه من أنواع المفاسد والشرور كالشرك والمعاصي على اختلافها، وبذلك تتم الولاية بين الشياطين والكافرين، وكبرهان على هذا الولاء بينهم أن المشركين إذا فعلوا فاحشة خصلة ذميمة قبيحة شديدة القبح ونهوا عنها احتجوا على فعلهم بأنهم وجدوا آباءهم يفعلونها، وأن الله تعالى أمرهم بها وهي حجة باطلة لما يلي أولا: فعل آبائهم ليس ديناً ولا شرعاً. ثانيا: حاشا لله تعالى الحكيم العليم أن يأمر بالفواحش إنما يأمر بالفواحش الذين يأتونها وهم الشياطين وأوليائهم من الإنس ولهذا رد الله تعالى عليهم بقوله ﴿إنَّ ٱللَّهَ لا يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ﴾ ووبخهم معنفاً إياهم بقوله: ﴿أتَقُولُونَ عَلى ٱللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ﴾. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- التذكير بنعم الله تعالى المقتضي للشكر على ذلك بالإيمان والتقوى. ٢- التحذير من الشيطان وفتنته لاسيما وأنه يرى الإنسان والإنسان لا يراه. ٣- القلوب الكافرة هي الآثمة، وبذلك تتم الولاية بين الشياطين والكافرين. ٤- قبح الفواحش وحرمتها. ٥- بطلان الاحتجاج بفعل الناس إذ لا حجة إلا في الوحي الإلهي. ٦- تنزه الرب تعالى عن الرضا بالفواحش فضلاً عن الأمر بها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب