الباحث القرآني
(p-٣٥٠)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يا بَنِي آدَمَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكم لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكُمْ﴾ قالَ: كانَ أُناسٌ مِنَ العَرَبِ يَطُوفُونَ بِالبَيْتِ عُراةً، فَلا يَلْبَسُ أحَدُهم ثَوْبًا طافَ فِيهِ. وفي قَوْلِهِ: ( ورِياشًا ) قالَ: المالَ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكم لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكُمْ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في الحُمْسِ مِن قُرَيْشٍ، ومَن كانَ يَأْخُذُ مَأْخَذَها مِن قَبائِلِ العَرَبِ الأنْصارِ، الأوْسِ والخَزْرَجِ، وخُزاعَةَ وثَقِيفٍ، وبَنِي عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وبُطُونِ كِنانَةَ بْنِ بَكْرٍ، كانُوا لا يَأْكُلُونَ اللَّحْمَ، ولا يَأْتُونَ البُيُوتَ إلّا مِن أدْبارِها، ولا يَضْطَرِبُونَ وبَرًا ولا شَعَرًا، إنَّما يَضْطَرِبُونَ الأُدْمَ ويُلْبِسُونَ صِبْيانَهُمُ الرِّهاطَ، وكانُوا يَطُوفُونَ عُراةً إلّا قُرَيْشًا، فَإذا قَدِمُوا طَرَحُوا ثِيابَهُمُ الَّتِي قَدِمُوا فِيها، وقالُوا: هَذِهِ ثِيابُنا الَّتِي تَطَهَّرُنا إلى رَبِّنا فِيها مِنَ الذُّنُوبِ والخَطايا، ثُمَّ قالُوا لِقُرَيْشٍ: مَن يُعِيرُنا مِئْزَرًا ؟ فَإنْ لَمْ يَجِدُوا طافُوا عُراةً، فَإذا فَرَغُوا مِن طَوافِهِمْ أخَذُوا ثِيابَهُمُ الَّتِي كانُوا وضَعُوا.
(p-٣٥١)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ في قَوْلِهِ: ﴿لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكُمْ﴾ قالَ: الثِّيابَ، ( ورِياشًا ) قالَ: المالَ ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: خَشْيَةُ اللَّهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ في قَوْلِهِ: ﴿لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكُمْ﴾ قالَ: لِباسَ العامَّةِ ﴿ورِيشًا﴾ قالَ: لِباسَ الزِّينَةِ ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: الإسْلامُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ورِيشًا﴾ قالَ: المالَ واللِّباسَ والعَيْشَ والنَّعِيمَ، وفي قَوْلِهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: الإيمانُ والعَمَلُ الصّالِحُ، ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ قالَ: الإيمانُ والعَمَلُ خَيْرٌ مِنَ الرِّيشِ واللِّباسِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ورِياشًا ) يَقُولُ: مالًا.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدَوَيْهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إذا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسانِي مِنَ الرِّياشِ ما أُوارِي بِهِ عَوْرَتِي، وأتَجَمَّلُ بِهِ في النّاسِ» .
(p-٣٥٢)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: الرِّياشُ: الجَمالُ.
وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ورِيشًا﴾ قالَ: الرِّياشُ: المالُ. قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ الشّاعِرَ وهو يَقُولُ:
[١٦٥و]
؎فَرِشْنِي بِخَيْرٍ طالَ ما قَدْ بَرَيْتَنِي وخَيْرُ المَوالِي مَن يَرِيشُ ولا يَبْرِي
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ( لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكم ورِياشًا ) قالَ: هو اللِّباسُ، ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: هو الإيمانُ، وقَدْ أنْزَلَ اللَّهُ اللِّباسَ ثُمَّ قالَ: خَيْرُ اللِّباسِ التَّقْوى.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ قَرَأها ﴿ورِيشًا ولِباسُ التَّقْوى﴾ بِالرَّفْعِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عاصِمٍ أنَّهُ قَرَأ: ﴿ورِيشًا﴾ بِغَيْرِ ألْفٍ، ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ بِالرَّفْعِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، «عَنْ عُثْمانَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ: (p-٣٥٣)( ورِياشًا ) ولَمْ يَقُلْ: ﴿ورِيشًا﴾ [الأعراف»: ٢٦] .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أنَّهُ قَرَأها: ( ”ورِياشًا“ ) .
وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: هو الحَياءُ، ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ قالَ: ﴿يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكم لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكم ورِيشًا ولِباسُ التَّقْوى﴾ فاللِّباسُ الَّذِي يُوارِي سَوْآتِكم هو لَبُوسُكم، والرِّياشُ المَعاشُ، ولِباسُ التَّقْوى: الحَياءُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: يَتَّقِي اللَّهَ فَيُوارِي عَوْرَتَهُ ذاكَ لِباسُ التَّقْوى.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: ما يَلْبَسُ المُتَّقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ مِن لِباسِ أهْلِ الدُّنْيا.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ قالَ: ما يَلْبَسُ المُتَّقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ خَيْرٌ مِمّا يَلْبَسُ أهْلُ الدُّنْيا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: السَّمْتُ الحَسَنُ في الوَجْهِ.
(p-٣٥٤)وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما مِن عَبْدٍ عَمِلَ خَيْرًا أوْ شَرًّا إلّا كُسِيَ رِداءَ عَمَلِهِ حَتّى يَعْرِفُوهُ، وتَصْدِيقُ ذَلِكَ في كِتابِ اللَّهِ: ﴿ولِباسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: «رَأيْتُ عُثْمانَ عَلى المِنبَرِ قالَ: يا أيُّها النّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ في هَذِهِ السَّرائِرِ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ما عَمِلَ أحَدٌ عَمَلًا قَطُّ سِرًّا، إلّا ألْبَسُهُ اللَّهُ رِداءَهُ عَلانِيَةً، إنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وإنْ شَرًّا فَشَرٌّ. ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ( ورِياشًا - ولَمْ يَقُلْ: ﴿ورِيشًا﴾ - ولِباسُ التَّقْوى ذَلِكَ خَيْرٌ ) قالَ: السَّمْتُ الحَسَنُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكُمْ﴾ قالَ: هي الثِّيابُ، ( رِياشًا ) قالَ: المالَ، ﴿ولِباسُ التَّقْوى﴾ قالَ: الإيمانُ، ﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ يَقُولُ: ذَلِكَ خَيْرٌ مِنَ الرِّياشِ واللِّباسِ يُوارِي سَوْآتِكم.
{"ayah":"یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكُمۡ لِبَاسࣰا یُوَ ٰرِی سَوۡءَ ٰ تِكُمۡ وَرِیشࣰاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَ ٰلِكَ خَیۡرࣱۚ ذَ ٰلِكَ مِنۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ یَذَّكَّرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق