الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ﴾. وقال في هذه السورة: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ] [[ما بين المعقوفين زيادة من (ج).]] وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ [[(وأنتم تشهدون): ساقطة من (ب).]] [آل عمران: 70]. هناك خاطبهم تَلَطُّفًا في استدعائهم [[في (ب): (اسم تداعيهم).]] إلى الحق؛ بأن وجه الخطاب إليهم، وههنا وجَّهَ الخطابَ إلى غيرهم إهانة لهم لصدهم عن الحق. فإن قيل: لم جاز أن يقال لليهود والنصارى (أهل الكتاب)، وهم لا يعملون [[في (أ)، (ب): (يعلمون). والمثبت من (ج).]] به، ولم يجز [[في (ج): (نجز).]] مثلُ ذلك في أهل القرآن؟ قيل: إن القرآن [اسمٌ] [[ما بين المعقوفين في (أ)، (ب): (انتم). والمثبت من (ج).]] خاصٌ لِما أَنزل الله على محمد ﷺ، فأما الكِتاب فيجوز أن يذهب به إلى معنى: يا أهل الكتاب المحرف عن جهته!. وأيضًا فإنهم نُسبوا إلى الكتاب، احتجاجًا عليهم بالكتاب لإقرارهم به كأنه قيل يا من يُقِرُّ بأنه من أهل الكتاب لم تكفرونَ بآيات الله؟. وقوله تعالى: ﴿لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ توبيخٌ [[في (ب): (توبيخًا).]] لهم، على لفظ الاستفهام، لأنه كسؤال التعجيز عن إقامة البرهان. وقد ذكرنا مثل هذا [[انظر: "تفسير البسيط" آية: 28 من سورة البقرة. وانظر تفسير الآية: 75 من سورة آل عمران: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾، والآية: 80 ﴿أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، والآية: 86 ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾.]]. والمراد بـ (الآيات) ههنا: الآياتُ التي أنزلها على نبيه محمد ﷺ، والمعجزات التي كانت له، والعلامات التي وافقت في صفته ما تقدمت البشارة به [[ورد عن ابن عباس، تفسيره لـ (الآيات) بأنها القرآن، ومحمد ﷺ. انظر: "زاد المسير" 1/ 429. وجعلها ابن عطية محتملة للقرائن وللعلامات الظاهرة على يدي النبي ﷺ. انظر: "المحرر الوجيز" 3/ 240.]] وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ﴾ قال ابن عباس [[لم أقف على مصدر قوله.]]: يريد: حاضرٌ لأعمالكم. ومعنى الآية يؤول إلى أن [[أن: ساقطة من: (ج).]] الله وبخهم على الكفر [[في (ج): الكافرين.]]، وأخبر أنَّه لا ينفع [الاستسرارُ به] [[ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ). وفي (ب): (الأخرابية). والمثبت من: (ج).]]؛ لأن الله شهيدٌ عليه، مع أن شهادته توجب ردعهم عن الكفر.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب