الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ﴾ أي: إلى العجل، وقال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 21.]]: إلى الطعام وهو العجل؛ لأنه طعام، ﴿نَكِرَهُمْ﴾ أي: أنكرهم [[ساقط من (ي).]]، يقال: نكرته وأنكرته واستنكرته، قال الأعشى [[البيت في "ديوانه" ص 105، "الخصائص" 3/ 310، "المحتسب" 1/ 347، "شرح المفصل" 3/ 13، "مجاز القرآن" 1/ 293. وقال أبو عبيدة: قال يونس: قال أبو عمرو: أنا الذي زدت هذا البيت في شعر الأعشى إلى آخره فذهب، فأتوب إلى الله منه، وهو في الطبري 12/ 71، والثعلبي 7/ 48 ب، "البحر المحيط" 5/ 242، "الدر المصون" 6/ 353، "اللسان" (نكر) 8/ 4539.]]: وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا قال الليث [["تهذيب اللغة" (نكر) 4/ 3660.]]: النكرة: إنكارك الشيء، وهو نقيض المعرفة [[في (ي): (المعروف).]]، ويقال: أنكرت الشيء إنكارًا ونكرته مثله، قال: ولا يستعمل في غابر ولا أمر ولا نهي ولا مصدر. قال المفسرون: كان امتناعهم من الطعام لأنهم ملائكة، والملائكة لا تأكل ولا تشرب، وإنما أتوه في صورة الأضياف؛ ليكونوا على صفة يحبها، وهو كان يقري الضيوف، هذا معنى قول الحسن، وقيل: أروه معجزًا من مقدور الله في صورتهم. قوله تعالى: ﴿وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ أي: أضمر منهم خوفًا، قاله أبو عبيدة [[في (ي): أبو عبيد. وهو في "مجاز القرآن" 1/ 293.]] والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 61.]] وابن قتيبة [["مشكل القرآن وغريبه" ص 211.]] وهو قول أبي روق عن الضحاك [[الثعلبي 7/ 48 ب، "زاد المسير" 4/ 129، القرطبي 9/ 65.]]. وقال ابن عباس [[الثعلبي 7/ 48 ب، القرطبي 9/ 65.]]: أحس. وقال الفراء [["معاني القرآن" 2/ 21، الثعلبي 7/ 48 ب.]]: استشعر. وقال الأخفش [[ذكره الثعلبي 7/ 48 ب، "الدر المصون" 4/ 113.]]: خامره. قال الليث [["تهذيب اللغة" (وجس) 8/ 4772، "الدر المصون" 4/ 113.]]: الوجس: فزعة القلب، يقال أوجس القلب فزعًا وتوجست الأذن: إذا سمعت فزعًا، فالوجس: الفزع يقع في القلب أو في السمع؛ من صوت، أو غير ذلك، ومنه قول ذي الرمة [[البيت في "ديوانه" 1/ 449 كالتالي: (إذا توجس قرعًا من سنابكها أو كان صاحب أرض أو به المؤم) القرع: الوقع، ويُروى (ركزًا) وهو الحسُّ، "توجس": تسع، يعني: الصائد (قرعًا من سنابكها) يعني: قرع حوافرها، (السنبك) طرف الحافر، أو كان صاحب أرض (رعدة)، (الموم): مرض شبه الجدري، المعنى: من خشية == الإخطاء يُحم، والبيت من قصيدته في خرقاء يتثمبب بها، انظر: "اللسان" (وجس) 8/ 4772، (أرض) 1/ 62، (فوم) 6/ 3491 "تهذيب اللغة" 1/ 148 (أرض)، 4/ 3468 (ميا)، "جمهرة اللغة" 1120،"تاج العروس" 9/ 28، (وجس) 10/ 6 (أرض).]]: إذا توجس ركزًا [[في (ي): (ذكرًا).]] في سنابكها ... أو كان صاحب أرض أوشكت صدعًا وقال عامة المفسرين [[هذا قول قتادة. انظر: الطبري 12/ 71، الثعلبي 7/ 49، البغوي 4/ 188.]]: لما رآهم إبراهيم شبابًا أقوياء، ولم يتحرموا بطعامه لم يأمن أن يكونوا جاءوا لبلاء، وذلك أن سنتهم كانت في ذلك الدهر إذا ورد عليهم القوم فأتوا بالطعام فلم يمسوه ظنوا أنهم عدو أو لصوص، فهنالك أوجس في نفسه فزعًا، ورأوا علامه ذلك في وجهه، وفقالوا له: لا تخف فإنَّا ملائكة الله أرسلنا إلى قوم لوط، فذلك قوله تعالى: ﴿أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾. قال ابن الأنباري [["زاد المسير" 4/ 129.]]: ومعناها أرسلنا بالعذاب إلى قوم [لوط، فأضمر؛ لقيام الدليل عليه بذكر الله ذلك في قوله في سورة أخرى: ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ب).]] مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ﴾ [الذاريات: 32، 33] ونحو هذا قال أبو إسحاق [["معاني القرآن وإعرابه" 3/ 61.]] سواء.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب