الباحث القرآني

شرح الكلمات: وأيوب: أي واذكر أيوب. إذ نادى ربه: أي دعاه لما ابتلي بفقد ماله وولده ومرض جسده. مسني الضر: هو ما ضر بجسمه أو ماله أو ولده. وذكرى للعابدين: أي عظة للعابدين، ليصبروا فيثابوا. وأدخلناهم في رحمتنا: بأن نبأناهم فانخرطوا في سلك الأنبياء إنهم من الصالحين. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في ذكر إفضالات الله تعالى وإنعامه على من شاء من عباده الصالحين فقوله تعالى في الآية الأولى [٨٣] ﴿وأَيُّوبَ﴾ أي واذكر عبدنا في شكره وصبره وسرعة أوْبِتَه، وقد ابتليناه بالعافية والمال والولد، فشكر وابتليناه بالمرض وذهاب المال والأهل والولد فصبر. أذكره ﴿إذْ نادىٰ رَبَّهُ﴾ أي داعياً ضارعاً بعد بلوغ البلاء منتهاه ربّ أي يا رب ﴿أنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وأَنتَ أرْحَمُ ٱلرّاحِمِينَ﴾ ﴿فَٱسْتَجَبْنا لَهُ﴾ دعاءه ﴿فَكَشَفْنا ما بِهِ مِن ضُرٍّ وآتَيْناهُ أهْلَهُ﴾ من زوجة وولد ﴿ومِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ﴾ أي ضاعف له ما أخذه منه بالابتلاء بعد الصبر وأما المال فقد ذكر النبي ﷺ انه أنزل عليه رَجْلاً من جَرادٍ من ذهب فكان أيوب يحثو في ثوبه حثيثاً فقال له ربّه في ذلك فقال من ذا الذي يستغني عن بركتك يا رب. وقوله تعالى: ﴿رَحْمَةً مِّنْ عِندِنا﴾ أي رحمناه رحمة خاصة، وجعلنا قصته ذكرى وموعظة للعابدين لنا لما نبتليهم بالسراء والضراء فيشكرون ويصبرون ائتساء بعبدنا أيوب ﴿إنّا وجَدْناهُ صابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إنَّهُ أوّابٌ﴾ [ص: ٤٤]. وقوله تعالى: ﴿وإسْماعِيلَ وإدْرِيسَ وذا ٱلْكِفْلِ﴾ أي واذكر في عداد المصطفين من أهل الصبر والشكر إسماعيل بن إبراهيم الخليل، وإدريس وهو أخنوخ وذا الكفل ﴿كُلٌّ مِّنَ ٱلصّابِرِينَ﴾ على عبادتنا الشاكرين لنعمائنا، وأدخلناهم في رحمتنا فنبأنا منهم من نبأنا وأنعمنا عليهم وأكرمناهم بجوارنا إنهم من الصالحين. هداية الآيات من هداية الآيات: ١- علو مقام الصبر ومثله الشكر فالأول على البأساء والثاني على النعماء. ٢- فضيلة الدعاء وهو باب الاستجابة وطريقها من ألهمه ألهم الاستجابة. ٣- في سير الصالحين مواعظ وفي قصص الماضيين عبر. ٤- من ابتلي بفقد مال أو أهل أو ولد فَصَبَر كان له من الله الخلف وما يقال عند المصيبة «إنا لله وإنا إليه لراجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب