الباحث القرآني
﴿قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِیدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ ٩٨ قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٩٩﴾ - نزول الآيتين
١٣٩٦٨- عن عباد بن منصور، قال: سألت الحسن البصري عن قوله: ﴿والله شهيد على ما تعملون﴾. قال: هم اليهود والنصارى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧١٦.]]. (ز)
١٣٩٦٩- عن زيد بن أسلم -من طريق محمد بن إسحاق- قال: مَرَّ شَأْس بن قيس -وكان شيخًا قد عَسا[[أي: كبر. لسان العرب (عسا).]] في الجاهلية، عظيم الكفر، شديد الضِّغْنِ على المسلمين، شديد الحسد لهم- على نفر من أصحاب رسول الله ﷺ من الأوس والخزرج، في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من أُلفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَة[[قَيْلَة: أم الأوس والخزرج. لسان العرب (قيل).]] بهذه البلاد، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار. فأمر فتى شابًّا معه من يهود، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم ذَكِّرهم يوم بُعاث وما كان قبله، وأنشِدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار. وكان يوم بُعاث يومًا اقتتلت فيه الأوس والخزرج، وكان الظَّفَر فيه للأوس على الخزرج، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا، وتفاخروا، حتى تواثب رجلان من الحَيَّيْن على الرُّكَب؛ أوس بن قَيْظِيّ أحد بني حارثة من الأوس، وجَبّار بن صخر أحد بني سَلِمة من الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم -واللهِ- رددناها الآن جَذَعَة[[أي: أول ما يُبتدأ بها. لسان العرب (جذع).]]. وغضب الفريقان جميعًا، وقالوا: قد فعلنا، السلاحَ السلاحَ، موعدكم الظاهرة. والظاهرة: الحَرَّة، فخرجوا إليها، وانضمت الأوس بعضها إلى بعض، والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم، فقال: «يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألَّف به بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارًا؟!». فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوه لهم، فألقوا السلاح من أيديهم، وبكوا، وعانق الرجال بعضهم بعضًا، ثم انصرفوا مع رسول الله ﷺ سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شَأْس، وأنزل الله في شأن شَأْس بن قيس وما صنع: ﴿قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون﴾ إلى قوله: ﴿وما الله بغافل عما تعملون﴾، وأنزل في أوْس بن قَيْظِيٍّ وجَبّار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين﴾ إلى قوله: ﴿وأولئك لهم عذاب عظيم﴾[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٥٥-٥٥٦- فقال: حدثني الثقة، عن زيد بن أسلم به، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ١/٣٢٦ (١١٧) في ترجمة أوس بن قيظي، وابن جرير ٥/٦٢٧-٦٢٩، وابن المنذر ١/٣١١- ٣١٣ (٧٥٩)، وابن أبي حاتم ٣/٧١٦ (٣٨٧٨)، ٣/٧١٨ (٣٨٩٣) مختصرًا. وهذا مع إرساله فيه رجل مبهم.]]١٣٣٠. (٣/٦٩٨-٦٩٩)
١٣٩٧٠- قال مقاتل بن سليمان: نزلت في حذيفة وعمار بن ياسر حين دعوهما إلى دينهم، فقالوا لهما: ديننا أفضل من دينكم، ونحن أهدى منكم سبيلًا. فقال ﷿: ﴿لم تصدون عن سبيل الله﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٢.]]. (ز)
﴿قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِیدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ ٩٨﴾ - تفسير
١٣٩٧١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله﴾: أما آيات الله فمحمد ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٢٥.]]١٣٣١. (ز)
١٣٩٧٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله﴾، يقول: لِمَ تكفرون بالحج[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧١٦.]]. (ز)
١٣٩٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله﴾ يعني: بالقرآن، ﴿والله شهيد على ما تعملون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩١.]]. (ز)
﴿قُلۡ یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ﴾ - تفسير
١٣٩٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي رَوْق، عن الضحاك- في قوله: ﴿تصدون عن سبيل الله﴾، قال: عن دين الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧١٧.]]. (ز)
١٣٩٧٥- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد- في قوله: ﴿يا أهل الكتاب لم تصدون﴾، قال: هم اليهود والنصارى، نهاهم أن يصدوا المسلمين عن سبيل الله، ويريدون أن يَعْدِلوا الناس إلى الضلالة[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٣٠.]]. (٣/٧٠٢)
١٣٩٧٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في الآية، يقول: لِمَ تصدون عن الإسلام، وعن نبي الله ﷺ من آمن بالله، وأنتم شهداء فيما تقرءُون من كتاب الله: أن محمدًا رسول الله، وأن الإسلام دين الله الذي لا يقبل غيره، ولا يجزي إلا به، يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٢٩-٦٣٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٣/٧١٧ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٧٠٢)
١٣٩٧٧- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- في قوله: ﴿لم تصدون عن سبيل الله﴾ الآية، قال: كانوا إذا سألهم أحد: هل تجدون محمدًا؟ قالوا: لا. فصدوا الناس عنه، وبَغَوْا محمدًا ﷺ عِوَجًا؛ هلاكًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٢٩، وابن أبي حاتم ٣/٧١٧.]]١٣٣٢. (٣/٧٠١)
١٣٩٧٨- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: ﴿لم تصدون عن سبيل الله﴾، يقول: لِمَ تصدون عن الإسلام، وعن نبي الله ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٣٠، وابن أبي حاتم ٣/٧١٧.]]. (ز)
١٣٩٧٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قل يا أهل الكتاب﴾ يعني: اليهود، ﴿لم تصدون﴾ أهل الإيمان ﴿عن سبيل الله﴾ عن دين الإسلام ﴿من آمن﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩١-٢٩٢.]]. (ز)
﴿تَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا﴾ - تفسير
١٣٩٨٠- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيّ -من طريق السدي- قوله: ﴿تبغونها عوجا﴾، قال: يعني: ترجون بمكة غير الإسلام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧١٧.]]. (ز)
١٣٩٨١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿عِوَجًا﴾: بَغَوْا محمدًا ﷺ عِوَجًا؛ هلاكًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٦٢٩، وابن أبي حاتم ٣/٧١٧.]]. (٣/٧٠١)
١٣٩٨٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿تبغونها عوجا﴾، يعني: بملة الإسلام زيغًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩١-٢٩٢.]]. (ز)
﴿وَأَنتُمۡ شُهَدَاۤءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٩٩﴾ - تفسير
١٣٩٨٣- عن أبي جعفر [محمد الباقر] -من طريق عبد الله بن أبي جعفر- قوله: ﴿وأنتم شهداء﴾ على ذلك فيما تقرءون من كتاب الله أن محمدًا رسول الله، وأن الإسلام دين الله، تجدون ذلك في التوراة والإنجيل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧١٨.]]. (ز)
١٣٩٨٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأنتم شهداء﴾ أنّ الدين هو الإسلام، وأن محمدًا رسول الله ونبي، ﴿وما الله بغافل عما تعملون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩١-٢٩٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.