الباحث القرآني

ولَمّا أتَمَّ - سُبْحانَهُ؛ وعَزَّ شَأْنُهُ - البَراهِينَ؛ وأحْكَمَ الدَّلائِلَ عَقْلًا وسَمْعًا؛ ولَمْ يَبْقَ لِمُتَعَنِّتٍ شُبْهَةٌ؛ ولَمْ يُبادِرُوا الإذْعانَ؛ بَلْ زادُوا في الطُّغْيانِ؛ وكادُوا أنْ يُوقِعُوا الضِّرابَ والطِّعانَ بَيْنَ أهْلِ الإيمانِ؛ أعْرَضَ - سُبْحانَهُ وتَعالى - عَنْ خِطابِهِمْ؛ إيذانًا بِشَدِيدِ الغَضَبِ؛ ورابِعِ الِانْتِقامِ؛ فَقالَ - سُبْحانَهُ وتَعالى - مُخاطِبًا لِرَسُولِهِ؛ الَّذِي يَكُونُ قَتْلُهم عَلى يَدِهِ: ﴿قُلْ﴾؛ وأثْبَتَ أداةً دالَّةً عَلى بُعْدِهِمْ عَنِ الحَضْرَةِ القُدْسِيَّةِ؛ فَقالَ: ﴿يا أهْلَ الكِتابِ﴾؛ أيْ: مِنَ الفَرِيقَيْنِ؛ ﴿لِمَ تَكْفُرُونَ﴾؛ أيْ: تُوقِعُونَ الكُفْرَ؛ ﴿بِآياتِ اللَّهِ﴾؛ أيْ: وهي - لِكَوْنِهِ الحائِزَ بِجَمِيعِ الكَمالِ - البَيِّناتُ؛ نَقْلًا وعَقْلًا؛ الدّالَّةُ عَلى أنَّكم عَلى الباطِلِ؛ لِما وضَحَ مِن أنَّكم عَلى غَيْرِ مِلَّةِ إبْراهِيمَ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. ولَمّا كانَ كُفْرُهم ظاهِرًا ذَكَرَ شَهادَتَهُ (تَعالى)؛ فَقالَ مُهَدِّدًا: ﴿واللَّهُ﴾؛ أيْ: ”والحالُ أنَّ اللَّهَ - الَّذِي هو مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ قُدْرَةً وعِلْمًا؛ فَلا إلَهَ غَيْرُهُ؛ وقَدْ أشْرَكْتُمْ بِهِ -؛ ﴿شَهِيدٌ عَلى﴾؛ كُلِّ؛ ﴿ما تَعْمَلُونَ﴾؛ أيْ: لِكَوْنِهِ يَعْلَمُ (p-١١)- سُبْحانَهُ - السِّرَّ وأخْفى؛ وإنْ حَرَّفْتُمْ وأسْرَرْتُمْ“؛
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب