الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا﴾ الآية، اختلفوا في الكناية، فقيل: إنها راجعة إلى القردة [[انظر: "تفسير الطبري" 2/ 176، "تفسير الثعلبي" 1/ 81 أ، "تفسير الماوردي" 1/ 375.]]. وقال الفراء: الكناية تعود إلى المسخة [["معاني القرآن" للفراء 1/ 43.]]، لأن معنى: ﴿كُونُوا قِرَدَةً﴾ مسخناهم قردة، فوقعت الكناية عن الكلام المتقدم [[انظر: "تفسير الطبري" 1/ 333، "زاد المسير" 1/ 95.]]. وقال ابن عباس: فجعلنا تلك [[(تلك) ساقط من (ج).]] العقوبة لهؤلاء القوم الذين مسخوا قردة وخنازير، وعلى هذا الكناية تعود إلى العقوبة [[أخرجه الطبري عن الضحاك عن ابن عباس. الطبري 1/ 333، وانظر: "الماوردي" 1/ 357، "زاد المسير" 1/ 95.]]، وهي مدلول عليها بقوله: ﴿كُونُوا قِرَدَةً﴾ لأن ذلك يدل على المسخ، والمسخ عقوبة، ويقال: الهاء عائدة على الأمة [[(الأمة) ساقط من (ب).]] الذين اعتدوا، لأن قوله: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ﴾ [[في (ب): (الذين اعتدوا).]] يدل على أنهم كانوا أمة وفرقة من الناس، فرجع العائد على المعنى [[ذكره الزجاج في "معاني القرآن" 1/ 121، و"تفسير الطبري" 1/ 333، وأورد أقوالا أخرى منها: أنها تعود على قرية القوم الذين مسخوا، أو تعود على الحيتان، وهي وإن لم يجر لها ذكر ففي الخبر دلالة عليها، "تفسير الطبري" 2/ 176، وانظر: "تفسير الثعلبي" 1/ 81 ب، "تفسير الماوردي" 1/ 357، "غريب القرآن" لابن قتيبة ص 44.]]. وقال الزجاج: وجعلنا هذه الفعلة عبرة [["معاني القرآن" 1/ 121، والنص من "تهذيب اللغة" (نكل) 10/ 247.]]. والنَّكَال [[في (ب): (النكل).]] اسم لما جعلته نكالًا لغيره إذا رآه خاف أن يعمل عمله [[ذكره الأزهري عن الليث. "تهذيب اللغة" 4/ 3665، وانظر: "اللسان" (نكل) 8/ 4544.]]. وأصل هذا من قولهم: نكل عن الأمر ينكُل نُكولًا، إذا جبن عنه، يقال: نَكَّلْت بفلان، إذا عاقبته في شيء أتاه عقوبةً تُنَكِّل غيره عن ارتكاب مثله، أي: تمنع وتردد. والنِّكْل: القيد، لأنه يمنع الجري، والنِّكْلُ: حديد اللجام [[ذكره الأزهري عن شمر. "تهذيب اللغة" 4/ 3665، وانظر: "اللسان" 8/ 4544.]]. وقوله تعالى: ﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا﴾ قال أبو إسحاق: ﴿لِّمَا بَينَ يَدَيهَا﴾ الأمم التي تراها، ﴿وَمَا خَلْفَهَا﴾ ما يكون بعدها [[ما ذكره أحد قولين أوردهما الزجاج في "المعاني" 1/ 121، وانظر: "تفسير الطبري" 1/ 333.]]. فما في هذا القول عبارة عن الأمم. وقال الفراء: جعلت نكالا لما مضى من الذنوب، ولما [[في (ج): (يعملوا).]] يعمل بعدها، ليخافوا [[في (ب): (ليخافون).]] أن يعملوا بما عمل الذين مسخوا فيمسخوا [["معاني القرآن" للفراء 1/ 43، وهو قول للزجاج. انظر: "المعاني" 1/ 121، وانظر: "تفسير الطبري" 1/ 333 - 334.]]. فعلى هذا القول (ما) عبارة عن الذنوب، والهاء في (يديها) يعود [[في (ج): (تعود).]] على الفرقة الممسوخة وكذلك الهاء في ﴿خَلْفَهَا﴾ [[رجح الطبري في "تفسيره" أنها تعود على (العقوبة) 1/ 335، وذكر مكي: ثلاثة أقوال وهي، أنها تعود على القردة، أو المسخة، أو العقوبة. "المشكل" 1/ 52، وانظر: "البيان" 1/ 91.]]. وقيل: هذا على [[(على) ساقط من (ب).]] التقديم والتأخير، تقديره: فجعلناها وما خلفها مما أعد لهم من العذاب في الآخرة عقوبةً ونكالًا لما بين يديها، أي: لما [[في (ب): (أي التقديم).]] تقدم من ذنوبهم في اعتدائهم يوم السبت [[ذكره الثعلبي في "تفسيره" 1/ 81 ب، وانظر: "تفسير البغوي" 1/ 81.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب